الجزيرة:
2024-11-02@16:25:39 GMT

الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا

الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا، واختصارا تسمى "أس أن سي أف"، أنشئت عام 1938 وسيطرت على عمليات السكك الحديدية في البلاد.

امتلكت الدولة من هذا المشروع ما نسبته 51%، وتطورت حتى أطلقت خدمة القطار فائق السرعة (تي جي في) عام 1981، وبعدها بعام أصبحت مملوكة بالكامل للدولة.

النشأة والتأسيس

أنشئت الشركة الوطنية للسكك الحديدية يوم 23 أغسطس/آب 1938 بموجب مرسوم من الحكومة الفرنسية، وكان الهدف منها تولي تشغيل نظام السكك الحديدية الفرنسية، التي كانت مملوكة لأربع شركات محلية خاصة حينها، وهي شركة "إي أس تي" و"ميدي" و"نورد" و"باريس-ليون-المتوسط" و"باريس-أورليان".

افتتح أول خط سكة حديد في فرنسا عام 1827، وبدأ من سانت إتيان إلى أندريزيو، وأمم نظام السكك الحديدية في 1938، بعد أن تولت الشركة الوطنية للسكك الحديدية العمليات التابعة للقطاع الخاص، ومنحت الدولة سيطرة على المشروع بنسبة 51%.

الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا أصبحت مملوكة بالكامل للدولة عام 1982 (الجزيرة)

وأصبحت "أس أن سي أف" مسؤولة عن 42700 ألف كيلومتر من السكك الحديدية، 8% منها تعمل بالكهرباء، ويعمل فيها أكثر من 500 ألف عامل.

وتشكّل مجلس إدارتها من نائب رئيس مجلس الدولة، ومحافظ بنك فرنسا ومدير صندوق الإيداعات، إضافة إلى 12 ممثلا عن الدولة و12 مرشحا للشركات الخاصة العاملة في مجال السكك الحديدية، و4 أعضاء معينين من عمال السكك الحديدية، واثنين من العاملين الذين قدموا خدمات بارزة في مجال السكك الحديدية.

بدأت الشركة خدماتها في 5 مناطق (المنطقة الشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية، والجنوبية الغربية والغربية) حسب توزع الشركات الخاصة سابقا، ويدير كل واحدة منها مدير إقليمي يقدم تقاريره إلى المدير العام.

وتمهيدا لرفع "القيود التنظيمية لسوق السكك الحديدية" في أوروبا عام 1997، بدأت الشركة خطة إصلاح، فقررت على إثرها إبقاء تشغيل السكك الحديدية ضمن اختصاصها، وإسناد ملكية السكك الحديدية لشبكة السكك الحديدية الفرنسية "أر أف أف".

محطات

كانت مسؤولة في بدايتها عام 1938 عن 42 ألف و700 كيلومتر من السكك الحديدية، وبعد تشكيل مجلس الإدارة قسم خط تشغيلها إلى 5 أقاليم، كل منطقة تحت إدارة مدير إقليمي يتبع المدير العام ولكل منطقة أقسامها الخاصة بالتشغيل.

وعام 1940 كان لدى فرنسا نحو 500 كيلومتر من السكك الحديدية، وحتى عام 1870 كانت تملك 15 ألفا و500 كيلومتر.

شرعت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية في تطوير نفسها وتحديث نظامها للتعافي من الضرر الذي أصابها، وفي 1966 أنشأت خدمة بحثية.

أطلقت "أس أن سي ف" عام 1981 خدمة القطار فائق السرعة "تي جي في" على خط باريس- ليون، وكان تصميم القطار يتميز بوزن منخفض له القدرة على قطع مسافة 426 كيلومترا في ساعتين، وتبلغ سرعته القصوى 378 كيلومترا في الساعة. وصار الطريق البالغ طوله 426 كيلومترا يستغرق ساعتين.

توقفت عن العمل باعتبارها شركة مؤممة عام 1982، وأعيدت هيكلتها وفقا لقانون توجيه النقل الداخلي الذي ينقل ملكيتها للدولة بشكل كامل.

بعد نقل ملكيتها للدولة أصبحت مؤسسة صناعية وتجارية عامة، تتألف من مجلس إدارة جديد مكون من 7 ممثلين عن الدولة، إضافة إلى 6 أعضاء منتخبين من قبل الموظفين.

