الملك محمد السادس، عبقرية و بصيرة و قدوة للأجيال….
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
كثيرة هي السرديات و الحوليات و الأدبيات الغربية التي اشتغلت على ” تيمة ” نشر ثقافة التبخيص و تقزيم شخصيات خارج الدائرة الغربية…و العمل على ” التطبيع ” على أن لا ثقافة تعلو على ثقافات المجتمعات القوية و المهيمنة..وان التاريخ يكتبه المنتصرون وحدهم…و ان الغرب هو المعلم حسب الطهطاوي…
وهي هنا توظف معايير مزدوجة فتوثيق وتمجيد تاريخهم و تراكماتهم و شخصياتهم القيادية و الدينية.
وقد لا نذهب عميقا في الغوص عن شخصيات مغربية كانت لها الكلمة الأخيرة في مواضيع الحرب و السلم و المبادلات و أخرى غيرت مجرى التاريخ…
اليوم نجد انه واجب على كل ذي قلم حي و ضمير يقظ..القيام بتأملات متأنية و بلغة مفهومة خالية من شوائب الاحتمال و الشك وهي تقوم بدراسة زوايا السياسات الخارجية المغربية في عهد مهندسها الملك محمد السادس…
لقد تغيرت و بدون شك صورة المغرب بالخارج في العقدين الأخيرين..أولا على مستوى العمق الافريقي وهنا نستحضر بقوة خطاب العودة بأديس ابابا في يناير 2017..عندما عاد الملك و معه المغاربة الى البيت الافريقي.. وهي عودة القوي و المهاب الجانب و الابن البار الذي عاد بمشاريع و برنامج إستراتيجية تحت اسم رابح / رابح…و حمل معه آمال السلام و التنمية لكل شعوب افريقيا..و لم يحمل معه أرقام المدافع و ميزانيات التسليح…بل فقط مشاريع ضخمة في مجالات البناء و الفلاحة و الأبناك.و خلق المرصد الافريقي للهجرة بالرباط و بناء المساجد و تكوين الأئمة الافارقة بالمغرب…
و لأن دموعه يوم خطاب العودة كانت صادقة فقد عاد سنة 2023 بمشاريع إستراتيجية قوية ومنها خلق إطار دولي لدول الجهة الأطلسية لإفريقيا و أيضا تخصيص منفذ بحري اطلسي لدول إفريقيا الساحل..و أنبوب الغاز نيجيريا/ المغرب…
كل هذه المشاريع تحمل في مضمونها التنمية الاجتماعية والاقتصادية و الأمن و السلام لشعوب افريقيا التي انهكتها الصراعات الداخلية و الحروب و الهجرة و ندرة الماء و التصحر والفقر و الأوبئة….و غيرها…
فالمتتبع لهذه السياسات سيقف على
وجود تصور مسبق و برنامج مسطر منذ مدة طويلة و بصيرة عميقة.، وان الأمر لا يتعلق بحسابات سياسية ضعيفة أو
ردا على هذا الفاعل الإقليمي أو ذاك..
و ثانيا على المستوى دول الغرب مع تحديد اتجاه البوصلة نحو مغربية الصحراء و تحديد موقفها بشكل غير قابل للتحوير أو التمطيط…
و هكذا فاعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على صحراءه لم تكن ضربة حظ… إذ العلاقات و المصالح و الخرائط و السفراء بين البلدين تعود لقرون …و يكفي القول ان المغرب كان أول من اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية…
لكن الولادة الجديدة للعلاقات المغربية /الاسبانية بعد زوبعة بن بطوش زعيم شرذمة البوليساريو …كان لها طابع آخر باعتبارها الدولة المستعمِرة السابقة للاقاليم الصحراوية المغربية و هذا يعني انها تحتفظ بتاريخ و خرائط و شيوخ قبائل المنطقة…أضف أنها تستظيف العديد من الجمعيات الانفصالية…و اعترافها بمغربية الصحراء هو ” الرصاصة القاتلة” لأطروحة زعماء الانفصال سواء بتندوف أو العاصمة الجزائر أو باسبانيا..
