الجزيرة:
2024-09-07@21:32:51 GMT

لن تنجح حفلات التصفيق في تحويل جرائم الحرب لبطولة

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

لن تنجح حفلات التصفيق في تحويل جرائم الحرب لبطولة

حاول نتنياهو أن يحذر الولايات المتحدة من الراديكالية والتطرف، مستخدمًا خطابًا راديكاليًا دينيًا متناقضًا، وسط تصفيق الحاضرين أمامه الذين يزعمون أنهم قادة "العالم الحر"، حيث تحدث عن جيشه – الذي يقوم بإبادة جماعية – كأبطال حرب يخوضون معركة حضارية ضد "الوحشية".

خطاب بائس

أعاد نتنياهو بطريقة ممجوجة ترديد أكاذيب مرتبطة بيوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تلك الأكاذيب التي لم تستطع آلة الحرب الإعلامية الصهيونية الضخمة إثباتها، وكشف إعلامنا، ثم الإعلام الأميركي والعالمي زيفها، فيما اعتذر مسؤولون غربيون عن تصديقها والاستدلال بها.

لقد أعلن نتنياهو إصراره من داخل الكونغرس على الاستمرار في حرب الإبادة على غزة، مستدعيًا أكاذيب وأساطير تلمودية، تؤكد أنّ المصفقين له لا يعيرون اهتمامًا لأي قيمة، سوى البطش والتنكيل والإبادة.

إن هذا الاحتفاء الذي ناله نتنياهو على افتراءاته من قبل أعضاء الكونغرس، يدل على أنهم اختاروا أن يكونوا جالسين في المكان الخطأ في لحظة تاريخيّة ستلاحقهم وتسجلهم كشركاء في تلك الإبادة.

ركز نتنياهو في خطابه البائس، على أن كيانه الغاصب هو الحضارة والديمقراطية!! التي يجب على أميركا أن تستنفر لحمايتها، فيما كانت طائراته تدك خيام النازحين العزل، لتحرق الأطفال والنساء والشيوخ.

أما شرق أوسطه الجديد، الذي تحدث عنه، فهو قائم على إبادة كل أعدائه في المنطقة، الذين هم في حقيقتهم النخبة التي تبذل كل غالٍ ونفيس لنيل حريتها والتخلص من بطش وغطرسة كيانه الغاصب.

لقد سعى إلى تصوير عدوانه الإجرامي، على أنه معركة بين الخير والشر والحضارة والهمجية، كان يقول ذلك، وقد سجل نفسه بالتاريخ كقائد لإحدى أكبر الحروب همجية ووحشية في تاريخ البشرية.

القدس عنوان القضية

وهو في غمرة حديثه عن السلام، أكد أن القدس عاصمة موحدة لكيانه، ولن تكون مقسمة من جديد، وهذا في حد ذاته إعلان حرب حضارية ودينية وتاريخية، تخالف القوانين كلها، وتؤشر لشرق أوسط سيزداد اشتعالًا وحروبًا.

فالقدس كانت وما زالت وستبقى واحدة وموحدة عربية إسلامية عنوانًا لقضيتنا، وقِبلة لأحرار العالم، وبوصلة لنضالنا، وعاصمة أبدية لفلسطين.

لقد أكد نتنياهو أن 7 أكتوبر/تشرين الأول يجب ألا يتكرر، معتبرًا أن الإبادة والتدمير والقتل، كل ذلك كفيل بعدم تكراره، ونحن نؤكد أن الطريق الوحيد لعدم تكرار الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأوّل هو زوال ودحر الاحتلال وصلف مستوطنيه، وانتهاء محاولات مصادرة التاريخ والمقدسات، هذا هو السبيل الوحيد لعدم تكرار ذلك، وعلى العالم أن يدرك تمامًا تلك الحقيقة.

وبعد أن حاول تقديم كيانه بأنه مرآة حضارية لأميركا، تناقض مع نفسه حينما اتهم المتظاهرين ضد جرائمه خارج مبنى الكونغرس بأنهم يتلقون دعمًا من إيران، لقد بينت هذه التهمة أن العقل المتغطرس لا يمكن له أن يفهم غضب الشعوب الحرة من حرب إبادة تستهدف الأطفال والنساء.

