بوابة الوفد:
2025-03-20@20:17:37 GMT

الخط العربى نافذة الانتشار الحضارى (1-2)

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

هذا هو الخط العربى الذى قدّر له على مدى التاريخ أنْ يسجّل تراثا فكريا، ومعرفة خالدة فى مكتبات العالم العربى على مر العصور أسهمت فى إرساء قاعدة صناعة الكتاب، وصار تراثا بصريا جماليا متجددا يحتل مكانته بين أجمل الفنون بحروفه الطيّعة اللينة، وجماله التشكيلى، على نحو تفاعلتْ معه الشعوب التى دخلتْ الإسلام؛ حيث كتب به أبناء الشعوب الإسلامية من: الإيرانيين، والسلاجقة، والعثمانيين، والأكراد، والطاجيكيون، والأوزبكيون، والأحباش، والكشميريون، وأمثالهم، فضلا عن أنه وعاء الأدب والعلم والفكر، ووعاء المخطوطات العربية فى لغة هى أشرف لغة ؛ ولهذا فإنه بحقّ تاج الفنون فى رحلته الوجدانية منذ بدء التدوين، حتى تعددتْ أقوالهم فى وصف قيمته، فقال ياقوت المسنعصمى: الخط هندسة روحانية ظهرتْ بآلة جسمانية، وقال القلقشندى: «الخط كالروح فى الجسد»، وقال إبراهيم محمد الشيبانى: «الخط لسان اليد، وبهجة الضمير، وسفير العقول، وسلاح المعرفة، وأنْس الإخوان عند الفرقة»، وقال الإمام الشيخ محمد عبده: «إذا كان الرسم ضرْبا من الشعر الذى يرى ولا يسمع، والشعر ضربا من الرسم الذى يسمع ولا يرى، فالخط هو اليد الشاعرة التى تسمع وترى».

هكذا كانت الأقلام لسان الأفهام، وبريدا للسان كما يقولون.

 وقد اهتم العثمانيون بالخط العربى، وقامت على أيديهم مدرسة الخطاطين نابعة من المدرسة والكتّاب، والجامع، والتكية، والبيت، ودوّن تاريخ الخط العربى، وعرف كبير الخطاطين فى عصره عارف الغلبونى، والخطاط عارف حكمت، وكثر طلاب الخط، ومعلموه، وفنانوه، وسمّى الفن الغالب MajorAr؛ وذلك لارتباطه بكتاب الله، وفقا للنظرية التوقيفية التى ترى الخط منزلا من السماء إلى بعض الأنبياء كآدم، وإدريس، وإسماعيل، وهود، عليهم السلام، وتنتهى عند النظرة الروحانية للفن الإسلامى القائلة بأن دلال الخط العربى من كونه الحامل الجميل لايات الله وكلماته القرآنية، فى مقابل القول بأن الخط اصطلاحى من وضع البشر، برده إلى أصوله: المسند الحميرى الجنوبى، والخط السينائى السامى، والخط السريانى، والخط النبطى، والخط الحضرى، وقد صارت له مدارس فنية محلية لكل منه طرازها، كطراز الجزيرة العربية، وطراز آسيا الوسطى، والطراز: العراقى، حيث يشير ابن خلكان فى وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس إلى ما كتبه أحمد بن محمد الحاسب مهندس القياس من خط وفقا لتلك المدرسة، والشامى، والمصرى، والمغربى، والأندلسى، والإيرانى، والأناضولى، يتميز كل قطر بسمة، أو يشترك أكثر من قطر فيها، وكما قرر ابن خلدون فى مقدمته، مج2، تصحيح وفهرسة عبدالله السعيد المندوه، مكة المكرمة 1994، ص 87ـ88، حيث توافر معلمو الخط يلقنون قوانينه وأحكامه، فى كمال الصنائع، وحيث برز الطراز المصرى فى أوراق البردى، فى نحو خمسين بردية فيما بين أعوام، ومنذ أعقاب الفتح الإسلامى فى شهر جمادى الأولى، وبخاصة فى عصر الولاة (21-254هـ / 641-868م)، فى مجموعات، منها مجموعة دار الكتب المصرية، والمكتبة الوطنية فى ڤيينا، وإلى جانب البردى، وجدنا الخط العربى فى الرق والورق، وفى الآجر والحجر والرخام والجص والقاشانى والفخار والخزف والخشب والعاج والزجاج والبللور الصخرى والمعادن والنسيج والسجاد والنقود الإسلامية المضروبة والمسكوكة من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والنحاسية والبرونزية وفى المكاييل الزجاجية والقوالب والطوابع والصنج الزجاجية، التى كانت تقدر بها أوزان النقود.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د يوسف نوفل لغتنا العربية جذور هويتنا الخط العربي العصور الخط العربى

إقرأ أيضاً:

ضبط المتهم بقتل شاب فى فاقوس بسبب مشادة

تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، من ضبط شابا؛ لاتهامه بقتل شاب بطعنة نافذة إثر خلافات أمام المستشفى المركزي بدائرة قسم فاقوس.

كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارا يفيد بورود إشارة من مستشفى فاقوس المركزي بوصول "محمود حسن" 28 عاما، مصابا بطعنة نافذة في الصدر، وتوفى متأثرا بإصابته، وتم التحفظ على الجثة في ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

وتبين من التحريات الأولية أن المجني عليه كان في طريقه لزيارة أحد أقاربه الذي كان محتجزا بقسم العناية المركزة بمستشفى فاقوس المركزي، وأثناء تناوله مشروب في كشك بجوار المستشفى نشبت مشادة بينه وبين صاحب الكشك، وتعدى عليه صاحب الكشك بسلاح أبيض سدد له به طعنة نافذة استقرت في صدره لتودي بحياته، فيما تم ضبط المتهم وسلاح الجريمة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • في العاصمة الإدارية.. محمد رمضان يمنح 20 عاملا 400 ألف جنيه
  • ضبط المتهم بقتل شاب فى فاقوس بسبب مشادة
  • حبس المتهم بقتل شاب فى فاقوس بالشرقية
  • استقلال الصحافة ترحب بإعلان عبدالمحسن سلامة عن زيادة بدل البطالة
  • فاطمة محمد علي تحيي الليلة الـ14 لبرنامج "هل هلالك 9".. غدا
  • الشهداء فى الذاكرة.. أصر على النزول للدفاع عن زملائه والدة الشهيد محمد وهدان تروى التفاصيل
  • هالة صدقي تكشف عن تفاصيل تحضيرها لـ«إش إش»| خاص
  • محمد عبده للطفل معن عبد الله: لا تشرب دخان… فيديو
  • هنجبلك عربية حلوة .. محمد رمضان يحقق حلم مواطن من المحلة
  • الشركات المصرية تغزو السوق العراقية.. مستشار السوداني يكشف أسرار الانتشار