الجزيرة:
2025-04-16@14:40:48 GMT

العالم بين بوتين وترامب.. تحولات العالم الجديد

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

العالم بين بوتين وترامب.. تحولات العالم الجديد

تحت عنوان مشابه (بوتين ومستقبل العالم الجديد)، حرّرت جملة من المحاور التي أرى أن العالم الجديد ماضٍ إليها، وأرصد طريقة حركته وتحولاته: (السلبية والإيجابية، الفعالة والكامنة، العلنية والسرية، السلمية والحربية، الاقتصادية والسياسية). من يقف وراء هذه التحولات من مؤسسات دولية "رسمية وخفية" تعمل أو تعبث بالفضاء الدولي، وتحدث الكثير من التقاطعات المتناقضة، تجعل من الصعوبة فهمها والربط بينها.

الدور الذي يلعبه "بوتين" في إحداث تغيير عالمي، وفق رؤية روسية إستراتيجية، يتقاسم الأدوار فيها مع شركاء ما يسمى "العالم الجنوبي" وعلى رأسهم "الصين".

لكن إزاء شخصية ترامب، نجد أنفسنا أمام قراءة مختلفة، وذلك كونه "رجل مرحلة"، ينافس على فترة رئاسية ويسعى لتحقيق مكاسب تنسجم مع شخصيته الاقتصادية، وطموحاته الذاتية، وإن كان ذلك تحت مظلة العمل لتحقيق مصالح وطنية.

وكما سجلت إعجابي بـ "المركزية" التي هي صفة ظاهرة في شخصية الرئيس بوتين، فالحال ذاته ينطبق على الرئيس ترامب الذي يتسم بالمركزية في القيادة الإدارية. هذه المركزية تساعد على وضوح المشهد "وإن كان سلبيًا"، بعيدًا عن خداع الديمقراطيين "من أوباما إلى بايدن" ومن قد يصل بعدهما إلى الحكم.

فالمشهد العالمي والتحولات الدولية يستلزمان رؤية واقعية مبنية على مراجعة الملفات الأكثر "سخونة وحيوية" بالنسبة لعالمنا العربي وللمملكة العربية السعودية، في مسارها الإقليمي، والتي تتعامل معها بحذر ومنطقية، في سياق المشاريع التنموية، وما يقابلها من تشكلات لنظم إقليمية في محيطنا الخليجي".

هذا موضوع ورقة علمية أقوم على إعدادها لمؤتمر دولي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحول الله تعالى.

قد يكون من المجازفة الحديث عن "ترامب" في هذا الاتجاه ليس فقط لكون ذلك استباقًا لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بل وحتى بالنظر في التحديات التي تواجه مسيرته إلى البيت الأبيض مرة أخرى، وذلك لاعتبارات ثلاثة رئيسية.

التحديات الرئيسية في مسيرة ترامب الانتخابية

الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 تكشف لنا دقائق الواقع الأميركي، وخفايا مكوناته المتداعية {الديمقراطية والمدنية}. وتجعلنا ندرك أننا نتعامل مع الولايات المتحدة بناء على خيالات مبهرة توارثناها منذ السبعينيات، لكنها في الحقيقة تعيش اليوم حالة من التراجع.

من جانب آخر، الانتخابات الأميركية الحالية تجري بين الديمقراطيين والترامبيين، لا الجمهوريين؛ فالحزب الجمهوري لا يملك أجندة عمل واضحة، وقد فقد رواده الأساسيين "آل بوش" ورفاقهم جيل رونالد ريغان، وقد أصبح يعيش مرحلة "فقدان للهوية" يعتبر فيها ترامب منقذًا إلى حين تتشكل توجهات جمهورية جديدة.

هذا يختلف عن حال الديمقراطيين، الذين يتحركون وفق "عقيدة" أسَّسَ لها أوباما ومجموعته، ولا تزال فاعلة ولها انعكاسات سلبية على الداخل الأميركي "أخلاقيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا". ولذلك فالمعادلة الترامبية الأقرب للفوز في المشهد الأميركي الراهن، في ضوء الحضور الباهت للديمقراطيين، والتهديدات بحدوث أزمة أميركية داخلية قد تصل إلى "حرب أهلية" كما ألمح بعض الجمهوريين.

