بوابة الوفد:
2025-01-23@01:06:15 GMT

«ريمونتادا» الحمار الديمقراطى

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

عاد الزخم محموما لسباق الرئاسة الأمريكية نحو البيت الأبيض؛ أعلن بايدن تراجعه وانسحابه عن خوض انتخابات الرئاسة فى نوفمبر القادم، والأمور شبه محسومة لأن يسمى الحزب الديمقراطى نائبة الرئيس كاملا هاريس مرشحته فى الانتخابات القادمة. ليشتعل سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية من جديد، وبعد أن كان شبه محسوم للمعسكر الجمهورى ومرشحه الرئيس السابق ترامب.

آخر استطلاع قبل انسحاب بايدن أجرته شبكة «سى بى إس نيوز» كان يشير إلى تقدم ترامب بنحو 5 نقاط كاملة، على المستوى الوطنى بنسبة 52% مقابل 47% لبايدن، وبثلاث نقاط فى الولايات الرئيسية بنسبة 51% مقابل 48% لبايدن».

لكن مع انسحاب الرئيس بايدن، وتوافر الإجماع الديمقراطى على الدفع بـ«هاريس» لسباق الانتخابات حتى هؤلاء الذين كان يُنظر إليهم على أنهم منافسون محتملون لها انسحبوا لصالحها، عاد الحزب الديمقراطى مرة أخرى للمنافسة ووفقا لاستطلاع شبكة «سى بى إس نيوز» فنحو 39% من الناخبين الديمقراطيين يقولون إن انسحاب بايدن جعلهم أكثر حماسا للانتخابات. وأن 83% من الناخبين الديمقراطيين يؤيدون قرار بايدن الانسحاب من الانتخابات. وأن أكثر من 79% من الناخبين الديمقراطيين المستطلعين أعلنوا تأييدهم لترشيح كاملا هاريس للانتخابات الرئاسية. هنا الحديث عن قرار قد يكون تاريخيا من الحزب الديمقراطى أعاد الزخم للانتخابات الأمريكية بشكل عام، بل حتى سحب الأضواء من محاولة الاغتيال «الهوليودية» التى تعرض لها ترامب، وحتى من زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية. الاستطلاعات ما بعد إعلان ترشيح «هاريس»، ثم خطابها الثلاثاء الماضى، ورغم تباين نتائجها ما بين تقدم لـ«هاريس» على ترامب كما أشار استطلاع رويترز – إبسوس بأن المرشحة الرئاسية الديمقراطية «هاريس» تتقدم على الجمهورى ترامب بواقع 44% مقابل 42% بين الناخبين المسجلين. بينما أظهرت استطلاعات أخرى تأخر «هاريس» عن ترامب، ومنها استطلاعات صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، وموقع Decision DecisionDesk HQ (DDHQ) المعنى بنتائج الانتخابات، تقدم ترامب على «هاريس» بنسبة 47% مقابل 45%، لكن مراكز الأبحاث والاستطلاعات المعنية بتوجهات التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ترى أن تقدم ترامب على «هاريس» بمتوسط نقطتين يعد تراجع كبير من ترامب الذى كان يتقدم بفارق 8 نقاط كاملة على الرئيس بايدن فى بداية العام الجارى ما يعنى ارتفاع مستوى التنافسية بين المرشحين الرئاسيان، حتى على مستوى قضية القدرات الصحية والذهنية للرئيس، وهى نقطة الضعف الكبيرة والرئيسية فى ترشح بايدن فى ضوء الحالة الصحية المتراجعة له بحكم السن، والتى كان يستغلها ويضغط عليها ترامب والجمهوريين، فالوضع انعكس مع ترشح «هاريس»، والاستطلاعات أشارت إلى أن نحو 56% من الناخبين المسجلين يرون أن «هاريس» تتمتع بحالة صحية وذهنية جيدة بعد أن كانت 22% فقط للرئيس بايدن، مقابل 49% لترامب. من ثم ننتظر انتخابات ساخنة متقاربة النتائج غير محسومة حتى نهاية التصويت.

