26 يوليو، 2024
بغداد/المسلة: زكي الساعدي
يعتقد الكثيرون أن حقبة العبودية انقضت وانتهت، وأن العبيد والسادة الذين كانوا يحملون السياط لم يعد لهم وجود. ولكن، الواقع يعكس لنا صورة مختلفة تمامًا، فاختفاء العبيد لم يكن سوى وهم، وتحول العبيد إلى صور مختلفة في حاضرنا هي الحقيقة.
عبيد اليوم أسوأ حالاً وأقل وعياً من عبيد الأمس.
وهنا يأتي مصطلح “الاستعباد الطوعي”، حيث يختار الحر أن يكون عبدًا طوعيا لأسباب دنيوية أو فئوية أو عنصرية. وبعد أن يرضى الإنسان لنفسه بالعبودية الطوعية، تأتي مرحلة تدجين العقول، فتتحول العقول إلى أدوات موجهة، غير قادرة على التمييز بين الحق والباطل. تقتصر أفعالها على الإيماء بالموافقة، وتجنب قول “كلا” والرفض، فيصبح العبد أداة بيد سيده، مغلقة أمامه كل مساحة للتفكير والرأي المستقل.
ان تدجين العقول وجعلها تنساق للفكر الجمعي المشوه يقودنا إلى هاوية مظلمة، حيث تكون العقول تحت سيطرة السيد المدجن. ويصبح المجتمع الذي ينتشر فيه الاستعباد الطوعي مجتمعًا غير صحي، والثائر فيه كمن يشعل نارًا في نفسه ليضيء الطريق لأعمى.
تدجين العقول سمة يستخدمها الطغاة للسيطرة المطلقة. في ظل هذا، يصبح الصمت التجنبي سمة المتنور، إذ يحاول تجنب الاصطدام مع الأغلبية العشوائية. وللعبيد اليوم صور عديدة، لا يمكننا الإحاطة بكل أنواعها، لكن من الجدير بالإشارة أن الأعمال التي تلزم العامل بالخضوع الكامل لرب العمل، هي نوع من أنواع العبودية.
ان من المؤسف ايضا ان الخطاب المدجن للعقول بلغ مرحلة الاستخفاف حتى بالعقول غير المدجنة، حيث أصبح صريحًا في التفاخر بالاتباع وتهديدهم دون تحفظ. نحن الآن في مرحلة التنافس على جذب أكبر عدد من الذين يعانون من مرض “الاستعباد الطوعي”، والتباهي بإظهار الولاءات.
ان ما نريد قوله ان الأغلبية العشوائية هي من ترسم المستقبل والحاضر في ظل غياب النخبة وسباتهم .ان الفاكهة جملية وزاهية في الشجر ، أما إذا قُطِفَتْ قبل أوانها كان قَطْفَها عبثا فلا طعم ولا لون وإن تركت ايضا بالشجر مهملة فسوف تتعفن وتسقط من تلقاء نفسها
ان ما اخشاه ان تكون تلك الفاكهة هي ديموقراطيتنا الحديثة العهد!! التي قدمت الينا قبل ان تنضج ومضغنها دون وعي …لذلك ان المتسيد في المشهد هو من يتصدى والمتصدي اليوم من يملك العدد الكمي لا النوعي لذلك لن تكون للنخبة كلمة ولا رؤيا حتى يستفيقوا من النوم ويرفعوا شعار تقنين الديمقراطية ليصل الاكفأ إلى مركز القرار لا الأكثر عددا ..
عندما تمتلئ الغابة بالوحوش، يصبح الانضمام لعصبة ضرورة ملحة للبقاء، لا الانفراد. وهذا ما يدعم الفكر الجمعي، بأن مرحلة الاستعباد الطوعي أصبحت ضرورة حتمية للكثيرين وشيئا فشيئا فان السوط سيكون حاضرا لكن من يتخلف عن الركب ..
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
كيف تكون كفارة من يغتاب أخاه في نهار رمضان؟
كشف الشيخ إبراهيم حلس عن حكم الغيبة والنميمة في نهار رمضان، مشيرًا إلى أن تلك الأفعال تظل من مبطلات الصيام، حتى وإن لم تكن ضمن الأكل والشرب.
وقال إن التوبة الصادقة عن الغيبة والنميمة تعد أول وأهم كفارة يجب على المسلم أن يؤديها للتطهير من هذا الذنب.
الغيبة والنميمة مبطلات الصياموأضاف الشيخ إبراهيم حلس، في حلقة جديدة من برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى، أن الغيبة والنميمة تُعتبر من المحظورات في شهر رمضان، رغم أنها لا تندرج تحت الأفعال المعروفة مثل الأكل والشرب، ورغم أن هذه الأفعال لا تفسد الصيام بشكل مباشر، إلا أنها تنقص من أجره وتقلل من ثوابه.
وأوضح الشيخ أن الشخص الذي يرتكب الغيبة أو النميمة في نهار رمضان يجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، وذلك بتجنب هذه الأفعال والاعتراف بالخطأ.
التوبة أول كفارة عن الغيبة والنميمةوأشار الشيخ حلس إلى أن التوبة من الغيبة والنميمة هي أول كفارة يمكن أن يؤديها الشخص بعد ارتكاب هذه الأفعال في رمضان، وهذه التوبة تتطلب من الشخص الذي اغتاب أخاه أو نمَّ عليه أن يعترف بخطأه ويتوقف عن هذه الأفعال، بالإضافة إلى أن يحسن التعامل مع الآخرين ويكون صادقًا في محاولاته لترك هذه المعاصي.
المصارحة قد تثير الشحناء بين الناسكما تطرق الشيخ حلس إلى مسألة المصارحة بين الناس، حيث أشار إلى أن المصارحة بالحديث عن شخص ما، سواء كان الحديث صحيحًا أو غير صحيح، ليست من الأمور المستحبة.
وقال إنه قد تثير الشحناء والكراهية بين الطرفين، الأمر الذي يؤدي إلى خلق مشاكل إضافية بين المسلمين.
وأضاف أن المصارحة يجب أن تكون في إطار من الرفق واللين، لتجنب إثارة الفتن والخلافات.
أبواب الخير في رمضانفي سياق الحديث عن الأعمال الصالحة في شهر رمضان، قال الشيخ إبراهيم حلس إن إطعام الطعام وقضاء حوائج المسلمين تعتبر من أبواب الخير الكبرى في هذا الشهر الفضيل.
وأوضح أن المسلم إذا قام بقضاء حاجة أخيه المسلم أو قدم له العون، فإن ذلك يعزز من مكانته ويزيد من رصيده في رمضان.
أهمية الرفق في التعاملات اليوميةكما شدد الشيخ على أهمية التحلي بالرفق في التعاملات اليومية، معتبرًا أن الرفق هو من أهم القيم التي يجب أن يتصف بها المسلم في جميع جوانب حياته. وقال إن الرفق يسهم في تسهيل الأعمال ويساعد في قضاء حاجات المسلمين، وهو من أهم عوامل نجاح العلاقات الإنسانية.