أشاد التقرير الإحصائي "المحميات الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لعام 2023م الصادر عن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاهتمام الذي توليه سلطنة عمان بالمحميات الطبيعية نظرا لأهميتها من الناحية البيئية من خلال المحافظة على النظم البيئية لما لها من تأثير على بقاء الإنسان في مأمن وتطور حياته وحياة الأجيال القادمة.

وأبرز التقرير الجهود المبذولة للمحافظة على التنوع الحيوي والجيني للاستمرار في التكاثر الحيواني والنباتي في سبيل المحافظة على هذا التنوع لتحقيق التوازن الطبيعي في بيئتنا الطبيعية والحد من النقص والانقراض للحياة البحرية وحماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.

وأشار التقرير إلى أن سلطنة عمان تضم محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى وهي أكبر محمية مسجلة في الاتفاقية لدول مجلس التعاون في عام 2023م من حيث المساحة، حيث تمثل ما نسبته 68.8% من إجمالي مساحة المحميات المسجلة في الاتفاقية لمجلس التعاون، وتشكل مناطق التنوع البيولوجي الجبلية الرئيسية التي تغطيها المناطق المحمية في سلطنة عمان بنسبة 16.3%.

كما أن سلطنة عمان ودولة الإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية أولت أهمية بالغة بالنظام الجبلي ولضمان حفظ النظم الإيكولوجية الجبلية من الهدم لغرض التطوير العمراني والاقتصادي فقد أنشئت بعض المحميات الجبلية وتعتبر السعودية الأعلى في إنشاء المحميات الجبلية من حيث العدد والمساحة حتى عام 2022م بمساحة 65.4% تليها سلطنة عمان بنسبة 33.5% في التوزيع النسبي لمساحة المحميات الجبلية في دول مجلس التعاون.

وحول المحميات في دول مجلس التعاون وفقاً للتصنيف الدولي لحفظ الطبيعة، فقد أوضح التقرير بأن المحميات الطبيعية توفر الحماية للنباتات والحيوانات فيها، فتحمي هذه الكائنات من الصيد، سواء أكان من الإنسان أو من الحيوانات المفترسة، كما توفر الظروف البيئية المناسبة التي تحتاجها هذه الكائنات لتنمو.

وقد أولت دول مجلس التعاون اهتمامًا للحفاظ على هذه الكائنات حيث يبلغ تصنيف المنطقة المحمية للموارد الطبيعية نسبة 25 % وهو ثاني أعلى تصنيف للفترة 2017 - مايو 2024م كما تطرق التقرير إلى تناول إحصائيات المحميات البحرية فقد ارتفع عدد المحميات البحرية في سلطنة عمان لتشكل ما نسبته 30.9% من إجمالي عددها بدول مجلس التعاون بعام 2022م، تليها الإمارات بنسبة 29.1% والبحرين بنسبة 18.2%. وذكر التقرير أن هناك العديد من الأنواع المختلفة للمحميات البحرية، والتي تسمح للحكومات أو المجموعات المجتمعية بالتعاون لاختيار المحميات البحرية المناسبة لشعوبها. لكي تكون المحميات البحرية أكثر فاعلية في حماية الأسماك والأنظمة البينية، يجب أن تحظر أنشطة الصيد فيها، وأن يتم وضع قواعد مشددة لها، وأن تكون المحمية قائمة لفترة طويلة، وكبيرة الحجم ومعزولة ومحددة بحدود واضحة.

وذكر التقرير الجهود التي تبذلها الدول في تنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة "الحياة تحت الماء" الذي يعني بحفظ 10% على الأقل من المناطق الساحلية والبحرية بما يتسق مع القانون الوطني والدول حتى يوليو 2023م، فقد بلغت نسبة سلطنة عمان للمناطق البحرية المحمية من إجمالي المياه الإقليمية 0.4% وكانت النسبة مرتفعة في البحرين لتصل إلى 21.1% والإمارات 11.5% والسعودية 2.5%.

وتناول التقرير أهداف دول مجلس التعاون من إنشاء المحميات البرية المتمثلة في زيادة التنوع الحيوي في المنطقة، وحفظ أنواع النباتات والحيوانات من خطر الانقراض، والإكثار من بعض الأنواع المهددة بالانقراض كالمها العربية والحبارى التي تساهم في توازن النظم الإيكولوجية في المنطقة. وكانت الإمارات هي الأعلى في عدد المحميات البرية مقارنة بدول المجلس بنسبة 37.9%، بعدها الكويت 18.4% ثم سلطنة عمان بنسبة 14.9%.