إن اتهام نتنياهو للمتظاهرين ضد ارتكابه جرائم بأنهم يقفون إلى جانب الإرهاب وحماس، يكشف حجم غطرسة الاحتلال وعدم تمكنه من قبول إلا "فكرته الإرهابية".

وهي حالة نادرة في تاريخ الأعراف الدبلوماسية أن يقوم مسؤول أجنبي بشتم مواطني دولة أخرى في عقر دارهم وفي مجلسهم الذي انتخبوه، ويكيل لهم التهم بالعمالة وتلقي الرشاوى.

لقد بدا نتنياهو كممثل ساخر، وهو يحاول إقناع المصفقين له قيامًا وقعودًا، أن المتظاهرين ضد جرائم الإبادة يريدون تدمير أميركا بدعم من إيران، هذا النوع من الاتهامات تلجأ إليه الأنظمة الاستبدادية والتي يزعم المدان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أنه بعيد عنها، ليضع نفسه وكيانه مجددًا في مواجهة الرأي العام الحر.

وبمنتهى السطحية والسذاجة – وكأنه يخاطب طلابًا في صف مدرسي – طالبَ بتأسيس جيل جديد من الفلسطينيين "لا يتعلم كراهية اليهود، ويعيش في سلام معهم!"، يطلب ذلك وهو يخوض ضد أجيال متجددة من الفلسطينيين حرب إبادة، دمرت مدارسهم ومساجدهم وبيوتهم وأحلامهم، وزرعت في نفوسهم المزيد من الغضب والإصرار على الكفاح من أجل حريتهم واستقلالهم.

هزيمة نفسية

إن مزاعمه بأن "نزع السلاح من قطاع غزة سيؤدي إلى السلام والاستقرار والأمن في المنطقة"، هي أكاذيب وتدليس لا تنطلي إلا على عقول البسطاء، والعالم كله أصبح يدرك الآن أن جرائم الاحتلال وغطرسة مستوطنيه واعتداءاتهم على الفلسطينيين ومحاولاتهم سرقة التاريخ، هي السبب الوحيد في اضطراب المنطقة وعدم استقرارها.

حثّ نتنياهو الولايات المتحدة والعالم، على أن يقفوا سندًا لدعم جرائم جيشه ومستوطنيه بحق الفلسطينيين، والذين تخرج قطعانهم كل يوم لتعتدي على البشر والشجر والتاريخ.

كما أنه أعلن في خطابه أمام الكونغرس، حربًا لن تنتهي مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، فكان الخطاب "إعلان حرب" بامتياز، سيتحمل هو وكيانه تبعاتها.

ورغم الأكاذيب والتصفيق، ومحاولات نتنياهو أن يبدو متماسكًا، لكن ما قرأه العقلاء من الناس ولمسوه بقوة أن خطابه عكس هزيمة نفسية، وشكوكًا عميقة بإمكانية النصر، أو حتى إمكانية الاستمرار.

بحْث نتنياهو عن النصر هو بحْث عن سراب، وكأنه بحث عن إبرة في كومة قشّ.

بات العالم يوقن، كما "الكيان الصهيوني" أن الانتصار على حماس وعلى الشعب الفلسطيني من سابع المستحيلات، وأن حماس فكرة والفكرة لا تموت.

واثقون بشعبنا، الصامد رغم قساوة الحرب وشدّة الألم وعظم التضحيات، وواثقون بمقاومتنا التي أذهلت العالم، وأثبتت قدرتها على إيلام جيش الاحتلال المتعب واليائس.

كتائب القسام وسرايا القدس وكل قوى المقاومة فاجأت العالم بقدراتها، وقتالها الذي يزداد ضراوة.

وما خفي أعظم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تطبق سياسة الحرب الشاملة.. وتحاول تهجير الفلسطينيين

بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية بصواريخ وقنابل موجهة استهدفت البنية التحتية لمدن جنين وطولكرم وطوباس، وفرضت حصاراً كاملاً عليها وأسقطت العديد من الشهداء، بمشاركة العديد من لواءات وكتائب وقوات جيش الاحتلال، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام «الشاباك» ودعم من سلاح الجو.