وهنا أيضا نعود للوقوف على عبقرية مهندس السياسات الخارجية المغربية الملك محمدالسادس..و توقيع العديد من الاتفاقيات مع إسبانيا و خاصة المتعلقة بالمشاريع الاقتصادية والاجتماعية و البنية التحتية…إذ كان الهدف هو خلق مناخ صحي مشترك للتعاون و خلق شراكات استراتيجية مهمة..هدفها التنمية و الأمن و السلام…فيما تتكلف لجان ثنائية بدراسة المشاكل العالقة…
و في 4 من شهر اكتوبر 2023 سيبشر جلالة الملك محمد السادس الشعب المغربي بتحقيق حلمه القديم و الكبير وهو تنظيم مشترك بين المغرب و اسبانيا و البرتغال لكأس لكأس العالم لكرة القدم لسنة ..2030..وهنا نستحضر من جديد التاريخ المشترك الكبير لكل من المملكة الشريفة و اسبانيا و البرتغال…و كل تلك الأحداث الأليمة التي عرفتها المنطقة المنطقة من حروب و صراعات و هجومات و استعمار و مقاومة…و بمعنى آخر أن البلدان الثلاثة جربت طيلة قرون وصفة الحرب و الاستعمار و القرصنة أو الجهاد البحري… و عرفت تطور الاندلس ثم طرد سكانها المسلمين و اليهود و محاكم التفتيش…و تكفي ذكرى معركة الملوك الثلاتة و تداعياتها السياسية و الاقتصادية التي عرفتها المنطقة ككل…و هذا التاريخ المشترك سيكون أحد مفاتيح تنظيم أحسن نسخة لمونديال كرة القدم…
و بمعنى أوضح فإن القادة قد حسموا في طبيعة علاقة المراحل القادمة و ان وحدات الإنتاج المشترك و التعاون الأمني…هو حزام أمان سواء للبلدان الثلاثة أو لإفريقيا و البحر المتوسط…و ان وصفة التنمية الاقتصادية والاجتماعية و المجالية هي في صلب كل تلك الاتفاقيات و ان تنظيم المونديال هو مقدمة كبيرة لمستقبل أفضل لشعوب المنطقة…
أعتقد أنه لا يمكن لكل قارئ جاد و موضوعي الا أن يقف احتراماً لعبقرية مهندس السياسات الخارجية المغربية الذي جعل من تحقيق التنمية المجالية والمستدامة عن طريق شراكات و علاقات ندية ملؤها احترام السيادة المغربية و حدوده الحقة…هي غاية الغايات…
و اذا كانت بعض الدول الغربية قد جندت مفكرين و مؤرخين و إعلاميين و أقلام مميزة لتوثيق تراثهم و تمجيد قادتهم و تقديم ” سرديات ” و قراءات تاريخية من جانب واحد…إذ جعلوا مثلا من خطة وزير خارجية فرنسا ” روبير شوبان ” في 9 ماي من سنة 1950 و المتعلقة بخلق مشاريع إنتاج مشترك في مجالات الصلب و الفحم مع ألمانيا حتى يختفي شبح الحرب بينهما وتصبح مستحيلة… – جعلوا- من ذلك اليوم عيدا اروبيا…
لقد عبر ملك البلاد في أكثر من مناسبة اننا لا ننتظر شهادات حسن السيرة و السلوك من الآخرين..لذلك لا يجب أن نتوقف عن التوثيق و خلق تراكمات خاصة بكل المراحل حتى لا نجعل الأجيال القادمة أمام سرديات وحيدة كتبت عن المغرب بأقلام غير مغربية..كما أنه من حق تلك الأجيال التعرف عن قادتها و ملوكها الذين ساهموا بكل قوة في خلق ذلك التراث الحضاري و التراكم التاريخي و الإنساني…و في ذلك تقوية للإنتماء للوطن و و ترسيخ قيم الفخر و الولاء و ” أن هنا نحيا…”
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
المغرب يشترط على بيم التركية بيع 80% من المنتجات المغربية للتوسع في السوق المحلية
زنقة 20 | متابعة
ترأس وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، الخميس، بحضور رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “بيم”، هالوك دورتلو أوغلو، ومديرها العام بالمغرب، أحمد فيفزي جاليسكان، تدشين المنصة اللوجستية الجديدة لمجموعة “بيم” في مراكش.
وتروم هذه المنصة الجديدة، التي أسهمت في خلق 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، تعزيز شبكة توزيع الشركة في المغرب، لا سيما لخدمة مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتغطي هذه المنشأة اللوجستية مساحة إجمالية قدرها 40.000 متر مربع، منها 16.000 متر مربع مبنية، باستثمار إجمالي قدره 130 مليون درهم.
وتنضاف هذه البنية إلى شبكة المنصات اللوجستية التابعة لشركة “بيم” المغرب، والتي تشمل 3 منصات أخرى في مناطق مختلفة، وهي عين السبع-البرنوصي، ولاد صالح-بوسكورة، والمحمدية.
وأبرز مزور ،في تصريح للصحافة، أن هذه المنصة تأتي لتعزيز شبكة توزيع “بيم” في المغرب، مشيرا إلى أنها ستساهم في تلبية احتياجات المستهلكين بجهة مراكش-آسفي وأكادير فضلا عن الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف الوزير أن هذه البنية الجديدة ستساهم كذلك في تعزيز تزويد “بيم” بالمنتجات المصنعة محليا.
من جانبه، قال السيد دورتلو أوغلو، إنه “بعد 15 سنة من افتتاح أول متجر لنا في الدار البيضاء، نقترب اليوم من افتتاح 800 متجر بالمغرب الذي يعد سوقا مهما بالنسبة لمجموعة بيم”.
وتابع “لدينا 5000 مستخدم عبر ربوع المملكة، ونعتقد أن هناك المزيد من فرص الشغل”.
يذكر أنه تم توقيع اتفاقية شراكة خلال شهر أكتوبر 2022، بين وزارة الصناعة والتجارة ومجموعة “بيم”، لتعزيز تزويد سلسلة التوزيع التركية بالمنتجات المصنعة محليا.
وتتوخى هذه الشراكة تطوير تزويد “بيم” لدى المصنعين المحليين للنسيج والصناعة الغذائية من خلال العمل المتواصل على تعويض الواردات بهدف دعم المنتجات المحلية.
وتلتزم “بيم” المغرب، بحلول عام 2025، بزيادة حصة علاماتها التجارية الخاصة “صنع في المغرب” لتصل إلى 80 في المائة في المنتجات الغذائية و90 في المائة من المنسوجات.
وجرى حفل تدشين هذه المنصة اللوجستية الجديدة في مراكش بحضور سفير تركيا بالمغرب، مصطفى إيلكر كيليش، ورئيس مجلس جهة مراكش-آسفي، سمير كودار، والكاتب العام لعمالة مراكش، مصطفى الطايع.