دبلوماسيَّة المواطن عبر مسار العلاقات العامَّة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
يوليو 26, 2024آخر تحديث: يوليو 26, 2024
د. محمد وليد صالح
كلية الإعلام/ الجامعة العراقية
بناء علاقات دولتهم الخارجية على المستوى الإنساني مسؤولية يتحملها الأفراد وهدفها إدارة الحوار والاتصال المباشر أو الرقمي مع المواطنين نظرائهم في الدول الأخرى، لأن الذي تعجز عنه القنوات الرسمية تصنعه الشعوب وتنجح به، لزيادة الروابط الدولية والمصالح المشتركة ومضاعفة تأثير أدواتها وإرساء قواعد بناء الثقة والتفاهم ومبادئ السلام.
وبدورته الرابعة 2024 أتى اليوم العالمي للعلاقات العامة في السادس عشر من شهر تموز يوليو، وفيه جسدت جمعية العلاقات العامة العراقية (ايبرا) رؤية المبادرة الأممية بأهمية هذا العلم المعاصر وممارسة وظائفه في نشر الثقافات العالمية، عبر عمليات تسويق الآداب والعلوم والفنون والأفكار وتصديرها من دولة إلى شعوب ودول أخرى عبر الجماعات المؤثرة وقادة الرأي ضمن الدبلوماسية الرسمية والشعبية وزيادة تأثير الرأي العام، بمعنى أن الدول لا تستطيع أن تعيش طويلاً في عزلة وعادة لا تعبأ إذا تعارض هذا الرأي مع ما تراه هي محققاً لمصالحها، فضلاً عن دور المؤسسات غير الحكومية في عملية التعاون الدولي لكسب ثقة الجمهور وسعة الانفتاح والحد من ظاهرة احتكار المعلومات، نظراً لحاجة المجتمع للمشاركة في معرفة الأخبار ودخول تقانات الذكاء الاصطناعي.
إنَّ تحقيق قدر من الانسجام الجماعي على وفق أدق فهم لثقافات الشعوب المختلفة وعاداتها، ينبثق من ممارسة نشاط العلاقات العامة الاتصالي بوصفها أداة تأثير ذات خصوصية عالمية لا يتوقف على مجرد نشر رسالة معينة، وإنما عملية تبدأ برسالة يتلقاها الجمهور المستهدف تجذب انتباههم فيفهمونها ويستجيبون لها بالطريقة الناجعة لوصول الرسالة.
فيما تكمن نصف سياسات القوة في العالم بالقدرة على صنع صورة الدولة وتحسينها أمام الرأي العالمي، لذ اتسمت تكنولوجيا العمليات الاتصالية بالاستمرارية والتفاعلية ودفعت الحاجة إلى وجود تفاهم متبادل ومستمر بين المؤسسات والشركات متعددة الجنسيات والحكومات وبين جمهورها، فالثقة الدولية عامل يتيح لها الحصول على الموارد والدعم السياسي والمادي، أو ما يطلق عليه السمعة الوطنية للدولة يمكن ان تكون في أكثر فائدة لها من القوتين العسكرية والاقتصادية مما يعطي جاذبيتها الثقافية وقيمها وسياساتها الإيجابية.
إذ تواجه عملية تشكيل الصور عن الشعوب الأخرى مشكلات عدة من اهمها صعوبة الاتصال أو الحوار خاصة كنوع من العوائق، وابرزها اختلاف اللغة فهي لا تقتصر على نقل المعاني، بل تنقل رؤية كاملة للعالم بما يحويه من قيم ومعتقدات وماضٍ تأريخي، بمعنى كيفية تصوّر شعب ما لسمات شعب آخر بعد التحوّل الرقمي في مجال العلاقات العامة، فيما تتجلى تحديات استعمال التقانات في المؤسسات المتنوعة، سواء أكانت في العراق أم الدول المجاورة والعربية ارتباطها بالبعد الإنساني غالباً، ونقص المعرفة والكفاءة والمهارات التحليلية والتقنية اللازمة ومنافسة قدرات الموارد البشرية وفرص العمل، على الرغم من توفير الوقت والجهد في إعداد الرسائل الإبداعية وتوجيهها إلى الجمهور لصعود سلم التقدم والإزدهار والنجاح المعرفي.