ومع ذلك فإن مسيرة ترامب للبيت الأبيض لا تزال تحفها المخاطر، فهي تقود أميركا لمرحلة عاصفة، والاحتقان الذي وفر بيئة لمحاولة اغتياله لا يزال قائمًا:

اليهود عالقون بين ملفي أوكرانيا وغزة: تعامُل ترامب مع هذين الملفين سيكون وفق معادلة اقتصادية بالأساس، وهذا ما يرفضه الصهاينة من "الأميركيين والإسرائيليين". رؤية ترامب للعلاقات مع أوروبا تجعل "الناتو" أمام تحديات التعامل مع "روسيا"، ليس فقط في مسار الملف الأوكراني بل في مسارات أوروبية أخرى ومنها ملف "البوسنة والهرسك"، أو ما يمكن تسميته "قوس عدم الاستقرار"، الذي يمر عبر شرق وجنوب شرق أوروبا.
فموسكو تواجه السياسة الغربية في هذه المنطقة من خلال تحالف روسي طويل الأمد مع قيادات "صربسكا" وهي أحد مكونات البوسنة والهرسك إلى جانب مسلمي البوسنة. ثم زاد هذا التحدي الروسي مع اندلاع الصراع في أوكرانيا. والخطر بالنسبة لدول الناتو هو احتمالية أن تتخلى أميركا عنهم ولو جزئيًا، بعد أن غرقوا في الوحل الأوكراني في مواجهة روسيا، مع ما سببه ذلك من مسارات سياسية واقتصادية معقدة. الملف النووي الإيراني واحتمال تجديد ترامب لمشهد التصادم الذي ميز رئاسته الأولى بشأن الملف النووي، والتي كانت تحمل تحديًا للديمقراطيين أكثر منه للإيرانيين.

إيران حاليًا في مرحلة الحسم الإستراتيجي، والمحاصصة مع الجانب الإسرائيلي، في توزيع النفوذ في شمال الجزيرة العربية، وخاصة إن حدث "توافق فلسطيني" برعاية صينية، وسبق الحديث عن هذا في مناسبات علمية وإعلامية تحت عنوان "المرحلة العربية الراهنة ومآلات المستقبل".

والمعنى أن إيران ليس لديها الوقت للتوقف مجددًا انتظارًا لانتهاء فترة ترامب في حالة تسلمه السلطة. كما أنه يستحيل أن تتراجع خطوات في مشروعها في المنطقة الذي وصل مرحلة "قطف الثمرة" بالتشارك مع إسرائيل، وبمباركة ضمنية من أميركا وفرنسا وبريطانيا.

الفوضى المحتملة

هذه التحديات التي تواجه ترامب، تجعل الداخل الأميركي في مواجهة عاصفة، فهناك من "اللاعبين المؤثرين" من لا يؤيدون وصوله للسلطة، وفي نفس الوقت، فإن احتمال خسارته كما جرى في 2020 تهدد بفوضى تفوق ما حدث وقت "تجربة اقتحام الكونغرس"، وهو ما هدد به ترامب منافسيه بالفعل، وهو ما يجعل الأمور تقف على حافة "الحرب الأهلية".

المعركة محتدمة بين "الدولة العميقة" وترامب، وهي تحاول تصفيته معنويًا وسياسيًا من خلال المحاكم، وإذا فشل ذلك، فما الذي يمنع في مثل هذه الأجواء من الاحتقان والانقسام أن تتكرر محاولات التصفية الجسدية التي نسبت محاولتها الفاشلة إلى شابّ كاره لترامب؟

وبالرغم من هذا كله فالوضع الأميركي الصعب قد ينحاز في النهاية إلى الدفع بـ "ترامب" إلى الرئاسة لتجاوز المخاطر الآنية المحتملة، وترحيل المشاكل لفترة لاحقة.

