خطبتا الجمعة بالحرمين: العاقل لا يُبدّد وقته متعطلاً.. والغفلة عن العبادات تورث الندامة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
ألقى الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال: إن في تتابع الفصول والمواسم لَمُدَّكَرَا، وتعاقب الأيام والليالي الحواسم لَمُعْتَبَرَا، وفي هذه الآونة يَتَبَدَّى لنا حَرُور من الصَّيْف النَّافِحْ، وتهب علينا رياحه اللَّوَافِحْ، إذ الآمال إلى استِثماره مُشْرَئِبَّة رَانِيَة، والآماق إلى اهتِبَالِه متطلعة حانية، كيف وقد نشر علينا مطارفَه، ونَسَخَ للظل وارفَهْ، ونَثَر في الدُّنا السَّمُوم، وبسط بشمسه قيْظه الهَجُوم، مما يحمل على الادكار، ويبعث على الاعتبار، ويُذَكِّر بِحَرِّ النار؛ إذ جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلّى الله عليه وسلم- قال: “اشتكتِ النار إلى ربها، فقالت: يا رَبِّ أكل بعضي بعضًا، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ، نَفَس في الشتاء، ونَفَس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحَرِّ من سَمُومِ جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم”.
وأضاف: إن مما يُحمد لولاة الأمر في بلادنا -حرسها الله- التوجيه الكريم بتقصير الخطبة وتخفيف الصلاة في الحرمين الشريفين؛ فقد جاء مراعيًا لمقاصد الشريعة في التيسير ورفع الحرج، وحِرْصًا على صحة وسلامة المُصَلِّين والمعتمرين من حرارة الصيف اللاهب، ولِتُؤكد أن الإنسان أولاً، فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء وأوفاه على ما قَدَّمُوا للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين. في حين أن الصيف يحمل في أندائه إجازة صيفية، وهَدْأة نَفْسِيَّة، إثر شواغل الحياة، وكلال المسؤوليات والمهمات؛ إذ يستريح في مجاليها اللاغبُ والمحرور، ويمتح المكدود من فُسْحَتِها بَرْدَ الهدأة والسرور، ورَوْح الراحة الموفور. فالبُشْرَى لِمَن عَمَرَها بالبُرور والطاعات ووشَّاها، والسُعْدى لِمَن دَبَّجَها بِخَيْرِ الخَيْرِ وغَشَّاها!.. مضيفًا: إنَّ الفَرَاغ نِعْمة جُلَّى لا يَقْدُر قدْرَها إلا مَنْ سُلِبَها، فَأَنَّى لِعَاقِل يُبَدِّدُ الوقْت الشريف مُتَعطِّلًا، ويُمَزِّق الزّمن النَّفيس مُتبطّلًا، فَذَاك الذي أَضَاع الفُرَص؛ فَبَاء بالغُصص، واسْتَلْزَم المَقْت والنَّغَصْ، فيا مَن هم في مُنْفَسِح الفَرَاغ، أَلاَ مِنْ ضنين بأوقاتِه وسَاعاته، ألا مِن مُعْتبِرٍ بِفَوَاتِ شهوره وسَنَواته، ألا من مدكر بمرور أيامه ولحظاته”، مستدلاً، بهَدْي النبي محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أوقاته خير مثالٍ يُقْتَدى، وترويحه أزكى دليل يُحتذى، توسُّطًا واعتدالًا، وسُموًّا وكمالًا، فقد كان أظهر الناس حزمًا ولُطفًا، وأوفاهم أُنسًا وعطفًا.
واستطرد في خطبته قائلًا: مع الانْسِرَابِ في صَوَارِف الإجازة الصيفية التي تخلع على المجتمعات مظاهر البهجة والاسترواح، ومطارف الحَبْرة والانشراح، خاصة مَنْ عَزَمُوا على إقامة مناسبات الزواج والأفراح؛ فالله الله في رعاية الضوابط والآداب الشرعية في هذه المناسبات، من الاقتصاد والترشيد وحسن الطاعة، والبُعد عن الإسراف والتبذير والبذخ وسائر المعاصي، والجِدُّ في معالجة ظواهر العنوسة، وغلاء المهور، ونحوها ما يتعلق بمناسبات الأفراح. لافتًا في الوقت نفسه، بأن مع مرور الأعوام فإن قضية المسلمين الكبرى في فلسطين والأقصى المبارك تظل في وجدان الأمة شاهدًا لها على اهتمامها بالقضايا الكبرى، وإيجاد الحلول الناجعة لحلها، والنَّأي عن الصراعات والنزاعات، والعمل على إحلال السلام والاستقرار، والله المسؤول أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، ويُحَقِّقْ للجميع فيما يُرضيه التطلعات والآمال، وأن يجعل حاضر الأيام خيرًا من ماضيها، ومستقبلها خيرًا من حاضرها.
* وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والنجوى.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله بعث رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فمن أجابهم خرج إلى نور الهداية، ومن لم يجبهم بقي في ظلمة الجهل وغفلة، فهي أصل الشرور ومن أعظم أمراض القلوب، يحرم العبد بها خير الدنيا والآخرة.
وتابع فضيلته بأن الله تعالى أخذ على بني آدم الميثاق بأنه ربهم ومعبودهم لئلا يعتذروا بالغفلة قال تعالى: {وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}. وفي الحديث “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَالقَسْوَة وَالغَفْلَة”.
وبين فضيلته أمَر اللَّه لرسولَه بإنذار النَّاس قبل أن يتحسَّروا على غفلتهم، وأخبر سبحانه باقتراب حساب النَّاس ليستيقظوا من غفلتهم {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ}. وذمَّ مَن يعلمون ظاهراً من الدُّنيا وهم غافلون عن الآخرة. وكلُّ أُمَّة انقطع عنها الإنذار وتُرِك فيها التَّذكيرُ تقع في الغفلة {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}. وأخبر اللَّه أنَّ كثيرًا من النَّاس عن آياته غافلون.
وتابع فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أسباب الغفلة: حبُّ الدُّنيا والرُّكون إليها، وتقديم محابِّها على الآخرة؛ قال بعضُ الحُكماء: «مَنْ نَظَرَ إلى الدُّنْيَا بِغَيْرِ العِبْرَةِ انطَمَسَ مِنْ بَصَرِ قَلْبِه بِقَدْرِ تِلْكَ الغَفْلَةِ».
والإعراض عن تلاوة القرآن وذكرِ اللَّه يوجب الغفلة وموتَ القلب، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّه وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَي وَالمَيِّتِ» (متفق عليه). ومآل تركِ الجُمعات تهاوناً وكسلاً يوجب الغفلة، وصُحبة الغافلين سبيلٌ لها، وقد نهى سبحانه عن صحبتهم، وعن طاعتهم والقَبول منهم {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَه عَنْ ذِكْرِنَا}.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن من الاغترار أنْ يُسيءَ العبدُ فيرى إحساناً؛ فيَظُنَّ أنَّه قد سُومِح، ورُبَّما رأى سلامة بدَنه وماله؛ فظنَّ أنْ لا عقوبة عليه. وما عَلِم أنَّ غفْلتَه عمَّا عوقب به من أعظم العقوبة، والسَّلامة من الغفلة أمرٌ عزيز؛ فقد تَلحَقُ العبدَ التَّقيَّ، ولكنَّه سُرْعان ما يتنبَّه ويتذكَّرُ فيتوبَ، قال تعالى: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إذا مَسَّهُم طَائِفٌ مِن الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبصِرُونَ}.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن على المسلم أن يدعو الله دعاء الطلب بما يتناسب وحاجته قال عز من قائل {قُلِ ادْعُوا اللَّه أوادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَه الْأسماء الْحُسْنَى}. واليقظة من الغفلة أول مفاتيح الخير، وتتحقَّق بامتثال أوامر اللَّه ورسوله. وممَّا يُوقظ منها تلاوة كتاب اللَّه العظيم {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ}. والمحافظة على الصَّلوات الخمس مما ينجي من الغفلة، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ» (رواه ابن خزيمة). وقيام اللَّيل ولو بآيات قليلة زكاة من الغفلة؛ قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ” (رواه أبوداود). وحِلق القرآن والسُّنَّة ومجالس العلم تزيلُ الغفلة عن القلوبِ؛ قال ابن القيِّم رحمه الله: «مجالس الذِّكر مجالسُ الملائكة، ومجالسُ اللَّغو والغفلة مجالسُ الشَّياطين، فَلْيتخيَّرِ العبدُ أعجبَهما إليه، وأولاهما به؛ فهو مع أهله في الدُّنيا والآخرة».
والغفلة حِجابٌ بين العبد وربِّه، والذِّكر يزيل ذلك الغطاء، ويَطرُد الشَّيطانَ قال تعالى: {وَاذكُر رَبَّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَة وَدُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُو وَالآصَالِ وَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ}. وأداء العبادات في الأوقات التي يغفل عنها النَّاسُ ممَّا يُنجِي من الغفلة، والتَّوبة سببُ طهارة القلب والسَّلامة من الغفلة، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَبْدَ إذا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِه نُكْتَة – أي نقطة – سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُو نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ» أي: محيت عنه تلك النقطة.
وتابع فضيلته أن الشَّيطان يترقَّب غَفلَة العبد، ولا يزَال به حَتَّى يغطِّي القلب ويُعمِيَه، فيكونَ قلبه الغافل مأوى للشَّيطان. ومَن غفل عن اللَّه عوقب بطَمْسِ البصيرة، فيُصدُّ عن معرفة اللَّه وآياته، وتمييز الحقِّ من الباطل. وإذا استحكمت الغفلةُ فصاحبها لا يفقه ولا يبصر ولا يسمع ولا يعقل {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ}.
