أيتها العدالة الاجتماعية.. أجيبينا
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
هناك، بين لهيب الصدور الثائرة وأحلام الفقراء المنتظرة لجنى الحقوق، يقبع الآخرون.. دائما هم آخرون، ينتظرون، يرقبون، ثم ينقضون على حين غفلة، فقط، لنهش الثمار..
هكذا يظهر هؤلاء عقب أو أثناء كل ثورة شريفة، ناصعة، فيستطيعون بمهارة خيط رفيع ينفذ من ثقب إبرة ضيق، أن ينفذوا حيث المنافع، والمكاسب السهلة، يحولون دفة الحدث إلى حيث بوصلتهم هم، وبغير حولٍ ولا «وعي» من الأبطال الحقيقيين.
قالها يوما العظيم تشى جيفارا، «الثورة يصنعها الشرفاء، ويرثها ويستغلها الأوغاد»، لتتحقق مقولته واقعا معاشا بعد كل ثورة شهدناها، ولنا فى ثورة يوليو ٥٢ مثلا لا يُنسى، فرغم مبادئ ستة سعت لتحقيقها ثورة يوليو، ورغم أنه لا يمكننا بحال إنكار تلك النهضة الصناعية الكبرى التى شهدها المجتمع المصري، والاهتمام بالعامل كثروة حقيقية حاولت الدولة أن تحسن رعايته وتقديره، بإنشاء 1200 مصنع للصناعات الثقيلة والتحويلية مقرونة بتوسع زراعي، كذلك التوسع فى مشروعات قومية بمسيرة البناء، وانطلاق مرحلة التنوير والثقافة بإنشاء مراكز الثقافة الجماهيرية.
ذلك التغيير المجتمعى الجذرى الذى يُعد ثورة أخرى تمثلت فى النهوض الاقتصادى والأدبى والفنى والثقافى والفكرى عبر قرارات الإصلاح الاجتماعى والزراعى ومجانية التعليم..
رغم كل ما سبق إلا أننا افتقدنا لأهم وأخطر مبادئ تلك الثورة، وهو العدالة الاجتماعية، التى بدت حينها قوية قادرة على التحقق بقوانين الإصلاح الزراعى والتأميم، وإعادة توزيع الأراضى الزراعية على صغار الفلاحين، لكن بمرور السنوات اكتشفنا جميعا أن دفة الأمور قد تحولت لصالح فئة بعينها، لا تمت للشعب بصلة، وأن الشعب مازال منقسما لطبقات بينها فارق وبوْن شاسع، لا يبشر بأى عدالة اجتماعية تذكر.
وهو ما أثبتته السنون، بتعاقب العهود، وما ساعدت فى اتساعه سياسة كل عهد، حيث لم تهتم بتحقيق ذلك المبدأ، بل فوجئنا ونحن منهكو القوى من بعض حروب خضناها جهلا لا كرها، وأخرى ساقتنا إليها أطماع الأعداء، بأننا أمام عتبات انفتاح اقتصادى دونما حدود أو رقيب، هكذا؟ دون التقاط أنفاسٍ مختنقة، دون أن ندرك مبادئ وحكمة ذلك الانفتاح، ودون أن نعى ما نريد...
مترددين دخلنا، بلهفة لتذوق طعم الثراء دخلنا، بلهفة الطامح لعدالة لم يصادفها يوما.. دخلنا..
هكذا كسبنا المال وخسرنا الإنسان، لتتسع الفجوة أكثر وأكثر، لتبدو هوة أخرى غير هوة الطبقات الاجتماعية، إنها الهوة الأخلاقية، التى تحررنا منها وكأن قيودها ستكبل رحلة انطلاقنا نحو الربح..
لنصبح اليوم هكذا.. فاقدين لعدالة اجتماعية نطمح أن تتحقق يوما، وفى الآن ذاته فاقدين لمبادئ وأصول تربى أجدادنا عليها، وفاقدين لثراء هجرنا كل شيء من أجل تحقيقه فلم نستطع..
هكذا بدأنا.. ثوارا شرفاء، واستغلنا المستغلون، لينتهى بنا القطار فى محطة محطمة الجدران، وطريق غير معبد... نسعى اليوم لأن يعود إلى قضبانه، لعل وعسى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات
إقرأ أيضاً:
أبل تطلق ثورة صحية.. طبيب بالذكاء الاصطناعي
تعمل شركة أبل حاليًا على تطوير "طبيب ذكاء اصطناعي"، بالإضافة إلى تحديث شامل لتطبيق الصحة الخاص بها، وتقديم مدرب صحي جديد، وفقاً لتقرير نشره موقع PC MAG التقني.
ولا يعد هذا المشروع حلمًا بعيد المنال بالنسبة للشركة العملاقة. حيث ذكر مارك غورمان من بلومبيرغ أن "التطوير يسير الآن بشكل سريع"، وأن الأداة قد تكون جاهزة مع إصدار iOS 19.4 المتوقع في ربيع أو صيف 2026.
التطبيق المعاد تصميمه، الذي يُطلق عليه بشكل غير رسمي "Health+"، سيجمع البيانات من أجهزة أبل المختلفة مثل ساعة أبل لمراقبة معدل ضربات القلب، ثم يقدم لك توصيات صحية بناءً على هذه البيانات. على سبيل المثال، قد يقترح التطبيق بعض الأطعمة للأشخاص الذين يظهر لديهم علامات ارتفاع ضغط الدم.
كما أفاد غورمان بأن أبل تعمل حاليًا مع فريق من الأطباء الداخليين، وتخطط لإحضار المزيد من الأطباء من تخصصات مختلفة لإنتاج محتوى فيديو تعليمي.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة إلى التعاون مع طبيب مشهور لتقديم عنصر رئيسي في المحتوى.
المزايا الجديدة للتطبيق:
تتبع الطعام
ميزة لم تكن موجودة بشكل ملحوظ في تطبيقات الصحة السابقة من أبل، مما يضع الشركة في منافسة مع تطبيقات أخرى متخصصة في المجالات الصحية.
مدرب شخصي
توثيق تمارين المستخدمين باستخدام كاميرا الآيفون، ومن ثم تقديم نصائح لتحسين تقنيات التمرين. يمكن أن يتكامل هذا التطبيق مع منصة "Fitness+" الحالية من أبل.
اقرأ أيضاً.. الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية
التوجه المستقبلي لأبل في مجال الصحة
خطط أبل لتطوير "طبيب ذكاء اصطناعي" لا ينبغي أن تكون مفاجئة. فقد كان العديد من الخبراء في عالم التكنولوجيا، مثل بيل غيتس من مايكروسوفت، قد توقعوا منذ فترة أن الذكاء الاصطناعي سيتوغل في مجال تقديم الاستشارات الطبية.
كما كانت الشركة قد ألمحت في وقت سابق عن مشاريع صحية مستقبلية، حيث صرح الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، في عام 2019 لشبكة CNBC أن العمل في مجال الصحة والعافية سيكون "أعظم مساهمة تقدمها الشركة للبشرية".
اقرأ أيضاً.. مايكروسوفت تُعيد تشكيل الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن يقود هذا المشروع الجديد الدكتور "سومبل ديساي"، الذي يرأس حاليًا فريق الصحة في أبل، وسيشارك أيضًا في المشروع جيف ويليامز، المدير التنفيذي للعمليات في الشركة، مما يعزز التوجه الذي تسعى أبل لتحقيقه في تطوير حلول صحية ذكية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إسلام العبادي(أبوظبي)