وفي تطبيق الهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة "الحياة في البر" حصلت سلطنة عمان على نسبة 3.9% في نسبة المواقع المهمة التي تجسد التنوع البيولوجي لليابسة والمياه العذبة والتي تشملها المناطق المحمية بحسب نوع النظام الايكولوجي 2021م، والمملكة العربية السعودية نسبة 5.5% أما الكويت فقد ارتفعت النسبة فيها إلى 11.6%.

وحول محميات الأراضي الرطبة فقد أشار التقرير إلى أن سلطنة عمان سجلت 3 محميات في اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة في قارات العالم للفترة 1975-2022م، وتعتبر الأراضي الرطبة ذات أهمية حيوية للإنسانية حيث توفر معظم الموارد المتاحة للمياه العذبة التي تتميز بندرتها وتخزن في الأراضي الرطبة كمية من الكربون تفوق ما تخزنه الغابات وتساعد في التعامل مع الفيضانات والعواصف. وخلال السنوات الخمسين الماضية، شهدت الأراضي الرطبة تراجعا في أعدادها بنسبة 81% للأراضي الرطبة الداخلية، و %36 للأنواع الساحلية والبحرية ومن العوامل المساهمة في تناقص الأراضي الرطبة زيادة في مساحة الأراضي الزراعية وإنتاج الثروة الحيوانية، وتحويل المياه عبر السدود والقنوات المائية، وتطوير البنية التحتية، وتمثل محميات الأراضي الرطبة بدول مجلس التعاون الخليجي 0.6% من إجمالي المحميات في العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحمیات البحریة دول مجلس التعاون الأراضی الرطبة سلطنة عمان من إجمالی

إقرأ أيضاً:

43.5 مليار ريال حجم الأصول المصرفية في سلطنة عمان

عوامل دعم متعددة تعزز أداء البنوك:

بيئة تشغيل مواتية

ارتفاع حجم الأصول الأجنبية والودائع المصرفية والتمويل

توسع أنشطة الصيرفة الإسلامية

جودة مؤشرات السلامة المصرفية من خلال مستويات مرتفعة للسيولة وكفاية احتياطي رأس المال

ارتفع حجم أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان إلى 43.5 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع 41.8 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي، وسجل معدل نمو الأصول خلال النصف الأول من 2024 نحو 4 بالمائة، وتتضمن الأصول كلا من أصول وموجودات البنوك التجارية التقليدية والبنوك والنوافذ الإسلامية، وجاء النمو معززا بعوامل متعددة منها بيئة التشغيل المواتية، وارتفاع حجم الأصول الأجنبية لدى البنوك وكذلك حجم الودائع المصرفية والتمويل الممنوح من قبل القطاع المصرفي، فضلا عن الدعم الذي يجده القطاع من الأداء الجيد لأنشطة الصيرفة الإسلامية.

وتواصل البنوك العمانية الحفاظ على جودة مؤشرات السلامة المصرفية من خلال مستويات جيدة من السيولة وكفاية احتياطي رأس المال، مع معدلات منخفضة من القروض المتعثرة، وتشير الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني إلى أن نسبة كفاية رأس المال والاحتياطيات لدى البنوك التجارية مقارنة مع إجمالي الودائع بلغت 22.2 بالمائة بنهاية النصف الأول، بينما استقرت نسبة المخصصات والفوائد المحتجزة من إجمالي الائتمان عند نفس مستوياتها في نهاية العام الماضي بنسبة 5.8 بالمائة مع اتجاهها لزيادة طفيفة عن مستوياتها في نهاية النصف الأول من العام الماضي والتي بلغت 5.5 بالمائة.

وكان تقرير صندوق النقد الدولي في نهاية أحدث مشاوراته وفق المادة الرابعة مع سلطنة عمان قد أكد على أن القطاع المصرفي العماني يواصل الحفاظ على صلابته، حيث تعد نسب رأس المال والسيولة والربحية مواتية في البنوك في ظل الجودة العالية للأصول، مشيرا إلى أن صافي مركز الأصول الأجنبية في البنوك سجل مستويات موجبة في ديسمبر 2023 للمرة الأولى منذ عام 2014 بفضل تنامي الاستثمارات في الأوراق المالية الأجنبية، واستمرار ارتفاع الائتمان المقدم للقطاع الخاص.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي، إلى أن القطاع المصرفي التجاري يواصل نفس التوجهات الإيجابية خلال العام الجاري عبر تعزيز حجم أصوله وموجوداته الأجنبية حيث بلغت نسبتها 12.1 بالمائة من إجمالي الأصول بنهاية النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع 9.4 بالمائة في نهاية النصف الأول من العام الماضي.

