الجزيرة:
2024-09-07@21:29:11 GMT

كيف تبدو تبعات خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن؟

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

كيف تبدو تبعات خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن؟

بعد أشهر من تصاعد الصراع المالي والاقتصادي بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، أعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الثلاثاء، توصل طرفي النزاع إلى اتفاق لوقف التصعيد الاقتصادي بين الجانبين.

وأفاد مكتب غروندبرغ في بيان أن الحكومة وجماعة الحوثي "اتفقا على عدة تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية".

وأضاف البيان أن "المبعوث الأممي تسلم من الطرفين نصا يتضمن إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، والتوقف مستقبلا عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة".

وتضمن الاتفاق "استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عددها إلى 3 يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يوميا أو بحسب الحاجة".

كما نص على أن "تعقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية التي تواجهها الخطوط الجوية اليمنية، والبدء في عقد اجتماعات لمناقشة جميع القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق".

وتعليقا على البيان، رحبت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بإعلان المبعوث الأممي، وذلك في بيانين منفصلين للجانبين.

وبعد ساعات من الاتفاق، "أعلن محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي تقديم استقالته إلى مجلس القيادة الرئاسي"، في إشارة على ما يبدو إلى رفض ضمني للتراجع عن القرارات الأخيرة للبنك.

لكن مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم رئيسا و7 أعضاء، أعلن بالإجماع رفض استقالة محافظ البنك المركزي، مفيدا بأن المعبقي باق في منصبه.

يتوقع أن يشكل موضوع توحيد العملة وكسر الفارق في أسعار العملات باليمن أحد ملفات المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين (الجزيرة) خلفيات الاتفاق

تم الاتفاق على خلفية إعلان البنك المركزي في العاشر من يوليو /تموز الجاري، وقف تراخيص 6 من أكبر بنوك اليمن تقع مراكزها الرئيسية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكان البنك المركزي وجه في 30 مايو/أيار الماضي بوقف التعامل مع هذه البنوك لعدم نقل مقراتها من صنعاء واستمرار تعاملها مع جماعة الحوثي، وردت الأخيرة بحظر التعامل مع 13 بنكا في مناطق نفوذ الحكومة.

وقبل ذلك كانت جماعة الحوثي أعلنت للمرة الأولى في أبريل /نيسان الماضي، صك عملة معدنية فئة 100 ريال (تعادل قرابة 20 سنتا).

وأوضحت الجماعة حينها أن "طرح الفئة الجديدة من العملة لن يؤثر على أسعار الصرف، كون الإصدار خصص لاستبدال العملات التالفة ولن يكون هناك إضافة لأي كتلة نقدية معروضة".

وردا على ذلك، اعتبر البنك المركزي اليمني إصدار الحوثي عملة معدنية "تصعيدا خطيرا وغير قانوني لا يأخذ بعين الاعتبار بأي شكل من الأشكال مصالح المواطنين".

وإضافة إلى صراع البنوك، برز مؤخرا خلاف مالي بين الحكومة والحوثيين بشأن العوائد المالية للخطوط الجوية اليمنية، وسط اتهامات من الجانبين باستغلال أرباح الشركة.

 

تبعات خفض التصعيد

بعد أن تم الإعلان عن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي، تحولت القضية إلى رأي عام في اليمن، وسط تباين في مسألة تقييم تبعات ذلك.

ورأى المحلل المالي محمد خالد أن "تراجع البنك المركزي عن قراراته -امتثالا لاتفاق خفض التصعيد- سيؤدي إلى إضعاف وضعه في القطاع المصرفي وقطاع الصرافة لصالح البنك المركزي في صنعاء التابع للحوثيين".

وأضاف في حديث للأناضول: "بعد هذا التراجع لن تستجيب البنوك ومنشآت الصرافة للبنك المركزي في عدن، ولن تتم موافاته بالبيانات مستقبلا، وعليه لن يتمكن من ممارسة وظيفة الرقابة على البنوك".

وتوقع المحلل المالي أن يؤدي ذلك "إلى تغول بنك صنعاء على القطاع المصرفي، والتحكم الكامل به"، وقال "سيتيح انكسار البنك المركزي اليمني للحوثيين اتخاذ إجراءات إضافية في هذا القطاع، وكذا طباعة عملات ورقية".

وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى فقدان البنك المركزي لثقة المؤسسات الدولية، ومنها خدمة سويفت، حيث سبق أن أبلغها بسحب تراخيص البنوك الموجودة في صنعاء، ثم طلب تأجيل القرار لمدة أسبوعين وبعدها إلغاء القرار".

وفيما يتصل بموقف الحوثيين بعد إعلان وقف التصعيد يقول خالد: "لن يتراجع البنك في صنعاء عن أي خطوات قام بها في القطاع المصرفي، ومنها طباعة فئة 100 ريال التي تسببت في التصعيد".

واعتبر أن الاتفاق "حد من قدرة البنك المركزي في عدن من اتخاذ أية إجراءات مماثلة مستقبلا".

