الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الاباحية.. الصديقات الافتراضيات يحققن أرباح خيالية
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
تخيل أن تسقط في حب شخص لا وجود له إلا في العالم الرقمي، شخص تستطيع تشكيله وتعديله ليناسب رغباتك كلها. قد يبدو هذا ضربًا من الخيال العلمي، إلا أنه أصبح واقعًا يعيشه الكثيرون اليوم، مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" تنتقل "الإباحية عبر الإنترنت" إلى مستوى جديد مع ارتفاع شعبية "الصديقات الافتراضيات".
والنساء الافتراضيات أنشئن بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، ويسيطرن على مواقع البالغين ويكسبن عاطفة الرجال السذج، الذين لا يترددون في دفع أموال طائلة للدردشة مع الجميلات المولدة بالحاسوب.
ويمكن للمستخدمين تخصيص الصديقات الافتراضيات لتلبية كل رغباتهم، بدءًا من المظهر وصولاً إلى نوع الشخصية والميول الجنسية.
وتسمح بعض المواقع حتى للمستخدمين بتبادل الملاحظات الصوتية مع رفيقاتهم الافتراضيات لتجربة شخصية وواقعية.
يقول دارين باركر، نائب رئيس أحد المواقع التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إن أكثر من 3000 مستخدم جديد فتحوا حسابات على الموقع بعد إطلاق ميزة الذكاء الاصطناعي.
عند سؤاله عن جاذبية النساء الافتراضيات مقارنة بالحقيقة، قال دارين إن أحد الجوانب الإيجابية لصديقة الذكاء الاصطناعي هو أنها متاحة على مدار الساعة وتستجيب فورًا دائمًا.
وأضاف أن "الخصوصية التي توفرها الصديقة الافتراضية هي عامل جذب كبير أيضا".
وأشار إلى أن "المستخدمين يشعرون بالأمان في التعبير عن رغباتهم في الخصوصية مع صديقة الذكاء الاصطناعي بدلاً من المرأة الحقيقية".
ومؤخرا، استخدمت منشئة المحتوى جينا ستيوارت ( 54 عامًا)، الذكاء الاصطناعي لتنمية متابعيها عبر الإنترنت.
هذه الجدة الأسترالية أصبحت مشهورة في عام 2018 بعد أن وصفتها وسائل الإعلام بأنها "أجمل جدة في العالم" عندما انتشرت بعض صورها على الإنترنت.
استخدمت شهرتها الجديدة لتحقيق أرباح من بيع المحتوى الجريء على مواقع مختلفة، لكنها تبنت منذ ذلك الحين عالم الذكاء الاصطناعي من خلال تسليم صورتها لشركة أنشأت نظيرًا افتراضيًا لها للتفاعل مع متابعيها.
بدلاً من أن تكون جدة تبلغ من العمر 54 عامًا، تقدم جينا نفسها الآن كفتاة شقراء تبلغ من العمر 28 عامًا من كاليفورنيا - وقد أكسبها ذلك مئات الآلاف من المعجبين على وسائل التواصل الاجتماعي.
قالت جينا: "اشتعل حسابي على إنستغرام بمجرد أن بدأت في دمج الذكاء الاصطناعي. بصراحة، اعتقدت أنني سأدمر حسابي ولكن العكس حدث".
أوضحت جينا: "نحن نمر بتحول ثوري هائل في التكنولوجيا. إنه يغير العالم حرفياً".
بينما كانت جينا دائمًا تكسب مالًا جيدًا على مواقع مختلفة، إلا أنها الآن تجني أكثر من 6 أرقام سنويًا عبر مواقع الاشتراكات المختلفة بفضل نظيرها الافتراضي.
منذ أن أصبحت افتراضية، تقول جينا إنها تتلقى الكثير من الرسائل من متابعيها لدرجة أنها لا تستطيع حتى مواكبتها، وقد اعتمدت في بعض الأحيان على روبوت دردشة بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع الجميع.
أوضحت: "الرجال يقعون في حب صورتي الرمزية.. ويعرف متابعيني أنني ذكاء اصطناعي لكنهم لا يهتمون. يبدو أنهم يحبونها أكثر".
في أبريل، توقع المدير التنفيذي للتكنولوجيا جريج إيزنبرغ في منشور على منصة "X"، المعروفة سابقًا بتويتر، نمو الذكاء الاصطناعي ليصبح صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار.
ولكن على الرغم من نجاح الذكاء الاصطناعي، هناك جانب مظلم لهذه التكنولوجيا المبتكرة، حيث كانت هناك بالفعل حالات لا حصر لها من استخدام صور المشاهير والنساء العاديات دون موافقتهن لإنشاء "الإباحية المزيفة العميقة".
والإباحية المزيفة العميقة هي وسائل إعلام تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تحاكي أصوات وصور ومقاطع فيديو البشر.
في فبراير/ شباط 2024، وقع أكثر من 400 خبير في الذكاء الاصطناعي، ومشاهير، وسياسيين، ونشطاء على رسالة مفتوحة تطالب المشرعين باتخاذ إجراءات ضد تكنولوجيا التزييف العميق
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
مع بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، ظهرت مخاوف أن يؤثر على جودة البحث الأكاديمي؛ بأن يستغله الطلاب والباحثون لسهولة الوصول للمعلومة، دون تدقيق أو تمحيص، وأن تفقد الدراسات الأكاديمية رصانتها ومرجعيتها. كان هذا أكبر المخاوف، تبعه الخوف من ظهور مؤلفات وروايات، وحتى مقالات يحل فيها (شات جي بي تي) محل المؤلف، أو الروائي أو الكاتب!.
ولكن مع التسارع المذهل لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه المخاوف صغيرة، أو بسيطة؛ مقارنة بما وصل إليه من قدرة مذهلة على تغيير صور الأشخاص، وإنتاج مقاطع مصورة متحركة وصلت إلى تجسيد شخصيات سياسية لا تكاد تفرقها عن الحقيقة؛ مثل قادة دول وزعماء يرقصون مع بعضهم بشكل مقزز، أو يؤدون حركات مستهجنة؛ مثل ركوع قادة دول أمام قادة آخرين، كما حدث مع الرئيس الأوكراني- على سبيل المثال- أو تمثيل نجوم الفن والرياضة في مقاطع مصطنعة، كما حدث في العيد الماضي قبل أيام من تصوير كريستيانو رونالدو وأم كلثوم وآخرين، وهم يخبزون كعك العيد، الأمر الذي قد يصل إلى استغلال ضعاف النفوس لهذه التقنيات في تصوير أشخاص في أوضاع مخلة وإباحية؛ بغرض الابتزاز، أو في أوضاع جرمية؛ بغرض الانتقام أو إلحاق الضرر بآخرين، وهذا أمر وارد جدًا في الفضاء الإلكتروني المفتوح، الذي يستخدمه الصالح والطالح والمجرم والسوي والعارف والجاهل، وهو ما يعد جريمة إلكترونية واضحة المعالم؛ تجرمها الأنظمة والأخلاق الإنسانية والتعاليم الدينية والأعراف والتقاليد، ما يوجب ضرورة التوعية بها، وإيضاح الأنظمة والعقوبات التي تحرمها وتجرمها، ولا بد أن يعي كل من يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن من ينتج مثل هذه المقاطع والصور فقط، أو يخزنها فقط، وليس أن ينشرها فقط، سيقع تحت طائلة القانون والنظام، وأن نظام مكافحة جرائم المعلوماتية يؤكد على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية: “إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي”.
الأمر خطير وليس مزحة.
Dr.m@u-steps.com