أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأن ملفات مسربة أماطت اللثام عن إجراءات استثنائية اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لإحباط دعوى قضائية أميركية شديدة الخطورة هددت بالكشف عن أسرار حول إحدى أسوأ أدوات القرصنة سمعة في العالم.

وفي تقرير لاثنين من صحفييها الاستقصائيين في مكتبها بالعاصمة الأميركية واشنطن، ذكرت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين صادروا وثائق حول برنامج التجسس "بيغاسوس" من الشركة المصنِّعة له وهي مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية، في محاولة لمنعها من الامتثال للمطالب الواردة في الدعوى القضائية التي قدمتها شركة واتساب في إحدى المحاكم الأميركية لتسليم معلومات تتعلق بأدوات الاختراق الحاسوبي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي يكتب عن وحشية إسرائيلlist 2 of 2عداءة فرنسية محجبة قد تحرم من حضور حفل افتتاح الأولمبيادend of list

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الوثائق تُظهر أن المضبوطات كانت جزءا من خطة قانونية بارعة أقدمت عليها إسرائيل للحيلولة دون إفشاء معلومات عن برنامج بيغاسوس، تعتقد تل أبيب أنها ستلحق بالبلاد "أضرارا دبلوماسية وأمنية خطيرة".

ضحايا تجسس

ويسمح برنامج بيغاسوس لعملاء مجموعة "إن إس أو" باستهداف الهواتف الذكية ببرمجيات خفية تستطيع استخراج الرسائل والصور وتسجيل المكالمات وتنشيط الميكروفونات سرا.

وقالت الغارديان إن المجموعة ظلت منذ أواخر عام 2019 تخوض معركة قضائية في الولايات المتحدة مع شركة واتساب التي قالت إن الشركة الإسرائيلية استخدمت ثغرة أمنية في خدمة المراسلة لاستهداف أكثر من 1400 من مستخدميها في 20 دولة على مدى أسبوعين.

وأضافت الصحيفة أن مصادرة الملفات وأجهزة الكمبيوتر من مكاتب المجموعة في يوليو/تموز 2020 -والتي كانت مخفية حتى الآن عن الجمهور بموجب أمر حظر نشر صارم أصدرته محكمة إسرائيلية- تلقي ضوءا جديدا على العلاقات الوثيقة بين الحكومة الإسرائيلية و"إن إس أو" والمصالح المتداخلة لأجهزة المراقبة المملوكة لشركة تابعة للقطاع والمؤسسة الأمنية للدولة.

نجدة أثناء التقاضي

وبحسب تقرير الغارديان، فإن عمليات المصادرة تلك تمت بعد أن ناقش المسؤولون الإسرائيليون والشركة المعنية (إن إس أو) كيفية الرد على مطالب واتساب بالكشف عن الملفات الداخلية حول برامج التجسس الخاصة بها، وقد أثار ذلك تساؤلات عما إذا كانوا قد قاموا بالتنسيق لإخفاء معلومات معينة من الإجراءات القانونية الأميركية.

وفي إحدى مراحل التقاضي، تبين أن رود روزنشتاين، المحامي الموكل من "إن إس أو"، والذي كان يشغل منصب نائب المدعي العام في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سأل محامي إسرائيل الأميركيين عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية "ستهبّ لنجدة" الشركة في معركتها القانونية مع واتساب.

وكشفت الغارديان تفاصيل عن حصولها هي وتحالف يضم مجموعة من المؤسسات الإعلامية وإعلاميين إسرائيليين -مقره في باريس- على نسخة من حكم قضائي سري يتعلق بمصادرة الملفات الداخلية لمجموعة "إن إس أو" التي جرت في يوليو/تموز 2020.

ومن خلال الجمع بين سجلات المحكمة الأميركية والمعلومات الواردة من المصادر والتحليل الجنائي الذي أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية لبعض الملفات، تمكن تحالف المؤسسات الإعلامية من تأكيد التفاصيل الرئيسة التي تم الكشف عنها في الملفات المخترقة.

مخالفة الالتزام

وبحسب باحثين من منظمة العفو الدولية، فإن الملفات "تتوافق مع عملية اختراق وتسريب لسلسلة من حسابات البريد الإلكتروني"، ولكن "من غير الممكن التحقق من صحة رسائل البريد الإلكتروني بشكل مشفر إذ قام المتسللون بإزالة البيانات الوصفية المهمة للبريد الإلكتروني".

وظهرت تفاصيل أنشطة إسرائيل وراء الكواليس في قضية واتساب مع استمرار الدعاوى القضائية في المحكمة الفدرالية في شمال كاليفورنيا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت واتساب شركة "إن إس أو" بمخالفة ما التزمت به بمشاركة ملفاتها الداخلية في إطار عملية قانونية، تُعرف باسم الاستكتشاف، من شأنها أن تسمح لواتساب بجمع المعلومات للمساعدة في إيراد الأدلة التي تدعم قضيتها وإلقاء ضوء غير مسبوق على كيفية استخدام عملاء "إن إس أو" من الحكومة الإسرائيلية لبرناج بيغاسوس للتجسس.