مشاورات مرتقبة

بعد إعلان خفض التصعيد، من المتوقع عقد مشاورات بين الحكومة والحوثيين، حيث أفاد بيان المبعوث الأممي الصادر الثلاثاء بأنه "سيتم عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق".

وتعقيبا على ذلك، طالب غروندبرغ "بضرورة تعاون الطرفين من أجل التوصل إلى اقتصاد يخدم جميع اليمنيين، ويدعم تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة".

وبشأن المشاورات المتوقعة، يرجح الباحث الاقتصادي محمد الجماعي "أن يتم التفاهم بين الحكومة والحوثيين على عدد من الضوابط في المجال الاقتصادي والإنساني، وفقا لما سميت بخارطة الطريق".

ويقول الجماعي لوكالة الأناضول "برضوخها لهذا الاتفاق، تم الإطاحة بأهم أسلحة الحكومة الشرعية في المجال الاقتصادي، دون حديث عن أي مقابل لموافقتها على هذا الاتفاق المفاجئ".

ويضيف: "تبدو الحكومة كمن قام بكسر حصار مفروض عليه منذ نحو 3 أعوام، حرمت فيه من مواردها النفطية والغازية، كما أنها أثبتت استقلالية قرارها بدليل تداعي الأطراف الخارجية كلها لإلغاء قرارات البنك المركزي أو تأجيلها".

ويتابع أن "من أهم الأوراق المتوقع نقاشها في المشاورات المقبلة، توحيد العملة وكسر الفارق في أسعار العملات في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

وتوقف تصدير النفط في أكتوبر/تشرين الأول 2022، جراء هجمات شنها الحوثيون على موانئ نفطية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

ويتمسك الحوثيون برفض السماح باستئناف تصدير النفط، ويشترطون الاتفاق على آلية يتم فيها دفع رواتب كافة الموظفين العموميين في جميع مناطق اليمن من عائدات النفط.

ويعاني اليمن أزمة مالية كبيرة، زاد من تأثيرها توقف تصدير النفط منذ عام ونصف العام، نتيجة تداعيات الصراع بين الحكومة والحوثيين، وبدأ عقب سيطرة الأخيرة على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین الحکومة والحوثیین المبعوث الأممی القطاع المصرفی البنک المرکزی خفض التصعید المرکزی فی

إقرأ أيضاً:

بلومبرغ : الهجمات اليمنية أكبر مفاجأة واخطر تحدِ خلال قرن

وذكرت الولايات المتحدة خسرت معركة البحر الأحمر أمام قوات صنعاء، وان الهجمات اليمنية كشفت مكامن الضعف لدى الجيش الأمريكي وسلطت الضوء على تآكل معايير المجتمع الدولي.

وفيما استعرضت الوكالة الأمريكية في تقريرها الاحداث في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس والهجوم الإيراني على إسرائيل ، اكدت ان الهجمات البحرية اليمنية كانت المفاجأة الأكبر .

وجاء في التقرير " لكن المفاجأة الأكبر هي أيضاً الأكثر شؤماً بالنسبة للنظام العالمي، فقد شنت القوات اليمنية وهي جهة فاعلة لم يسمع بها غالبية الأمريكيين من قبل، أخطر تحد لحرية البحار منذ عقود من الزمان، ويمكن القول إنها هزمت قوة عظمى منهكة على طول الطريق ".

وأكد التقرير أن صنعاء دفعت بميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة إلى الإفلاس .

وتابع " بعد مرور ما يقرب من عام لا تبدو ان القوات اليمنية قد ارتدعت بقدر ما هي أكثر جرأة .

وقال التقرير " اليمنيون ليسوا قوة عسكرية تقليدية، فهم لا يسيطرون حتى على اليمن بالكامل، ومع ذلك فقد استخدموا الطائرات بدون طيار والصواريخ للسيطرة على الوصول إلى البحار الحيوية ".

مقالات مشابهة

  • بلومبرغ : الهجمات اليمنية أكبر مفاجأة واخطر تحدِ خلال قرن
  • عبث واستهتار حوثي بطيران اليمنية ورحلاتها من مطار صنعاء
  • الحكومة اليمنية تُحذر من مخطط حوثي لاستقدام آلاف الإيرانيين
  • حلف قبلي في حضرموت يعلن “تصعيداً جديداً” ضد الحكومة اليمنية
  • الشايف: منع الطائرة اليمنية من عبور الأجواء السعودية غير قانوني ويخالف الاتفاق الأممي
  • إقلاع طائرة ‘‘اليمنية’’ من مطار صنعاء مجددًا بعد إعادتها سابقًا من أجواء السعودية
  • الحكومة التركية تكشف عن برنامجها الاقتصادي متوسط الأجل.. هذه أهدافه
  • مدير مطار صنعاء: السعودية منعت طيران اليمنية من العبور في أجوائها
  • إلغاء رحلة لطائرة ‘‘اليمنية’’ صباح اليوم وإعادتها من أجواء السعودية إلى مطار صنعاء
  • الشايف:السعودية تمنع (اليمنية) من عبور اجوائها