كما أنشأ عقد بين شركة "أس أن سي أف" والدولة لتحديد الأهداف الإستراتيجية والعلاقة القانونية ويُجدد كل 5 سنوات.

يحدد العقد مسؤوليات الشركة تجاه ظروف العمل ومقدار الإعانات الحكومية وكيفية إنفاقها بما يضمن التخلص من الديون الذي بلغ حينها حوالي 12 مليار فرنك.

أحداث شلت قطاع السكك الحديدية‌

وعام 2007 أعلن موظفو السكك الحديدية وسائقو قطارات المترو الباريسية وموظفو شركتي الغاز والكهرباء الإضراب عن العمل احتجاجا على تعديلات حكومية لأنظمة المعاشات والتقاعد تقضي بتمديد مدة دفع المساهمات للإفادة من تقاعد كامل من 37.5 سنة إلى أربعين، في خطة تشمل 500 ألف موظف بالقطاع الحكومي.

ولم يقف الإضراب عند حدود قطاع النقل، إذ انضم قطاع المسرح والأوبرا إلى المطالبين بتعديل نظام المعاشات والتقاعد، وقرروا تعليق نشاطهم اعتبارا بعدها بيوم من إعلان الإضراب.

عمال الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا يتظاهرون خلال "يوم التعبير عن الغضب للسكك الحديدية" عام 2023 (رويترز)

واحتج موظفو السكك الحديدية عام 2018 على إلغاء الوضع الخاص الذي يحظون به، وعلى خطط لفتح القطاع أمام المنافسة وتحويل الشركة إلى شركة مساهمة، مما يمهد -بنظرهم- لعملية خصخصة في المستقبل، وهو ما فتح الباب أمام إضراب كثيف شل البلاد لأشهر.

وعام 2019 أعلنت النقابات العالمية في الدولة إضرابا ضد "النظام الشامل" للتقاعد الذي أراد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إقراره، مما شل الحركة تماما عمل السكك الحديدية في البلاد.

وعام 2022 أعلنت حركة إضراب عامة من النقابات العمالية والمراقبين معترضين فيها على الأجور والتطوير الوظيفي وسوء المعاملة، وقدّمت العديد من النقابات -التي دعمت الحركة- إخطارات بإضرابات خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، من أجل الضغط على الشركة الوطنية للسكك الحديدية.

وأعلنت شركة السكك الحديدية الفرنسية تعرضها يوم 26 يوليو/تموز 2024 لـ"هجوم ضخم" يهدف إلى شل شبكتها التي شهدت "اضطرابا شديدا" قبل ساعات من بدء مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

وقالت الشركة في بيان إن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية، موضحة أن "حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار" بمنشآت الخطوط السريعة.

وقالت أيضا إن كابلات مشغلة لخطوط القطارات عالية السرعة تعرضت للإحراق، وإن أعمال "التخريب" أأثرت على 800 ألف راكب. وأضافت أن اضطرابات حركة القطارات عالية السرعة قد تستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل.

كما نقلت وكالة رويترز عن شركة "يوروستار" المشغلة للقطارات فائقة السرعة في أوروبا أنه تم إلغاء رحلات عدة بين باريس ولندن، وتحويل مسار رحلات أخرى من وإلى باريس بعد الأعمال "التخريبية" كما نصحت الركاب بعدم السفر اليوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السکک الحدیدیة

إقرأ أيضاً:

بين الجدران الحديدية والواقع .. نتنياهو في مرمى المقاومة!

يمانيون – متابعات
يحرص نتنياهو بشكل حثيث، على استحضار رؤية ملهمه الفكري التاريخي الزعيم الصهيوني زئيف جابوتينسكي وجداره الحديدي، ليجد نفسه وسط سيوفه الحديدية التي أطلق مسمّاها على الحرب الراهنة، مستهدَفاً في غرفة نومه الزوجية صبيحة سبت يهودي، قبالة شواطئ قيسارية المقابلة للإرث الأوروبي، وهو الإرث الثقافي الحضاري الذي يحرص نتنياهو على تعيين نفسه كمدافع عنه في وجه ما يعدّه الهمجية الشرقية.

سبق لجابوتينسكي قبل قرن من الزمان أن تحدّى دافيد بن غوريون، مطالباً بتسريع إقامة “الدولة” اليهودية وتحويلها إلى جدار حديدي، يبعث اليأس في قلوب العرب من أدنى احتمال بالنصر، جدار يسنده مجتمع يهودي يتمتّع بتكامل ثلاث مزايا؛ وهي تماسك اجتماعي متين وطفرة اقتصادية عالية وقبضة عسكرية حديدية.

