يعكف عدد من العلماء في مستشفى بولاية بنسلفانيا الأمريكية، على تطوير ما يشيرون إليه باسم "الرحم الصناعي" أو "المشيمة الصناعية" بغرض إنقاذ حياة الأطفال المبتسرين؛ وعلى الرغم من أن الفكرة تبدو كأنها مقتبسة من أفلام الخيال العلمي، حيث تُنتزع أجنّة من أرحام الأمهات لتوضع عوضاً عن ذلك في أكياس مملوءة بسوائل، فإن هذا ما يفعله علماء بأجنّة تواجه خطر الابتسار الحادّ.



وبحسب العلماء فإن "الرحم الصناعي"  يساعد في تعزيز حظوظ الأطفال المبتسرين في البقاء على قيد الحياة، إذ لا يحتضن نمو الجنين من بداية الحمل حتى الولادة. في إشارة إلى أن مدة الحمل الطبيعي تستمر نحو 40 أسبوعا، ويستغرق الجنين لكي ينمو بشكل كامل مدة 37 أسبوعا.

غير أنه أحيانا تشهد فترة الحمل مشكلات ومضاعفات قد تتمخض عنها ولادة الجنين قبل أوانه، أي مبتسرا. لذلك عملت الطفرات التي شهدها طب حديثي الولادة على مدى العقود القليلة الماضية، على عيش معظم الأطفال المبتسرين، وباتوا يغادرون المستشفى بلا مشكلات صحية خطيرة.

وبالتزامن مع اعتكاف العلماء في المستشفى على أبحاثهم، طفت على السطح جُملة اعتبارات أخلاقية بخصوص التقنية التي يحتاج خلالها الرحم الصناعي إلى توصيل أنبوب بالحبل السُري، ويحتاج الطفل إلى الخروج الفوري من رحم الأم إلى الرحم الصناعي، لأن الشريان السُري سرعان ما ينسدّ بعد الولادة، وحينئذ يكون هناك اضطرار لإجراء ولادة قيصرية بدلا من الولادة الطبيعية.

وتقول أخصائية الأطفال حديثي الولادة، ستيفاني كوكورا، في مقالة حديثة، إن "إجراء العملية القيصرية في هذا الوقت المبكر (22 أسبوعا من الحمل) لا يتم بالطريقة نفسها كما في العمليات القيصرية عند تمام نمو المولود (40 أسبوعا)"، موضحة: "تشتمل العملية على عمل شق في الطبقة العضلية للرحم، مما قد يترك أثرا على الحمل مستقبلا".

وتشير إلى أن هناك "مخاطر أخرى ترتبط بهذه العملية مقارنة بالولادة الطبيعية، مما يتطلب موافقة مسبقة من الأُم والأب؛ وأن النقطة الأصعب في هذا الأمر تتمثل في الطريقة التي نشرح بها العملية للوالدين المقبلين عليها".

تقول كوكورا: "لنتخيل زوجين يواجهان هذا الموقف الصعب، وقد علما للتوّ أيّ مصير بائس ينتظر طفلا يولد بعد 22 أسبوعا فقط من الحمل، ولربما يتوق هذان الزوجان إلى الاستعانة باكتشاف جديد حتى لو كان هذا الاكتشاف لم يُختبر بعد. إن الوالدين يُقدمان على أي شيء من أجل طفلهما".


إلى ذلك، أشارت بيانات حديثة إلى أن نسبة 30 في المئة من الأطفال الذين يولدون بعد 22 أسبوعا من الحمل يمكن أن يعيشوا إذا ما خضعوا لعناية مكثفة. وتقول ستيفاني كوكورا، وهي أخصائية حديثي الولادة بمستشفى الرحمة للأطفال في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري: "الأطفال الذين يولدون بعد 28 وحتى 27 أسبوعا من الحمل يمرون بسلام تام".

