كتاب خطوات على الدرب، ولمحة من الزمن الجميل
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
مسقط-أثير
بقلم: السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، رئيس الجمعية التاريخية العمانية
صدر عن مؤسسة اللبان للنشر كتاب “خطوات على الدرب: لمحات من سيرتي الذاتية” لمؤلفه العميد الركن متقاعد السيد رافع بن هلال بن سعود البوسعيدي.
الكتاب عبارة عن مدّونة توثيقية سطّر فيها الكاتب سيرة حياته الحافلة بالعديد من المحطات المتزامنة مع تطورات مهمة شهدتها البلاد، وكان أهمها ما دوّنه عن الفترة الانتقالية من أواخر الستينيات إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي مع إطلالة النهضة المباركة لعماننا الحبيبة.
المطلّع سوف يدرك كم كان الطريق شاقًّا لنقل عمان من تلك الحقبة إلى ما هي عليه الآن من تقدّم وازدهار. بناء النهضة المباركة قام به رجال ونساء مخلصون متفانون عملوا بإخلاص وتجرّد تام من أجل عمان.
ومن المحتويات المهمة للكتاب هو تسليطه الضوء على إحدى أهم المحطات التاريخية في التاريخ العماني ألا وهي مرحلة الرعاية العمانية لجواذر، فقد كان والد الكاتب – السيد هلال بن سعود بن حمد البوسعيدي – آخر الولاة العمانيين هناك، وقد شهد مرحلة انتقالها.
بدى المشهد الجواذري في غاية الأريحية والانسجام حيث كانت جواذر سعيدة بانتمائها العماني ومرحبة ببقائه، وكان المجتمع الجواذري هادئاً هانئاً، ولم يبد أي تندّر من الوطن الأم عمان، بل ساءه الافتراق. يثبت الكتاب لمَ جواذر ما تزال مغروسة في الوجدان العماني، وتثير الشجون، إذ لم تكن علاقة حاكم بمحكوم، بل علاقة إنسان بإنسان. وما فقدانها إلا في سياق التفتيت والتشطير الذي كان يمارس على عالمنا العربي من قبل القوى المتنفذّة في ذلك الوقت.
جانب آخر تطرق إليه الكاتب وحقًا مفيد للقراء هو مرحلة بناء القدرات العسكرية لعمان، ويمكن أن نلحظ برامج التمكين والتدريب والتأهيل الكبيرة، التي تشمل العديد من الدورات والتدريبات التي يمر بها الجنود والضباط، وهنا نعلم أن بناء قواتنا المسلحة وتميّزها المشهود لم يكن سهلًا.
ودرس آخر أراه مهمًا في الكتاب هو الإصرار والعزم الصادق المشحون بالإيمان للإنجاز وكيف بدأت رحلة الكاتب العملية في عام ١٩٦٩م وهو في سّن ١٤ عاما حيث بدأ مساره بالمشي على الأقدام من السيب إلى غلا لمدة خمس ساعات ليصل إلى معسكر التدريب، ويلتحق بالجندية بعد اجتياز اختبارات شاقة، وهو بذلك يمثل شخصية العماني الكادح المجتهد لخدمة وطنه والارتقاء بنفسه.
جمالية الكتاب تكمن في سلاسة الأسلوب وشفافية الطرح ونقله لمشاهد من البيئة العمانية اليومية في تلك الفترة التي رغم مشقتها، لكنها كانت لطيفة، وتميزت بالمحبة والألفة والمودة بين أفراد المجتمع. والجانب الآخر المميّز في الكتاب هو احتواؤه على عدد كبير من الصّور لشخصيات وأماكن وفعاليات هي بحّد ذاتها تعد توثيقًا لتلك المرحلة الرائعة.
والدرس الأكبر في الكتاب الذي يُنقل للأجيال هو أن ننظر كيف كانت عمان وأين هي الآن وعلينا جميعا ان نعمل لنراها تتابع المسير نحو أفق أفضل بفضل الله تحت القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله و رعاه.
“مِن المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
دار الكتب تناقش كتاب المراغي في معرض الكتاب
أقامت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، في إطار أنشطة وزارة الثقافة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم ندوة لمناقشة كتاب "الشيخ محمد مصطفى المراغي في مرآة صحيفة الأهرام" من إعداد الباحثة نهال خلف الميري.
ناقش الكتاب الدكتورة إلهام ذهني وأدار اللقاء الدكتور صالح محمد عمر الباحث بمركز تاريخ مصر المعاصر.
وقالت الباحثة نهال خلف أن كتاب الشيخ محمد مصطفي المراغي في صحيفة مرآة الأهرام يلقي الضوء على محطات هامة في حياة شيخ الأزهر الإمام المراغي، منذ توليه المشيخة أول مرة عام ١٩٢٨، مرورا بحفاوة أنباء ذلك الخبر ليس في الوسط الأزهري فحسب، بل انتشر في العالم الإسلامي بأسره، ثم جاءت استقالته بعدئذ لتثير ردود أفعال ومناقشات وتساؤلات كثيرة على مختلف الأصعدة.
وقد اهتمت هذه الدراسة بمتابعة ورصد مختلف المواقف ليس اقتصارا على ما مضى، ولكن استمرارا فيما بعد ذلك خاصة عند عودته وتوليه المنصب فترة ثانية عام ١٩٣٥، حتى وفاته عام ١٩٤٥.
وألقت الضوء على بعض النماذج من دوره الفقهي والمجتمعي، وأظهرت ما تمتع به العالم الجليل من مكانة وأهمية اتضحت معالمها فيما رصدت جريدة الأهرام في رثاء الإمام.
الشاعر الماليزي «رجا أحمد أمين الله» يلقي أربع قصائد في معرض الكتاب
استضافت قاعة “ديوان الشعر” لقاءً شعريًا مع الشاعر الماليزي رجا أحمد أمين الله، بحضور نخبة من الشعراء المصريين، وأدار الحوار الشاعر محمد عزيز.
وخلال اللقاء، ألقى الشاعر الماليزي أربع قصائد جديدة من تأليفه، وقامت الدكتورة سارة حامد حواس بترجمتها، فيما ألقاها على الجمهور الشاعر الكبير أحمد الشهاوي. وتناول الحوار قضايا مختلفة تتعلق بالأدب والشعر، حيث استعرض رجا أحمد أمين الله واقع النشر وتحدياته في ماليزيا، مؤكدًا أن المبدعين الصغار غالبًا ما يكونون متعجلين لإصدار كتبهم. وعلى الرغم من دعم الحكومة الماليزية للنشر، إلا أن الإجراءات تستغرق وقتًا أطول، مما يدفع البعض إلى اللجوء إلى النشر الخاص.
كما تطرق أمين الله إلى الفرق بين القصيدة القديمة والقصيدة الحديثة في الشعر الماليزي، مشيرًا إلى مراحل تطور القصيدة وتأثير التطورات السريعة في الحياة على الإبداع بجميع أشكاله، حيث يتأثر كل عصر بما يحيط به من حداثة وتطور.
جاءت هذه الفعالية ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يحرص على تقديم برنامج ثقافي غني يضم أمسيات شعرية وندوات أدبية تعكس التنوع الإبداعي في المشهد الثقافي العربي والدولي.