خالد البلولة
(١)
اليوم كان جمعة والامة مجتمعة في المسجد تنتظر الامام الراتب،لكن اعتلى المنبر (الواعظ)في ثوب قشيب،ناصع البياض ولحية يشوبها البياض وصفرة فاتحة،دون أن يحمل كتابا من الكتب الصفراء التي اعتاد عليها المصلين ،او ورقة ،انما حمد الله واثنى عليه وصلي وسلم على خير البرية،وابتدا خطبته للجمعة عن العلاقة بين الرجل والمراة تطرق فيها عن قضايا مسكوت عنها في تلك العلاقة،واطرق الناس باهتمام متزايد كأن على رؤوسهم الطير،يبدو (الواعظ)قد مس وترا حساسا سكت الناس عنه اما جهلا او حياء واستشهد باحاديث من السنة النبوية وسرد كيف يعامل الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم زوجاته، انتهت الخطبة ولم ينتهي النقاش حولها .
(٢)
ذكرت المخرجة الأيرانية رخشان بني اعتماد أنها تتناول في افلامها القضايا المحرمة مجتمعيا او ينظر اليها الناس من هذه الزاوية وهي قضايا تمس المجتمع عامة او طبقات محددة فيه وقالت انها تناولت في فلمها (جيلانة) الام كانسان، فهي ينظر اليها في المجتمع الايراني كام اولاً وانسان ثانية، وعالجت في فلم(ذات الخمار الازرق) الرجل عاشقا وينظر اليه في مجتمعنا كأب فقط لا ينظرون لاحتياجاته الاخرى ،هذا الفلم حقق صدى جيد عند الجمهور وطلب كبار السن من اسرهم الذهاب لمشاهدة الفلم وشجعوهم على ذلك، فالفلم تطرق لقضايا مسكوت عنها وهي تمثل حاجات اساسية للانسان وكشف كذلك عن العلاقات السرية.
(٣)
إبان عمل في صحيفة الصباحية التي ترأسها عبد اللطيف البوني أجريت مقابلة مع د.حسين سلمان اختصاصي الامراض الجلدية والتناسلية،وتحدثنا عن الامراض الجنسية عند الرجال والنساء والعادة السرية عند الشباب،ونشرت المقابلة، الشاهد في الامر ان تواصل عدد كبير من المواطنين او الذين سمعوا بالمقابلة يسالون عن عيادة الطبيب مازلت اذكر ذلك الشاب الذي جاءني في الصحيفة شاكرا ان المقابلة أعادت اليه الأمل.
وانا (مابفسر وانت ماتقصر)في التلفزيون كررت التجربة ورفضت المذيعة طرح الاسئلة وتركت للطبيب معالجة الامر بطريقته ،وتطرقنا ايضا لمشكلة(البخر الفموي)مع طبيب الاسنان قمر الانبياء،وشرح وفصل في الاسباب ووصف اللعاب بانه مطهر طبيعي للفم ،ونادي بتناول العلك (اللبان)لادرار اللعاب ويمكن ان تكون مشكلة البخر الفموي سببا في هدم بيت الزوجية اذا لم ينتبه لها وتعالج.وكلنا يذكر في الأثر ،قصة الأمير الذي طلق زوجته الحسناء لانها تعاني من هذه المشكلة وقال بعدها قولته التي صارت مثلا (لا تعدم الحسناء ذاما).
(٤)
الشاهد في طرح هذه الموضوعات أن القضايا الاجتماعية لاتقل اهمية عن القضايا السياسية والاقتصادية،لذلك تطرقت المخرجة الايرانية لمثل هذه القضايا وايضا الشيخ الواعظ واعتقد الغوص في بحر الواقع من الاهمية بمكان وصفت المخرجة الايرانية رخشان نفسها بانها انسان واقعي ولست منظرة كي تبقى حبيسة مكتبها حتى تكتب عن محيطها الخارجي وقالت (انا انسانة واقعية اعايش مجتمعي واكتب عنه ولست متشائمة لا ارى سوى السلبيات).
