قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن تجديد الخطاب الديني والإفتائي هو واجب الوقت وضرورة حتمية، وهو نهج الأوائل الذين أدركوا أن الفتوى تتغير بتغير الجهات الأربع وهي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص. 

مفتي الجمهورية: ثورة 23 يوليو عكست التلاحم بين أفراد الشعب وقواتنا المسلحة مفتي الجمهورية: منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "مع المفتي" مع الإعلامي الدكتور أسامة رسلان على فضائية قناة الناس، مضيفًا أنَّ إدراك الواقع وفهم تطوراته ومتغيراته ركن ركين من أركان التجديد والاجتهاد، ولن تثمر أية جهود للتطوير والتجديد ثمرة حقيقية إلا بدراسة الواقع والتعمق في علومه وفهم تفاصيله وما يطرأ على أعراف الناس وثقافاتهم من تغيير إيجابي أو سلبي.

وشدد المفتي على ضرورة إدراك وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري التي تستوجب تجديدًا يتواكب مع مناحي الحياة حيث تضبط الفتوى إشكاليات كثيرة فيها.

وعن حكم الإنابة في طلب الفتوى قال المفتي: إن طلب الفتوى هو عمل يتطلب دقة ووضوحًا في عرض التفاصيل التي تتعلق بالقضية محل السؤال. ففي حالات كثيرة، يحتاج المفتي إلى معرفة تفصيلات دقيقة ومحددة للحالة التي يطلب فيها الفتوى. وهذه التفاصيل قد تشمل جوانب حياتية أو مواقف شخصية قد لا يتمكن من ينيب عن المستفتي من الإلمام بها أو التعبير عنها بدقة. لذا، فإن حضور المستفتي بنفسه يكون غالبًا أكثر فعالية في نقل الصورة الحقيقية للمفتي، مما يساعده في إصدار فتوى دقيقة ومناسبة، ورغم ذلك، يمكن للإنابة أن تكون مقبولة في بعض الحالات التي لا تتطلب تلك الدقة العالية أو عند تعذر حضور المستفتي لأسباب قاهرة. 

في هذه الحالات، ينبغي للنائب أن يكون على دراية تامة بكل تفاصيل الحالة وأن يكون قادرًا على نقلها بوضوح وأمانة إلى المفتي.

وأشار إلى أن الفتوى تختلف عن القضاء والفقه؛ فالفتوى واقعة معينة تراعي أحوال المستفتي، كما أن إدراك الواقع ركن ركين من عمل الفتوى.

وعن علاقة المتخصص والمتصدر للفتوى بالمستفتي، قال المفتي: هي كعلاقة الطبيب الذي يتعامل مع المريض، فهو لا يقف عند بيان الحكم الشرعي، بل المتصدر للفتوى يساعد ويوجه ويرشد المستفتي لصلاح حياته ولتحقيق استقراره؛ فيشخص الداء وطرق الوقاية بعد الوقوف على أبعادها والغوص في مسبباتها.

اللغة الأجنبية 

وردًا على سؤال هل اللغة الأجنبية عائق يحول دون الرد على المستفتي، أجاب فضيلة مفتي الجمهورية قائلًا: اللغة الأجنبية ليست عائقًا يحول دون الرد على المستفتي. لقد قمنا باتخاذ عدة تدابير لضمان أن يصل الرد الصحيح والمناسب إلى جميع المستفتين بغض النظر عن لغتهم. فلدينا فريق من المترجمين المتخصصين في العديد من اللغات داخل الدار. وهؤلاء المترجمون يقومون بترجمة سؤال المستفتي من لغته الأصلية إلى اللغة العربية ويقوم أمين الفتوى بالرد باللغة العربية، ثم يترجم المتخصصون في الترجمة الفتوى مجددًا إلى لغة المستفتي. بهذه الطريقة، نضمن دقة التواصل وفهم السؤال بشكل صحيح، كما نوفر متخصصين في لغة الإشارة لتسهيل التواصل مع هؤلاء المستفتين. وفي كثير من الحالات، يأتي المستفتي برفقة أحد أقاربه أو أصدقائه الذين يفهمون لغته ويستطيعون الترجمة عنه. فهذا كله يزيد من دقة التواصل ويضمن أن يفهم المستفتي الفتوى بشكل كامل وواضح.

