بوابة الوفد:
2024-09-07@19:17:13 GMT

مدى صحة مقولة "دعوة أربعين غريبًا مستجابة"

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء للغير بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، إلا أنه لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.

حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي .. الإفتاء توضح حكم الانتفاع بالأجنة المجهضة في التجارب العلمية والعلاجية.. الإفتاء تجيب بيان فضل الدعاء

وأضافت دار الإفتاء: الدعاء عبادة مستحبة؛ لِما فيها من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليها فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ٱ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].

وتابعت دار الإفتاء: وقد ورد في السنة النبوية المطهرة بيان فضل الدعاء؛ فعن سيدنا النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] أخرجه الأربعة في "سننهم".

مدى صحة ما يقال من أن دعوة أربعين غريبًا مجابة
في الواقعة محل السؤال؛ نجيب في عدة نقاط:

أولًا: أن هذه المقولة المسؤول عنها (دعوة أربعين غريبًا مجابة) ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ، إلا أنَّ معناه ثابتٌ في حديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

قال الإمام المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (3/ 130، ط. دار النوادر): [قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا].

ثانيًا: الدعاء للغير مشروع، وهو أشد تأكيدًا وأرجى في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة المدعو له؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (17/ 49، ط. دار إحياء التراث العربي) : [وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثله].

ويضاف إلى ذلك ما جاء في "شرح سنن أبي داود" للإمام بدر الدين العيني (5/ 446، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «بظهر الغيب» أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس؛ لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعين الناس].

ثالثًا: لم يرد في الشرع ما يدل على تقييد العدد بأربعين أو غيره كقيد لاستجابة الدعاء، وإنما مطلق الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله كما بينَّا سابقًا.

بالإضافة إلى ما سبق؛ فإن المطلوب من المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه واجتناب موانع استجابة الدعاء؛ كأكل الحرام والظلم واستعجال الإجابة، أو الدعاء بظلم أو قطيعة رحم، وأن يتحين أوقات الاستجابة كثلث الليل الأخير، وبعد الصلاة المكتوبة، ويوم الجمعة، وعند فطر الصائم، وفي السجود، وأن يثق في فضل ربه ورحمته وأن يتيقن من الإجابة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الإفتاء دار الإفتاء فضل الدعاء بظهر الغیب

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء تنشر لمحات من سيرة الرسول بمناسبة اقتراب ذكرى مولده

نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، لمحات من سيرة الرسول في صورة معلومات بمناسبة قرب ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أشار الدار إلى أن موعد ذكرى المولد النبوي الشريف، الموافق الأحد 12 ربيع الأول 1446هـ، الموافق 15سبتمبر 2024.

وترجح دار الإفتاء أن موعد ميلاد ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يوافق 12 ربيع الأول، من بين الآراء التي تذهب إلى أن موعد ميلاد النبي في شهر المحرم، ورأي آخر في شهر ربيع وثالث في شهر رمضان.

ذكرى المولد النبوي الشريف

وذكرت دار الإفتاء بالتزامن مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، إن النبي الكريم، ولد في مكة، يوم الاثنين 12 ربيع الأول «على المشهور»، وأوضحت فيما نشرت من معلومات عن سيرة الرسول أن أبوه هو عبد الله بن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب.

وبخصوص «زملوني زملوني»، قالت الإفتاء إن رسول الله قال وهو يحدث عن فترة الوحي، بينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففرقت منه فرجعت وقولت: زملوني زملوني فدثروه فأنزل الله تعالى: «يا أيها المدثر».. ثم تتابع الوحي.

الدعوة المكية والمدنية

وعن الدعوة أشارت الدار، إلى أن الدعوة المكية استمرت 13 عاما، كان منها 3 أعوام سرا، و10 أعوام جهراً، مشيرة إلى أن الدعوة المدنية بدأت بالهجرة إلى المدينة المنورة خفاء حتى وصلت إلى دخول الناس في دين الله أفواجاً، لافتة إلى أن الرسول شعر باقتراب أجله فودع المسلمين في حجة الوداع في قوله، لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا، مشيرة إلى أن النبي الكريم وافته المنية في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11 هجريا «على المشهور»، بحسب ما نشرته دار الإفتاء المصرية.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: علماء الأمة اتفقوا على استحسان الاحتفال بالمولد النبوي
  • دار الإفتاء تنشر لمحات من سيرة الرسول بمناسبة اقتراب ذكرى مولده
  • المولد النبوي 2024.. الإفتاء تحسم الجدل حول احتفال الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده
  • وقت غير مشهور مستجاب فيه الدعاء
  • مفتاح لقبول الدعاء.. سنة مهجورة إن أردت الإستجابه
  • مصطفى حسني يكشف أسرار 3 أوقات لاستجابة الدعاء في يوم الجمعة
  • إحياء يوم المولد النبوي بالدعاء والأذكار
  • الإفتاء: الرسول لم يضرب زوجاته أبدًا
  • الدعاء المستجاب يوم الجمعة
  • مبادرة قيام الليل من أجل غزة تحث المسلمين على الدعاء للفلسطينيين