كما تظهر الإحصائيات أن حجم الودائع بالعملة الأجنبية من إجمالي الودائع حقق قفزة كبيرة من خلال ارتفاعه من 12.8 بالمائة بنهاية النصف الأول من العام الماضي إلى 17,9 بالمائة بنهاية نفس الفترة من العام الجاري، كما تراجع حجم المطلوبات الأجنبية من إجمالي المطلوبات إلى 11 بالمائة مقارنة مع 11.6 بالمائة وزيادة حجم الأصول الأجنبية لدى القطاع المصرفي من 4.2 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي إلى 5.6 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من هذا العام. وفي ظل نمو حجم الودائع المصرفية، تراجع إجمالي القروض إلى الودائع إلى نسبة 101.5 بالمائة، وهو واحد من أقل المعدلات المسجلة في عدة سنوات، وبنهاية يونيو الماضي بلغ إجمالي الائتمان المصرفي 31.4 مليار مقارنة مع 30.4 مليار ريال عماني في نهاية العام الماضي وزاد إجمالي الودائع من 29.1 مليار ريال عماني إلى 30.6 مليار ريال عماني خلال الفترة نفسها.

من جانب آخر، ترصد إحصائيات البنك المركزي العماني تواصل نمو أنشطة الصيرفة الإسلامية من خلال ارتفاع إجمالي أصول للبنوك والنوافذ الإسلامية إلى حوالي 7.8 مليار ريال عُماني وهو ما يمثل نسبة 11.4 بالمائة من إجمالي أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان وذلك بنهاية النصف الأول من 2024، مسجلة ارتفاعًا بمعدل 18.1 بالمائة مقارنة بحجم الأصول في نهاية النصف الأول من 2023 والذي بلغ نحو 7 مليارات ريال عماني.

وعلى مدار السنوات الماضية، عززت البنوك والنوافذ الإسلامية حجم أصولها وحصتها السوقية في القطاع المصرفي، ويشهد قطاع الخدمات المالية الإسلامية تطورات مهمة من خلال حزمة المبادرات التي تستهدف تطوير القطاع المالي في سلطنة عمان وزيادة دوره في تمويل التنمية، منها التوسع في إصدار أدوات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بهدف تعزيز إدارة السيولة لدى قطاع الصيرفة الإسلامية، وطرح البنك المركزي العماني لأداة سوق النقد للاستثمار بالوكالة لدعم جهود المؤسسات المصرفية الإسلامية المرخصة في إدارة ما لديها من سيولة، كما يتواصل نمو الأنشطة المالية الإسلامية من خلال مبادرات جديدة منها اعتماد مجلس محافظي البنك المركزي العماني خلال العام الجاري أساسيات الإطار التنظيمي لترخيص شركات التمويل والتأجير التمويلي المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والذي يستهدف تطوير قطاع شركات التمويل والتأجير التمويلي وتمكينه من تقديم منتجات وخدمات مصرفية متنوعة.

مقالات مشابهة

  • تنفيذ مشاريع تعليمية متنوعة للقضاء على "الأمية" في عمان
  • تعزيز التعاون السياحي بين سلطنة عمان والسعودية
  • السلة وكريدت عمان يجدّدان عقد شراكتهما الناجحة
  • 43.5 مليار ريال حجم الأصول المصرفية في سلطنة عمان
  • صحفي يُفجّر قنبلة إعلامية: سلطنة عمان تشعل فتيل الفوضى في اليمن!”
  • اجتماع خليجي روسي للحوار الإستراتيجي الأسبوع القادم
  • منتخب العراق يبدأ مشوار حلم المونديال بالفوز على سلطنة عمان
  • قادمة من سلطنة عمان.. ضبط كميات من ”مواد مشبوهة” تستخدم في ”الصناعات العسكرية”
  • سلطنة عمان تشارك في مؤتمر آفاق الفضاء الجديدة بين أفريقيا والشرق الأوسط
  • سلطنة عمان والأردن يناقشان عددا من الموضوعات العسكرية