جاءت ذكرى ميلاد جابوتينسكي في غمرة الحرب ليبثّ منها نتنياهو حلمه التاريخي بتجديد الصهيونية، وخلق “إسرائيل” الثانية على أرضية تراث جابوتينسكي الفكري والسياسي، معلناً تغيير مسمّاه للحرب من السيوف الحديدية إلى حرب النهضة والقيامة.

وسط لجاج الحرب وتشعّب ساحاتها، وبعد استعصاء غزة وفشل تحقيق أهداف الحرب “الإسرائيلية” الثلاثة، هرب نتنياهو إلى الأمام وأعلن عن هدف رابع للحرب وهو إعادة النازحين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم في الشمال، وقد نجح في توجيه ضربات أمنية ثقيلة لقيادة حزب الله، وسارع لحصد ثمارها بعملية برية استعاد فيها حزب الله زمام المبادرة، وقد أفشل الحملة بعد قرابة شهر على انطلاقها عبر مسارين؛ الأول نجاحه المفاجئ في منع أي سيطرة “إسرائيلية” كاملة على أي قرية لبنانية من قرى الحافة، والثاني إلحاق خسائر بشرية هائلة بكلّ محاولة تسلل وتقدّم عبر شريط هذه القرى، وهو ما حصد أكثر من 900 جريح ونحو 70 قتيلاً من “الجيش” في ميدان القتال البري بحسب اعتراف مراكز التأهيل “الإسرائيلية”.

نجح حزب الله في إفشال الحملة البرية “الإسرائيلية” عبر الميدان العسكري، بموازاة توسيع عمق القصف والتهجير حتى القواعد العسكرية جنوب حيفا، مع تعزيز عمليات قصف القواعد الأمنية في “تل أبيب” بشكل متلاحق، وهو ما ترافق مع ضربات يمنية وعراقية عابرة للحدود، والأهم ضربات فلسطينية كانت ذروتها عملية قطارات يافا التي ترافقت مع القصف الإيراني في الوعد الصادق 2، ثم عملية الدهس بالحافلة على باب قاعدة جليلوت الأمنية التي نفّذها الشهيد رامي نصر الله، وهي القاعدة التي أعلن قصفها للمرة الأولى سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله، ثم تلاحق قصفها عدة مرات من الجو حتى جاءها هذا الضرب من البر، لما تضمّه من مقارّ للموساد والوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية.

في خضمّ تطوّرات الحرب من الهجوم “الإسرائيلي” اليائس على جباليا، وما تبعه من استهداف “إسرائيلي” لعدد من القواعد العسكرية الإيرانية في طهران وإيلام وخوزستان، وقد جاء دون التوقّعات، بقيت صورة بيت نتنياهو ونافذة غرفة نومه التي اقتحمتها مسيّرة حزب الله، عالقة في الذهن “الإسرائيلي” بانتظار تبديد ملامحها التي انساحت في الوجدان الأمني والشعبي من دون طائل.

حاول نتنياهو ومعه كامل المنظومة الأمنية والإعلامية، تجاهل ما تمثّله ضربة المسيّرة في غرفة نوم رئيس الحكومة، وسط حرب تستنفر فيها “إسرائيل” كامل طاقتها الأمنية والعسكرية، فشل هذا التجاهل خاصة أنه يحمل معه ما بعده من تحديات تتجاوز البعد الأمني والعسكري، مع احتمالية عالية لتكرار ناجح، وهو ما دفع الحكومة “الإسرائيلية” لإخفاء مكان انعقادها للمرة الأولى في تاريخها، مع حظر الوزراء من اصطحاب مستشاريهم خلال الاجتماع الحكومي.

جاء قرار الكابينيت “الإسرائيلي” بتوجيه ضربة ثانية لاحقة لإيران، رداً على استهداف بيت نتنياهو، في عدة سياقات تبدو إحداها محاولة احتواء ردّ إيراني وهو الاحتمال الظاهر، لكن الاحتمال الخفي الأهم يكمن في فشل عملية تبديد آثار استهداف منزل نتنياهو في العقل والنفس والشعور “الإسرائيلي” الجمعي، خاصة ما تمثّله من نسف لأسس رؤية جابوتينسكي الحديدية التي استحضر منها نتنياهو شعار النصر المطلق، وهو النصر الذي يجعل فكرة المواجهة ضد “الإسرائيلي” عالية التكلفة ومثار رعب عام.

