عربي21:
2025-03-03@09:39:03 GMT

مستقبل غزة وأوكرانيا في عهد ترامب

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يتأثر المشهد الجيوسياسي بشكل متزايد بالعودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض. إن قرارات السياسة الخارجية لإدارته لها آثار كبيرة على الصراعات الجارية، لا سيما في غزة وأوكرانيا. في خطاب ألقاه مؤخرا في مؤتمر الحزب الجمهوري، أوجز ترامب وجهات نظره حول هذه الصراعات، مؤكدا أن قيادته كانت ستمنع الأزمات الحالية ووعد بحلول سريعة إذا أعيد انتخابه.



يستكشف هذا المقال النتائج المحتملة لهاتين الحربين في ظل رئاسة ترامب، ويدرس استراتيجياته المقترحة والآثار الأوسع نطاقا على السياسة الخارجية الأمريكية.

فلسفة السياسة الخارجية لدونالد ترامب

غالبًا ما اتسمت السياسة الخارجية لدونالد ترامب بنهج "أمريكا أولاً"، مع التأكيد على المصالح الوطنية ونظرة معاملاتية للعلاقات الدولية. قد أدت هذه الفلسفة إلى تفضيل المفاوضات المباشرة على الاتفاقات المتعددة الأطراف، وغالبا ما تهمش الحلفاء التقليديين والمعايير الدبلوماسية الراسخة. وإن فهم هذا الإطار ضروري لتحليل كيفية تعامله مع الصراعات في غزة وأوكرانيا.

الصراع في غزة

لقد أثار الصراع في غزة، وخاصة بعد تصاعد العنف في عام 2023، اهتمامًا وإدانة دولية. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس عن خسائر كبيرة في الأرواح وأزمات إنسانية. وقد دعمت إدارة بايدن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بينما دعت أيضًا إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. ويزداد الوضع تعقيدا بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع، الذي له جذور تاريخية عميقة وينطوي على قضايا تتعلق بالأرض والهوية والتطلعات الوطنية.

وجهة نظر ترامب

في خطابه الأخير، زعم ترامب أنه لو كان لا يزال في منصبه، لما شنت حماس ولا روسيا هجماتهما. وشدد على علاقاته القوية مع قادة العالم، مشيرا إلى أن نهجه الدبلوماسي كان سيردع مثل هذا العدوان. وكرر ترامب دعمه الثابت لإسرائيل، منتقدًا إدارة بايدن بسبب ما يراه من افتقار إلى الدعم القوي.

1 ـ دعم إسرائيل: انتقد ترامب بايدن لتقييده الأعمال العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا أنه تحت قيادته، كان سيسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات حاسمة ضد حماس. ودعا إلى السماح لإسرائيل "بإنهاء المهمة"، مشيرا إلى اعتقاده بأن الرد العسكري القوي ضروري لحل الصراع.

2 ـ الحوافز الاقتصادية: رغم عدم ذكرها صراحة في خطابه، فإن النهج التاريخي لترامب يشير إلى أنه قد يقترح حوافز اقتصادية لكل من الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، بهدف تعزيز بيئة أكثر استقرارا مواتية لمفاوضات السلام.

3 ـ عزل حماس والجماعات الأخرى: قد يسعى ترامب إلى عزل حماس دبلوماسيا، والضغط من أجل الاعتراف الدولي ب "وضعها الإرهابي" والدعوة إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الجماعات التي تهدد أمن إسرائيل. وقد يشمل ذلك حشد الدعم من الدول العربية لمعارضة حماس بشكل جماعي.

تعهد ترامب بحل الصراع في أوكرانيا "بسرعة كبيرة" إذا أعيد انتخابه، مؤكدًا أنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام في غضون 24 ساعة. ولكنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية التوصل إلى هذا الحل السريع.4 ـ امكانية التصعيد: على العكس من ذلك، إذا تم اعتبار سياسات ترامب مواتية بشكل مفرط لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وإن الافتقار إلى التعامل المتوازن مع القيادة الفلسطينية قد يؤدي إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار، حيث قد تشعر حماس والفصائل الأخرى بأنها محاصرة وتلجأ إلى تكتيكات أكثر عدوانية.

