زهير عثمان حمد

مفاوضات الحرب السودانية، التي بدأت بمبادرة جدة ومرّت بمبادرة القاهرة ووصلت إلى مفاوضات جنيف، لم تؤتِ ثمارها المرجوة حتى الآن. تتسم هذه المفاوضات بمجموعة من التحديات والعقبات التي تعرقل تحقيق السلام والاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، تُثير التصريحات الحكومية الغامضة المخاوف من المراوغة والتسويف في المحادثات القادمة.


عوامل الفشل , ضعف الجهود الدولية: على الرغم من احتجاج المجتمع الدولي على تفاقم الأزمة، لم تُحقق الجهود الدولية سوى نجاح محدود في ضمان وصول المساعدات الطارئة للأشخاص الأكثر حاجة. يتجاوز عدد النازحين السودانيين 10 ملايين، بينما تستمر محادثات جنيف دون تحقيق تقدم ملموس.
1. منع المساعدات الإنسانية: كلا من الجيش وقوات "الدعم السريع" يمنعان وصول المساعدات الإنسانية إلى معاقل كل منهما، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض حياة المدنيين للخطر. على سبيل المثال، في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يُمنع المدنيون من مغادرة مناطق النزاع.
2. تعدد المنابر والمطالب: المجموعات الراعية للمفاوضات تطلب من أحد طرفي النزاع تنفيذ مطالب الطرف الآخر، مما يفتح مجالاً للمراوغة. بدلاً من ذلك، يجب على الوسطاء تبني المطالب الإنسانية الملحة ومحاولة إقناع الطرفين بتنفيذها، مما يزيد من فرص التعاون الدولي.
3. خرق الهدن: الجيش و"الدعم السريع" يتبادلان الاتهامات بخرق الهدن التي وصلت إلى نحو 14 هدنة. هذا السلوك يجعل من الصعب تحقيق أي تجاوب، خاصة مع استغلال الهدن لأهداف النقل العسكري للمعدات والعتاد والمقاتلين وإعادة التموضع.
غرابة التصريحات الحكومية
التصريحات الحكومية الغامضة والمبهمة تزيد من المخاوف من أن تكون المفاوضات مجرد وسيلة لإطالة أمد الحرب. هذه التصريحات تعكس عدم الجدية في الوصول إلى حل سلمي وتُثير الشكوك حول نوايا الأطراف المتنازعة.
وتيرة التوقعات
على الرغم من المخاوف من أن تؤدي مفاوضات جنيف غير المباشرة إلى إطالة أمد الحرب، فإن فتح حوار مباشر بين طرفي النزاع يعتبر خطوة ضرورية. تفتقر الدول الراعية للمفاوضات، مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، إلى القدرة على اتخاذ إجراءات فعّالة للضغط نحو السلام، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل شامل في الوقت الراهن.
خطة الأمم المتحدة البديلة
من المهم أن تكون للأمم المتحدة خطة بديلة تعتمد على مدى تعنت أو تجاوب طرفي النزاع. هذه الخطة يجب أن تستند إلى فهم ديناميات القوة والمساومة لكل طرف والاستفادة منها للضغط باتجاه تقديم بعض التنازلات. تحقيق بيئة من الثقة والتعاون يمكن أن يمهد الطريق لاتفاق بعيد المدى.
إذا انتهت مفاوضات جنيف دون تحقيق تقدم ملموس سوى خلق بيئة من الثقة والتعاون، فإنها لن تكون جولة خاسرة تماماً. يجب اعتبار هذه النتيجة مكسباً للجميع، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، التي أكدت على أهمية دفع العملية إلى الأمام من دون رفع التوقعات بشكل مبالغ فيه.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة

 

 

 

استهداف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت

◄ الرئيس اللبناني يدعو فرنسا وأمريكا إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها

◄ قطر: محادثات وقف إطلاق النار في غزة أحرزت بعض التقدم

◄ الوسطاء: الاتفاق حول إنهاء الحرب لا يزال صعبا

◄ آل ثاني يشير إلى عدم وجود "هدف مشترك" بين الطرفين

 ◄ إسرائيل ترفض تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب

 

الرؤية- غرفة الأخبار

تواصل إسرائيل ممارستها الإجرامية سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان، دون الالتفات إلى القوانين الدولية أو الاتفاقيات المبرمة بضمانات أوروبية وأمريكية.

وبالأمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، مدعيا أنه يُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة التوجيه تابعة لحزب الله اللبناني، وذلك على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" بين إسرائيل والحزب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن "صواريخ حزب الله دقيقة التوجيه تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل". ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على هذه الضربة.

ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها فورا.

وقال: "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".

وفي سياق آخر يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس صعبا.

وأوضح: "شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها".

وذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع توجه إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.

ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار شهدت إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.

وقال إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع. لكنه أضاف أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.

وأشار في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى أنه "عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص إنهاء الحرب تصبح ضئيلة للغاية".

مقالات مشابهة

  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان
  • كيف انتزعت الطبقة العاملة السودانية حق التنظيم النقابي؟
  • الإمارات: تقرير مجلس الأمن لا يدعم الادعاءات الباطلة للقوات المسلحة السودانية ضدنا
  • شاهد بالفيديو.. لهذا السبب.. الشاعرة والإعلامية السودانية داليا الياس تنهار بالبكاء بعد دخولها منزلها بالخرطوم لأول مرة بعد الحرب
  • مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
  • الصحة تحت النار: أثر الحرب على المنظومة الصحية السودانية
  • تصاعد استخدام المسيّرات في الحرب السودانية .. «قوات الدعم السريع» تواصل قصف مواقع مدنية وعسكرية
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • هل فشل ترامب في تحقيق هدفه بوقف الحرب.. لوح بفرض عقوبات على روسيا
  • مفاوضات متعثرة وقصف مدمّر.. غزة تواجه تصعيداً دموياً جديداً