وأضافت: "أما الأطفال الذين يولدون بعد 22 إلى 23 أسبوعا فإنهم يواجهون مخاطر شديدة ولا نكون واثقين من قدرتهم على البقاء على قيد الحياة". مبرزة أن هؤلاء الأطفال المبتسرون تكون حياتهم على المحكّ، ويواجهون تحديات صحية خطيرة، وعادة ما تقلّ أوزانهم عن 900 غرام عند الميلاد.

وأردفت بأن الأجهزة الحيوية لديهم كالقلب والرئتين والجهاز الهضمي والمخ لا تكون قد نمَت بما يكفي لبقاء المولود على قيد الحياة دون حاجة لرعاية طبية مكثفة. وأنه من بين المشكلات قصيرة المدى التي عادة ما تطرأ على هؤلاء الأطفال المبتسرين، ما يعرف باسم "الالتهاب المعوي القولوني الناخر"، وهو مرض خطير تلتهب فيه أنسجة في الأمعاء قبل أن تبدأ في الموت.

ويكون المولود في هذه السن فريسة سهلة للعدوى، ولانخفاض ضغط الدم بشكل مهدِّد للحياة قد ينجم عنه تلف الرئتين والكلى والكبد وأجهزة أخرى. وفي خضم ذلك تولد مشكلات طويلة المدى يمكن أن تؤثر بشكل خطير على الأطفال المبتسرين، ومنها الشلل الدماغي، وأمراض تتعلق بصعوبات التعلم، والإبصار والسمع، فضلا عن مشكلات تتعلق بالتنفس. وحتى الأجهزة المعدّة طِبقا لأحدث التقنيات من أجل إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال المبتسرين -كأجهزة التنفس والدعم بالأكسجين- يمكن أن تضرّ رئاتهم الضعيفة.

وأوضح جورج ميخاليسكا، وهو أستاذ الجراحة وطب التوليد بجامعة ميشيغان: "في هذه السن المبكرة (22 أسبوعا من الحمل) لا يكون نموّ الرئتين قد اكتمل بعد ومن ثم ينبغي ملؤهما بسائل. ولكن في حالات الابتسار الحادة، نضطر إلى وضع أنبوب في القصبة الهوائية للمولود ونضخّ عبر هذا الأنبوب هواء وأكسجين إلى الرئتين ويتسبب ذلك في إحداث جُرح".

وتابع ميخاليسكا: "مع مرور الوقت، تتقرّح الرئتان، ويصاب الطفل بمرض رئوي مزمن. وعادة ما يحتاج هؤلاء الأطفال بعد أن يغادروا المستشفى إلى العلاج بالأكسجين بقية حياتهم". مردفا: "ويزيد خضوع الطفل المبتسر للتنفس الصناعي من فُرص الإصابة بالعمى، والسبب في ذلك هو أن الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين لا يكتمل نموها إلا قُرب موعد الميلاد".

إلى ذلك، إن فكرة الرحم الصناعي والمشيمة الصناعية تقوم على أخْذ الرئتين خارج المعادلة تماما، وإعطاء الوقت الكافي للجنين لكي يواصل النمو في بيئة آمنة ريثما يتمكن من التقاط أول أنفاسه.

وهناك ثلاثة فِرق تعكف على تطوير تقنية المشيمة الصناعية أو الرحم الصناعي. وتستلهم الفِرق الثلاثة تقنية علاجية قائمة بالفعل تعرف باسم "الأكسجة الغشائية خارج الجسم" أو دعم الحياة خارج الجسم، وهو نوع من الدعم الصناعي للحياة يمكن أن يساعد شخصا لا تعمل وظائف رئتيه وقلبه بالشكل اللازم.


وفي تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم، يتم ضخ الدم خارج جسم المريض إلى آلة تقوم بإزالة ثاني أكسيد الكربون بينما تضيف الأكسجين، ثم بعد ذلك يُعاد إرسال الدم المؤكسد إلى أنسجة الجسم.