العمليات العسكرية فى الضفة جاءت بعد أشهر من الاشتباكات المتواصلة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، حيث برر الاحتلال تلك العملية بأنها تستهدفهم فى مخيمات جنين وطولكرم بالضفة الغربية.

ودمر الاحتلال عدداً من المبانى والطرقات والبنية التحتية فى الساعات الأولى من العملية العسكرية فى الضفة، وفرض حصاراً مشدداً على مستشفيات الشمال، كما منع حركة المرضى والمصابين، وأعاق حركة سيارات الإسعاف التى تنقل المرضى، وصولاً لقطع شبكات الإنترنت والاتصالات، وهو أشبه بما حدث فى قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.

كما قطع الطرق المؤدية لمستشفى ابن سينا، ووضع سواتر ترابية حوله لإغلاقه بشكل كامل، كما حاصر مستشفى خليل سليمان، وأخلى مستشفى جنين الحكومى، فى ممارسات وفظائع تكرر جرائم الحرب التى ارتكبتها فى غزة منذ عدوان السابع من أكتوبر.

ودمرت جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية والبنية التحتية فى مدينة جنين ومخيمها، وتنتقل من منطقة إلى أخرى، وقدَّرت بلدية جنين أن 80% من البنية التحتية والشوارع لحقت بها أضرار جسيمة جراء العدوان.

وأسفرت العملية العسكرية فى الضفة الغربية عن استشهاد 34 فلسطينياً، بينهم 19 فى جنين، و8 فى طولكرم، و4 فى طوباس، و3 فى الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء فى الضفة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 685 فلسطينياً.

«صافى»: الاحتلال يتكبد خسائر فادحة.. وفتح جبهة جديدة يكلفه ثمناً غالياً

وقال الدكتور ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إن إسرائيل بدأت فى سياسة الحرب الشاملة على فلسطين، وما يحدث فى الضفة الغربية وجنين هو تطبيق لما يحدث فى غزة، وتضغط على السكان وتحاول دفعهم إلى التهجير وتصفية أكبر عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، كما تريد أيضاً تنفيذ مخططات نسمع عنها كثيراً من الوزراء الإسرائيليين والمتطرفين والعديد من قادتهم، وهو ما يكشف عن نيتهم فى توسيع رقعة الاستيطان ودفع الفلسطينيين إلى ترك منازلهم، وهى سياسة فاشلة وستفشل بها إسرئيل فى تمرير مخططها لتوسيع حرب الإبادة الجماعية.

وأضاف «صافى» أن الضفة الغربية تختلف طبيعتها وتركيبتها الديموجرافية عن قطاع غزة، لأن الأخيرة مغلقة بينما الضفة منطقة مفتوحة، وبالتالى تتعرض قوات الاحتلال الإسرائيلى لعمليات عسكرية وكمائن بشكل سهل للغاية، مشيراً إلى أن إسرائيل ترتكب خطأ جسيماً بالعمليات العسكرية والاجتياح الحالى لجنين والضفة وستدفع ثمنه، مؤكداً أنها تريد توسيع رقعة الحرب للقضاء على أكبر قدر ممكن من الفصائل الفلسطينية، ولكن المقاومة أعطت دلائل وإشارات واضحة بأنهم قادرون على تكبيدها خسائر فادحة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن فتح جبهة جديدة فى الضفة سيؤدى إلى مرحلة استنزاف داخلى فى إسرائيل وسيهدد الأمن الداخلى، وسيحدث كساد فى الاقتصاد الإسرائيلى كما سيكون مواطنوها مهددين بشكل كبير، وستدفع ثمناً غالياً لتوسيع هذه الحملة.

«الرقب»: «نتنياهو» كان يخطط للهجوم على «الضفة» لتفكيك أى وجود عسكرى بها

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن الضفة الغربية كانت الهدف الأول لإسرائيل وليس غزة، ولكن الأخيرة هى التى فرضت الحرب، مضيفاً أنها كانت تصف مخيم جنين بـ«عش الدبابير» بسبب وجود عناصر الفصائل الفلسطينية به، كما خرج منه العديد من أفراد المقاومة، الذين قاموا بعمليات عسكرية فى قلب مدن إسرائيلية، وبالتالى كان الاحتلال يهدف منذ سنوات طويلة إلى الهجوم على الضفة وتفكيك أى وجود عسكرى بها.

