حين تشاهد مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" التي يقوم بإخراجها وبطولتها الفنان محمد صبحي، وتعرض حاليا على مسرح سنبل بطريق مصر اسكندرية الصحراوي، لا تتوقف عن الضحك، ولكنه كما قال المتنبي "ضحك كالبكاء".
تحكي المسرحية الكوميدية الاستعراضية الغنائية قصة "عيلة" مصرية على مدار 200 سنة، وتحديدا منذ عام 1927 وحتى عام 2127، لترصد أهم الأحداث التي عاصرتها مصر على مدى قرنين من الزمان، بدءا من لحظة وفاة الزعيم سعد زغلول، مرورا بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر، ثم الانفتاح الاقتصادي في عصر الرئيس السادات، وبعدها لحظات اغتياله على المنصة، وانتهاء بعصرنا الحالي.

 
كعادة مسرحيات محمد صبحي فإنه يعتمد في أعماله على كوميديا الموقف، وهي في "عيلة اتعمل لها بلوك" أكثر من أن تحصى، بدءا من الاختلافات الشخصية بين أفراد الأسرة قديما وحديثا، والتغيرات الاجتماعية والفكرية التي طرأت على الجميع.
مع الفوارق الواضحة بين كل جيل وجيل، كان هناك تحذير واضح في المسرحية من تدمير شمل الأسرة ودفء العائلة، عبر أدوات مختلفة، منعت التقاء أفراد الأسرة وتحاورهم، وجعلت كل منهم بعيدا عن الآخر، بدءا من التليفون والتلفزيون والموبايل وانتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
يقارن عرض "عيلة اتعمل لها بلوك" في سلاسة ووضوح، بين عاداتنا وتقاليدنا الموروثة زمان والآن، وكيف اختلفت الشخصية المصرية اختلافا كبيرا، بين الأمس واليوم، وهو ما يقدمه العمل في شكل كوميدي راق، يجعلك تضحك وتبكي، تسعد وتحزن، تفكر وتقلق، في مشاعر متباينة ومختلفة، تطغى عليها السعادة والابتسام، ولا يغيب عنها الوعي والفكر.
يبدأ العرض في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، ورغبة المصريين في الاستقلال من الاحتلال الأجنبي، وهو ما يحدث بالفعل لاحقا، لكن نهاية العرض تؤكد أن احتلالا جديدا تم، دون أسلحة وقتال وجيوش، وهو احتلال أدمغتنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، التي قضت على ترابطنا الأسري، وأفقدت "العيلة" دفئها وعاداتها وتقاليدها الجميلة، حتى وصلت لمرحلة "البلوك"، وفقدت كل معنى جميل يمكن "متابعته".
لم يغفل العرض الواقع اليومي المعاش، وأشار إلى الفوارق الواضحة بين مصر التي كانت قبل 200 عام، ومصر اليوم، وهي مقارنة لا يبدو أنها تصب في صالحنا اليوم على أي مستوى، خاصة المستوى الثقافي والفني.
كان تقديم عدد من الأغاني العاطفية والوطنية القديمة، أو بعض القصائد الشعرية المغناة، مقصودا للمقارنة مع أغاني المهرجانات ومؤديي اليوم.
وكعادة عروض محمد صبحي التي لا تخلو من العبر والمثل والقيم الرفيعة، خاصة بعد التشوهات العديدة التي أصابت المصريين في السنوات الأخيرة، فإن مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" التي يقدم فيها محمد صبحي برشاقة تتحدى العمر أكثر من شخصية للجد والأب والابن والحفيد، تدق ناقوس الخطر الحقيقي، وتدعونا لليقظة والحذر، من أجل الجيل الجديد.


باستثناء الفنانة وفاء صادق تقريبا اعتمد العرض على مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، بعد اختبارات عديدة ودقيقة، على مستوى التمثيل والغناء، والحقيقة أن الجميع أبدع في أداء دوره، تمثيلا وغناء.
أكدت وفاء صادق التي لعبت شخصية الأم والابنة على قدرتها في تجسيد الكوميديا الراقية ببساطة وتلقائية لافتة، وهو ما ينطبق على الفنانين كمال عطية ورحاب حسين اللذين لفتا الأنظار بتجسيدهما أكثر من دور في العرض، إلى آخر الوجوه الجديدة التي تألقت تمثيلا وغناء واستعراضا وكأننا أمام أوبريت غنائي ساحر.
تعرض "عيلة اتعمل لها بلوك" أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وهي مسرحية كوميدية غنائية استعراضية، من تأليف مصطفى شهيب، وبطولة وإخراج محمد صبحي، بمشاركة وفاء صادق، وعدد من أعضاء فرقة "استديو الممثل": كمال عطية ومصطفى يوسف ومحمد يوسف ومحمد سعيد ورحاب حسين وداليدا حسن ومنة طارق وليلى فوزي ومحمود أبوهيبة ومحمد شوقي طنطاوي وانجيليكا أيمن ومايكل وليم ولمياء عرابي وحلمي جلال الدين وداليا نبيل ومحمد عبدالمعطي ووليد هاني والطفلان عبدالرحمن محمود ومريم شهيب، وديكور محمد الغرباوي وأشضعار عبدالله حسن وموسيقى وألحان شريف حمدان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد صبحي محمد صبحی

