فوائد القصص التي في سورة الكهف.. قصصًا عجيبة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
فوائد القصص التي في سورة الكهف.. قصصًا عجيبة بين يدينا سورة من كتاب الله الكريم، سورة عظيمة حوت قصصًا عجيبة، إنها قصص الأسباب والمسببات، والإيمان والإلحاد، والغيب والشهادة، قصص تستأصل جذور التعلق بالمادية وأصول الدجل وأساليبه وتلبيساته، تفضح عباد الدنيا، والمتعلقين بزينتها، والفاشلين في ابتلائها.
فوائد القصص التي في سورة الكهفقصص تبين حدوث الأسباب وما وراء الأسباب، والإيمان بالغيب، والرجم بالغيب، قصص الصراع بين الإيمان والمادة، والآثار المترتبة على هذا الصراع في العقيدة والعمل والأخلاق والسلوك والآثار والنتائج، قصص تفضح عبثية المحاولات التي تبذل من أجل محو الحق أو تحريفه أو تشويه الحقائق أو العبث بها.
قصص عجيبة في توجهاتٍ سديدة، وعظات بالغة، تأخذ بمجامع القلوب، وتنطوي على صور مشرقة من الجهاد والمجاهدة، والكفاح والتضحية.
سورة الكهف، لقد حوت قصصًا أربع، هي من أحسن القصص
قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، ثم إشارات إلى قصة آدم وإبليس، وقصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، ثم تختم السورة بقصة ذي القرنين.
إنها قصص الأسباب وما وراء الأسباب، ولعل من الأسرار في هذه السورة العظيمة ما جاء عن نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف -وفي رواية لـ مسلم: من آخر الكهف- عصم من فتنة الدجال)١.
قانون الأسباب والسنن وما وراء الأسباب والسنن هل تمنع سورة الكهف خروج يأجوج ومأجوج؟.. تفاصيل اعرف وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف
إن من شرح الله صدره للإيمان، ووهبه نعمة النظر والتدبر تتجلى له الآيات العظيمة، فيرى قانون الأسباب والسنن وما وراء الأسباب والسنن، فأصحاب الكهف لبثوا في كهفهم: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) [الكهف:٢٥] (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُود لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) [الكهف:١٨].
وصاحب الجنتين اعتمد على حوله وقوته: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف:٣٤]، ومن يا ترى ينفعه وينجيه؟ (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) [الكهف:٤٠ – ٤١] (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا) [الكهف:٤٣].
والعبد الصالح قال لموسى عليه السلام: (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) [الكهف:٦٧ – ٦٨].
أما ذو القرنين فملك صالح مكن الله له في الأرض وآتاه من كل شيء سببا.
والدجال يفتن بماله وكنوزه وما يجري الله على يديه من البلايا والفتن فهي فتن المادة ومغريات المادة.
في هذه القصص تتجلى قدرة الله عز وجل وحكمته على مخالفة سنن الكون، ونواميس الحياة التي يألفها الناس، وإيجاد الخوارق والمعجزات التي لا يدركون عللها وأسرارها، فأصحاب الكهف ناموا نومتهم الطويلة المئين من السنين.
والعبد الصالح خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار في أفعالٍ لم يحط بها نبي الله موسى عليه السلام خُبرا.
وذو القرنين بلغ مغرب الشمس كما بلغ مطلعها.
بيان للمنهج في البعد في الخوض فيما لا يحيط به علم بشرفي هذه القصص بيان للمنهج في البعد في الخوض فيما لا يحيط به علم بشر، ولا تدركه عقولهم من أمور الغيب، وصرف المراء فيما لا طائل تحته: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:٢٢].
(قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) [الكهف:٧٠].
إنها قصص الأسباب وما وراء الأسباب، وقصص المادة وما وراء المادة، وفي أعقاب الزمن يعيش الناس حضارة مادية سلبت ألباب أصحابها، تشوهت فيها الحقائق، وقام عندهم الشك والريب في الغيب والشهادة، والأولى والآخرة، فلسفاتٍ مادية حلت محل الأديان، وسحرت النفوس والعقول، أدت في كثيرٍ من مساراتها إلى كفر وإلحاد، وزندقة وفساد مسارات تعارض النبوات والإيمان بالغيب، واحترام الشرائع وتعظيم الشعائر.