وبهذه الطريقة يُسمح للدم أن يتجاوز القلب والرئتين؛ فلا يمر من خلالهما، بما يسمح لهما بالراحة والشفاء. وعلى الرغم من أن تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم يمكن أن تُستخدم مع أطفال كبار، إلا أنها مناسبة كذلك مع حالات الابتسار الحادة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الرحم الصناعي طب الأطفال الاطفال المبتسرين الرحم الصناعي المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال المبتسرین هؤلاء الأطفال خارج الجسم یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟

قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024
(1-13)

بقلم سمية أمين صديق

إهداء المؤلف لكتابه:
"إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)".

صدر هذا الكتاب: (محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام) لمؤلفه الدكتور عبد الله الفكي البشير، في أغسطس 2024، عن دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس، بالتزامن مع مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان. جاء الكتاب في طبعة أنيقة، من حيث التصميم الخارجي والداخلي، وجمال الحرف وحجمه، وكان واضحاً فيه الحرص على الإتقان، والاستيفاء لمتطلبات صناعة الكتاب في كل المراحل. تكوَّن الكتاب من تسعة فصول، إلى جانب شكر وعرفان، ومقدمة، والتسلسل التاريخي للوقائع التي تمّت مناقشتها في الكتاب، وخاتمة، وفهرس الأعلام، وثبت المصادر والمراجع. وجاء في (416) صفحة من القطع المتوسط. يأتي الكتاب، كما أوضح المؤلف، ضمن مشروع بحثي مفتوح مستمر، موضوعه ومحوره الفهم الجديد للإسلام والسيرة الفكرية لصاحبه المفكر السوداني محمود محمد طه. وقد قدم المؤلف في إطار مشروعه البحثي المفتوح والمستمر العديد من الكتب والمقالات والمحاضرات. ويخاطب هذا الكتاب، كما هو ديدن مؤلفه، الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية، وهي، كما يسميها المؤلف، سردية كسل العقول وتناسل الجهل. وتجيء مخاطبة المؤلف للواجب المباشر، انطلاقاً من قول المفكر محمود محمد طه، كما ورد في صفحة (274) من الكتاب: "لا تقف موقف سلبي، تعمل الواجب المباشر جهد الإتقان". ثم جسَّد المؤلف في قيامه بالواجب المباشر، أقوال الأستاذ محمود ودعوته. كتب المؤلف، قائلاً: إن العمل شرط مركزي في الإسلام، كما بيَّن المفكر محمود محمد طه، قائلاً: "الإسلام علم وعمل، وإلا فلا"، وهو يرى، أي المفكر محمود محمد طه، بأن: "أي علم لا يستتبع العمل فهو علم ناقص"‏‏‏، كما أوضح الأستاذ محمود بأن الترقي جميعه: "هو علم، وعمل بمقتضى العلم". ومن هذا يخلص المؤلف إلى القول: إن تكثيف العمل هو السبيل لمقاومة السردية التكفيرية، سردية كسل العقول وتناسل الجهل، التي نسجها رجال الدين بلا حق وبلا ورع علمي، وجاء الوقت لتهدم بالحق والعلم والفكر. وتكثيف العمل، كما بيَّن المؤلف، يتصل