الآلاف في السودان فقدوا أطرافهم بسبب الحرب .. عمليات «البتر» تتم في مراكز صحية غير مؤهلة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
على ساق واحدة، تجاهد أمينة مصطفى بجسدها النحيل، للترجل من السيارة إلى الكرسي المتحرك لزيارة الطبيب ومعرفة مدى شفاء جرحها في مدينة بورتسودان شرق السودان، وهي من ضمن آلاف ضحايا الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها «أصيبت بشظايا قذيفة عشوائية في القدم اليمنى، وخضعت لعملية بتر من الركبة».
وقال الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة، دكتور عبد القادر عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 10 آلاف طفل فقدوا جزءاً أو أجزاء حيوية من أجسادهم جراء إصابات بالمقذوفات النارية.
في حين ذهب المدير العام لوزارة الصحة في العاصمة الخرطوم، محمد القائم، للقول، إنه «لا توجد إحصائية دقيقة بشأن أعداد الذين بترت أطرافهم، لكن بلا شك تجاوزوا الآلاف خلال الحرب، هذا ما تظهره التقارير عن ارتفاع الإعاقات وعلى وجه الخصوص الحركية».
وأوضح: «إن العمليات في مستشفى النور، الوحيد الذي يعمل في مدينة أم درمان وغيرها من المستشفيات الحكومية، تتم مجاناً».
بدوره، قال المدير العام لـ«الهيئة العامة للأجهزة التعويضية للمعاقين»، جمال حامد، إنه منذ اندلاع الحرب «زادت الاحتياجات للأطراف الاصطناعية بشكل كبير، ويتم تصنيع 900 طرف شهرياً لمن فقدوا أحد أطرافهم بسبب الاشتباكات، ولا يشمل هذا الرقم الذين تعرّضوا لعمليات جراحية للبتر بسبب الحوادث المرورية أو أمراض السكري».
بيد أنه أشار إلى «توقف تصنيع الأطراف الاصطناعية منذ 5 أشهر بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام»، وقال في الوقت الحالي نصنع «عصا الساعد والأحذية الطبية»، ونقدم خدمة العلاج الطبيعي.
ووفقاً للمسؤول الطبي للهيئة، هنالك جهود كبيرة لاستئناف العمل قريباً، مشيراً إلى أن الهجرة المستمرة للكوادر الفنية إلى خارج السودان أدت إلى توقف العمل في المراكز بمدن مدني، عطبرة والقضارف، على رغم أنها مجهزة بالكامل للإنتاج.
وأوضح حامد، أن أسعار الأطراف الاصطناعية تتراوح بين 250 و300 ألف جنيه سوداني (ما يعادل 150 دولاراً)، لكنه توقع ارتفاعها بسبب زيادة تكلفة التصنيع.
ووفق أطباء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بعد خروج المستشفيات الكبيرة العامة والخاصة من تقديم الخدمة الطبية للمرضى بسبب القتال، تتم عمليات بتر الأطراف في مراكز صحية صغيرة غير مؤهلة، يخرج منها المصاب قبل أن تندمل جراحه، إلى دور إيواء غير مهيأة للعيش بدورها، ولا توجد فيها أدنى رعاية طبية؛ ما يؤدي إلى الكثير من الوفيات.
من جانبها، قالت الأمينة العامة لـ«المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة»، رحاب مصطفى، إن آخر إحصائية لأعداد المعاقين تدل على أنها تجاوزت 3 ملايين حالة، مضيفة: «إن النزاع المسلح الدائر في البلاد أدى إلى زيادة كبيرة في أعدادهم، وأن انقطاع خدمة الاتصالات في بعض الولايات عطل التبليغ عن الحالات الجديدة».
الأمينة العامة لـ«المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة» رحاب مصطفى
ونوهت، إلى أنه قبل اندلاع الحرب كانت نسبة الإعاقة مرتفعة في ولايات الخرطوم، شمال كردفان، جنوب دارفور والجزيرة، وحالياً تشهد هذه الولايات معارك ضارية؛ ما يعني أنها لا تزال تضم أكبر عدد من المعاقين.
وقالت مصطفى، إن أعداداً كبيرة من الأطفال قُتلوا وتعرّضوا لإصابات تسببت في إعاقتهم بسبب شظايا الأسلحة والمقذوفات المتفجرة.
