كشفت صحيفة إسرائيلية عن خسائر جماعة الحوثي جراء الغارات الجوية لتل أبيب التي استهدفت منشآت حيوية في محافظة الحديدة غربي اليمن، السبت الماضي.

 

وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن 3 ملايين دولار يومياً - هذا هو المبلغ الفلكي الذي يكسبه الحوثيون من خلال استخدام ميناء الحديدة، الشريان الرئيسي لاقتصادهم، والذي يستورد من خلاله التنظيم الإرهابي السلع والأغذية والأسلحة الإيرانية.

 

وسلطت الصحيفة الضوء على هجمات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي السبت الماضي لميناء الحديدة، مخلفة أضراراً هائلة. وعن ماهية الأهداف، وما مدى الأضرار التي لحقت بالحوثيين نتيجة الضربة مقارنة بالتكلفة المقدرة للضربة الإسرائيلية، وعن التاريخ الحديث للحديدة في الحرب اليمنية لماذا حاولت الإمارات احتلالها في وقت مبكر من عام 2016؟

 

تكلفة العملية

 

وفقاً لجيش الدفاع الإسرائيلي وتقارير مختلفة في اليمن، ضربت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مواقع عسكرية للحوثيين تستخدم لتخزين الأسلحة من إيران، ومنشآت نفطية، ومحطة كهرباء رأس الخطيب - وهو القصف الذي تسبب في حريق هائل، أعقبه انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي.

 

ونقلت الصحيفة معلومات عن عدة مصادر إعلامية عربية  أن جيش الاحتلال قصف 20 منشأة لتخزين الوقود، معظمها داخل الميناء نفسه.

 

وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي العميد دانييل هجاري في تصريح صحفي حول عملية "الذراع الطويلة" إن "الهجوم على منطقة الميناء جاء لأنه طريق إمداد لنقل الأسلحة من إيران إلى اليمن ومصدر اقتصادي مهم للإرهاب الحوثي". وأضاف أن الهدف الرئيسي من الهجوم على ميناء الحديدة هو إلحاق الضرر الاقتصادي بالحوثيين، ومن ثم من المهم دراسة الضرر الاقتصادي في هذا السياق مقارنة بالتكلفة.

 

وأفاد موقع الجزيرة بالعربية: "إن الأضرار التي خلفها الهجوم على ميناء الحديدة لا تزال غير واضحة، وقد يؤدي حجم الضرر إلى تقليص قدرته على نقل البضائع وحتى إيقافه. وبحسب تقديرات وسائل الإعلام المحلية في اليمن فإن الحوثيين يكسبون أكثر من 3 ملايين دولار يوميا من الواردات والمبيعات، لذا فمن المتوقع أن يخسروا جزءا كبيرا من دخلهم".

 

وبحسب "إسرائيل هيوم" فإن مدى الأضرار تتوقف على قدرة الحوثيين على مواصلة التجارة المتكررة، وكمية ونوع الأسلحة المدمرة، والأضرار الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي والحرائق، وبالطبع إعادة إعمار الميناء، والتي تقدر مصادر إسرائيلية أنها ستستغرق ما بين ستة أشهر إلى عام. وأكد وزير الكهرباء في حكومة المتمردين الحوثيين، محمد البخيتي، أن الهجوم تسبب في أضرار كبيرة.

 

خسائر الحوثيين

 

وبشأن تكلفة الهجوم، وما هي الأضرار المقدرة التي من المتوقع أن يتكبدها الحوثيون؟ تقول الصحيفة "تقدر التكلفة التشغيلية لطائرة إف-35 بدون نفقات الوقود بنحو 31 ألف دولار في الساعة، بينما تصل تكلفة طائرة إف-15 إلى حوالي 29 ألف دولار في الساعة بدون وقود. وتقدر تكلفة الوقود بنحو 14300 دولار لكل ساعة طيران لطائرة إف-35 وحوالي 29 ألف دولار لطائرة إف-15. وبالتالي فإن تكلفة ساعة الطيران لكل طائرة إف-35 تبلغ نحو 45300 دولار، وبالنسبة لطائرة إف-15 تبلغ نحو 38600 دولار.