الصراع في أوكرانيا

لقد شهدت الحرب في أوكرانيا، التي بدأت بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وتصاعدت بشكل كبير في عام 2022، مشاركة أمريكية كبيرة في ظل إدارة بايدن. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ودعما ماليا ودبلوماسيا لأوكرانيا ، بهدف مواجهة العدوان الروسي ودعم سيادة أوكرانيا. وقد أدى الصراع إلى أزمة إنسانية، مع نزوح ملايين الأوكرانيين وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع.

وجهة نظر ترامب

تعهد ترامب بحل الصراع في أوكرانيا "بسرعة كبيرة" إذا أعيد انتخابه، مؤكدًا أنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام في غضون 24 ساعة. ولكنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية التوصل إلى هذا الحل السريع.

1 ـ المفاوضات مع روسيا: ألمح ترامب إلى استعداده للدخول في مفاوضات مع بوتن، مشيرا إلى أنه قد يقنع أوكرانيا بتقديم تنازلات إقليمية. ويتماشى هذا مع التقارير التي تشير إلى أن ترامب قد يدعم تخلي أوكرانيا عن السيطرة على مناطق مثل شبه جزيرة القرم ودونباس مقابل السلام.

2 ـ انتقاد استراتيجية بايدن: انتقد ترامب تعامل بايدن مع حرب أوكرانيا، مدعيا أن سياسات الإدارة الحالية أدت إلى تفاقم الوضع. وأشار إلى أن نهج بايدن أدى إلى صراع طويل الأمد، مما زاد من مخاطر نشوب حرب أكبر.

من المرجح أن تؤدي العودة المحتملة لترامب إلى الرئاسة إلى تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بدورها كزعيم عالمي ووسيط في الصراعات.3 ـ خفض المساعدات الأمريكية: قد تسعى إدارة ترامب إلى خفض أو اشتراط المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بحجة أن الحلفاء الأوروبيين يجب أن يتحملوا حصة أكبر من العبء المالي. قد يضعف هذا القدرات العسكرية لأوكرانيا في وقت حرج عندما تواجه خصمًا عدوانيًا.

التداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية

ومن المرجح أن تؤدي العودة المحتملة لترامب إلى الرئاسة إلى تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بدورها كزعيم عالمي ووسيط في الصراعات.

وإن سياسة ترامب "أمريكا أولا" قد تشكل ضغطا كبيرا على التحالفات التقليدية، وخاصة داخل حلف شمال الأطلسي. وقد تؤدي انتقاداته السابقة لحلفاء الناتو لعدم وفائهم بالتزامات الإنفاق الدفاعي إلى توترات تؤثر على ترتيبات الأمن الجماعي في أوروبا. وقد يشجع هذا التحول خصوما مثل روسيا والصين، ويغير ميزان القوى في الجغرافيا السياسية العالمية.

كما أن قرارات ترامب في السياسة الخارجية سيكون لها صدى محلي، وقد يؤدي نهجه إلى استقطاب الرأي العام، حيث يدعم بعض الأمريكيين موقفا أكثر انعزالية بينما يدعو آخرون إلى استمرار المشاركة الدولية. وقد يؤثر هذا الانقسام على استعداد الكونغرس في تمويل المساعدات الخارجية والدعم العسكري، مما يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة بفعالية للصراعات العالمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات ترامب امريكا انتخابات ترامب توجهات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة فی أوکرانیا ترامب إلى الصراع فی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يعلق على إمكانية إنقاذ العلاقات بين أمريكا وأوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ علاقة كييف بواشطن يمكن "بالطبع" إنقاذها، وذلك عقب المشادة الكلامية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الجمعة.

وقال زيلينسكي لشبكة فوكس نيوز إنّه يمكن "بالطبع" إصلاح العلاقات بين البلدين “لأنّ هذه علاقات تتجاوز حدود الرئيسَين، إنّها علاقات قوية وتاريخية بين شعبينا”

وأضاف أنه لا يريد أن يخسر الولايات المتحدة كشريك. وشدد زيلينسكي على أنه يريد أن يكون ترامب "أكثر إلى جانبنا" في المفاوضات لإنهاء النزاع.

ولفت الرئيس الأوكراني إلى أن الخلاف مع الرئيس الأميركي "ليس جيدا للجانبين".

لكن زيلينسكي قال إن ترامب - الذي يصر على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام – يجب أن يفهم أن أوكرانيا لا تستطيع تغيير مواقفها تجاه روسيا فجأة.

