بوابة الوفد:
2024-09-07@19:14:03 GMT

دار الإفتاء توضح كيفية بر الزوجة بعد موتها

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يُشرع للزوج بِرُّ زوجته بعد وفاتها بأنواع البر المختلفة، والتي منها أن يبرَّها بالثناء والذكر الحسن، وبالدعاء والاستغفار لها، وبالتصدق عنها، أو بأيِّ عمل آخر من أعمال الخير التي يصل ثوابها للمتوفى.

حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي .. الإفتاء توضح دار الإفتاء المصرية توضح كيفية تحصين النفس من الفتن مظاهر بر الزوجة بعد وفاتها في الإسلام

وأضافت دار الإفتاء: جعل اللهُ الرباطَ الأوثقَ بين الزوجين هو المودة والرحمة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، وقد حرص الإسلام على استدامة هذه المودة، حتى لو طرأ على الحياة الزوجية أسوأ ما يمكن أن تتعرض له، وهو انتهاؤها؛ وهو ظاهر قول الله تعالى بعد بيان الحقوق عند الطلاق قبل الدخول: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].

وتابعت دار الإفتاء: الفضل والمودة بين الزوجين اللذين عاشا معًا -أوثق وأعمق ممَن تفرقَا قبل الدخول، وأنه أشد عمقًا بين من فرقهما موتُ أحدهما؛ إذ لا يوجد في الغالب ما يُضْعِفُ هذه المودة أو يؤثر على سلامتها، كما في الطلاق، فيكون خطاب الشارع الطالب لاستدامة المودة متوجهًا بالقياس الأولوي للزوجين عند انتهاء الزوجية بموت أحدهما.

وليس في الشرع الشريف ما يمنع من إحسان الزوج لزوجته وبرِّها بعد موتها، بل إن نصوص السُّنَّة النبوية المطهرة، ووقائعها أصَّلَت للبر بالزوجة المتوفاة بصور متعددة، تجعل الناظرَ في هذه النصوص مُدركًا بإيقانٍ معالم الإنسانية في أسمى معانيها.

وبينت دار الإفتاء: من صور بِرِّ الزوج بزوجته بعد وفاتها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُكثر من ذكر زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها بعد موتها، وكان يُكْرِمُ أقرباءها؛ إكرامًا لها وبرًّا بها، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، قَالَتْ: «وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.

وعنها رضي الله عنها أيضًا أنها قالت: "اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ» فَغِرْتُ" متفقٌ عليه، واللفظ لمسلم، فدلَّ على امتداد المودة والوفاء بحقِّ الزوجة بعد موتها.

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (15/ 202، ط. دار إحياء التراث العربي): [قولها: "فارتاح لذلك" أي: هش لمجيئها، وسُرَّ بها؛ لتذكره بها خديجة وأيامها، وفي هذا كله دليل لحسن العهد، وحفظ الْوُدِّ، ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته، وإكرام أهل ذلك الصاحب].

ومن هذه الصور: أنه عليه الصلاة والسلام كان يُكرم أصدقاءها، ويتعهدهم بالهبات والعطايا، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتِيَ بالشيء يقول: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ. اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَيْتِ فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ» رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك".

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ: «بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ»" رواه الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وغيرهم.

ومن هذه الصور: دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم لأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، واستغفاره لها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكُنْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَالِاسْتِغْفَارِ لَهَا" رواه الطبراني في "المعجم الكبير".

فيتبين لنا من هذه الصور الإنسانية، وتلك المظاهر النبوية أن البر بالزوجة أمر مطلق عن الحصر، فيصح بكل ما يصلح برًّا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الزوجة بر الزوجة الإسلام الإفتاء المؤمنین السیدة رضی الله عنها دار الإفتاء بعد موتها ى الله

إقرأ أيضاً:

من المسافة صفر.. إيمان مُجاهدي غزة ونُهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 

 