 

وأضافت "لقد أقلعت الطائرات الأولى في الساعة 15:10، ووقع القصف نفسه في الساعة 18:00، أي أنها طارت لمدة ساعتين و50 دقيقة في كل اتجاه، بإجمالي نحو 5 ساعات و40 دقيقة".

 

وتابعت "بقدر ما هو معروف في هذه المرحلة، شاركت 18 طائرة في الهجوم، معظمها من طراز إف-35 إلى جانب عدد قليل من طائرات إف-15. ولأن عدد الطائرات من كل نوع غير معروف، فمن المستحيل معرفة تكلفة استخدامها على وجه التحديد. ومع ذلك، من خلال حساب التكاليف التشغيلية وتكاليف الوقود مضروبة في عدد ساعات الطيران، يمكن تقديرها بحوالي 4.4 مليون دولار".

 

وبالإضافة إلى هذا المبلغ، يجب أن نأخذ في الاعتبار تكاليف التشغيل والوقود لعدة طائرات للتزود بالوقود ("رام")، وطائرات إف-16، وطائرات الاستطلاع ("نحشون")، وطائرات النقل ("شمشون")، وتشغيل السفن البحرية التي تدعم القوات الجوية من البحر الأحمر، وبالطبع تكلفة الذخائر نفسها، والتي يمكن أن تتراوح من مئات الآلاف إلى الملايين. وبشكل متحفظ، يمكن القول إن الهجوم الإسرائيلي التاريخي على اليمن كلف على الأرجح 6 ملايين دولار على الأقل، وربما تجاوز 8-10 ملايين دولار، اعتمادًا على عدد الطائرات والمعدات الإضافية المشاركة، ونوع الذخائر، وكمياتها، وأكثر من ذلك.

 

أضرار محتملة بمئات الملايين من الدولارات

 

تقول الصحيفة "يكسب الحوثيون حوالي 3 ملايين دولار يوميًا من ميناء الحديدة، ومن المتوقع أن تستغرق إعادة إعماره ما بين ستة أشهر إلى عام". ووفقًا للجزيرة، قد يؤثر الضرر على قدرة الميناء على نقل البضائع وحتى إغلاقه بالكامل.

 

وأكدت أن إغلاق الميناء بالكامل من شأنه أن يجبر الحوثيين على نقل كل التجارة إلى ميناءي الصليف ورأس عيسى، اللذين لن يكونا قادرين على التعامل مع مثل هذه الكميات من البضائع. وفي سيناريو يتم فيه تقليص سعة الشحن في ميناء الحديدة بنسبة 20٪ لمدة ستة أشهر، فإن الحوثيين سيخسرون حوالي 108 ملايين دولار من التجارة وحدها.

 

وأردفت "في سيناريو أكثر شدة بالنسبة لهم، حيث يتم إغلاق الميناء لمدة عام، وفي الأسبوعين اللذين تتجمد فيهما التجارة، يتمكنون من نقل 75% منها إلى الميناءين الأصغر حتى يتم استعادة الحديدة - فإن الحوثيين سيخسرون حوالي 312 مليون دولار".

 

بجانب الأضرار التجارية، تفيد "إسرائيل هيوم" يجب الأخذ بعين الاعتبار تكاليف إعادة تأهيل محطة الطاقة ومرافق التخزين وغيرها، والتي قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.

 

وعن الأضرار المباشرة الناجمة عن القصف، تشير الصحيفة العبرية إلى أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة من القمر الصناعي الإسرائيلي EROS B كشفت عن تدمير حوالي ثلثي احتياطيات النفط والوقود في ميناء الحديدة. وكتب دين شموئيل إلماس في غلوبس أن الأضرار المباشرة للميناء ستصل إلى حوالي 100 مليون دولار، منفصلة عن الأضرار غير المباشرة المذكورة آنفا.

