???? الرأى اليوم
✍️صلاح جلال
(١)
???? *الحرب الدائرة فى السودان تعتبر مهدد للسلم والأمن الإقليمى* ، تعانى بسببها كل دول الجِوار من آثار اللجؤ وعبور الحدود وأحياناً عبور المحاربين أنفسهم فى حالات الهزيمة ، كما تأثرت التجارة البينية بين السودان ودول الجوار وزادت تكلفة أمن الحدود ومراقبتها فى كل دول الجوار ، لكن دولة جنوب السودان الشقيق من واقع مفهوم الإعتماد المتبادل مع جمهورية السودان تدفع فاتورة أعلى من بقية الجيران للإرتباط العضوى بين أمن الدولتين وتداخل البنيات الأساسية خاصة فى مجال الطاقة، *حرب الخرطوم تنعكس على كافة مفاصل الأمن القومى لجوبا* فقد تأثر جنوب السودان نتيجة للحرب بتدهور مصدر دخله الأساسى فى تصدير النفط الذى يمر عبر الأنبوب إلى ميناء التصدير فى بشائر على البحر الأحمر من خلال إتفاق تدفع بموجبه دولة جنوب السودان رسوم عبور على كل برميل من الصادر ، وهناك إتفاقيات لتغذية مصفاة السودان ومحطة توليد الكهرباء فى أم دباكر من نفط الجنوب ، هذه الحالة جعلت من جنوب السودان كالقط السيامى الملتصق مع شقيقه جمهورية السودان بقلب واحد فأصبح مواطن الجنوب شريك ألم الشمال ، هذا ما يجب أن نضعه فى الإعتبار لوقف هذه الحرب الجائرة وربط كفاح الدولتين من أجل المستقبل لشعب واحد .
(٢)
???? لقد طالعنا عبر الصحف الإليكترونية *عن أنباء توقف ضخ بترول الجنوب إلى ميناء الصادر* وتفكير دولة جنوب السودان فى بحث بدائل لنقل بترولها للسوق العالمى من خلال بناء أنبوب صادر بديل عبر شرق أفريقيا ورأى آخر يتحدث عن عدم جدوى هذا الأنبوب ويقترح إيقاف تصدير النفط كلياً لحين وقف الحرب فى الشمال ومايسببه ذلك من تحديات لإقتصاد الجنوب والطريق الثالث بحث توقيع إتفاق مع طرفى الحرب للسماح لبترول الجنوب بالمرور مقابل قسمة موارد العبور بين القوات المسلحة والدعم السريع خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على منطقة العيلفون والسيطرة الكاملة على حقول النفط الرئيسية فى ولاية غرب كردفان وأخيراً السيطرة على منطقة الميرم الإستراتيجية بالقرب من حقل هجليج الهام ، فى إطار هذه الأزمة المتفجرة التى تواجهها دولة جنوب السودان إستقبل الإسبوع الماضى فى جوبا فخامة الرئيس سلفا كير الفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثانى الدعم السريع برفقة رئيس أركان الجيش الأثيوبى حسب ما رشح من أخبار كان موضوع تصدير نفط الجنوب هو أساس الزيارة التى تمت فيها مناقشة *إمكانية تقاسم عوائد صادر بترول الجنوب بين القوى الأمنية على طول خط أنبوب الصادر* لضمان سلامة الخط وتأمين إنسياب النفط الذى تعتمد عليه دولة جنوب السودان فى تصريف أعمالها بشكل رئيسى لايمكن الإستغناء عنه لعدم وجود مصادر تمويل بديلة .
(٣)
???? الواقع الآن فى ظروف الحرب الراهنة توقف ضخ البترول القادم من حقول ولاية أعالى النيل ذات الانتاجية الأعلى و التي تصل الى حوالى 100 ألف برميل يوميا (خام نفط دار القادم من مناطق عدارييل و فلوج) هذا الخط قد توقف تماماً من عدة أشهر ، وبدأت مناقشات دبلوماسية غير معلنة مع قيادة القوات المسلحة فى بورتسودان فقد شعر مفاوض جنوب السودان عدم حماس حكومة بورتسودان لفكرة تقاسم عوائد عبور النفط مع الدعم السريع ورغبتها فى إعلان جوبا وقوفها مع القوات المسلحة فى الحرب وهذا ما ترفضه حكومة الجنوب التى ترغب فى الحياد والعمل مع دول الجوار لوقف الحرب ، فى المقابل فإن الدعم السريع كان متفهم ومتعاون من أجل تشغيل الأنبوب وحمايته فى مناطق سيطرتهم لإستئناف الضخ ، وهناك مخاطر أمنية كبيرة تواجه الخط الثاني لبترول الجنوب القادم عبر منطقة هجليج الذى يضخ حوالى 50 ألف برميل يومياً لصالح دولة الجنوب .
(٤)
???????? ختامة
لقد أفاد الخبراء خلال العام والنصف من عمر الحرب فى السودان *أن المنشآت النفطية دفعت تكلفة عالية من الدمار والتخريب فى مواقع الإنتاج عامة وخاصة فى مصفاة الجيلى* وهى واحدة من أكبر الأربعة منشئات تكرير التى يمتلكها السودان وهى الأبيض وبورتسودان وأبوجابره وأهمهم مصفاة الجيلى التى كانت تكلفة إنشائها تساوى ٤ مليار دولار بأسعار الأمس فقد تدمرت ٩٠% من هذه المصفاة نتيجة لقصف الطيران المتكرر منذ بداية الحرب ، *من حق دولة جنوب السودان التحرك فى كل الإتجاهات لوقف الحرب* لضمان مصالحها ومن حقها رفض مبدأ عدم التورط فيها والإلتزام بالحياد ومن حقها توظيف كل آليات المجتمع الدولى والإقليمى لدفع الضرر والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين
*فى هذه الحرب السودان مقتول وجنوب السودان مصاب لدرجة الخطورة*
#لاللحرب
#لازم_تقيف
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دولة جنوب السودان الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مساجد السودان في بنك أهداف قوات الدعم السريع
بعضها دمر بشكل جزئي أو كلي، بينما حولت أخرى إلى مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة.. مساجد السودان في بنك أهداف قوات الدعم السريع.. لنتعرف على التفاصيل:الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب