صحيفة أثير:
2024-09-07@20:19:53 GMT

كتاب خطوات على الدرب، ولمحة من الزمن الجميل

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

كتاب خطوات على الدرب، ولمحة من الزمن الجميل

مسقط-أثير

بقلم: السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، رئيس الجمعية التاريخية العمانية

صدر عن مؤسسة اللبان للنشر كتاب “خطوات على الدرب: لمحات من سيرتي الذاتية” لمؤلفه العميد الركن متقاعد السيد رافع بن هلال بن سعود البوسعيدي.

الكتاب عبارة عن مدّونة توثيقية سطّر فيها الكاتب سيرة حياته الحافلة بالعديد من المحطات المتزامنة مع تطورات مهمة شهدتها البلاد، وكان أهمها ما دوّنه عن الفترة الانتقالية من أواخر الستينيات إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي مع إطلالة النهضة المباركة لعماننا الحبيبة.

المطلّع سوف يدرك كم كان الطريق شاقًّا لنقل عمان من تلك الحقبة إلى ما هي عليه الآن من تقدّم وازدهار. بناء النهضة المباركة قام به رجال ونساء مخلصون متفانون عملوا بإخلاص وتجرّد تام من أجل عمان.

ومن المحتويات المهمة للكتاب هو تسليطه الضوء على إحدى أهم المحطات التاريخية في التاريخ العماني ألا وهي مرحلة الرعاية العمانية لجواذر، فقد كان والد الكاتب – السيد هلال بن سعود بن حمد البوسعيدي – آخر الولاة العمانيين هناك، وقد شهد مرحلة انتقالها.

بدى المشهد الجواذري في غاية الأريحية والانسجام حيث كانت جواذر سعيدة بانتمائها العماني ومرحبة ببقائه، وكان المجتمع الجواذري هادئاً هانئاً، ولم يبد أي تندّر من الوطن الأم عمان، بل ساءه الافتراق. يثبت الكتاب  لمَ جواذر ما تزال مغروسة في الوجدان العماني، وتثير الشجون، إذ لم تكن علاقة حاكم بمحكوم، بل علاقة إنسان بإنسان. وما فقدانها إلا في سياق التفتيت والتشطير الذي كان يمارس على عالمنا العربي من قبل القوى المتنفذّة في ذلك الوقت.

جانب آخر تطرق إليه الكاتب وحقًا مفيد للقراء هو مرحلة بناء القدرات العسكرية لعمان، ويمكن أن نلحظ برامج التمكين والتدريب والتأهيل الكبيرة، التي تشمل العديد من الدورات والتدريبات التي يمر بها الجنود والضباط، وهنا نعلم أن بناء قواتنا المسلحة وتميّزها المشهود لم يكن سهلًا.

ودرس آخر أراه مهمًا في الكتاب هو الإصرار والعزم الصادق المشحون بالإيمان للإنجاز وكيف بدأت رحلة الكاتب العملية في عام ١٩٦٩م وهو في سّن ١٤ عاما حيث بدأ مساره بالمشي على الأقدام من السيب إلى غلا لمدة خمس ساعات ليصل إلى معسكر التدريب، ويلتحق بالجندية بعد اجتياز اختبارات شاقة، وهو بذلك يمثل شخصية العماني الكادح المجتهد لخدمة وطنه والارتقاء بنفسه.

جمالية الكتاب تكمن في سلاسة الأسلوب وشفافية الطرح ونقله لمشاهد من البيئة العمانية اليومية في تلك الفترة التي رغم مشقتها، لكنها كانت لطيفة، وتميزت بالمحبة والألفة والمودة بين أفراد المجتمع. والجانب الآخر المميّز في الكتاب هو احتواؤه على عدد كبير من الصّور لشخصيات وأماكن وفعاليات هي بحّد ذاتها تعد توثيقًا لتلك المرحلة الرائعة.

والدرس الأكبر في الكتاب الذي يُنقل للأجيال هو أن ننظر كيف كانت عمان وأين هي الآن وعلينا جميعا ان نعمل لنراها تتابع المسير نحو أفق أفضل بفضل الله تحت القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله و رعاه.