 

وقالت إن "الحديدة هي مدينة ساحلية تقع في محافظة الحديدة غربي البلاد، ويسيطر الحوثيون على معظمها. ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لأراضي الحوثيين، حيث يستوردون من خلاله كميات كبيرة من السلع والأغذية، وبحسب عدة مصادر، بما في ذلك تقديرات إسرائيلية، الأسلحة. وعليه، يعتبر نقطة استراتيجية بالغة الأهمية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن إسرائيل الحديدة الحوثي اقتصاد میناء الحدیدة ملایین دولار فی الساعة

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي يكشف عن قرب الانتهاء من تشييد مطار "غامض" في جزيرة عبدالكوري بسقطرى (ترجمة خاصة)

كشف تقرير أمريكي، عن قرب الانتهاء من تشييد مطار وصفه بـ "الغامض" في أرخبيل سقطرى اليمنية تحديدا في جزيرة عبد الكوري.

 

وقال موقع "The Maritime Executive" في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى اللغة العربية "الموقع بوست" إنه خلال الأيام الأخيرة حتى يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول، كانت هناك فجوة في المدرج عند نهايته الشمالية، وإذا تم ردمها فسوف يكتمل المدرج بطول 2400 متر".

 

وحسب التقرير فإنه خلال الفترة الفاصلة بين اليومين الخمسة، تم رسم خارطة المطار أيضًا على الطرف الشمالي البعيد للمدرج بالكامل، على الجانب البعيد من الفجوة.

 

ورجح التقرير أن العمليات المتسارعة تأتي في سياق الصراع المتصاعد حول اليمن، في ظل تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.

 

وقال "مع تزايد خطر تصعيد الصراع حول اليمن والقنوات البحرية المحيطة به، بدأت إسرائيل في توسيع نطاق هجماتها على الحوثيين لتشمل الموانئ وسلاسل الإمداد الممتدة إلى إيران. وحث بعض المعلقين على فرض حصار كامل على اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، مع حظر جميع حركة المرور البحرية والجوية بين إيران واليمن. واقترح آخرون في إسرائيل أن الأهداف المرتبطة داخل إيران يجب أن تؤخذ في الاعتبار أيضًا في نطاقها.

 

وأضاف "إذا أراد المرء الاستجابة بسرعة لأهداف الحوثيين في الفرصة، مثل شن هجوم على سفينة تجارية، فإنه يحتاج في الوقت الحاضر عمومًا إلى مرافقة بحرية قريبة أو حاملة طائرات. ومع ذلك، يحتاج معظم خصوم الحوثيين إلى الإطلاق من مطارات تبعد آلاف الكيلومترات، مما يمثل تحديات في مجال الاستخبارات والاستهداف والتزود بالوقود ويجعل من المستحيل الاستجابة السريعة لموقف تكتيكي متطور".

 

ووفقا للتقرير فإن المطار على جزيرة عبد الكوري اليمنية - بجوار قناة جاردافوي – يكتسب أهمية استراتيجية أكبر. مشيرا إلى أن إن الطائرات التي تحلق من عبد الكوري ستسيطر على قنوات الشحن عبر خليج عدن إلى مضيق باب المندب، ويمكنها الحفاظ على وجود مستمر أو القدرة على الاستجابة السريعة لشن مهام تكتيكية ردًا على التهديدات العابرة للشحن التجاري.

 

وطبقا للتقرير فإنه بدأ العمل في المطار على عبد الكوري في عام 2021، لكنه تقدم ببطء. لعدة أشهر متتالية، لم يكن هناك تقدم واضح. ولكن في الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة العمل.

 

وزاد "اعتبارًا من 23 ديسمبر، تم الانتهاء من 1800 متر من المدرج، وتم طلائه بعلامات المسافة ومفاتيح البيانو في الطرف الجنوبي. كما تم تعبيد ساحة الانتظار - على الرغم من أنها ربما تكون كبيرة بما يكفي فقط لاستدارة الطائرات الزائرة".