بالواجب المباشر. ولهذا نجده يستدعي الشعار الذي دعا إليه الأستاذ محمود، قائلاً: "إن شعارنا المستمر يجب أن يكون: أداء الواجب المباشر بإتقان... يجب أن يكون أداؤنا للواجب المباشر محاكاة لصنع الله، وتخلقاً بأخلاقه". بالطبع سيأتي التفصيل في الحلقات القادمة، عند الحديث عن مفهوم الواجب المباشر عند الأستاذ محمود، كما فصله المؤلف، إلى جانب إجابات عن أسئلة مختلفة، مثل: ما الذي يحتاجه الواجب المباشر؟ وما هي الحكمة منه؟ وكيف يتم تحديده؟ وغيرها من الأسئلة المعينة في التفصيل والتبيين، والمبينة لمواجهة المسؤولية الفردية، والواجب الثقافي والأخلاقي والوطني والإنساني تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية. وفي هذا فالكل، كما يرى المؤلف، مسؤول، مسؤولية فردية، والكل مواجه بواجب مباشر عليه مواجهته والقيام به.
يكشف هذا الكتاب عن تميزه وقيمته وفائدته، فكراً ومحتوى، كلما توغلت في قراءته. يسوقك بسلاسة إلى أفكار ومعاني وأطروحات ومحطات جديدة وغنية وثرية وثورية. تقوم فكرة الكتاب على أنه يقدم إجابات على أسئلة كان قد طرحها بعض الأساتذة والأستاذات الباحثين والباحثات والطلاب على المؤلف في مؤتمرات ومحاضرات مختلفة، وفي دول عديدة. كانت الأسئلة عن وحول فكر الأستاذ محمود محمد طه، وسيرته الفكرية. يقول المؤلف عبد الله: "هذه الأسئلة، وغيرها، قَدمتُ لها إجابات موجزة في حينها، غير أني آثرت أن أتوسع فيها، من خلال فصول هذا الكتاب.. أسعى في ذلك إلى تعميم الفائدة، فضلاً عن التعبير العملي، عن الاهتمام بالمُتفاعلين، عبر الاستجابة لتساؤلاتهم والاحتفاء بها". ويسلط الكتاب الضوء على السيرة الفكرية للأستاذ محمود محمد طه، الذي طرح الفهم الجديد للإسلام عام 1951، وأخذ يفصل فيه، و يدعو له بالأدوات العلمية. يقول المؤلف: "قدم محمود محمد طه فكراً ناقداً للفهم السائد و المألوف للإسلام، وطرح فهماً بديلاً، قوامه الارتفاع من العقيدة إلى الفكر، إلى الفهم الذي يخاطب العقول، و يلبي حاجة العصر، ومطالب الإنسان المعاصر، وتحديات البيئة الإنسانية الجديدة للدين، فواجه سُجناء الماضي والقديم، الذين شكلوا ضده تحالفاً دينياً عريضاً غير مكتوب". وفصل عبد الله، قائلاً: ضم التحالف العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين والسياسة، في السودان، وفي الفضاء الإسلامي، نجح التحالف في التآمر، وهو نجاح إلي حين، بالحكم على محمود محمد طه بالردة عن الإسلام مرتين، ومن ثم تنفيذ حكم الإعدام عليه في 18 يناير 1985". ثم ما لبثت المحكمة العليا/ الدائرة الدستورية أن أعلنت بطلان الحُكم الصادر في حق الأستاذ محمود محمد طه وتلاميذه. ووصفت الحكم بأنه لم يكن سوى كيدٍ سياسيٍ "تجاوز كل قيم العدالة"، وهو "لا يعدو أن يكون ستاراً لاغتيال خصم سياسي تحت مظلة صـــــــورية للإجراءات القضائية وتطبيق حكم القانون". وقد فصل عبد الله كل ذلك في فصول الكتاب.