يُعدّ القتال من المسافة صفر مُصطلحًا يُعبّر عن شجاعة وثقة مُقاتلي المقاومة في غزة في مواجهة العدو، فهم يواجهون جيشًا مُسلّحًا بكامل إمكانياته وتكنولوجيته، إلا أنّ إيمانهم وارتباطهم بمُثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبقيهُم صامدين في وجه التحدّيات. ولنستعرض بعض أبرز جوانب هذا النهج:
1. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا: في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نرى كيف كان يتعامل مع الأعداء من المسافة صفر في عدّة مواقف:
غزوة بدر: عندما واجه المسلمون جيشًا مُسلّحًا في غزوة بدر، كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدّمتهم وهم يُحاربون بأسلحتهم البسيطة من أجل نشر رسالة الإسلام.
غزوة أحد: رغم الخسائر التي تعرض لها المسلمون في غزوة أحد، ظلّ النبي صلى الله عليه وسلم صامدًا في وجه الأعداء، وبقيت روح المقاومة والجهاد حاضرة في قلوب الجنود.
الهجرة إلى المدينة: عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، واجه مطاردة من قِبَل المشركين، لكنّ الله حماه وأغشاهم في وجهه بسبّب إيمانه وثباته.
حروبه مع اليهود: لم تقتصر مواجهات النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، فقد واجه أيضًا عدوان اليهود في معارك مثل غزوة بني قينقاع، وغزوة بني النظير، وغزوة خيبر، وغيرها.
2. المقاومة في غزة:
إنّ مُجاهدي غزة يُجسّدون نفس روح المقاومة التي أظهرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يواجهون جيشًا مُسلّحًا بكلّ أشكال التقنية المتطورة، وفوق ذلك دعم أمريكا وأوروبا وأعوانهم لكنّ إيمانهم يُعطيهم القوة والثبات.
المُقاومة من المسافة صفر: تُعدّ عمليات المقاومة من المسافة صفر أحد أبرز أشكال التصدّي للعدو الصهيوني، فهم يُحاربونه بكلّ ما أوتوا من قوة واستعداد في وجه التكنولوجيا الحديثة.
الثقة في النصر: يُؤمن مُجاهدو غزة بالنصر من أجل تحرير أرضهم ومقدساتهم، وهم يَصبرون على المُحنة والمصاعب في طريق النصر.
3. الربط بين الإيمان والمُقاومة:
إنّ الربط بين الإيمان والمُقاومة هو من أبرز أركان النجاح في مواجهة العدو، فالإيمان هو الوقود للصمود والثبات في وجه المُصاعب، والقتال في سبيل الله تعالى والدفاع عن الأرض والعرض والدين هو من أصول الإيمان وتحقيق النصر.
4. مُثل عليا:
إنّ مُجاهدي غزة والمُقاومة في كل مكان يُجسّدون مُثلًا عليا في التصدّي للمُعتدي، وهم يُؤمنون بأنّ النصر يُمكن أن يتحقق بالتضحية والتصميم والإيمان.
5. مُلهم للأجيال المُقبلة:
إنّ مقاومة غزة تُلهم الأجيال المُقبلة على التصدي للمُعتدي وتحقيق العدالة والتحرير، وهم يُثبتون للعالم أنّ الظلم والظالمين لا يمكن أن يستمر أبدًا.
في الختام، إنّ مُجاهدي غزة هم نموذج لِـ المُقاومة المُستمرة من أجل تحرير أرضهم وحماية دينهم، وهم يُذكرون العالم أجمع أنّ الإيمان هو الأساس لكلّ نجاح في وجه الشدة والتحدّيات.

مقالات مشابهة

  • الصدق في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • الإفتاء: علماء الأمة اتفقوا على استحسان الاحتفال بالمولد النبوي
  • دار الإفتاء تنشر لمحات من سيرة الرسول بمناسبة اقتراب ذكرى مولده
  • المولد النبوي 2024.. الإفتاء تحسم الجدل حول احتفال الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده
  • اليوم الدولي للعمل الخيري.. الأزهر للفتوى توضح افعال صالحة للتقرب من الله
  • التسامح في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • معاني الرحمة في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • الإفتاء: الرسول لم يضرب زوجاته أبدًا
  • أدعية مستحبة في يوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • من المسافة صفر.. إيمان مُجاهدي غزة ونُهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم