وزراء صحة شرق المتوسط يدعمون خطوات فورية لمنع انتشار شلل الأطفال بغزة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
كتب- أحمد جمعة:
اجتمع وزراءُ الصحة من جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط للتصدي لطارئة شلل الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ووفق بيان للمنظمة، اليوم الجمعة، كانت الحاجة الملحة للعمل الإقليمي المنسق والجماعي لمكافحة وجود فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2 (cVDPV2) في قطاع غزة محور الاجتماع الحادي عشر للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته.
وافتتحت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرةُ الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الاجتماع الذي عُقد عبر الإنترنت في 25 يوليو الجاري.
وقال بيان المنظمة إن تأكيد وجود فيروس شلل الأطفال يزيد ويعقد التهديدات المتعددة التي يواجهها الأطفالُ في قطاع غزة في الوقت الراهن، بعد أن كانوا يحصلون على خدمات تطعيم روتينية نشطة ومنتظمة فيما قبل الحرب، ولكنه أيضًا يثير المخاوف الشديدة بشأن احتمال سريان واسع النطاق لفيروس شلل الأطفال وشلل الأطفال المُسبِب للشلل.
وفي حين تشير التقديرات إلى أن 99% من الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة تلقوا الجرعة الثالثة من لقاح شلل الأطفال في عام 2022، فإن هذه النسبة انخفضت إلى 89% في عام 2023، بحسب أحدث تقديرات التمنيع الروتيني الصادرة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
ودعت الدكتورةُ حنان بلخي إلى اتخاذ إجراءات مشتركة للتصدي لانتشار شلل الأطفال وإيقافه على وجه السرعة. وقالت، في حديثها عن زيارتها الأخيرة إلى قطاعِ غزة : "لقد شهدت بنفسي ظروفًا معيشية مساعدة وملائمة للغاية لانتشار شلل الأطفال وغيره من الأمراض. ولذلك فإنه اجتماع اللجنة الفرعية في هذا الوقت يكتسى أهمية شديدة، وعلينا العمل بسرعة وحسم لاحتواء هذه الفاشية، من أجل حماية أطفال غزة والعمل على سلامتهم".
حضرَ الاجتماعَ وزراءُ الصحة من الدول الأعضاء في إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط، وشركاءُ المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، ومديرو اليونيسيف الإقليميون للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وأُطلِعَ المشاركون في الاجتماع على آخر المستجدات بشأن وضع شلل الأطفال في قطاع غزة. وبعد ذلك، دعا المشاركون بالإجماع كل الجهات المعنية صاحبة المصلحة والقادة في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، ومنهم أطراف النزاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى المناصرة القوية والدعوة الفورية إلى ضمان توفير بيئة آمنة ومواتية للعمل الإنساني، الأمر الذي يتحقق بوقف إطلاق النار أو أيام هدوء. والهدف من ذلك هو السماح باتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون تسبب فيروس شلل الأطفال في إصابة الأطفال بالشلل في غزة، والمناطق والبلدان المحيطة بها.
وتشمل هذه الخطوات الترصُّد المكثف، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتنظيم عدة حملات تمنيع جماعي للحماية من فيروس شلل الأطفال، والتي يمكن دمجها - متى أمكن - مع الخدمات الصحية الأخرى بالغة الأهمية، وذلك من أجل ضمان حماية كل طفل.
وألقى الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة في الأرض الفلسطينية المحتلة، كلمةً أمام المشاركين، أكَّد فيها على المخاطر التي تهدد صحة السكان وخاصةً الأطفال في غزة، وطلب دعم الدول الأعضاء في بناء قدرات الترصُّد الميداني لضمان الكشف الفوري عن أي وجود لفيروس شلل الأطفال، بالإضافة إلى الدعم المختبري لفحص العينات البيئية والبشرية في البلدان المجاورة في إقليم شرق المتوسط.
وشدد وزراءُ الصحة على الحاجةِ الملحةِ إلى جهدٍ إقليمي منسق لدعم الاستجابة في غزة والبلدان المحيطة، الأمر الذي سيترجم إلى خطة مشتركة قوية إقليمية للوقاية من تفشي فيروس شلل الأطفال والتصدي له. وتعهد العراق والأردن والمملكة العربية السعودية وسوريا بتقديم الدعم التقني واللوجستي والمختبري للاستمرار في اختبار العينات البشرية والبيئية من قطاع غزة.
ولقد تناولت اللجنةُ الفرعية الحاجةَ الملحة لوقف جميع أشكال فيروس شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط. الإقليم يضم آخر بلدين في العالم يشهدان سريان فيروس شلل الأطفال البري المتوطن - وهما أفغانستان وباكستان. وعلاوة على ذلك، فإن بلدانًا في الإقليم تعاني فاشيات نشطة لفيروس شلل الأطفال المتحور، مثل الصومال والسودان واليمن.