 

ويرى أن المدرج - عند الانتهاء منه - يتمتع بالقوة الكافية لدعم مجموعة كاملة من الطائرات الهجومية والاستطلاعية البحرية وطائرات النقل الثقيلة؛ كما تم تشغيل مصنع سحق على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الغربي، مع شاحنات تنقل المواد الخام لبناء أسس كافية لتحمل وزن الطائرات الكبيرة.

 

وقال "تم بناء ما يبدو أنه ثكنة بها عشرة منازل جديدة في خيصة صالح، على بعد أربعة أميال إلى الغرب من المطار، مع ظهور علامات الاستخدام الكثيف على الطريق بينهما".

 

وأردف "يبدو أن رصيفًا جديدًا قد بُني على الشاطئ في كيليميا، مواجهًا للجنوب وفي ظل الجزيرة - وبالتالي فهو محمي بشكل أفضل من هجوم الطائرات بدون طيار الحوثية المحتمل مقارنة بالرصيف المعرض للعاصفة والذي كان يستخدم سابقًا على الساحل الشمالي".

 

وأشار إلى أن هناك شكلًا من أشكال موقع المرافق على أعلى نقطة من تلة يبلغ ارتفاعها 100 متر إلى الغرب من الطرف الشمالي للمطار ومجاورة له.

 

وتابع "يطل موقع قمة التل على الساحل الشمالي، ويخدمه طريق مستخدم جيدًا، وقد تم احتلاله واستخدامه لمدة 15 عامًا على الأقل. الغرض من الموقع غير واضح، ولكن يمكن أن يكون هوائي راديو أو موقع ضخ مياه. كما سيكون في وضع جيد لتلبية احتياجات الاتصالات للمطار".

 

واستدرك "ربما يرتبط بالشائعات المتداولة في الصحافة اليمنية بأنه كان يعمل كمحطة لجمع المعلومات الاستخبارية، وقد جذب الموقع درجة غير عادية من اهتمام التصوير عبر الأقمار الصناعية في أكتوبر".

 

وبالمعدل الذي يتقدم به العمل، يشير التقرير إلى أن المطار سيكون قادراً على استضافة عمليات بدائية في غضون أسابيع، وعند هذه النقطة قد يصبح من الواضح لمن ولأي غرض تم بناء هذا المطار الذي يهيمن على المداخل البحرية لخليج عدن.

 

 وعلى أقل تقدير -حسب التقرير- يمكن أن يكون مفيداً كمطار تحويلي في حالات الطوارئ. وعلى غرار ملحمة دييغو جارسيا، فمن المرجح أن يكون قد تم بناؤه على حساب السكان المحليين وليس من أجل المنفعة الإنسانية لهم، إذا سُمح لأي منهم بالبقاء على الجزيرة بمجرد بدء عمليات الطيران.


مقالات مشابهة

  • تحركات سرية لإسرائيل ضد الحوثيين… صحيفة بريطانية تكشف (التفاصيل)
  • صحيفة بريطانية تكشف.. إسرائيل تبدأ من الصفر في مواجهة الحوثيين
  • مركز أبحاث أمريكي يُحذر من التصعيد الغربي ضد الحوثيين باليمن.. وسط مخاوف سعودية وخليجية (ترجمة خاصة)
  • مصر تجهز طائرات رافال واف 16 لضرب الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مجلة أمريكية: هل سيبقى الحوثيون طويلا وما الذي ينبغي فعله في اليمن لتدميرهم؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة أمريكية تكشف عن سيناريوهات ترامب للتعامل مع "الحوثيين"
  • البوعيشي: نتوقع أن تبلغ تكلفة الحج 9000 دولار
  • تقرير أمريكي يكشف عن قرب الانتهاء من تشييد مطار "غامض" في جزيرة عبدالكوري بسقطرى (ترجمة خاصة)
  • الحديدة.. وقفة تضامنية تندد بجريمة مقتل "فاطمة عايش" من قبل الحوثيين
  • ترامب يُرتب لتوسعة العمليات في اليمن.. واقتراحات إسرائيلية بتشكيل تحالف بقيادة السعودية لردع الحوثيين وإيران (ترجمة خاصة)