وأشار «الرقب» إلى أنه فى كلمة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كان يحمل خارطة بها الضفة الغربية جزء من دولة الاحتلال، وهذا يؤكد أنه يخطط بشكل كامل لضمها إلى حدود دولته، مشيراً إلى اقتحام ومحاصرة المستشفيات، وهى محاكاة لما فعلته قوات الاحتلال فى غزة، مضيفاً أنه يحاكى تجربته ويحاصر المستشفيات ليتمكن من اعتقال من يريدون لأنه يعتقد أن بعض من يستهدفهم من الفصائل يذهبون إلى المستشفيات.

«أبوعطيوى»: بات من الواضح أن الكيان يريد القضاء على الإنسان والجغرافيا الفلسطينية

وقال ثائر أبوعطيوى، الكاتب الفلسطينى، إن العملية العسكرية جاءت بتحريض صريح ومعلن من قبَل الساسة والمسئولين الإسرائيليين مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ووزير المالية سموتريتش، ووزير الأمن الداخلى بن غفير، إضافة للمسئولين فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما تأتى ضمن حرب الإبادة الجماعية لكل ما هو فلسطينى، سواء بالضفة أو غزة أو القدس المحتلة، هذا فى ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل على القطاع.

وأضاف «أبوعطيوى» أن العملية لاجتياح مخيمات الضفة، وخصوصاً شمالها، تأتى بشكل مدروس ومتوازٍ فى إطار الحرب على غزة وليس بمعزل عنها، حيث بات من الواضح أن حكومة الاحتلال تريد القضاء على الإنسان والجغرافيا الفلسطينية وتقطيع أواصر المدن والمحافظات ومخيمات الضفة، ضمن مخطط للتهجير والطرد من أجل بناء المستوطنات والتوسع الاستيطانى فى الضفة.

وأبرز «أبوعطيوى» أيضاً تدمير إسرائيل للبنية التحتية فى غزة، قائلاً إنها تهدف إلى القضاء بشكل كامل على الحياة وكافة تفاصيلها، وخصوصاً فى القطاع، فى ظل استمرار نزوح وهجرة وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى من مناطق سكنهم وعن منازلهم وتدمير معظمها بشكل كامل، مؤكداً أيضاً تعمُّد الاحتلال تدمير البنية التحتية للقضاء على كافة المعالم السكانية والعمرانية وجعل البنية التحتية كومة من الحجارة، ما يؤدى إلى دمار المنازل والمساكن والبيئة المجتمعية والصحية، والتدمير الاقتصادى، وهو ما سيؤدى إلى العديد من المشكلات والأزمات التى تؤثر على سلامة العيش وصحة الإنسان فى فلسطين بالمستقبل.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقتحم قرية برقا شرق رام الله ويطلق قنابل الصوت تجاه الفلسطينيين
  • نادي الأسير: الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائم بشعة بحق الأسرى الفلسطينيين
  • إسرائيل تطبق سياسة الحرب الشاملة.. وتحاول تهجير الفلسطينيين
  • أهالي المحتجزين في غزة: كان من الممكن إنقاذ حياة الرهائن بالصفقات التي نسفها نتنياهو
  • جرائم الاحتلال مستمرة.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 40939
  • روسيا تنجح في السيطرة على قرية «كايلينوف» شرقي أوكرانيا
  • الجزيرة ترصد الدمار الواسع الذي خلفه جيش الاحتلال بجنين
  • صحف عالمية: نتنياهو غير معني بعودة الأسرى وواشنطن متواطئة في قتل الفلسطينيين
  • مواجهات مرتقبة بين أبطال العالم في الدور ربع النهائي لبطولة الماسترز السعودية للسنوكر
  • مواجهات مرتقبة في الدور ربع النهائي لبطولة الماسترز السعودية للسنوكر