قال الدكتور علي جُمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أنه عندما بدأنا في ترك وصايا وسنن النبي اختلت موازين الحياة لدينا،وانهارت منظومة العلم في مجتمعنا.

جمعة يوضح القواعد الكلية الخمسة في الفكر الإسلامي جمعة: "لا ضرر ولا ضرار" القاعدة الأولى في الفكر الإسلامي الجهل والجاهلية

وأكد جُمعة أنه إذا اختل العلم فإننا في ضلالة وجهالة، سمى النبي ﷺ ما قبل الإسلام بالجاهلية نسبةً إلى عدم العلم، وجاء مُعلما، وأول ما واجهه به ربه سبحانه وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فوجهه إلى العلم الصحيح، وإلى الأمل الفسيح.

 

وتابع فضيلة المفتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد على الملك فقال: «ما أنا بقارئ»، فغطه مرتين ﷺ وهو الذي أخلص العبادة لربه، وهو الذي بلغ من التقوى منتهاها، ومن الاصطفاء نهايته؛ فهو المصطفى ﷺ، أرشده أول ما أرشد إلى أن يقرأ هذا الكون الفسيح الذي حولنا {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.

كتاب الله المنظور والمسطور 

وأوضح جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بدأ بدراسة كتاب الله المنظور بالتأمل فيه بدراسة أحواله، ثم ثنّى بقراءة الكتاب المسطور الذي سينزل على قلبه الشريف، والذي سيكون هدىً للمتقين، ورحمةً للناس أجمعين، وشفاءً لما في الصدور، وكلاهما -أعني كتاب الله المنظور وكتابه المسطور- من عند الله سبحانه وتعالى.

 

وعلى ذلك شدد فضيلة عضو هيئة كبار العلماء أنه لا تناقض بين كتاب الله المنظور،وكتاب الله المسطور أبدا، والوعي فيهما ينبغي أن يكون قبل السعي؛ فلابد أن نتعلم هذا الكون الذي حولنا، وندرك سنن الله فيه، ونبحث، ونسير في الأرض، ونبني العلم طبقةً بعد طبقة، ونتقدم الأمم بمشعل الحضارة والعلم.

 

وانتهى فضيلة الدكتور علي جمعة أن المسلمون قد فعل تقلدوا العالم والحضارة حتى تخلوا عن قراءة كتاب الله المنظور، وهنا بدأوا في التخلف والتأخر عن الأمم، ومن هنا سادت عليهم أممٌ أخرى، وما كان لهم أن يسودوا إذا ما التزمنا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ج معة وصية رسول الله مفتي الجمهورية كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله

إقرأ أيضاً:

نور الله يا محمد

 