واختتم المفتي حواره بتوجيه نصيحة للمتصدر للفتوى قائلًا: إن مسؤوليتك عظيمة ودورك في توجيه الناس وإرشادهم يتطلب منك فهمًا عميقًا ليس فقط للنصوص الشرعية، ولكن أيضًا لواقع الناس وأحوالهم، وقبل أن تقدم فتواك، حاول فهم السياق الذي يعيشه المستفتي. تعرف على الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية المحيطة به. فالفتوى ليست مجرد تطبيق نص على حالة، بل هي عملية تأخذ بعين الاعتبار السياق الكامل للشخص، واعلم أن العلم بحر لا ينضب، فاحرص على التواضع وطلب العلم باستمرار. وتعلم من العلماء الذين سبقوك واستفد من تجاربهم ونصائحهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية مفتي شوقي علام الإنابة الفتوى التغيرات مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يتحدث عن مكانة السيدة مريم في القرآن الكريم |فيديو

تحدث نظير عياد، مفتي الجمهورية، عن مكانة السيدة مريم في القرآن الكريم ، قائلاً " في الحديث عن السيدة مريم ابنة عمران فعندما تلقي النظرة في القرآن الكريم وفيما نقل عن النبي صلي الله عليه وسلم لابد أن تقف اجلالا عن هذه المكانة وعلى هذه السورة المكسوة بمزيد من الإجلال والتقدير والاحترام تجاه هذا النبي واتجاه هذه السيدة التي بدأت الحياة الخاصة بها بالطاعة والعبادة والتربية الحسنة.

وتابع"عياد" خلال لقاء تلفزيوني مع الإعلامي حمدي رزق، مقدّم برنامج "نظرة"، المذاع على قناة "صدى البلد" اليوم الجمعة، عندما تنظر في القرأن الكريم فإنك تجد في سورة من القرآن الكريم والتي تعرف بسورة "أل عمران" قد أفرضت حديثاً طويلاً عن مريم أبنه عمران لفتاً بأن القرأن الكريم خصص جانباً كبيراً لها ولحياتها وحياة أبيها وأمها.

واستكمل مفتي الجمهورية، بأن أمها اردت ولداً وأرد الله شئ آخر مستشهداً بقوله تعالى "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (أل عمران).

واختتم نظير عياد، بأن ىهذه النشأة التي عرفت بها هذه السيدة الطيبة الصالحة الطاهرة العفيفة مقدمة لحدثاً وأمر عظيم وهو قدوم سيدنا عيسى عليه السلام بدليل أن ماحدث لها في قضية الحمل والولادة والكفالة.


 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية السابق يوضح رأي الشرع في العمليات الجراحية التجميلية
  • مفتي الجمهورية يهنئ البابا تواضروس والإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد
  • المفتي: بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني
  • المفتي: تهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد مستحب ولونا من البر والإحسان
  • مفتي الجمهورية: ميلاد السيد المسيح يعكس سنة الله في إرسال الأنبياء
  • مفتي الجمهورية يتحدث عن مكانة السيدة مريم في القرآن الكريم |فيديو
  • مفتي الجمهورية يهنئ المصريين بالمناسبات الدينية
  • إفريقية النواب: تعديلات الأوقاف لخطبة الجمعة تتماشى مع تجديد الخطاب الديني
  • مفتي الجمهورية: رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كانت تشريفا لأرضها| فيديو
  • “تجديد الخطاب الديني والثقافي” ندوة بمركز إعلام الخارجة بالوادى الجديد