«العمانية»: تشكل القلاع والحصون شواهد حضارية بارزة في تاريخ عُمان العريق، وتُعدّ من أهمّ المعالم الأثرية التي تُزيّن جبالها وسواحلها. بنيت هذه القلاع على مر العصور، لتكون بمثابة حصون دفاعية تحمي البلاد من الغزاة، ولتُصبح مراكز ثقافية وتجارية نابضة بالحياة. و تُعدّ محافظة مسقط حاضنةً لعددٍ من القلاع والحصون التاريخية التي تُشكّل إرثا حضاريا غنيا، وتُضفي على المدينة سحرًا خاصًا.

ومن هذه القلاع قلعتا الجلالي والميراني وقلعة الراوية وقلعة مطرح وبيت الفلج وحصن قريات وبيت المقحم وسور ماجد.

تقع قلعة الجلالي (الكوت الشرقي) على الصخور الشرقية المنعزلة بمسقط القديمة على ارتفاع (٤٥) مترا عن سطح البحر حيث تطل على بحر عمان، اكتمل تشييدها عام (٩٩٧هـ / ١٥٨٨م) وهي مبنية من الحجر الرملي في مكان تحصيني قديم، ويتألف مبنى القلعة من برجين حصينين يصل بينهما سور به ثماني فتحات مقوسة لإطلاق نيران المدافع وبالقلعة مجموعة أخرى من الأبراج مختلفة الارتفاع، والبناء معزول تمامًا ولا يمكن الوصول إليه من الواجهة الصخرية إلا عن طريق جسر صغير وسلم محفور في الصخر من (۸۰) درجة ينتهي عند أحد المعاقل، وقد استخدمت القلعة كموقع دفاعي، وتم ترميمها عبر العصور المختلفة وآخرها في عام (١٩٨٠م).

أما قلعة الميراني (الكوت الغربي) فتقع على الصخور الغربية بمسقط القديمة على ارتفاع (٤٥) مترا عن سطح البحر، حيث تطل على بحر عمان من موقع إستراتيجي يصعب الوصول إليه، وتم الانتهاء من تشييدها عام (٩٩٦ هـ / ١٥٨٧م). يتكون هذا البناء الضخم من عدد من الأبراج التي يصل بينها سور يحتوي على فتحات لإطلاق نيران المدافع، ويقع باب المثاعيب عند القاعدة ويمتد منه سور مسقط، وقد استخدمت القلعة لأغراض دفاعية، وتم ترميمها في عام (١٩٧٥م).

وهناك أيضا قلعة الراوية وهي تقع بالقرب من الوادي الكبير على بعد حوالي نصف كيلومتر جنوب غرب منطقة مسقط المسورة، وقد قام ببنائها السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي، حيث تم الانتهاء من تشييدها في عام (١٢١٤ هـ /١٧٩٩م)، وهي بناء حصين مستطيل الشكل بطول (١٣،٥متر) وعرض ١٢٨مترا وارتفاع (٢٨مترا)، يتوسط مدخل القلعة السور الشرقي المواجه لمسقط بطول (٢٨مترا) وعرض (١٨مترا) حتى قمة القنطرة ذات القوسين المعكوسين التي تخفي كوة لإطلاق النار، والمبنى مكون من طابق واحد به أربع غرف وله فتحات عالية وضيقة مثلثة الشكل للتهوية رممت القلعة في خلال الفترة (۱۹۸۰ - ۱۹۸۲م).

أما قلعة مطرح التي بُنيت في عام (٩٨٧هـ / ١٥٧٩م) فتقع على قمة جبل. وقد أطلق عليها قديما كوت مطرح، وهي مطلة على بحر عمان، وتحيط أسوارها بمنطقة مثلثة الشكل. وتنحدر بشكل حاد تبعا لانحدار التلة، وتحتوي القلعة على ثلاثة أبراج مستديرة الشكل، وقد بُنيت بالحجارة والصاروج واستخدمت لأغراض دفاعية بحتة، ورُممت خلال الفترة (۱۹۸۰م - ۱۹۸۲م).