والغفلة سببُ انتقام اللَّه من العبد وهلاكه، قال عز وجل: {فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ}.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى توعَّد الغافلين بالنَّار، إذ يُكشف غطاء الغشاوة عن قلوبهم، ويبصرون ما كانوا ينكرون يومَ القيامة قال تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}. ويُقِرُّون بغفلتهم ويندمون عليها {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِي شاخِصَة أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا}. وإذا ولجوا النَّارَ أعادوا كرَّة الندامة على غفلتهم {يَا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَة مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ}. مشيرًا إلى أن الله ليس بغافل قال تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، وأن جِماع الشَّرِّ الغفلة والشَّهوةُ؛ فالغفلة عن اللَّه والدَّارِ الآخرة تَسدُّ باب الخير، والشَّهوة تفتح بابَ الشَّرِّ، وكلَّما كان القلب أبعدَ من اللَّه كانت الآفاتُ إليه أسرعَ، وكلَّما قرُب من اللَّه بعُدت عنه الآفاتُ. والبُعدُ من اللَّه مراتبُ، بعضُها أشدُّ من بعض، ولا خَلاص من بلوى المعْصِيَة إلَّا بالتَّخلُّص من الغَفْلَة.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن دخول الشَّيطان على العبد من الغفلة والشَّهوة والغضب، وصدأُ القلب بالغفلة والذَّنْب، وجِلاؤه بالاستغفار والذِّكر. ومن علامة صحَّة القلب: أنَّه لا يزال يحدو بصاحبه، حتَّى يُنيبَ إلى اللَّه، ويُخْبِتَ إليه، ويتعلَّقَ به. ومَن غَفَلَ عن نفْسه تصرَّمَتْ أوقاتُه، واشتدَّت عليه حسراتُه؛ فاستدرِكوا ما فاتَ بما بقِيَ. ومَنْ أصلحَ ما بقِي غُفِر له ما مضى. والرَّشيدُ مَنْ وَقَفَ مع نفْسِه وقْفة حسابٍ وعتابٍ، يُصَحِّحُ مسيرتَها، ويَتَداركُ زَلَّتَها، ويتصفَّحُ في ليلِه ما صَدَر من أفعال نهارِه.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ى الله علیه وسلم قال تعالى من الغفلة أن الله قال الن من الغ
إقرأ أيضاً:
هل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدل
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الدعاء والذكر هو نوع من أنواع العبادات، منوها بأنه لا يشترط فيه ما يشترط للصلاة.
وأوضح «عثمان» في إجابته عن سؤال: «هل يشترط أو يجب أن يكون الإنسان على طهارة عند الدعاء؟»، أنه ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله تعالى في كل أحيانه».
وأوضح أن الدعاء هو نوع من أنواع العبادات والذكر لله تعالى، فلا يشترط فيه ما يشترط للصلاة من طهارة "وضوء".
هل يجوز الذكر والاستغفار بدون وضوء
في سياق متصل قال الدكتور محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الذكر والاستغفار للجنب جائز، مضيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحواله.
وأضاف أمين الفتوى، خلال لقائه على فضائية "الناس" أن الذكر طمأنينة وسكن وراحة للإنسان المؤمن، ومن اعتاد لسانه على ذكر الله لن يستطيع أن يلجمه بعد ذلك.هل يأثم من يخرج من بيته وهو جنب
وورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، مفاده، «هل يأثم من يخرج من بيته وهو جنب لقضاء متطلبات في غير مواقيت الصلاة سواء كان الخروج لحاجة ضرورية أو غير ضرورية؟».
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنه لا بأس بخروج الجنب إلى السوق وغيره مما لا بد منه لقضاء حوائجه، ولا إثم عليه في هذا إلا إذا ضيع الصلاة عن وقتها، لكن يستحب له المبادرة إلى الاغتسال.
وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن من السنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب.
هل يجوز ذكر الله تعالى على جنابة
ورد سؤال لدار الإفتاء من سائل يقول " هل يجوز التسبيح والذكر والإنسان على جنابة".
أجابت الدار، في فتوى لها، أنه يجوز للإنسان شرعا ذكر الله تعالى ولو كان على جنابة؛ لأن الأمر بالذكر جاء مطلقا فدل ذلك على جواز الذكر في أي حال يكون عليها الإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ۞ وسبحوه بكرة وأصيلا﴾ [الأحزاب: 41-42]، وقال تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ۞ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار﴾ [آل عمران: 190-191].
وأضافت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذاكرا لله سبحانه في كل حركاته وسكناته وفي كل أحواله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله عز وجل على كل أحيانه" رواه مسلم.
ونقل الإمام النووي إجماع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء؛ فقال في كتابه "الأذكار" (ص: 11): [أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء وغير ذلك].