عيلة اتعمل لها بلوك .. "ولكنه ضحك كالبكاء" | خالد جمال يكتب
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
حين تشاهد مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" التي يقوم بإخراجها وبطولتها الفنان محمد صبحي، وتعرض حاليا على مسرح سنبل بطريق مصر اسكندرية الصحراوي، لا تتوقف عن الضحك، ولكنه كما قال المتنبي "ضحك كالبكاء".
تحكي المسرحية الكوميدية الاستعراضية الغنائية قصة "عيلة" مصرية على مدار 200 سنة، وتحديدا منذ عام 1927 وحتى عام 2127، لترصد أهم الأحداث التي عاصرتها مصر على مدى قرنين من الزمان، بدءا من لحظة وفاة الزعيم سعد زغلول، مرورا بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر، ثم الانفتاح الاقتصادي في عصر الرئيس السادات، وبعدها لحظات اغتياله على المنصة، وانتهاء بعصرنا الحالي.
كعادة مسرحيات محمد صبحي فإنه يعتمد في أعماله على كوميديا الموقف، وهي في "عيلة اتعمل لها بلوك" أكثر من أن تحصى، بدءا من الاختلافات الشخصية بين أفراد الأسرة قديما وحديثا، والتغيرات الاجتماعية والفكرية التي طرأت على الجميع.
مع الفوارق الواضحة بين كل جيل وجيل، كان هناك تحذير واضح في المسرحية من تدمير شمل الأسرة ودفء العائلة، عبر أدوات مختلفة، منعت التقاء أفراد الأسرة وتحاورهم، وجعلت كل منهم بعيدا عن الآخر، بدءا من التليفون والتلفزيون والموبايل وانتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
يقارن عرض "عيلة اتعمل لها بلوك" في سلاسة ووضوح، بين عاداتنا وتقاليدنا الموروثة زمان والآن، وكيف اختلفت الشخصية المصرية اختلافا كبيرا، بين الأمس واليوم، وهو ما يقدمه العمل في شكل كوميدي راق، يجعلك تضحك وتبكي، تسعد وتحزن، تفكر وتقلق، في مشاعر متباينة ومختلفة، تطغى عليها السعادة والابتسام، ولا يغيب عنها الوعي والفكر.
يبدأ العرض في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، ورغبة المصريين في الاستقلال من الاحتلال الأجنبي، وهو ما يحدث بالفعل لاحقا، لكن نهاية العرض تؤكد أن احتلالا جديدا تم، دون أسلحة وقتال وجيوش، وهو احتلال أدمغتنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، التي قضت على ترابطنا الأسري، وأفقدت "العيلة" دفئها وعاداتها وتقاليدها الجميلة، حتى وصلت لمرحلة "البلوك"، وفقدت كل معنى جميل يمكن "متابعته".
لم يغفل العرض الواقع اليومي المعاش، وأشار إلى الفوارق الواضحة بين مصر التي كانت قبل 200 عام، ومصر اليوم، وهي مقارنة لا يبدو أنها تصب في صالحنا اليوم على أي مستوى، خاصة المستوى الثقافي والفني.
كان تقديم عدد من الأغاني العاطفية والوطنية القديمة، أو بعض القصائد الشعرية المغناة، مقصودا للمقارنة مع أغاني المهرجانات ومؤديي اليوم.
وكعادة عروض محمد صبحي التي لا تخلو من العبر والمثل والقيم الرفيعة، خاصة بعد التشوهات العديدة التي أصابت المصريين في السنوات الأخيرة، فإن مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" التي يقدم فيها محمد صبحي برشاقة تتحدى العمر أكثر من شخصية للجد والأب والابن والحفيد، تدق ناقوس الخطر الحقيقي، وتدعونا لليقظة والحذر، من أجل الجيل الجديد.
باستثناء الفنانة وفاء صادق تقريبا اعتمد العرض على مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، بعد اختبارات عديدة ودقيقة، على مستوى التمثيل والغناء، والحقيقة أن الجميع أبدع في أداء دوره، تمثيلا وغناء.
أكدت وفاء صادق التي لعبت شخصية الأم والابنة على قدرتها في تجسيد الكوميديا الراقية ببساطة وتلقائية لافتة، وهو ما ينطبق على الفنانين كمال عطية ورحاب حسين اللذين لفتا الأنظار بتجسيدهما أكثر من دور في العرض، إلى آخر الوجوه الجديدة التي تألقت تمثيلا وغناء واستعراضا وكأننا أمام أوبريت غنائي ساحر.
تعرض "عيلة اتعمل لها بلوك" أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وهي مسرحية كوميدية غنائية استعراضية، من تأليف مصطفى شهيب، وبطولة وإخراج محمد صبحي، بمشاركة وفاء صادق، وعدد من أعضاء فرقة "استديو الممثل": كمال عطية ومصطفى يوسف ومحمد يوسف ومحمد سعيد ورحاب حسين وداليدا حسن ومنة طارق وليلى فوزي ومحمود أبوهيبة ومحمد شوقي طنطاوي وانجيليكا أيمن ومايكل وليم ولمياء عرابي وحلمي جلال الدين وداليا نبيل ومحمد عبدالمعطي ووليد هاني والطفلان عبدالرحمن محمود ومريم شهيب، وديكور محمد الغرباوي وأشضعار عبدالله حسن وموسيقى وألحان شريف حمدان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد صبحي محمد صبحی
إقرأ أيضاً:
فيلم الدشاش يحقق نجاحا متواصلا في دور العرض.. كم تبلغ الإيرادات؟
حقق فيلم الدشاش بطولة الفنان محمد سعد نجاحا كبيرا في دور العرض، إذ تصدر المرتبة الأولى بين الأفلام الأخرى المنافسة.
وأكّد الموزع محمود الدفراوي، في تصريحات لـ«الوطن»، أنَّ فيلم الدشاش حقق على مدار الـ5 أسابيع ما يقرب من 61 مليونا و395 ألف جنيه، واستطاع أنَّ يحافظ على المرتبة الأولى بين الأفلام الأخرى المنافسة حاليا بدور العرض.
محمد سعد يتعاون مع المخرج سامح عبد العزيزوعبر الفنان محمد سعد عن تعاونه مع المخرج سامح عبد العزيز خلال فيلم الدشاش، الذي يعرض حاليا بدور العرض، قائلا في تصريحات لـ«الوطن»، استطاع الفيلم أن يكسر حاجز المألوف، حيث تعود الجمهور على أن أظهر بشكل متكرر وهي الشخصيات التي تعود عليها، لذا قررت أن أخرج من تلك العباءة وأقدم دور مختلف وجديد .
يقوم الفنان محمد سعد بعدد من الجولات الحرة من أجل التسويق لفيلمه «الدشاش» سواء كان في مصر أو خارجها، وقد استقبل ردود فعل إيجابية من الجميع على هذا الحدث.