وتوقع مسؤولون صحيون أن تؤدي حركة النزوح جراء القتال، إلى فقدان أصحاب ذوي الإعاقة أجهزتهم التعويضية لأسباب مختلفة، منها انتهاء مدة صلاحيتها والحاجة إلى تغييرها، أو تعرّضها للكسر والتلف.
ويقول هؤلاء: «إن الكثيرين ممن تعرّضوا للإعاقة بسبب الحرب، يعيشون في دور الإيواء وسط بيئة قاسية لا تتناسب واحتياجاتهم الخاصة».
ويحتاج الأشخاص الذين تضرروا من الحرب وفقدوا على أثرها أطرافهم، إلى تدخلات كثيرة من التأهيل وإعادة التأهيل وتوفير المعينات الطبية والجاهزة التعويضية والمساعدة، وهي فوق قدرة المؤسسات التأهيلية والعلاجية في الولايات الآمنة والمستقرة نسبياً.
الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نقابة المعلمين: 3 ملايين جنيه اعانات صحية للمعلمين خلال أبريل
أعلنت النقابة العامة للمهن التعليمية برئاسة خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، صرف اعانات صحية خلال شهر أبريل 2025، من خلال صندوق الزمالة لدعم المعلمين المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة لعدد 168 معلما، بواقع 20 ألف جنيه منحة لاترد، بالاضافة إلى اعانة وفاة بحادث لأسر 3 حالات بواقع 40 ألف جنيه لكل أسرة، بقيمة اجمالية بلغت 3 ملايين و75 ألف جنيه، بعد تقديم المستندات المطلوبة وفحصها من الجهات المعنية.
كما أعلنت النقابة العامة للمهن التعليمية، أن الجمعية العمومية لصندوق الزمالة أقرت اضافه مرضين جديدين لقائمة الأمراض المزمنة والمستعصية التى يمنح عليها الاعانة الصحية، هما الفشل الكبدى وارتخاء العضلات، لدعم أصحابها ومساندة أسرهم، لتصبح القائمة تشمل 14 مرضا، بالاضافة للسابق، أمراض السرطان، والفشل الكلوى، زراعة أحد الأعضاء الرئيسية، السكتة الدماغية، جراحة القلب المفتوح، فقد البصر، بتر أحد الأطراف، استئصال الكلي، والروماتويد، الذئبة الحمراء، التصلب المتعدد، الشلل الرعاش.
وكلف خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، أعضاء هيئة مكتب النقابة العامة ورؤساء فرعيات المعلمين ولجانها النقابية، بالتواصل المباشر مع المعلمين الذين يتم صرف اعانات صحية لهم، وعمل زيارات منتظمة فى محل سكنهم للاطمئنان على استمرار خطة علاجهم، وتلبية أى مطالب للمعلم وأسرته وتسليمهم مستحقاتهم المالية بشكل شخصى، تكريما للمعلم ومساندته بشكل دائم.
وأكد "الزناتي"، أن النقابة العامة لا تألو جهدا لتوفير خدمات للمعلم فى كل ربوع المحافظات، والحفاظ على التواصل المستمر بين النقابة وأعضائها ومساندتهم بشكل مستمر فى كل المواقف، باعتبار ذلك حقا أصيلا للمعلم، ودور واجب للنقابة تجاه أعضائها حملة مشاعل العلم والتربية والتعليم.
وعلى الفور قام أعضاء هيئة مكتب النقابة العامة وممثلى فرعيات المعلمين واللجان النقابية، بتنفيذ تعليمات النقيب العام وتسليم المعلمين المستحقين عن شهر أبريل شيكات الإعانة الصحية بشكل شخصى.
وحرص خلف الزناتي نقيب المعلمين على الاتصال بعدد من المعلمين والمعلمات المستحقين للإعانة خلال زيارة أعضاء هيئة مكتب النقابة العامة ورؤساء الفرعيات واللجان النقابية، ووجهوا الشكر لنقيب المعلمين على دعمه ومساندته لهم، معربين عن سعادتهم بزيارة أعضاء النقابة لمحل سكنهم، والحرص على التواصل المباشر معهم.