الأمر الثانى الذى يلقى مزيد من الزخم على الانتخابات الأمريكية مع دخول «هاريس» السباق الانتخابى هو عودة قضايا الإيديولوجية مرة أخرى لواجهة الانتخابات الأمريكية، وعلى رأسها قضية الديمقراطية الأمريكية، الديمقراطيون يرون أن الفوز على ترامب هو إنقاذ للديمقراطية الأمريكية ولكامل الحلم الأمريكي؛ الرئيس بايدن فى خطابه الأربعاء قال «إن الديمقراطية هى أقدس قضايا الولايات المتحدة، وأن إنقاذ الديمقراطية الأمريكية أكثر أهمية من الطموح الشخصى». «هاريس» قالت «إن الأمريكيين يواجهون خيارين بين رؤيتين مختلفتين تماما للولايات المتحدة، واتهمت الرئيس السابق بالرغبة فى إعادة بلادنا إلى الوراء، إلى ما قبل حصول مواطنينا الأمريكيين على الحريات والحقوق الكاملة، مضيفة: «نحن نؤمن بمستقبل أكثر إشراقاً يفسح المجال لجميع الأمريكيين» فى المقابل قال ترامب فى خطاب يعزز حالة الاستقطاب السياسى المحتدمة بالأساس؛ إن كاملا هاريس «يسارية متطرفة معتوهة ستدمر بلادنا». وقال أيضا إن الديمقراطيون أكثر خطرا على الديمقراطية، وأنهم أطاحوا بالرئيس بايدن «غير ديمقراطيّة أبدا». حتى الخلاف حول قضايا الهجرة، والإجهاض، والاقتصاد، هى قضايا فى مضمونها أيديولوجية تتعلق بهوية الديمقراطية الأمريكية القائمة على التنوع واحترام التعددية. وتقاليد ديمقراطية فى التداول السلمى للسلطة عبر الانتخابات تجاوز عمرها الـ 200 عام. 

«الريمونتادا -LaRemontada»، كلمة إسبانية تعنى تخطى الوقت الصعب والرجوع والعودة، وهو مصطلح دارج وأكثر استخداما فى منافسات كرة القدم أن يتأخر فريق فى النتيجة فيعود ليقلب تأخره إلى فوز، أما «الحمار» الذى يتخذه الحزب الديمقراطى شعارا له فيرمز إلى الثورة والتمرد، وكذلك «العناد» والندية، ومن باب أنه «ينطح» منافسيه. فهل يفعلها «الحمار الديمقراطى» ويقلب تأخره إلى فوز بالانتخابات الرئاسية. لنتابع وننتظر ما سوف تسفر عنه نتائج الانتخابات، وللحديث بقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وليد عتلم الرئاسة الأمريكية البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الحزب الديمقراطي الرئيس كاملا هاريس الحزب الدیمقراطى الرئیس بایدن من الناخبین

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هشة وضعيفة

قال بشير عبد الفتاح، الكاتب والمحلل السياسي بمؤسسة الأهرام، أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى واشنطن بعد أربع سنوات من مغادرته البيت الأبيض، مؤكدًا أن هذه العودة تمثل لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، مليئة بالتحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة.

وخلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود ببرنامج "صالة التحرير" على قناة صدى البلد، أشار بشير عبد الفتاح إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، "هشة وضعيفة"، قائلًا: "رغم أن بايدن ما زال في منصبه، فإن ترامب قد بدأ بالفعل في تحقيق تواصل مع العديد من قادة الدول حول العالم، مما يعكس تحركاته السياسية المتسارعة."

وأضاف بشير عبد الفتاح أن ترامب أظهر بوضوح عزمه على السير في مسار مغاير لإدارة بايدن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق يسعى إلى "الانتقام من أعدائه" من خلال سياسات تصعيدية وأفكار تتناقض تمامًا مع إدارة بايدن. ووصف ما يفعله ترامب حاليًا بأنه "استعراض للقوة" في محاولة لإثبات هيمنته السياسية.