يأتي العامل الأمني تبعاً للجو النفسي الذي أفرزته حادثة المسيّرة، وهي تتجاوز سلاح الجو “الإسرائيلي” وهو في أوج استنفاره في سماء قيسارية، وسلاح الجو مبعث التفوّق النفسي “الإسرائيلي” على شعوب المنطقة، ولكنه قبالة مسيّرة تتجه نحو رأس الكيان وقف عاجزاً ليضطرّ إلى إطلاق صفارات الإنذار في لحظة الصفر، وله تجربة مع مسيّرة ذكية أخرى، سبق أن فضحته في قاعدة بنيامينا التي تساقط فيها عشرات الجنود في موعد العشاء الأخير.

هل ينفع الترويج لجدار جابوتينسكي الحديدي أمام هكذا تطوّرات ميدانية؟ وكيف يمكن تسويق الوصاية “الإسرائيلية” على جنوب لبنان في وقت يضطر الكيان لحفر مقابر جديدة لجنود “جيشه”؟

يظهر البون الشاسع بين النظرية والواقع في خضمّ التاريخ كما هدير الطوفان، ففي التاريخ نجح بن غوريون في تطبيق نظرية خصمه المعارض جابوتينسكي من دون أن يعلن عن ذلك، فأقام بالفعل جداراً حديدياً في العقل العربي سمح بإقامة “دولة إسرائيل”، ونجح بتكريس وجودها على أطلال الذاكرة العربية وذاكرة قطاع بشريّ واسع ما زال يؤمن بـ “إسرائيل” كثابت وسط تحوّلات ومتغيّرات.

يحمل التاريخ دروسه لا ليكرّر نفسه، كما يحلم نتنياهو في محاولته الجريئة لتجديد الصهيونية عبر المضي بها على حافة السيف، ولكن لتجاوز روح الهزيمة من ذاكرة التاريخ العربي، وهي الروح التي تتجدّد وسط حطام البيوت في جباليا، وخلف تلال العديسة وكفر كلا، وعبر فضاء الجليل المحرّر بالمسيّرات الانقضاضية في كلّ القواعد والمصانع والتموضعات، ومعها 25 مستوطنة صدرت أوامر قيادة المقاومة بإخلائها بالكامل.

يتهاوى حديد الجدار “الإسرائيلي” التاريخي والنفسي والفكري، مع كلّ بصمة ثقيلة يضعها عقل المقاومة في الذهن “الإسرائيلي” ، رغم التكلفة الثقيلة من الضحايا الأبرياء في فلسطين ولبنان، ولكن العبرة بالخواتيم كما قال الرئيس نبيه بري لهوكشتاين، وكما تمثّله التطورات الميدانية التي أبكت سموتريتش وهو ينتقل من جنازة إلى جنازة بحسب قوله. فما يفشل “الإسرائيلي” في تحقيقه في الميدان، لن يحصل عليه في غرف التفاوض الخلفية من الدوحة حتى بيروت، وبالتأكيد لن يجني منه أدنى ثمرة في عالم الفكر والنفس حيث المعركة الأخطر في مسار التاريخ وتحوّلاته.
————————————-
الميادين – محمد جرادات

مقالات مشابهة

  • المجلس الرئاسي يبحث تدهور العملة الوطنية ويتعهد بتحمل مسؤولياته
  • وظائف شاغرة في شركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة: التقديم يبدأ غدًا الأحد
  • فرنسا منزعجة من تعثر المساعي: نتنياهو ربط وقف الحرب باتفاقية تطبيع مع الدولة اللبنانية
  • مقتل 13 شخصا في انهيار بمحطة للسكك الحديدية في صربيا
  • مقتل 8 أشخاص جراء انهيار سطح لمحطة للسكك الحديدية شمال صربيا
  • خولة السويدي: يوم العلم يجسد الفخر بالهوية الوطنية والالتزام بالقيم الإماراتية
  • الشعاع الحديدي نظام دفاعي إسرائيلي مكمّل للقبة الحديدية
  • دور توسيع شبكة السكك الحديدية بالجزائر في تشكيل مستقبلها
  • بين الجدران الحديدية والواقع .. نتنياهو في مرمى المقاومة!
  • تمكين وصول الكوادر الوطنية لـ160 شركة خاصة