فوضوية المتغيرات الترامبية

النزعة الفردية في اتخاذ القرارات هي أبرز سمات ترامب، وفريق عمله سيكون "تابعًا" أكثر منه استشاريًا فاعلًا. والحسابات السياسية لترامب تحكمها المنفعة الاقتصادية المباشرة، فهو لا يتحرك لحل أي ملف سياسي دون أن يقدم الطرف الآخر منافع اقتصادية للولايات المتحدة، ولن تكون أوكرانيا، ولا الأمن الأوروبي الشامل استثناء من هذه القاعدة، أما فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فمساوماته في هذا الشأن صريحة.

ولهذا سيكون عدد من الملفات الحساسة والخطرة، في مواجهة الفوضوية الترامبية، ويتعين على أصحاب المصالح في هذه الملفات أن يتعاطوا مع هذا الواقع بحذر وجدية.

وهنا يعنينا تحديدًا الشأن الخليجي الذي يعاني تناقضات ذاتية منذ توقيع بعض دوله لاتفاقات تطبيع. ستكون المعادلة شديدة التعقيد للموازنة بين المصالح الإسرائيلية مع الدول المطبعة، والحق الفلسطيني وتداعيات مأساة غزة، وموقف باقي دول الخليج التي لم تنخرط في اتفاقات. وفي الطرف الآخر من المعادلة هناك إيران وملفاتها الشائكة الضاغطة على الأمن القومي الخليجي والعربي  بحضورها المتمدد في اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان.

هل سيقبل ترامب أن يكون تابعًا لمشاريع الجنوب العالمي وفق منافع اقتصادية مشتركة؟

باستثناء دور وفاعلية منظمة شنغهاي للأمن والتعاون في المجالين السياسي والأمني، هناك عدد من المسارات الاقتصادية التي قد تجتذب "مزاج ترامب البراغماتي" للتوافق مع الصين وروسيا، ولا سيما لما لتلك المسارات والمنظومات من دور فاعل في إحداث التوازن العالمي، ومن ذلك:

طريق الحرير الصيني والحزام الاقتصادي ومساراته الدولية: بالإضافة إلى التحالفات والشراكات المتعددة التي تصاحب هذا المشروع الكبير. مجموعة تحالف بريكس: التوسع السريع في عضويته وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي لمجموع أعضائه، الذي تجاوز إنتاج مجموعة الدول السبع الكبرى. أوبك+: دوره في ضبط اتجاهات سوق الطاقة العالمي والتوازن بين العرض والطلب، قد يتنامى في حال التفاهم مع ترامب وفتح مسار موازٍ لقطاع الغاز.

ولكن سيبقى هناك خطان أحمران قد لا يقبلهما الجانب الأميركي، سواء كان ترامب أم غيره في مقعد الرئاسة، وهما:

تقليص دور المؤسسات المالية الدولية التقليدية التي تخدم المصالح الغربية. الحد من هيمنة الدولار ونظام سويفت (SWIFT) على الحركة الاقتصادية الدولية.

كما يبرز عاملان قد يسهمان في تحقيق تفاهم روسي أميركي يفضي إلى تهدئة عالمية:

الحد من الدعم الأميركي للمؤسسات الحقوقية العابرة للقارات:  التي تنسجم مع القيم الغربية وأجنداتها الاجتماعية والثقافية والدينية، والتي تتعارض مع الأجندة الروسية التقليدية، وتلتقي مع توجهات ترامب الرافض للشذوذ والمثلية. التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا: وهذا مهم جدًا للاستقرار العالمي. يدعمه التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتي جاءت في مسارين: الأول: القبول بمؤتمر دولي للسلام بمشاركة روسيا، وهذا تحول رئيسي. الثاني: تصريحه بعدم جدوى الحل العسكري للأزمة، وأن الحلول الدبلوماسية قد تكون ممكنة على المدى البعيد، وهذا أيضًا تحول إستراتيجي.

والتعويل سيكون على دور العلاقة الثنائية بين ترامب وبوتين لتخفيف حدة الموقف الروسي وثوابته بشأن السلام في أوكرانيا: (إزالة النازية، نزع السلاح، وضع أوكرانيا على الحياد السياسي، والاعتراف بالوضع الحالي للقرم، والمناطق الأربع جنوب شرق أوكرانيا).

التحديات المستقبلية لترامب

إذا كان الرئيس بوتين قد وضع نفسه أمام تحديات "مستقبل العالم الجديد"، فإن ترامب، حال فوزه بالانتخابات، سيكون أمام تحدٍ أكبر في سياق ما يمكن تسميته "المتغيرات الفاعلة للتسوية والتهدئة الدولية". لن تخلو هذه التسوية من تنازلات "سياسية" روسية أميركية. العالم سيكون الرابح الأكبر، وسيتيح للجانب الأميركي فرصة "التقاط الأنفاس" في ملف "تايوان"، والخروج من أزمة الدين العام الأميركي.

في المقابل، ستكون هذه فرصة لروسيا/بوتين لتغيير تكتيكاتها "غير المكلفة عسكريًا" للمضي قدمًا في مشاريعها الإستراتيجية "الأحادية" أو المشتركة، والتي من أهمها:

الرؤية الإستراتيجية الروسية لعالم متعدد الأقطاب. التوجه الروسي المتسارع للحد من النفوذ الغربي، ما يمثل خيارًا عالميًا مفيدًا. تنمية قدرات "الجنوب العالمي" اقتصاديًا بعيدًا عن "الدولار" ومنظوماته المالية. خلق فضاء لانسجام "المؤسسات الأممية" مع التحولات "السياسية والأمنية والاقتصادية" التي تقودها روسيا. زيادة الاهتمام الروسي بمنطقة الخليج العربي وتنمية العلاقات مع دوله.

هذا قد يخلق فضاء تنافسيًا سلبيًا جديدًا "أميركيًا روسيًا". فكيف سيتعامل معه ترامب إذا أصبح الرئيس الأميركي القادم؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العالم الجدید

إقرأ أيضاً:

تفاصيل المعركة بين هارفارد وترامب

واشنطن- أصبحت هارفارد أول جامعة أميركية ترفض بشكل مباشر الامتثال لمطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب، بما ينبئ بمواجهة نادرة بين الحكومة الفدرالية وأغنى جامعة في البلاد وأكثرها عراقة.

وقالت الجامعة، أمس الاثنين، إنها لن تقبل اتفاقا اقترحته إدارة ترامب كشرط لاستمرار التمويل الفدرالي، وإنها لن تتنازل عن استقلالها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية.

وردا على ذلك، أعلن البيت الأبيض تجميد 2.2 مليار دولار من المنح، و60 مليون دولار من قيمة العقود متعددة السنوات لجامعة هارفارد.

View this post on Instagram

A post shared by What’s Up Media Network | شو الأخبار (@whatsupmedianetwork)

تهديدات

وهددت إدارة ترامب الجامعة، الأعرق والأهم في الولايات المتحدة والعالم، بحجز وتجميد حوالي 9 مليارات دولار من المنح والعقود الفدرالية لضمان "امتثالها للوائح الفدرالية بما في ذلك مسؤولياتها في مجال الحقوق المدنية". كما تحقق وزارة التعليم بالحوادث المزعومة المعادية للسامية في حرم الجامعات، وهدد ترامب بسحب التمويل من الجامعات التي تسمح -بما يقول إنها- "احتجاجات غير قانونية".

وبعد عام من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا، قطعت الإدارة الأميركية 400 مليون دولار من الأموال الفدرالية للمؤسسة. كما جمدت نحو مليار دولار من التمويل لجامعة كورنيل وحوالي 790 مليونا لجامعة نورث وسترن.

إعلان

وتُعد هارفارد واحدة من العديد من الجامعات التي أصبحت في مرمى نيران إدارة ترامب بسبب الاحتجاجات الطلابية على الدور الأميركي في مساندة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وحددت رسالة إدارة ترامب إلى هارفارد -في 11 أبريل/نيسان الجاري- سلسلة من الشروط التي تحتاج الجامعة للوفاء بها من أجل الحفاظ على "علاقة مالية" مع الحكومة الفدرالية.