وليس ببعيد عن مطرح هناك بيت الفلج الذي بُني في أواخر القرن (١٢هـ / ١٨م) وأوائل القرن ( ١٣هـ / ١٩م)، وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل يتكون من طابقين بطول (٢٥مترا) للواجهة الواحدة ويضم برجين بقطر (۷أمتار) يقعان في ركنين متقابلين هما الركن الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي، ويقع المدخل الرئيسي في منتصف الواجهة الشمالية، حيث يبلغ عرض الباب (٢١مترا) وارتفاعه (٢٦مترا) ويحيط به إطار كثيف النقوش، تبلغ مساحة الفناء المركزي (١٠,٥متر)، واستخدم البيت كمقر للقيادة العسكرية حتى السبعينيات من القرن العشرين ورُمم بيت الفلج في ديسمبر (۱۹۸۸م). ويستخدم حاليا كمتحف لقوات السلطان المسلحة.

ومن الحصون في محافظة مسقط حصن قريات الذي بناه السيد حمد بن سعيد البوسعيدي في القرن (13) هـ / ١٩م) في وسط السوق بولاية قريات في عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وهو عبارة عن بيت محصن من طابق واحد يوجد به (۱۲) غرفة، باستثناء برج الحصن الدائري المكون من طابقين، وهناك آثار تدل على وجود سور سابق بمساحة (٢٠مترا).

و من البيوت الأثرية في المحافظة بيت المقحم ويطلق عليه أيضا اسم «البيت الكبير» ويعد أكبر بيت في حارة الفلج بولاية بوشر كما يُسمى بيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي عاشت في القرن (١٢هـ/ ١٨م). ويتألف بيت المقحم من عدة مداخل وأروقة وهو مكون من ثلاثة طوابق، وقد صُمم على شكل قلعة منيعة. رُمم البيت في الفترة (۱۹۹۰م - ۱۹۹۳م).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

ما السبب وراء تأجيل افتتاح قلعة قايتباى بالإسكندرية؟

لظروف غامضة تقرر تأجيل افتتاح قلعة قايتباى بالإسكندرية؛ لمشروع التشغيل التجريبى لأول مشروع للصوت والضوء، الدى كان من المقرر افتتاحه مساء اليوم الخميس ، الا انه تم تأجيله لأجل غير مسمى لحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزارء .

كانت قد شهدت قلعة قايتباي الأثرية بمحافظة الإسكندرية، المسات الأخيرة للاستعداد لافتتاح التشغيل التجريبي لأول مشروع للصوت والضوء داخل صرح كبير " قلعة قايتباى " باعتبارها الأثر الإسلامي الوحيد المفتوح لزيارة في المحافظة، للتطبيق الفعلي لمشروع الصوت والضوء والذي يجري تنفيذه لأول مرة في الإسكندرية، بعد الانتهاء تمامًا من المشروع بتكلفة قاربت 100 مليون جنيه لزيادة عدد الزائرين من المصريين والسائحين الوافدين إلى مصر لتحسين التجربة السياحية لأول منطقة أثرية فى الإسكندرية، يتم تنفيذ بها مشروع الصوت والضوء، وذلك بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار وشركة الصوت والضوء والتنمية السياحية.

وقال مدير قلعة قايتباي بالإسكندرية، في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه سيتم بدء التشغيل التجريبي للمشروع بأحدث العروض اليوم الخميس 5 سبتمبر، الساعة التاسعة مساءً على أن يسمح للزائرين بدخول العرض بالمجان يومي الخميس والجمعة، 5 و6 سبتمبر الجاري، على أن يتم منح خصم 50% على سعر التذكرة اعتبارًا من السبت المقبل الموافق 7 سبتمبر وحتى نهاية الشهر، على أن يقام العرض باللغة العربية والإنجليزية مع توفير سماعات الترجمة للحضور.

كانت قد انتهت شركة مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق، المنفذة للمشروع من كل جوانب المشروع وتركيب الكشافات والأجهزة اللازمة لتنفيذ المشروع برمته ليكون جاهزا للافتتاح والتشغيل الرسمي.

