حكم ذكر اسم شخص في الدعاء أثناء الصلاة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل كوالديه أو أستاذه بالدعاء له في الصلاة مع ذِكْر اسمه عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة.
وأضافت دار الإفتاء، أن الدعاء في الصلاة لشخصٍ معين بذكر اسمه، فقد اختلف الفقهاء في مشروعيته: فذهب المالكية والشافعية، والحنابلة في الصحيح من المذهب إلى جواز ذلك.
وتابعت دار الإفتاء أن قال الإمام الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 251-252): [(و) ندب (دعاء بتشهد ثان) يعني تشهد السلام بأيِّ صيغةٍ كانت.. (لا) يكره الدعاء (بين سجدتيه) ولا بعد قراءة، وقبل ركوع ولا بعد رفع منه، ولا في سجود وبعد تشهد أخير، بل يندب في الأخيرين، وكذا بين السجدتين لما روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول بينهما: «اللهم اغفر لي وارحمني واسترني واجبرني وارزقني واعف عني وعافني» (و) حيث جاز له الدعاء (دعا بما أحب) من جائز شرعًا وعادة إن لم يكن لدين بل (وإن) كان (لـ) طلب (دنيا وسمَّى) جوازًا (من أحب) أن يدعو له أو عليه].
وأوضحت دار اإفتاء: وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في "نهاية المطلب" (2/ 227، ط. دار المنهاج) وهو يُرجِّح عدم منع ذلك: [فتسمية الواحد منَّا في دعائه شخصًا وشيئًا بمثابة ما صحت الرواية فيه].
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 82): [يجوز الدعاء في الصلاة لشخصٍ معينٍ في الصحيح من المذهب، كما كان الإمام أحمد يدعو لجماعة في الصلاة، منهم الإمام الشافعي رضي الله عنهم].
وبينت دار الإفتاء: حقق العلامة زين الدين ابن نجيم الحنفي مشروعية ذلك؛ حيث قال في "البحر الرائق" (1/ 351، ط. دار الكتاب الإسلامي): [يمكن أن يقال: إنه على الخلاف أيضًا وإن الظاهر عدم الفساد به، ولهذا قال في "الحاوي القدسي": من سنن القعدة الأخيرة الدعاء بما شاء من صلاح الدِّين والدنيا لنفسه ولوالديه وأستاذه وجميع المؤمنين، وهو يفيد أنه لو قال: اللهم اغفر لي ولوالدي ولأستاذي لا تفسد، مع أن الأستاذ ليس في القرآن، فيقتضي عدم الفساد بقوله: اللهم اغفر لزيد].
والقول بالجواز هو المختار، وذلك لموافقته لما ورد في السُّنَّة المطهرة من تخصيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشخاصًا بعينها في القنوت، فقد أخرج الإمام البخاري -واللفظ له- ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في القنوت: «اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف».
ووجه الدلالة: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر أشخاصًا بأسمائهم، وهذا أيضًا روي عن غير واحد من الصحابة الكرام والتابعين والسلف الصالح أجمعين رضوان الله عليهم.
ومما يدل على مشروعية ما ذهب إليه الجمهور من مشروعية الدعاء لشخصٍ معينٍ باسمه أيضًا ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء».
وأردفت دار الإفتاء: الأمر بالدعاء جاء في الحديث عامًّا، والقاعدة أنَّ اللفظ العام يبقى على عمومه، والمطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي مُخَصِّص أو مُقَيِّد. يُنظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (5/ 8، ط. دار الكتبي)، و"التلويح على التوضيح" للعلامة التفتازاني (1/ 117، ط. مكتبة صبيح).
وفي هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة ما يدل على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الدعاء الدعاء أثناء الصلاة ذكر اسم الشخص دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
دعاء بعد الفجر للرزق والفرج.. أفضل الكلمات المستحبة لتحقيق الأمنيات
يُعتبر الدعاء بعد صلاة الفجر من العبادات المستحبة التي يلجأ إليها المسلم في لحظات الهدوء والخشوع، حيث تعد هذه الأوقات من أكثر اللحظات استجابة للدعاء، ويسعى الكثيرون إلى ترديد دعاء بعد الفجر للرزق والفرج باعتباره وسيلة لطلب البركة، وسعة الرزق، وتفريج الهموم.
أدعية مستحبة بعد الفجر لجلب الرزقأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا توجد صيغة محددة للدعاء، لكن المسلم يمكنه أن يناجي الله بما يشاء، ومن الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الرزق:
"اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أُظلم."
"اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، فالق الحب والنوى، ارزقني رزقًا واسعًا مباركًا من فضلك ورحمتك."
"اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر."
"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك."
دعاء بعد الفجر لتفريج الهم والكرب
"اللهم إنك قلت وقولك الحق: ادعوني أستجب لكم، فها أنا أدعوك يا كريم أن تفرج همي وتيسر أمري وترزقني من واسع فضلك."
"اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر، فأتمم علي نعمتك بتفريج همي وكشف كربي."
"اللهم يا من رد يوسف إلى يعقوب بعد طول غياب، ويا من كشف الضر عن أيوب، فرج همي وأزل كربي برحمتك."
فضل الدعاء بعد صلاة الفجر
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الفجر وقت تنزل الرحمات واستجابة الدعوات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر."
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار ثلاث مرات بعد الصلاة، ثم ترديد الدعاء:
"اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام."
المداومة على دعاء بعد الفجر للرزق والفرج من أعظم أسباب البركة في الحياة، فتحقيق الأماني وتيسير الأمور بيد الله وحده، والدعاء هو مفتاح الفرج لكل مسلم.