ومع ذلك -تقول الغارديان- فإن التدخل الخفي للحكومة الإسرائيلية أعاق قدرة واتساب على إجبار "إن إس أو" على تسليم معلومات مهمة. وأبلغ محامو واتساب المحكمة الأميركية مؤخرا بأن الشركة الإسرائيلية "لم تقدم سوى 17 وثيقة داخلية خاصة بها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الحکومة الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

عائلة ناشطة أميركية تتهم إسرائيل رسميا بقتلها وتوجه طلبا لبايدن

طالبت عائلة مواطنة تركية أميركية قتلت بالرصاص خلال مظاهرة احتجاجية على الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بتحقيق مستقل في مقتلها، متهمة الجيش الإسرائيلي بقتلها بطريقة "عنيفة".

وكانت عائشة نور إزغي إيغي البالغة من العمر 26 عاما قد أصيبت "برصاصة في الرأس" خلال مشاركتها بمظاهرة في بيتا بالضفة الغربية المحتلة أمس الجمعة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "رد بإطلاق النار باتجاه محرض رئيسي على أعمال عنف يرمي الحجارة باتجاه القوات ويشكل تهديدا عليها".

وقالت عائلة الضحية في بيان "لقد خطفت من حياتنا من دون طائل وبطريقة غير قانونية وعنيفة، من جانب الجيش الإسرائيلي".

وأضافت أن "عائشة نور المواطنة الأميركية كانت تدافع بسلام عن العدالة عندما قتلت برصاصة تظهر مشاهد مصورة أنها صدرت عن مطلق نار من الجيش الإسرائيلي".

وأردفت "نناشد الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إصدار التعليمات لإجراء تحقيق مستقل في عملية قتل غير قانونية لمواطنة أميركية وللتحقق من محاسبة كاملة للمذنبين".

مصادر فلسطينية تؤكد مقتل متضامنة أمريكية بعد إصابتها في الرأس برصاص الاحتلال خلال مشاركتها في مسيرة مناهضة للاستيطان في محيط جبل صبيح جنوب نابلس.. مراسل الجزيرة ليث جعار يطلعنا على التفاصيل#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/EKKWfNnXFV

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 6, 2024

مزاعم مرفوضة

وكانت إيغي عضوة في حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين التي قالت إنها كانت في بيتا الجمعة؛ في إطار مظاهرة أسبوعية ضد الاستيطان.

ورفضت الحركة السبت المزاعم القائلة إن الناشطين قاموا برشق الجنود بالحجارة ووصفتها بأنها "كاذبة".

وأضافت المنظمة في بيان "كانت عائشة نور على بعد أكثر من 200 متر من مكان وجود الجنود الإسرائيليين، ولم تكن هناك أي مواجهة في الدقائق التي سبقت مقتلها".

كما طالبت عائلة الضحية بتحقيق مستقل، وقالت "نظرا إلى ظروف مقتل عائشة نور؛ من غير المناسب إجراء تحقيق إسرائيلي".

وفي السنوات الأخيرة، نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات أسبوعية ضد مستوطنة إفياتار المطلة على بلدة بيتا والتي تحظى بدعم من وزراء إسرائيليين يمينيين متطرفين.

وأكدت الأمم المتحدة أن إيغي أصيبت في الرأس خلال مظاهرة الجمعة، وأكد مستشفى رفيديا وفاتها متأثرة بإصابتها.

وقالت تركيا إنها قتلت برصاص "جنود الاحتلال الإسرائيلي" وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذا العمل "الوحشي"، بينما عدّت واشنطن مقتلها "مأساويا" ودعت إسرائيل إلى التحقيق.

مقالات مشابهة

  • عائلة ناشطة أميركية تتهم إسرائيل رسميا بقتلها وتوجه طلبا لبايدن
  • الأردن.. مظاهرة أمام السفارة الأميركية تندد بالحرب على غزة
  • مقتل أميركية برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة  
  • طيف سامي في كردستان غدا.. هذه هي الملفات التي ستناقشها
  • اتصالات أميركية وحماس وإسرائيل تتمسكان بموقفيهما من صفقة التبادل
  • نتنياهو يناقش 3 ملفات مهمة بشأن غزة
  • لـ 7 اكتوبر.. تأجيل دعوى قضائية بشأن أزمة شيرين عبد الوهاب و روتانا
  • نتنياهو يرد على تقارير أميركية حول قرب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة
  • مظاهرة بجامعة جورج تاون الأميركية احتجاجا على استمرار الحرب على غزة
  • منظمة بتسيلم: الحكومة الإسرائيلية تشن حربا تجعل غزة منطقة غير قابلة للحياة