هيكل فصول الكتاب

تكوَّن الكتاب من تسعة فصول. جاء الفصل الأول بعنوان: محمود محمد طه: الميلاد والمناخ العام الفكري والسياسي، ووقف عند الميلاد والنشأة، وأثر إلغاء الخلافة العثمانية وانتهاء لقب الخليفة أو سلطان المسلمين، وظهور الأحزاب السودانية، وتأسيس الحزب الجمهوري، وقصة أول سجين سياسي منذ ثورة 1924، والاعتكاف ثم الإعلان عن الفهم الجديد للإسلام، وظهور الإخوان الجمهوريون: من أين جاءت التسمية؟ ومتى بدأ اطلاقها؟ والموقف من الاستعمار والمعرفة الاستعمارية، ظهور مناهج نقد المعرفة الاستعمارية والدعوة لتفكيك الذاكرة الاستعمارية، ونقد محمود محمد طه للمعرفة الاستعمارية. وتمحور الفصل الثاني حول أهم مرتكزات الفهم الجديد للإسلام، والموقف من التصوف والصوفية، ثم أجاب عن بعض الأسئلة، منها: هل محمود محمد طه صوفي؟ وهل هناك مفهوم جديد للصوفية؟ وهل في التصوف رأي سلفي متخلف؟ ووقف الفصل الثالث عند بعض ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين، فأجاب الفصل عن العديد من الأسئلة، منها: ماهية مشروعه الفكري؟ وإذا كان المشروع الفكري لمحمود محمد طه، كما يقول، ليس اجتهاداً على الإطلاق، فما هو إذن؟ هل قرأ محمود محمد طه لأي من المفكرين الإسلاميين؟ ولمن قرأ من المفكرين العالميين؟ وبمن تأثر من المفكرين؟ ما هي نقطة الخلاف مع المفكرين الإسلاميين؟ وتناول الفصل أدوات الدعوة، ووقف عند تاريخ مصطلح أركان النقاش في فضاء الفكر الجمهوري، وبداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم، وتوسعة في الجامعات السودانية، وفي الميادين والطرقات. ثم وقف الفصل عند محور بعنوان: تجسيد المعارف على منصة الإعدام في 18 يناير 1985
جاء الفصل الرابع بعنوان: نسف السرديات الباطلة بالحق والعلم والفكر والأخلاق، وركز على الإجابة عن بعض الأسئلة منها: هل رُفعت الصلاة عن محمود محمد طه؟ كما شيع البعض، وهل كان يصلي؟ ما رأي محمود محمد طه فيما يوجه إليه من اتهام بأنه يرى أن الصلاة رُفعت عنه؟ وهل كان يصلي؟ كيف هي صلاة محمود محمد طه؟ وهل هي مثل صلاتنا ذات الحركات المعلومة؟ لماذا كان النبي يصلي الصلاة ذات الحركات حتى التحاقه بالرفيق الأعلى؟ لماذا لم يؤت أحد من أصحاب النبي صلاة الأصالة؟ متى ظهرت سردية رفع الصلاة عن محمود محمد طه؟ ومن هو أول من نسجها وشيعها؟ وقدم الفصل الخامس تفصيلاً عن قصة محكمة الردة الأولى 1968 وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الجمهوريين. كيف بدأت القصة؟ وكيف تم حبك مهزلة محكمة الردة؟ وكيف أسهم أعضاء مجلس السيادة في نسج المؤامرة؟ وكيف عبر رئيس مجلس السيادة، إسماعيل الأزهري عن إعلان الجهل؟ وكيف تآمر القضاة من أجل انعقاد المحكمة "عار القضاء السوداني"؟ وكيف استجاب أعضاء مجلس السيادة لنداء الأمين داود "إلى ولاة الأمر في السودان"، قبل انعقاد المحكمة؟ ونماذج الردود البذيئة على نداء الأمين داؤود: السيد الفاضل البشرى المهدي نموذجاً؟ والسيد خضر حمد نموذجاً آخر؟ تجليات العجز والكسل العقلي: نقل الفكر من ساحة الحوار إلى ساحة المحاكم، عدم اختصاص المحكمة، وانعقاد المحكمة، التحريف والتشويه لكتابات الجمهوريين وأقوالهم في المحكمة.