Citizen Diplomacy through the Public Relations Track |
Mohammed Waleed Salih (PhD)
College of Media/ Al-Iraqia University
Building their state’s foreign relations at the humanitarian level is a responsibility borne by individuals and its goal is to manage dialogue and direct or digital communication with citizens and counterparts in other countries, because what official channels are unable to do is made and succeeded by peoples, to increase international ties and common interests, multiply the impact of their tools and establish the foundations for building trust, understanding and the principles of peace.
In its fourth session 2024, the International Public Relations Day came on the sixteenth of July, in which the Iraqi Public Relations Association (IPRA) embodied the vision of the UN initiative of the importance of this contemporary science and the exercise of its functions in spreading world cultures, through the marketing of literature, science, arts and ideas and exporting them from one country to other peoples and countries through influential groups and opinion leaders within official and popular diplomacy and increasing the influence of public opinion, In other words, states cannot live long in isolation and usually do not care if this opinion contradicts what they see as achieving their interests, as well as the role of non-governmental institutions in the process of international cooperation to gain public trust and openness and reduce the phenomenon of information monopoly, given the need for society to participate in knowing the news and entering artificial intelligence technologies.
Achieving a degree of collective harmony in accordance with the most accurate understanding of the cultures and customs of different peoples stems from the practice of communication public relations activity as a tool of influence with global specificity that does not depend on the mere dissemination of a specific message, but rather a process that begins with a message received by the target audience that attracts their attention, understands it and responds to it in an effective way to deliver the message.
While half of the power politics in the world lie in the ability to create the image of the state and improve it in front of world opinion, so the technology of communication operations has been characterized by continuity and interaction and has prompted the need for mutual and continuous understanding between institutions, multinational companies and governments and among their audiences, as international trust is a factor that allows them to obtain resources and political and material support, or the so-called national reputation of the state that can be more beneficial to it than the military and economic powers, which gives its cultural attractiveness, values and positive policies.
The process of forming images of other peoples faces several problems, the most important of which is the difficulty of communication or dialogue, especially as a kind of obstacles, most notably the difference in language, as it is not limited to the transfer of meanings, but rather conveys a complete vision of the world with its values, beliefs and historical past, in the sense of how one people perceives the characteristics of another people after the digital transformation in the field of public relations, while the challenges of using technologies in various institutions are manifested, Whether in Iraq or neighboring and Arab countries, it is often related to the human dimension, and the lack of knowledge, competence, analytical and technical skills necessary, and the competition of human resources capabilities and job opportunities, despite saving time and effort in preparing creative messages and directing them to the public to climb the ladder of progress, prosperity and cognitive success.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
مصدر دبلوماسي: العثور على 3 يمنيين في سجون الأسد وترتيبات لنقلهم إلى الأردن
شمسان بوست / متابعات:
أكد مصدر دبلوماسي في السفارة اليمنية بالأردن، الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، العثور على ثلاثة يمنيين كانوا مخفيين في سجون النظام السوري، ضمن آلاف المختطفين والمخفيين الذين أطلقتهم قوات المعارضة السورية من السجون مؤخّرًا.
وقال المصدر إن المخفيين الذين عثر عليهم هم: “محمد المليكي، وحسن الوهيب، واحمد ردمان”.
وأوضح أنه تم العثور على المختطف اليمني “حسن الوهيب”، في مستشفى ابن النفيسب بسوريا. فيما تم العثور على محمد المليكي وأحمد ردمان في مستشفى الشام دمشق.
وأضاف أنه تم إبلاغ عائلة الوهيب، رسميًا بنبأ العثور عليه، مشيرًا إلى أنه يجري ترتيب نقلهم إلى الأردن بالتنسيق مع الجهات المختصة هناك بشكل رسمي.
وأكد المصدر أنه يجري متابعة قضية الضباط في سوريا بشكل رسمي، موضحاً أن توجيهات عليا من مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة تقضي بمتابعة كل اليمنيين المختفين في سوريا.
وكانت وسائل إعلام قد ذكرت أن الثلاثة المذكورين هم ضباط من كلية الطيران والدفاع الجوي، وكانوا قد ذهبوا لدراسة الماجستير في سوريا قبل أن يتعرّضوا للإختفاء في العام 2012، ومن ثم جرى تسريب أخبار على أنهم قتلوا.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا قالوا إنه للمختطف اليمني حسن الوهيب، ويظهر خلاله في حالة صحية متدهورة، وفاقد للذاكرة، فيما لم يتم التأكّد من الحالة الصحّية للمليكي وردمان.