وتحدَّث الدكتور صالح علي المري، مساعد وزير الصحة للشؤون الصحية، نيابة عن الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة في قطر والرئيس المشارك للجنة الفرعية، مؤكدًا أنه ما دام سريان شلل الأطفال مستمرًّا في أي جزء من إقليمنا، فإن كل بلد في الإقليم لا يزال عُرضة للخطر. وقال: "تنبع هذه المخاطر من تحديات لا يمكننا التحكم بها مثل التنقلات السكانية غير المعتادة الواسعة النطاق من المناطق الموبوءة، مثل ما حدث مؤخرًا في باكستان وأفغانستان، ونشوب صراعات ونقص إمكانية الوصول، ولكن ثمة تحديات أخرى يكمن التصدي لها، مثل الثغرات الموجودة في قيادة البرنامج وتنسيقه. ويجب الآن، أكثر من ذي قبل، أن تكون استراتيجياتنا أذكى من حِيَل الفيروس".
وأشادت الدولُ الأعضاء بالجهود المتواصلة التي تبذلها القيادةُ السياسية والصحية لمعالجة الثغرات المتبقية في أفغانستان وباكستان. وجرت الإشارة أيضًا إلى الجهود الحالية المبذولة لوقف الفاشيات في الصومال والسودان واليمن.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: زيادة البنزين والسولار انحسار مياه الشواطئ نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن انسحاب بايدن أحمد شوبير أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان الدكتورة حنان بلخي منظمة الصحة العالمية شلل الأطفال قطاع غزة أطفال غزة شلل الأطفال في قطاع غزة فی الأرض الفلسطینیة المحتلة فیروس شلل الأطفال إقلیم شرق المتوسط شلل الأطفال فی الأطفال ا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حماس توجه رسالة للقمة العربية الطارئة وترفض القوات الأجنبية بغزة
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت في رسالة وجهتها للقمة العربية، التي تعقد هذا الأسبوع في القاهرة، حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة رفضها لأي وجود لقوات أجنبية في قطاع غزة.
وجاء ذلك في رسالة وجهها رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش للقمة العربية الطارئة المقرر أن تستضيفها القاهرة الثلاثاء المقبل، بهدف صياغة موقف عربي قوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم طرح عربي عام يقابل الطرح الأميركي لتهجير فلسطينيي غزة.
وقال دوريش "مستعدون للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير شعبنا من قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع دون المساس بالحقوق الفلسطينية وخاصة حق شعبنا الثابت في مقاومة الاحتلال".
وأضاف أن حماس مستعدة لإنجاز حل عادل لقضيتنا الفلسطينية يضمن حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها منذ النكبة.
وتابع "حريصون على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولا لوقف إطلاق النار الشامل والدائم، وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من القطاع، وإعادة الإعمار ورفع الحصار".
إعلانوأكد درويش أن اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيا خالصا يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي الشقيق.
ولفت إلى أن حماس أبدت الاستعداد للتعاطي مع أي خيار يتم الاتفاق عليه فلسطينيا، سواء بتشكيل حكومة توافق وطني من التكنوقراط الخبراء وشخصيات مهنية فلسطينية، أو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحتها مصر لإدارة شؤون غزة، وفق القوانين السارية المعمول بها في الأراضي الفلسطينية.
وشدد درويش على رفض حماس رفضا قاطعا محاولة فرض أي مشاريع أو أي شكل من الأشكال الإدارية غير الفلسطينية، أو وجود أي قوات أجنبية على أراضي قطاع غزة.
وأكد حرص حماس على ترتيب البيت الفلسطيني بشكل نهائي وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشراكة الكاملة لتكون ممثلا حقيقيا للكل الفلسطيني، وإجراء الانتخابات العامة بمستوياتها المختلفة وطنيا وإعادة الحياة الديمقراطية، وتمكين شعبنا من اختيار قيادته ورسم وتحديد خياراتنا السياسية ومستقبله بحرية كاملة.
وعبّر درويش، في رسالته، عن تقدير الحركة للموقف العربي الموحد الرافض لمشروع تهجير شعبنا الفلسطيني، لا سيما موقف مصر والأردن.
وقال إن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع الهادفة لتهجير شعبنا الفلسطيني وضم الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى، جرائم لا تستهدف شعبنا وحده، بل هي جريمة ضد الإنسانية.
ودعا درويش الدول العربية إلى المشاركة الفاعلة في إعادة الإعمار وبناء قطاع غزة باعتباره الخطوة الأهم لتعزيز صمود شعبنا وتثبيته في وطنه، ومنع تطبيق أي مخططات للاحتلال بالتهجير أو أي مخططات لتفريغ الأرض الفلسطينية وتمكين الاحتلال من السيطرة عليها.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
إعلانوفي المقابل، تعمل مصر على بلورة وطرح خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها خشية تصفية القضية الفلسطينية.
وتحدث ترامب، قبل أيام، أنه لن يفرض خطته بشأن مستقبل غزة وسيطرحها كتوصية، دون أن يحدد بعد موقفا من خطة القاهرة.
ووسط حالة من الترقب، تنتهي مساء اليوم السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دون الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان من المفترض البدء بها في الثالث من فبراير/شباط الماضي، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.