وأوضح المحلل السياسي أن ترامب تعهد بتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية خلال ولايته المقبلة، مع التركيز على "ترحيل ملايين المهاجرين" والانتقام من خصومه السياسيين، بالإضافة إلى إعادة تشكيل الدور الأمريكي على الساحة الدولية بما يتناسب مع رؤيته الخاصة.

وأشار عبد الفتاح إلى أن العالم يواجه تهديدًا حقيقيًا من حرب تجارية بسبب التوقعات بأن ترامب سيعيد فرض رسوم جمركية عالية، بما في ذلك فرض 60% رسوم على المنتجات الصينية، ما سيزيد من حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأضاف أن تصريحات ترامب حول المكسيك وكندا كانت مثيرة للقلق، ودفعت العديد من البلدان إلى إعادة النظر في علاقتها مع الولايات المتحدة.

كما نوه عبد الفتاح إلى أن ترامب يسعى لاستخراج الوقود من كافة الولايات الأمريكية، وهو ما سيكون له تأثير سلبي كبير على البيئة، كما أن حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت الولايات المتحدة قد تكلف البلاد نحو 300 مليار دولار.

وتابع بشير عبد الفتاح أن ترامب يهدف إلى "عقاب الدول المنافسة" تجاريًا لأمريكا، ولا سيما الصين، من خلال فرض رسوم جمركية على منتجاتها، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.

وفيما يتعلق بالهجوم على مبنى الكونجرس الأمريكي، اعتبر عبد الفتاح أن تلك المشاهد كانت "مرعبة" واعتداءً على الديمقراطية الأمريكية، مردفًا: ترامب أصدر عفوًا عن المتورطين في هذه الأحداث في خطوة وصفها بأنها "رد جميل" لأولئك الذين دعموه في مواجهته السياسية.

وفي الشأن الدولي، أشار عبد الفتاح إلى أن ترامب حقق اختراقات سياسية هامة في الشرق الأوسط، على عكس إدارة بايدن التي وصفها بأنها "الأضعف في تاريخ أمريكا". وقال إن ترامب كان صاحب قرارات قوية، وأثر بشكل أكبر في السياسة الإقليمية منذ فوزه بالانتخابات الأمريكية.

كما أكد عبد الفتاح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل على دعم كبير من جو بايدن، سواء على الصعيد العسكري أو المالي أو السياسي. ورغم ذلك، قال إن نتنياهو خالف بعض تعليماته، بينما كان ترامب في تواصل مستمر معه، حيث أبلغه بضرورة "الاستماع له" مع تأكيد دعم أمريكا الكامل له.

وأضاف عبد الفتاح أن ترامب وعد نتنياهو بالتطبيع مع المملكة العربية السعودية في إطار "السلام الإبراهيمي" الذي تبناه، وهو ما قد يكون حجر الزاوية في استراتيجية ترامب للشرق الأوسط، ومع ذلك، أشار إلى أن السعودية ترفض التطبيع مع إسرائيل في غياب حل عادل للقضية الفلسطينية.

أكد الدكتور بشير عبد الفتاح أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعكس تحولات كبيرة في السياسة الأمريكية والعالمية، وأن سياسته في ولايته الثانية ستشكل تحديات كبيرة ليس فقط للولايات المتحدة ولكن للعالم بأسره. 

مقالات مشابهة

  • سر رسالة تركها الرئيس السابق بايدن لترامب في درج مكتبه.. ماذا قال؟
  • مشروع قانون الحوافز الانتخابية في العراق بين تعزيز المشاركة وتهديد الديمقراطية
  • إبراهيم عيسى: تنصيب ترامب يعكس قوة الديمقراطية الأمريكية
  • محلل سياسي: بنيامين نتنياهو حصل على دعم كبير من الرئيس جو بايدن
  • رسميا.. ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب.. الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية
  • محلل سياسي: الديمقراطية الأمريكية تتفوق على أي انتصار فردي
  • باحث سياسي: إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هشة وضعيفة
  • هاريس تستقبل نائب ترامب بالبيت الأبيض قبل حفل التنصيب
  • كيف قضى بايدن يومه الأخير بالرئاسة الأمريكية؟