بوابة الفجر:
2025-01-18@13:08:06 GMT

فوائد القصص التي في سورة الكهف.. قصصًا عجيبة

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

فوائد القصص التي في سورة الكهف..  قصصًا عجيبة بين يدينا سورة من كتاب الله الكريم، سورة عظيمة حوت قصصًا عجيبة، إنها قصص الأسباب والمسببات، والإيمان والإلحاد، والغيب والشهادة، قصص تستأصل جذور التعلق بالمادية وأصول الدجل وأساليبه وتلبيساته، تفضح عباد الدنيا، والمتعلقين بزينتها، والفاشلين في ابتلائها.

فوائد القصص التي في سورة الكهف

قصص تبين حدوث الأسباب وما وراء الأسباب، والإيمان بالغيب، والرجم بالغيب، قصص الصراع بين الإيمان والمادة، والآثار المترتبة على هذا الصراع في العقيدة والعمل والأخلاق والسلوك والآثار والنتائج، قصص تفضح عبثية المحاولات التي تبذل من أجل محو الحق أو تحريفه أو تشويه الحقائق أو العبث بها.

قصص عجيبة في توجهاتٍ سديدة، وعظات بالغة، تأخذ بمجامع القلوب، وتنطوي على صور مشرقة من الجهاد والمجاهدة، والكفاح والتضحية.

 

سورة الكهف، لقد حوت قصصًا أربع، هي من أحسن القصص


قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، ثم إشارات إلى قصة آدم وإبليس، وقصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، ثم تختم السورة بقصة ذي القرنين.

إنها قصص الأسباب وما وراء الأسباب، ولعل من الأسرار في هذه السورة العظيمة ما جاء عن نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف -وفي رواية لـ مسلم: من آخر الكهف- عصم من فتنة الدجال)١.

قانون الأسباب والسنن وما وراء الأسباب والسنن هل تمنع سورة الكهف خروج يأجوج ومأجوج؟.. تفاصيل اعرف وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف


إن من شرح الله صدره للإيمان، ووهبه نعمة النظر والتدبر تتجلى له الآيات العظيمة، فيرى قانون الأسباب والسنن وما وراء الأسباب والسنن، فأصحاب الكهف لبثوا في كهفهم: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) [الكهف:٢٥] (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُود لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) [الكهف:١٨].

وصاحب الجنتين اعتمد على حوله وقوته: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف:٣٤]، ومن يا ترى ينفعه وينجيه؟ (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) [الكهف:٤٠ – ٤١] (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا) [الكهف:٤٣].

والعبد الصالح قال لموسى عليه السلام: (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) [الكهف:٦٧ – ٦٨].

أما ذو القرنين فملك صالح مكن الله له في الأرض وآتاه من كل شيء سببا.

والدجال يفتن بماله وكنوزه وما يجري الله على يديه من البلايا والفتن فهي فتن المادة ومغريات المادة.

في هذه القصص تتجلى قدرة الله عز وجل وحكمته على مخالفة سنن الكون، ونواميس الحياة التي يألفها الناس، وإيجاد الخوارق والمعجزات التي لا يدركون عللها وأسرارها، فأصحاب الكهف ناموا نومتهم الطويلة المئين من السنين.

والعبد الصالح خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار في أفعالٍ لم يحط بها نبي الله موسى عليه السلام خُبرا.

وذو القرنين بلغ مغرب الشمس كما بلغ مطلعها.

بيان للمنهج في البعد في الخوض فيما لا يحيط به علم بشر

في هذه القصص بيان للمنهج في البعد في الخوض فيما لا يحيط به علم بشر، ولا تدركه عقولهم من أمور الغيب، وصرف المراء فيما لا طائل تحته: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:٢٢].

(قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) [الكهف:٧٠].

إنها قصص الأسباب وما وراء الأسباب، وقصص المادة وما وراء المادة، وفي أعقاب الزمن يعيش الناس حضارة مادية سلبت ألباب أصحابها، تشوهت فيها الحقائق، وقام عندهم الشك والريب في الغيب والشهادة، والأولى والآخرة، فلسفاتٍ مادية حلت محل الأديان، وسحرت النفوس والعقول، أدت في كثيرٍ من مساراتها إلى كفر وإلحاد، وزندقة وفساد مسارات تعارض النبوات والإيمان بالغيب، واحترام الشرائع وتعظيم الشعائر.

ترى فيهم الانهماك فيما يحقق الدلائل البدنية، والمنافع العاجلة والمبالغة في متع الحياة الدنيا، والاتجاه إلى التحلل من المثل والقيم، والأخلاق والفضائل، بل حصروا تنافسهم في السيطرة على أسباب هذه القوى المادية وطاقاتها، ترى ذلك في أقلامهم وقرائحهم، وشعرهم وأدبهم وقصصهم وملاحمهم وبطولاتهم ومغامراتهم، بل في حروبهم وثوراتهم، وإبداعاتهم واختراعاتهم، ناهيك بأفكارهم وفلسفاتهم، كل ذلك في المادة ومتعها: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) [الكهف:٧ – ٨].

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سورة الكهف قصة الكهف الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب دعاء اخر ساعة من يوم الجمعة دعاء يوم الجمعة مستجاب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الدعاء يوم الجمعة فی سورة الکهف

إقرأ أيضاً:

تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا

قالت دار الإفتاء إن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

واضافت الدار: افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].

وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:

الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الثالث: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.

وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وشدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ».

وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».

وقد عنون الإمام أبو داود في "سننه" (باب التشديد في ترك الجمعة) اهـ. قال الإمام بدر الدين العيني في "شرحه على سنن أبي داود" (4/ 371، ط. مكتبة الرشد): [أي: هذا باب في بيان التشديد بالوعيد في ترك الجمعة من غير عذر] اهـ.

وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1024، ط. دار الفكر): ["من ترك ثلاث جمع" بضم الجيم وفتح الميم جمع جمعة "تهاونًا بها" قال الطيبي: أي إهانة، وقال ابن الملك: أي تساهلًا عن التقصير لا عن عذرٍ "طبع الله"؛ أي: ختم "على قلبه": بمنع إيصال الخير إليه] اهـ.

مقالات مشابهة

  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • دعاء فك السحر والحسد مكتوب.. رددها باستمرار للعلاج والوقاية
  • آيات التحصين من السحر والعين والحسد
  • هل المصائب هي غضب من الله؟ .. مفتي الجمهورية يرد | فيديو
  • موضوع خطبة الجمعة الموحدة اليوم على مساجد الأوقاف.. تعرف عليه
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. سنن مستحبة عن النبي
  • ماذا أفعل في ليلة الجمعة ليغفر لي؟ عليك بـ 8 سُنن مهجورة
  • سنة التدافع وحكمة القصص القرآني.. تفسير الآية 252 من سورة البقرة
  • ارتفاع أسعار الوقود: تعرف على الأسباب وراء الزيادات المتوقعة