وقال الدكتور خالد ابوالحمد، وكيل وزارة الآثار في الاسكندرية، مدير المنطقة، إن مشروع الصوت والضوء يمثل نقلة غير مسبوقة للآثار الإسلامية في الإسكندرية، خاصة وأنه يطبق في قلعة قايتباي التي تعد الأثر الإسلامي الوحيد المفتوح للزيارة على ساحل البحر المتوسط، وتحظى بإقبال سياحي كبير من مختلف جنسيات العالم فضلا عن المصريين والعرب.

وأوضح «ابو الحمد» أن المشروع يأتي ضمن جهود وزارة السياحة والآثار لزيادة عدد الزائرين من المصريين أو السائحين الوافدين إلى مصر لتحسين التجربة السياحية لاول منطقة أثرية في الإسكندرية، يتم تنفيذ بها مشروع الصوت والضوء، والذي يتم بالتعاون والتنسيق التام بين المجلس الأعلى للآثار وشركة الصوت والضوء والتنمية السياحية، وكذلك تجسيد واقعي لحرص وزارة السياحة والآثار على تحسين الخدمات المقدمة لزائري منطقة قلعة قايتباي من المصريين والسائحين، وتقديم تجربة سياحية جديدة لأول مرة في قلعة قايتباي بالإسكندرية، من خلال تقديم عروض الصوت والضوء التي تحكى تاريخ مدينة الإسكندرية وحضارتها العريقة، باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مع الحفاظ على المحتوى التاريخي للعروض.

وأوضح أنه قدم مقترحًا في وقت سابق إلى الوزارة، بشأن ادخال المشروع في 3 مواقع أثرية أخرى في الإسكندرية وهى جبانة الشاطبى وعمود السوارى وكوم الدكة.

ولفت إلى أن المشروع يعد ذات أهمية خاصة كونه يغير من شكل مدينة الإسكندرية السياحية، وأن اختيار المواقع الثلاثة بالتحديد لمعايير وضوابط عملية خاصة، ما يجعل الترويج السياحي بالإسكندرية غاية في الحتمية الضرورية لما تمثله المدينة الساحلية أهمية سياحية عالمية.

يذكر أن مشروع الصوت والضوء بقلعة قايتباي بالإسكندرية يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تحسين الخدمات المقدمة لزائري المنطقة من المصريين والسائحين، وتقديم تجربة سياحية جديدة لأول مرة في القلعة، من خلال تقديم عروض الصوت والضوء التي تحكي تاريخ مدينة الإسكندرية وحضارتها العريقة، باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مع الحفاظ على المحتوى التاريخي للعروض، بما يسهم في الترويج السياحي للمنطقة.

ويتضمن المشروع يتضمن استخدام أحدث وسائل العرض التكنولوجية وأكثرها تقدمًا، مع مراعاة كافة الشروط حفاظًا على الموقع الأثري، والتأكيد على استخدام معدات  غير ضارة بالأثر وغير حاجبة للرؤية، صممت جميعها للاستخدام في المنطقة الخارجية بعيدا عن الأثر، والبيئة القريبة من البحر.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: العلاقات المصرية الإماراتية راسخة ومتطورة
  • وزير الخارجية المصري: العلاقات مع الإمارات راسخة ومتطورة
  • نسمة محجوب تكشف موعد طرح أغنيتها الجديدة «مش شاغلين بالنا»
  • محطة معالجة تروي عطش دواوير قلعة السراغنة
  • العمل الخيري السعودي.. قيم إنسانية وإرث حضاري امتدّ إلى 171 دولة حول العالم
  • أولى فعاليات «مجلس قول وفعل».. مبادئ الاستدامة راسخة في التراث الإماراتي
  • وصل لـ171 دولة.. العمل الخيري السعودي ثقافة راسخة وإرث حضاري عريق
  • ما السبب وراء تأجيل افتتاح قلعة قايتباى بالإسكندرية؟
  • محمد بن راشد: الاستثمار في الإنسان الإماراتي الرهان الرابح لضمان غد أفضل للأجيال القادمة
  • نادية مصطفى: بحب العمل مع علي الحجار وأتمنى نقدم دويتو سويًا (خاص)