“مِن المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رجع أيلول

#رجع_أيلول

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 20 / 9 / 2014

أمشي وحيداً هناك ، تاركاً ورائي آخر بيوت المدينة ، وآخر زامور للعيش،وآخر نداء للطيش…أمشي وحيداً فتصغر الأشياء بعيني كلما تقدّمت نحو فراغ العمر، القصور تصبح كبسولات، الأبراج أبر وريدية، السيارات حبوبا تحت «النسيان»،لا شيء يتمدد ويتسع حولي سوى التراب…

مقالات ذات صلة 90 مرشحا لوظيفة معلم / أسماء 2024/09/06

السهل سجّادة من الصمت.. تشغله زوبعة بعيدة ترقص على الأرض الحافية ،تكنس قشّ #الحصاد ، وأكياس المدينة الفارغة ، و»فلّين» الوجبات الجاهزة .

أسلاك الضغط العالي «شبّابة» تعزف للريح الصفراء لحناً غير منتظم..تدوس على ثقوب الغروب لتسّلي نفسها..المزارع المنسية بين أسلاك سجنها، تدلي شجرها للريح ليمشطها بهواء أيلول…وثمة قطيع صغير يمضي بشكل قطري نحو بيت الشعر الوحيد على التلّة ،يقود القطيع حمار وكبش.. أمشي ويمشون فنتقاطع بالخطوات ، يدهشني أن أي من الخراف لا يرفع رأسه ليرى طريقه، يكفيه ان يرى مؤخرة رفيقه..

** رجع أيلول متزنّراً بثلثي أيامه..وأنا أتهرب من إلقاء تحيتي السنوية عليه، أيلول كان يشكّلني كما تشكّل كفّ السماء #الغيمة ، كان يدهشني بنقاط تشبه القشعريرة على التراب ، في كل عام كنت أكتب من #فيروز لفيروز أغنية ..اختار عبارة من « #ورقه_الأصفر» وأصنعها مقالاً..أمسح بيدي ندى الشبابيك، وأمسح بكمّي الدمع الذي «يذكرني فيك»..

أرصد حركة العائدين إلى بيوتهم وقت المساء ، البخار الملتصق على زجاج «الكوستر» ، ضوء المطبخ الأصفر وأمي تنخل عجنة الغد ، طلاب المحاضرات المتأخرة ، «علب التنك» المتدحرجة ، ورق الليمونة الذي يتساقط صفحات من ذهب ،زرقة دخان الحطب ، الغسيل الذي يلم على عجل خشية الغبار والدموع الرملية … شغب الأولاد خلف الستائر العسلية ، النشرة الجوية ، رائحة الزهرة المقلية…

رجع أيلول هذا العام ، وأنا خيط منسول من حصيرة آلام..العصافير أجراس سماوية ، ترنّ كل مساء معلنة ابتداء «حصّة الخريف»…لكن المقاعد فارغة ، فكل صناع الفرح لم يحضروا ولم يبق الا حزني «العريف»!..

رجع أيلول ،وانا الوجع الممدد بين شاهديّ قبرٍ ووردة .. وأنا المرتّل بطيف الغائبين بين فاتحة وسجدة…

رجع أيلول ولا شيء يدمعني إلا خصلة شيب تدلّت من ياسمينة الدار آخر النهار..و»بتصير تبكيني»!!..

#67يوما

#اعيدوا_لنا_احمد

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#غزة_تباد

#الحرية_لكافة_المعتقلين

مقالات مشابهة

  • تحت ضغط المجتمع.. إسبانيا تلغي جائزة مصارعة الثيران التي دامت عقدًا من الزمن
  • عاصفة إلكترونية مساء اليوم تضامنا مع الكاتب أحمد حسن الزعبي
  • كتشنر التي كانت تعاكسنا أغرقه الله في بحر الشمال يا خينا: كيف اساء كتشنر إعداد معركة سومي (1916) (1-2)
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رجع أيلول
  • جامعة الأميرة نورة تُشارك في فعاليات معرض الكتاب الدولي بالمدينة المنورة
  • عاصفة الكترونية مساء غد الجمعة للتضامن مع الكاتب الزعبي
  • أيمن الجميل: زيارة الرئيس السيسي لتركيا تاريخية وتحمل مكاسب تنموية واقتصادية عديدة للبلدين والمنطقة
  • أيمن الجميل : زيارة الرئيس السيسي لتركيا تاريخية وتحمل مكاسب تنموية واقتصادية عديدة للبلدين والمنطقة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رذاذ الموت الصامت
  • اختتام فعاليات معرض الكتاب الدولي بالمدينة المنورة