بوابة الوفد:
2025-03-15@16:20:09 GMT

أيتها العدالة الاجتماعية.. أجيبينا

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

هناك، بين لهيب الصدور الثائرة وأحلام الفقراء المنتظرة لجنى الحقوق، يقبع الآخرون.. دائما هم آخرون، ينتظرون، يرقبون، ثم ينقضون على حين غفلة، فقط، لنهش الثمار..

هكذا يظهر هؤلاء عقب أو أثناء كل ثورة شريفة، ناصعة، فيستطيعون بمهارة خيط رفيع ينفذ من ثقب إبرة ضيق، أن ينفذوا حيث المنافع، والمكاسب السهلة، يحولون دفة الحدث إلى حيث بوصلتهم هم، وبغير حولٍ ولا «وعي» من الأبطال الحقيقيين.

 

قالها يوما العظيم تشى جيفارا، «الثورة يصنعها الشرفاء، ويرثها ويستغلها الأوغاد»، لتتحقق مقولته واقعا معاشا بعد كل ثورة شهدناها، ولنا فى ثورة يوليو ٥٢ مثلا لا يُنسى، فرغم مبادئ ستة سعت لتحقيقها ثورة يوليو، ورغم أنه لا يمكننا بحال إنكار تلك النهضة الصناعية الكبرى التى شهدها المجتمع المصري، والاهتمام بالعامل كثروة حقيقية حاولت الدولة أن تحسن رعايته وتقديره، بإنشاء 1200 مصنع للصناعات الثقيلة والتحويلية مقرونة بتوسع زراعي، كذلك التوسع فى مشروعات قومية بمسيرة البناء، وانطلاق مرحلة التنوير والثقافة بإنشاء مراكز الثقافة الجماهيرية.

ذلك التغيير المجتمعى الجذرى الذى يُعد ثورة أخرى تمثلت فى النهوض الاقتصادى والأدبى والفنى والثقافى والفكرى عبر قرارات الإصلاح الاجتماعى والزراعى ومجانية التعليم..

رغم كل ما سبق إلا أننا افتقدنا لأهم وأخطر مبادئ تلك الثورة، وهو العدالة الاجتماعية، التى بدت حينها قوية قادرة على التحقق بقوانين الإصلاح الزراعى والتأميم، وإعادة توزيع الأراضى الزراعية على صغار الفلاحين، لكن بمرور السنوات اكتشفنا جميعا أن دفة الأمور قد تحولت لصالح فئة بعينها، لا تمت للشعب بصلة، وأن الشعب مازال منقسما لطبقات بينها فارق وبوْن شاسع، لا يبشر بأى عدالة اجتماعية تذكر. 

وهو ما أثبتته السنون، بتعاقب العهود، وما ساعدت فى اتساعه سياسة كل عهد، حيث لم تهتم بتحقيق ذلك المبدأ، بل فوجئنا ونحن منهكو القوى من بعض حروب خضناها جهلا لا كرها، وأخرى ساقتنا إليها أطماع الأعداء، بأننا أمام عتبات انفتاح اقتصادى دونما حدود أو رقيب، هكذا؟ دون التقاط أنفاسٍ مختنقة، دون أن ندرك مبادئ وحكمة ذلك الانفتاح، ودون أن نعى ما نريد...

مترددين دخلنا، بلهفة لتذوق طعم الثراء دخلنا، بلهفة الطامح لعدالة لم يصادفها يوما.. دخلنا..

هكذا كسبنا المال وخسرنا الإنسان، لتتسع الفجوة أكثر وأكثر، لتبدو هوة أخرى غير هوة الطبقات الاجتماعية، إنها الهوة الأخلاقية، التى تحررنا منها وكأن قيودها ستكبل رحلة انطلاقنا نحو الربح..

لنصبح اليوم هكذا.. فاقدين لعدالة اجتماعية نطمح أن تتحقق يوما، وفى الآن ذاته فاقدين لمبادئ وأصول تربى أجدادنا عليها، وفاقدين لثراء هجرنا كل شيء من أجل تحقيقه فلم نستطع..

  هكذا بدأنا.. ثوارا شرفاء، واستغلنا المستغلون، لينتهى بنا القطار فى محطة محطمة الجدران، وطريق غير معبد... نسعى اليوم لأن يعود إلى قضبانه، لعل وعسى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات

إقرأ أيضاً:

بعد غياب 416 يوماً.. بلايلي يعود إلى صفوف الخُضر!

سجل نجم المنتخب الوطني ونادي الترجي التونسي، يوسف بلايلي، عودته إلى صفوف الخُضر بعد غياب دام 416 يوما كاملاً.

وتعود آخر مباراة لخريج مدرسة “الحمراوة” مع المنتخب الوطني إلى تاريخ 23 جانفي من السنة الماضية. في إطار الجولة الثالثة للمجموعة الرابعة من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بالكاميرون، أمام موريتانيا.

ووجه الناخب الوطني، بيتكوفيتش، الدعوة لبلايلي، لأول مرة منذ توليه العارضة الفنية للخضر ( 29 فيفري 2024).

يأتي ذلك بعد تألق ابن مدينة الباهية اللافت مع نادي الترجي التونسي هذا الموسم. إذ بصم على 21 مساهمة تهديفية في 27 مباراة في كل المنافسات. بتسجيله 16 هدفا وتقديم 5 تمريرات حاسمة.

مقالات مشابهة

  • في ذكراها الرابعة عشرة، ثورة الشعب السوري انتصرت… حشود الأهالي تكتب حكاية الصبر في إدلب
  • بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة
  • عدالة الإمارات
  • بعد غياب 416 يوماً.. بلايلي يعود إلى صفوف الخُضر!
  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء
  • الى جبريل ومناوي .. اختوا الدرب !!
  • طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
  • مفتي الجمهورية: الزكاة تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ودعم الفئات المحتاجة
  • ثورة علمية: "ثني الماء" يفتح آفاقاً جديدة في التحكم بالأجسام العائمة