احترام عفيف المشرف

ها هو ربيع النور يطل علينا لنرتوي من ذكرى ميلاد خير من وطئ الثرى، فتتزكى أنفسنا وتسمو أرواحنا ونجعل لأنفسنا فسحة من هذا الوقت المهدور عبثًا طوال عام. لندخل الرياض المحمدية ونعيش في نشوة الاستبشار والفرح بمولد الهادي الأمين،
ففي ربيع الشهور ولد ربيع القلوب، وازدانت الدنيا وتزينت، ونزلت البشرى على البشرية جمعاء، وتزينت المجرة، وفتحت أبواب الجنان وأغلقت النيران، وخمدت نار فارس وكُسِر أيوانُ قيصر. بولادة أعظم مولود، فقد ولد سيد الكائنات، وأشرف المخلوقات، ونور الأرض، وسراج السماء. ولد المصطفى المجتبى، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المنتجبين، وعلى من فرح وابتهج لمولده إلى يوم الدين.
ونحن إذ نحتفل بمولده الكريم لأننا أحوج ما نكون لذلك، وله في قلوبنا واحتفالنا بمولده الكريم ما تعجز الألسن عن وصفه، وإن منحت البلاغة والفصاحة. فهو حبيب القلوب، وطبيب الأرواح والأبدان، ونور البصيرة والأبصار، الذي بمولده زال عنا البؤس والعناء.
ومن هنا من اليمن، من مساجدها والمترددين عليها من منازلها وساكنيها، ومن روضات الشهداء الأحياء من بلد كل ما فيه من سهول وجبال وواديان وأشجار وورود وجزر وبحار، ومن سكن وترعرع فيها،، من غصص الأوجاع في اليمن، يحتفلون بمولدك، ولن يثنيهم شيء عنك وعن مولدك فكلهم عاشقون متيمون بحبهم للنبي العدنان. تراهم يشدون ويترنمون بصلواتهم وسلامهم على نبيهم وهم يعدون ويتأهبون للاحتفال بيوم وليلة ميلاده. وهم في ذكره يداوون أوجاعهم. ويدملون جراحاتهم بحبه وبكثرة الصلاة والسلام عليه.
ويقولون له في كل عام “سيدي يا رسول الله، إن لك في اليمن محبين ما تراجعوا عن حبك منذ عرفوك، ولا عن شغفهم بك وولائهم لك ولاآل بيتك، وبيوم ميلادك، وبسيرتك وشمائلك. فهم، وكما وصفتهم الأرق قلوبًا والألين أفئدة، وتراهم أرق ما يكونوا إذا كانوا في حضرتك، فأنت على الدوام حاضر فيهم. وفي خواطرهم وأما مجالسهم فهي على الدوام معطرة بذكرك، والصلاة والسلام عليك. فحضورك دائمًا معهم في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم، وذكرك دائمًا على ألسنتهم التي هي ترجمان قلوبهم.
فأنت معشوقهم طيلة عامهم. وكان وما زال وسيظل ذكرى مولدك عيدهم، لا يثنيهم عن ذلك حكم حاكم، ولا فتوى عالم، ولا فلسفة متكلم. فقد يصغون لهم في عدة أمور إلا في ثنيهم عن الاحتفال بمولدك، فهم لا يرهفون سمعهم إلا لذكرك”.
فهذا النور المحمدي باقٍ مادام حب رسول الله في القلوب، ولأن تراجع الأعراب عن عهدهم ونقضوا ودهم، فإن لك في اليمن من أمتك من تقر به عينك. ولك في اليمن محبون ما زال القرآن منهجهم ومدرستهم. وقد قرأوا: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم”. فاتبعوك وأحبوك وأحبهم الله، أنهم من قلت عنهم: “إنني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”. فكانت أنفسهم وأنفاسهم تعشقك وتعشق مولدك وتحتفل به. فليس للعاشق إلا الانقياد والطاعة لمعشوقه، وأنت يا سيدي يا رسول الله معشوقهم الأزلي وحبهم الأبدي..،
يا سيدي، إن لنا قلوبًا أنت نبضها، ولنا أجسادًا أنت روحها، ولنا مقل أنت ضياؤها. فلك منا أزكى الصلاة والسلام ما تعاقب الليل والنهار وما سجع في أيكة الحمام، وما توالى لنا النصر ولأعدائنا الإنهزام، وعلى آل بيتك الأطهار وصحابك الأخيار.

مقالات مشابهة

  • المولد النبوي: تعرف على مقتنيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • اليوم العالمي لمحو الأمية
  • لا تصعيد في المدى المنظور.. ولا وقف لإطلاق النار
  • المولد النبوي الأغر.. علامة وفاء وثبات على الحق يُصدّرها اليمنيون للعالم الإسلامي
  • من هو رسول الله ﷺ الذي جهله الناس؟!
  • الهواري: النبي كان عظيم الأمل فلم ييأس وواسع الرجاء فلم يقنط
  • المولد النبوي.. اعرف أوصاف وشمائل سيد الخلق
  • المولد النبوي.. كيف نرى رسول الله؟
  • يوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد النور الذي أضاء العالم
  • نور الله يا محمد