وقال إن أوكرانيا لن تدخل في محادثات سلام مع روسيا حتى تحصل على ضمانات أمنية بعدم التعرض لهجوم آخر.

وغادر رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض بعد الخلاف الذي تم بثه على الهواء، وتم إلغاء حفل التوقيع والمؤتمر الصحفي المخطط له. وقال مسؤولون أمريكيون إن اتفاق المعادن -الذي اعتبره ترامب خطوة ضرورية لسداد الدعم الأمريكي في سعيه للتوسط في اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- لم يتم التوقيع عليه قبل مغادرة زيلينسكي.

وعقب انتهاء الاجتماع بين الرئيسين، كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "تأكدت أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك فيه، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات"، حسب رأيه.

وأضاف ترامب: "أنا لا أريد ميزة، أنا أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأمريكية في المكتب البيضاوي المقدس بالنسبة لها. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام"، على حد تعبيره.

نشكر ترامب على ضبط النفس.. روسيا تعلق على طرد زيلينسكي من البيت الأبيضترامب يوبخ زيلينسكي: لولانا لدمرتكم روسيا وعليك ابداء الشكر | فيديوماركو مسعد: ترامب يسعى لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط قلق أوروبيالقوات الأوكرانية: روسيا هاجمت بـ208 مسيرات وأسقطنا 107 منهاروسيا.. إحباط محاولة هجوم إرهابي والقبض علي جاسوسينردود فعل غاضبة

وأثارت تصريحات زيلينسكي ردود فعل غاضبة من ترامب ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، اللذين أشارا إلى أن انتقاداته -التي ألقاها في المكتب البيضاوي- كانت تفتقر للاحترام، وأن وجهة نظره المطلقة تجاه موسكو تعيق المفاوضات التي يمكن أن تنهي الحرب الدموية التي استمرت ثلاث سنوات.

وقال ترامب مخاطبًا زيلينسكي: "سيكون من الصعب للغاية التوصل لصفقة بهذه الطريقة.. عليك أن تكون ممتنًا بشكل أكبر". وأضاف أنه غير متأكد من قدرة زيلينسكي على التوصل إلى اتفاق. وقال أيضاً "إما أن تبرموا اتفاقاً، أو سنترككم وحدكم".

ومن جهته، قال نائب ترامب لزيلينسكي: ليس من الاحترام أن تأتي إلى واشنطن وتهاجم إدارتنا.

وقال زيلينسكي إن "بوتين لن يتوقف أبدًا، وسيذهب إلى أبعد من ذلك"، مضيفًا أن الزعيم الروسي "يكره الأوكرانيين" ويريد تدمير البلاد. وأضاف عن الصفقة: "يمكننا أن نمضي قدمًا بها، لكن هذا ليس كافياً".

وكتب زيلينسكي في منشور على موقع اكس بعد مغادرته مقر الرئاسة الأمريكية "شكرا أميركا، شكرا على الدعم، شكرا على هذه الزيارة. شكرا للرئيس والكونجرس والشعب الأمريكي". وأضاف "أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحلى بـ "ضبط النفس" بعدم ضرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشادة كلامية بينهما في البيت الأبيض.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على تطبيق تلجرام "امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذه الحثالة معجزة في ضبط النفس".
 

مقالات مشابهة

  • روسيا تعرب عن اندهاشها من التغيير الهائل في السياسة الأمريكية
  • الصراع يشتعل.. بريطانيا تزود أوكرانيا بـ 5 آلاف صاروخ دفاع جوي
  • «الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
  • ستارمر: المملكة المتحدة وفرنسا وأوكرانيا سيقدمون اتفاق سلام إلى ترامب
  • تحذير.. وزير الخارجية الروسي: واشنطن تريد إنهاء الصراع في أوكرانيا وأوروبا ترفض
  • دون أمريكا وربما بلا زيلينسكي..مستقبل غامض ينتظر أوكرانيا
  • عندما تُملي السياسة على التكنولوجيا.. كيف غيّر ترامب مسار غوغل؟
  • بعد مشادة البيت الأبيض .. ما مصير صفقة المعادن بين أمريكا وأوكرانيا ؟
  • زيلينسكي يعلق على إمكانية إنقاذ العلاقات بين أمريكا وأوكرانيا
  • مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية: قلقون من مساعي إدارة ترامب للابتعاد عن أوروبا