إقرأ أيضاً:

كريم ونور الدين.. أول ظهور لأبناء محمد سعد في العرض الخاص للدشاش

حرص أبطال وصناع فيلم الدشاش" على الاحتفال بالعرض الخاص، الذي أقيم مساء الأربعاء ، ونشر برنامج "عرب وود"، مقطع فيديو عبر موقع "انستجرام"، يرصد أول ظهور لأبناء النجم محمد سعد.

وكتبت: "أول ظهور لهما، نجلا محمد سعد كريم ونور الدين معا في العرض الخاص لفيلم الدشاش".


محمد سعد:

قال الفنان محمد سعد، إنه استجاب لطلبات الجمهور والنقاد وعائلته وقرر تغيير نوعية أدواره السابقة من خلال فيلم «الدشاش»، الذي طرح مع بداية العام الجديد في دور العرض السينمائي.

وأوضح محمد سعد خلال تصريحات لبرنامج «عرب وود»، أنه تعرض للإجهاد من تقديم الشخصيات السابقة مثل «الحناوي» و«بوحة»، مضيفا: «لم أعد أرغب في تقديم مثل هذه الشخصيات، عائلتي والنقاد والجمهور طالبوني بتقديم أدوار كما ظهرت في فيلم (الكنز) والحمد لله وجدت هذا الأمر في (الدشاش)».

وأضاف محمد سعد: «دوري في (الدشاش) كنت أنتظره منذ فترة، وأظهر في كل الأشكال التي يحبني فيها الجمهور، أقدم الكوميديا الخفيفة، أيضا هناك أكشن بسيط يناسب الدراما، كل حاجة في العمل مضبوطة بمقادير جيدة وهذا نابع من جهد كبير من المخرج سامح عبد العزيز، والسيناريست جوزيف فوزي».


ويجسّد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم، من بينهم باسم سمرة، وزينة، ونسرين أمين، وخالد الصاوي؛ وهو من تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.


وكان آخر أعمال محمد سعد هو مسلسل “إكس لانس”، والذي عرض خلال شهر رمضان قبل الماضي، وشاركه في البطولة، كل من: الفنانة شيرين، وويزو “عضوة مسرح مصر”، بالإضافة إلى حسام داغر، وإبرام سمير، وسارة درزاوي، واللذان ظهرا ضمن مجموعة مسرح مصر أيضا، بالإضافة إلى أحمد فتحي، وحسن عبد الفتاح، وعمر متولي، ومصطفى درويش، وسامي مغاوري، والعمل من إخراج إبرام نشأت، ومن إنتاج ممدوح شاهين.


تدور أحداث مسلسل “إكس لانس” في إطار كوميدي حول شخصية الحاج حناوي الذي يدخل في مواقف كوميدية مع أسرته وابنته التي تلعب شخصيتها ويزو، وعرض في موسم رمضاني سابق.

مقالات مشابهة

  • محمد سعد: «الدشاش» خطوة جديدة و«الكوميديا» مش كل حاجة
  • محمد سعد يحقق 7 ملاييين و100 ألف جنيه فى ثلاثة أيام بفيلم الدشاش
  • إجمالي إيرادات فيلم الدشاش بآخر ليلة عرض
  • فستان قصير.. زوجة خالد سليم تثير ضجة بظهورها
  • محمد عثمان ابراهيم يكتب: تستاهلوا
  • فيلم الدشاش لـ محمد سعد .. إيرادات عالية في ثاني أيام العرض
  • كريم ونور الدين.. أول ظهور لأبناء محمد سعد في العرض الخاص للدشاش
  • تعرفوا إلى شخصيات فيلم “الدشاش” بعد انطلاقه في دور العرض السينمائية
  • في أول أيام عرضه.. فيلم "الدشاش" يقترب من تحقيق 3 مليون جنيه
  • فى أول يوم عرض.. فيلم "الدشاش" لـ محمد سعد يتخطى الـ2 مليون جنيه