وسبق أن نجحت هذه الإدارة في الضغط على جامعة كولومبيا بالتهديد بإلغاء 400 مليون دولار من المنح والعقود الفدرالية، زاعمة أنها "استمرت في التقاعس في مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود".

إجراءات

وجاء في رسالة إدارة ترامب أن الحكومة تسعى أيضا للوصول إلى الفصول الدراسية، وتطالب بإجراء "التغييرات الضرورية لمعالجة التحيز، وتحسين تنوع وجهات النظر، وإنهاء الاستيلاء الأيديولوجي مما يغذي المضايقات المعادية للسامية".

ومن أهم الإجراءات التي طالبت إدارة ترامب جامعة هارفارد بالقيام بها:

إجراء فحوصات الأمانة العلمية والغش على جميع أعضاء هيئة التدريس الحاليين والمحتملين. مشاركة جميع بيانات التوظيف الخاصة بالجامعة مع إدارة ترامب، وإخضاع نفسها لعمليات تدقيق التوظيف أثناء تنفيذ الإصلاحات، على الأقل حتى عام 2028. توفير جميع بيانات قبول الطلبة للحكومة الفدرالية، بما في ذلك معلومات عن كل من المتقدمين المرفوضين والمقبولين، مرتبة حسب العرق والأصل القومي ومتوسط الدرجات والأداء في الاختبارات الموحدة. إبلاغ الجهات الفدرالية المختصة عن الطلاب الأجانب الذين ينتهكون القواعد العامة في الحرم الجامعي، وفحص الطلاب الدوليين "الذين يدعمون الإرهاب أو معاداة السامية". الإغلاق الفوري لأي برامج تتعلق بالتنوع والإنصاف والشمول. إصلاح البرامج الأكاديمية التي تقول إدارة ترامب إن لديها "سجلات فظيعة في معاداة السامية" بما في ذلك وضع بعض الإدارات والبرامج تحت تدقيق خارجي. إعلان

ومن جانبه قال أستاذ جامعي في هارفارد -تحفظ على ذكر اسمه- للجزيرة نت إن النخبة الأميركية المؤيدة لإسرائيل فوجئت وصدمت بحجم دعم الحق الفلسطيني بين شباب الجامعات بصفة عامة، وبضخامة أعداد الطلاب العرب والمسلمين بجامعات النخب الأميركية.

أما هاريسون فيلدز المتحدث باسم البيت الأبيض فقد قال في بيان له عقب تلقي البيت الأبيض رد هارفارد "إن الرئيس ترامب يعمل على جعل التعليم العالي عظيما مرة أخرى من خلال إنهاء معاداة السامية غير الخاضعة للرقابة وضمان ألا تمول أموال دافعي الضرائب الفدرالية دعم جامعة هارفارد للتمييز العنصري الخطير أو العنف بدوافع عنصرية".

في حين كتبت وزيرة التعليم ليندا مكمان -في صحيفة وول ستريت جورنال- تقول إن "فشل جامعة هارفارد في حماية الطلاب بالحرم الجامعي من التمييز المعادي للسامية، مع الترويج للأيديولوجيات المثيرة للانقسام، قد عرض سمعتها لخطر جسيم".

وأضافت "يمكن لهارفارد تصحيح هذه الأخطاء، وإعادة نفسها إلى حرم جامعي مخصص للتميز الأكاديمي والبحث عن الحقيقة، حيث يشعر جميع الطلاب بالأمان في حرمها".

طلبة جامعة #هارفارد يجسدون مشهد "الموت الرمزي" لمدة 17 دقيقة بمناسبة مرور 17 شهرا على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع #غزة

شهدت الفعالية قراءة أسماء الشهداء الفلسطينيين، كما وجه الطلبة انتقادات حادة لإدارة هارفارد بسبب "تواطئها المالي والأخلاقي" مع الكيان الصهيوني، وفق تعبيرهم pic.twitter.com/312dYM5trM

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 30, 2025

معارضة منسقة

من جانبهم، حدد محامو هارفارد الخطوات التي اتخذتها في الأشهر الـ15 الماضية لمعالجة معاداة السامية في حرمها الجامعي، بما في ذلك فرض "انضباط ذي مغزى لأولئك الذين ينتهكون سياسات الجامعة" وتعيين موظفين لدعم مثل هذه البرامج.