(٥)
هناك قضايا تحتاج لجهد الباحثين والاعلاميين، مهمة الباحث دراسة الظواهر التي تطفح على ظهر المجتمع ومعرفة اسبابها واقتراح الحلول ورفعها لجهات الاختصاص ومهمة الاعلامي التقاط مثل هذه المبادرات وتبصير المجتمع بالاثار المترتبة عليها وتوعيته بخطورتها..
هناك قضايا تبدو في ظاهرها ذات ابعاد سياسية لكن في جوهرها قضايا اجتماعية لكنها تنبيء عن خلل في بنية التربية والتدين والتفكير السليم مثل الاغتصاب والسرقة والتعذيب والقتل على اساس العرق..فهذه القضايا تحتاج لدراسات جادة
khalidoof2016@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
باحثات وكاتبات: الإبداع النسوي تجاوز الذات إلى القضايا الكبرى
الشارقة (الاتحاد)
أكدت باحثات وكاتبات عربيات أن الكتابة تمثل أداة قوية للمرأة للتعبير عن قضاياها وتحدياتها وتجسيد هويتها وتطلعاتها، مشيرات إلى أن الكتابة النسوية أصبحت وسيلة مهمة لمناقشة قضايا كبرى ذات طابع اجتماعي وثقافي وسياسي معاصر.
جاء ذلك، خلال جلسة ثقافية بعنوان «المرأة والكتابة»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت كلّاً من الباحثة الأردنيّة الدكتورة رنا الدجاني، والروائية الجزائرية فيروز رشام، والكاتبة والناقدة المغربية رشيدة بنمسعود، والروائية المغربيّة ربيعة ريحان، وأدارتها الكاتبة والباحثة الإماراتية شيخة الكربي.
وأشارت الباحثة الأردنية رنا الدجاني إلى أن الكتابة تمثل مسؤولية تاريخية نحو الأجيال المقبلة، وشددت على دور المرأة في تعزيز الهوية الوطنية عبر الكتابة بلغتها وهويتها. وتحدثت عن أهمية الكتابة للأطفال بلغتهم الأم، معتبرة ذلك وسيلة لتعزيز حب القراءة وتطوير الوعي الوطني.
بدورها، أشارت الروائية الجزائرية فيروز رشام إلى أن الكتابة النسائية الحديثة والمعاصرة بدأت بشكل متأخر نسبياً في العالم العربي، وتعود إلى نهاية القرن التاسع عشر بسبب ظروف اجتماعية وسياسية معينة، وأن المرأة بدأت في الكتابة عن نفسها أولاً، وعن معاناتها الشخصية. ومع تطور حركة الكتابة لدى المرأة، أصبحت تطرح رؤى عميقة في مجالات متعددة، ما يعكس تحولاً كبيراً في اتجاه الكتابة النسائية.
وتحدثت الناقدة المغربية رشيدة بنمسعود عن تعقيدات دخول المرأة إلى عالم الكتابة، مبينة أن هذا الدخول لم يكن سهلاً، بل كان مليئاً بالعوائق الاجتماعية التي فرضت على المرأة الكتابة بأسماء مستعارة لتجنب الانتقادات. وذكرت أن المكتبة العربية مليئة بالأعمال التي تحاول تصوير المرأة بنظرة تقليدية بل وربما إقصاؤها من المشهد الثقافي، ورأت أن الكتابة النسائية بدأت تتجاوز تلك العوائق لتُبرز حساسية فكرية تعبر عن واقع المرأة وتطلعاتها.
بدورها، تؤكد الروائية المغربية ربيعة ريحان أن الإبداع في الكتابة لا يرتبط بجنس الكاتب بقدر ما هو تفاعل مع الحياة. وتشير ريحان إلى أن المرأة والرجل يتقاسمان التحديات نفسها في مجالات الكتابة، وأنه لم يعد هناك فرق يذكر بين ما تقدمه الكاتبات وما يقدمه الكتّاب الرجال.
وتضيف أن تراكم الجوائز للكاتبة العربية اليوم يثبت أن المرأة قادرة على التميز في قضايا كبرى، معتبرة أن نجاح الكاتبة يكمن في قدرتها على كتابة نصوص تحقق المتعة والعمق الفكري للقراء.