ترى فيهم الانهماك فيما يحقق الدلائل البدنية، والمنافع العاجلة والمبالغة في متع الحياة الدنيا، والاتجاه إلى التحلل من المثل والقيم، والأخلاق والفضائل، بل حصروا تنافسهم في السيطرة على أسباب هذه القوى المادية وطاقاتها، ترى ذلك في أقلامهم وقرائحهم، وشعرهم وأدبهم وقصصهم وملاحمهم وبطولاتهم ومغامراتهم، بل في حروبهم وثوراتهم، وإبداعاتهم واختراعاتهم، ناهيك بأفكارهم وفلسفاتهم، كل ذلك في المادة ومتعها: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) [الكهف:٧ – ٨].
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سورة الكهف قصة الكهف الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب دعاء اخر ساعة من يوم الجمعة دعاء يوم الجمعة مستجاب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الدعاء يوم الجمعة فی سورة الکهف
إقرأ أيضاً:
دعاء دخول رمضان 2025 مكتوب بالكامل.. احرص عليه الآن
شهر رمضان المبارك هو أفضل شهور العام، حيث تنتظره الأمة الإسلامية بشوق كبير، لما يحمله من بركات ونفحات إيمانية عظيمة.
ومع اقتراب حلول هذا الشهر الكريم، يحرص المسلمون في كل مكان على الاستعداد له بالدعاء، سائلين الله عز وجل أن يبلغهم رمضان، ويعينهم فيه على الصيام والقيام والطاعات، وأن يتقبل منهم أعمالهم الصالحة، ويجعلهم من الفائزين برحمته ورضوانه.
ومن أعظم الأعمال التي يُوصى بها عند دخول رمضان هو الدعاء، حيث يعتبر هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة والبركة في العمر والعمل.
وقد وردت العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم ترديدها عند استقبال هذا الشهر الكريم، تعبيرًا عن شكره لله على أن بلّغه رمضان، وطلبًا للتوفيق في أداء عباداته على الوجه الأكمل.
1- دعاء رؤية هلال رمضان:
"اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله."
وهو دعاء مأثور عن النبي ﷺ عند رؤية الهلال، وفيه يسأل المسلم الله أن يجعل هذا الشهر شهر خير وأمان وإيمان.
2- دعاء الشكر على بلوغ رمضان:
"اللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان، فاجعلنا فيه من المقبولين، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا من عتقائك من النار."
فهذا الدعاء يُظهر امتنان العبد لله على نعمة إدراك رمضان، مع طلب العون على استغلاله في الطاعة والتقرب إليه.
3- دعاء التوبة والاستغفار
"اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وتقبل صيامنا وقيامنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واعتق رقابنا من النار، واغفر لنا ولأهلنا ولجميع المسلمين."
وهو دعاء يعبر عن رغبة المسلم في استغلال هذا الشهر للتوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله.
4- دعاء التوفيق في العبادات
"اللهم اجعلنا في رمضان من أهل الطاعة، وأعنا على قيامه وصيامه، واجعل عباداتنا خالصة لوجهك الكريم، وأكرمنا فيه بليلة القدر، واجعلنا من المقبولين عندك."
وفي هذا الدعاء طلب العون من الله على العبادة، ليكون العمل في رمضان مقبولًا خالصًا لوجهه.
5- دعاء الصحة والعافية في رمضان
"اللهم اجعل لنا في رمضان الصحة والعافية، وأعنا فيه على الصيام والقيام دون تعب أو مشقة، وارزقنا فيه القوة على الطاعة والعمل الصالح."
حيث يسأل العبد الله أن يمنحه القوة والصحة ليتمكن من أداء العبادات بسهولة ويسر.
6- دعاء طلب البركة والرزق
"اللهم بارك لنا في أيام رمضان، وارزقنا فيه من الخير كله، واجعل لنا فيه نصيبًا من كل بركة، واغفر لنا ما مضى، وتقبل منا ما بقي."
فهذا الدعاء يطلب من الله البركة في الوقت والرزق والعمل خلال الشهر الفضيل.
الدعاء عند دخول رمضان يعكس استعداد المسلم روحيًا لهذا الشهر المبارك، ويعبّر عن رغبته الصادقة في استغلال أيامه ولياليه في الطاعات. فرمضان هو شهر التوبة والغفران، وهو فرصة عظيمة لمن أراد أن يبدأ صفحة جديدة مع الله، لذلك ينبغي الإكثار من الدعاء الصادق الذي يحمل معاني التوبة والرجاء والامتنان لله.
وفي الختام، فإن دعاء دخول رمضان من أجمل ما يمكن للمسلم أن يبدأ به هذا الشهر الكريم، وهو باب من أبواب القرب إلى الله، فلا تبخل على نفسك بالدعاء، فهو سلاح المؤمن وأعظم وسيلة لتحقيق الطمأنينة والقرب من الله في هذه الأيام المباركة.