وتعرضت هارفارد لضغوط شديدة من طلابها وأعضاء هيئة التدريس لتكون أكثر قوة في مقاومة تعدي إدارة ترامب على الجامعة والتعليم العالي على نطاق أوسع. وفي الشهر الماضي، وقع أكثر من 800 عضو هيئة تدريس في الجامعة على رسالة تحثها على "شن معارضة منسقة لهذه الهجمات المناهضة للديمقراطية".

إعلان

وقال رئيس الجامعة آلان غاربر -في رسالة إلكترونية للطلاب والأساتذة- إن الجامعة اتخذت عدة خطوات لمعالجة معاداة السامية و"نخطط لفعل المزيد". لكنه أوضح أنها "لن تقبل الاتفاقية المقترحة التي تتجاوز سلطة الحكومة الفدرالية، ولن تتنازل عن استقلالها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية".

وأضاف أن الأبحاث الممولة فدراليا في هارفارد أدت إلى اختراقات في المجالات الطبية والهندسية والعلمية. وقال إن "انسحاب الحكومة من هذه الشراكات الآن لا يهدد صحة ورفاهية ملايين الأفراد فحسب، بل يهدد أيضا الأمن الاقتصادي والحيوية لأمتنا".

وقد تلقت الجامعة 686 مليون دولار من الحكومة الفدرالية العام الماضي، وهو ما يعد المصدر الأول لدعم البحث العلمي بها.

وكتب غاربر في ختام رسالته "لا يمكن لهارفارد ولا أي جامعة خاصة أخرى أن تسمح لنفسها بالاستيلاء عليها من قبل الحكومة الفدرالية".

هارفارد في سطور

تأسست قبل 389 عاما في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وكانت أول جامعة في العالم الجديد، ومنذ تأسيسها أصبحت منارة علمية كبيرة، ومفخرة للعلماء والاكتشافات والحكام. وتضعها أغلب تصنيفات جامعات العالم في المقدمة طوال العقود الأخيرة.

ومن أبرز خريجي هذه الجامعة: مخترع القنبلة الذرية روبرت أوبنهايمر، ومارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، إلى جانب الرؤساء الأميركيين السابقين فرانكلين روزفلت وجون كينيدي وباراك أوباما، والعديد من قادة دول العالم ورؤساء المنظمات والشركات الدولية.

وللجامعة وقف مالي بلغت قيمته العام الماضي 51 مليار دولار، وتضم 22 ألف طالب، منهم 36% من البيض، و21% من الآسيويين، و12% من الهيسبانيك، و11% من السود، و11% من الطلاب الأجانب. وبلغت نسبة القبول بها أقل من 4% العام الماضي.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بوتين وأمير قطر سيناقشان قضايا أوكرانيا والشرق الأوسط
  • الصين تثأر.. وترامب يرد
  • تفاصيل المعركة بين هارفارد وترامب
  • مبعوث ترامب: بوتين يطلب سلامًا دائمًا لإنهاء حرب أوكرانيا
  • الكرملين يكشف عن قناة ضرورية لتبادل المعلومات بين بوتين وترامب
  • بوتين: تطوير السلسلة التكنولوجية لضمان الاستخدام الأمثل لمواردنا الخارجية
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب
  • أخبار العالم| واشنطن تعرض ضمانات لحماس مقابل إطلاق رهائن.. زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا.. وأمريكا تختار موقعا جديدا لمحادثاتها مع إيران
  • الكرملين: لقاء بوتين وترامب سيعقد عاجلا أم آجلا والتحضير له مستمر
  • متحدث الكرملين: ننظر في عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وترامب