تناول الفصل السادس نسج مؤامرة الحكم بالإعدام ومساعي مراجعة الحكم، وأجاب بتفصيل عن السؤال القائل: هل كانت هناك مساعي لمراجعة حكم الإعدام على محمود محمد طه؟ وما هو موقفه منها؟ ثم تناول محاور مختلفة، منها: المؤامرة والشراكة في الاغتيال!، واستدعاء محكمة الردة وفتاوي الأزهر ورابطة العالم الإسلامي للحكم بالإعدام في يناير 1985، تجسيد المعارف على منصة الإعدام والسمو الجديد في مدارج العبودية، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، وتراجع الأزهر ورابطة العالم الإسلامي عن الخطاب التكفيري والتمادي في تكفير محمود محمد طه. وقف الفصل السابع عند فكر جماعة الإخوان المسلمين وحديث السوفات السبع، وأجاب عن بعض الأسئلة منها: ما هو الفرق بينكم وبين الاخوان المسلمين؟ ما هي، (قواعد الاشتباك) الفكري الأساسية بين الجمهوريين وحركات الإسلام السياسي، ممثلة في الإخوان المسلمين؟ لماذا ينطوي فكر الإخوان المسلمين وكل الجماعات السفلية على العنف؟ ولماذا يخلو فكر محمود محمد طه من العنف، بل هو دعوة للسلام والمحبة والجمال؟ ولمَّا كان محمود محمد طه يرى بأن الإسلام أسقط العنف بفكرة التوحيد؟ كيف ذلك؟ وكيف يتم التجسيد لذلك؟
تمحور الفصل الثامن حول التغيير وكيفيته ومتى إحداثه انطلاقا من دعوة محمود محمد طه. وتناول الفصل العديد من المحاور والأسئلة، منها: وفقاً لرؤية محمود محمد طه كيف ومتى ستهب رياح التغيير؟ والوصية المشرفة: كثفوا العمل.. يا عمر "القراي" لا تتوقف عن العمل، تكثيف العمل هو السبيل لمقاومة سردية رجال الدين: سردية كسل العقول وتناسل الجهل، وهل يعقل أن ينام الجمهوري والجمهورية ملء جفونه/ جفونها، والناس من حوله/ حولها تردد في سردية رجال الدين القائلة: إن محمود محمد طه كافر ومرتد عن الإسلام؟ القيام بالواجب المباشر خروج عن مأزق الموقف السلبي، ما الذي يحتاجه الواجب المباشر؟ العبادة في الخلوة مدرسة الإعداد النظري، فما هو ميدان التطبيق العملي؟ عن مفهوم رفع واقع الناس للفكرة وإنزال الفكرة لواقع الناس، الجمهوريون دعاة التغيير الجذري، مفهوم التغيير الجذري عند محمود محمد طه، وما بعد النقد الشكلي للإخوان المسلمين وجماعات الهوس الديني.
درس الفصل التاسع، وهو الأخير، محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي: الأطروحات الجامعية والندوات والكتب والأوراق العلمية عنه. وأجاب الفصل عن السؤال المركزي فيه، وهو لماذا المجال الأكاديمي؟ وهو سؤال يتصل بموقف الفكر الجمهوري من المجال الأكاديمي، ويخاطب تساؤلات الكثير من الجمهوريين وغير الجمهوريين. كما تناول بعض المحاور، منها: الأكاديميا والفهم الجديد للإسلام: ساحة التفوق على العلم المادي وبزه وميدان إجراء المقارنة، الرصد الأولي حسب الدول (مرتبة ترتيباً هجائياً)، وقدم قائمة أولية بالدول التي شملها الرصد: (34) دولة، ومجالات الرصد: الأطروحات الجامعية (الدكتوراه والماجستير)، والكتب، وأوراق علمية وفصول في كتب، والمؤتمرات والندوات، المحاضرات، اللقاءات الإعلامية، والترجمات لأعمال محمود محمد طه وللأعمال حوله. ثم جاءت خاتمة الكتاب.
نلتقي في الحلقة الثانية.

abdallaelbashir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الورفلي: قرار “ترخيص الراب” هدفه منع الأغاني غير الأخلاقية
  • غدًا.. نتنياهو يغادر إلى واشنطن في زيارة تستمر أسبوعا
  • عمرو أبو فريخة: الإقبال الكبير على المعرض يعكس أثره الإيجابي على القطاع الصناعي
  • وكيل اتحاد الصناعات: المعرض يعزز التكامل الصناعي ويحد من الاستيراد
  • فودافون تنافس Starlink.. تجربة ناجحة لأول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «1- 13»
  • حرب الذكاء الاصطناعي.. وأنظمة الغباء الصناعي!
  • كيف تحمي حملة "من بدري أمان" المصريين من 5 سرطانات قاتلة؟ .. استشاري أورام: الفحص لا يستغرق دقائق لكنه قد يُنقذ عمرًا بأكمله
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • محادثات تجنب مناقشتها مع طفلك فور عودته من المدرسة