«ارتفاع قياسي في درجات الحرارة ».. الأمم المتحدة تطلق دعوة عالمية للعمل
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، دعوة عالمية للعمل من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن الأسبوع الماضي شهد تسجيل أعلى درجات حرارة على الأطلاق..
التغيير:وكالات
قال الأمين العام خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى أن أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية شهدت تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية، وفقا لبيانات صادرة عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
ونبّه أنطونيو غوتيريش إلى أن درجات الحرارة القصوى أصبحت الآن قضية عالمية مستمرة وليست حوادث معزولة. وقد أدت موجة الحر إلى عواقب وخيمة شملت وفاة 1,300 شخص أثناء موسم الحج (في المملكة العربية السعودية)، وإغلاق مناطق الجذب السياحي في أوروبا، وإغلاق المدارس في آسيا وأفريقيا مما أثر على أكثر من 80 مليون طفل.
كما تطرق الأمين العام إلى موجة الحر القاتلة التي تضرب منطقة الساحل، مع ارتفاع حالات دخول المستشفيات والوفيات. وفي الولايات المتحدة تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد، مما وضع 120 مليون شخص تحت تحذيرات استشارية بشأن الحر.
تأثيرات هائلة للحرارة
وأضاف الأمين العام أن الحرارة الشديدة تمزق الاقتصادات وتوسع عدم المساواة وتقوض أهـداف التنمية المستدامة وتقتل الناس. ومضى قائلا: “الأرض تصبح أكثر سخونة وخطورة على الجميع، في كل مكان. يواجه مليارات الأشخاص وباء من الحرارة الشديدة – حيث يذبلون تحت موجات حر مميتة بشكل متزايد، مع درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية في جميع أنحاء العالم. هذا يعادل 122 درجة فهرنهايت. ونصف درجة الغليان (100 درجة مئوية)”.
وأشار الأمين العام إلى أن الحرارة الشديدة تتفاقم بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية، حيث تقدر الوفيات المرتبطة بالحرارة بنحو نصف مليون سنويا، وهو ما يتجاوز بكثير تأثير الأعاصير المدارية.
فحوى الدعوة العالمية للعمل
تركز دعوة الأمين العام العالمية بشأن الحرارة الشديدة على أربعة مجالات رئيسية: حماية الفئات السكانية الأكثر ضعفا، وتعزيز سلامة العمال ضد المخاطر المرتبطة بالحرارة، وتعزيز القدرة على الصمود من خلال خطط العمل المتعلقة بالحرارة القائمة على البيانات، والحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية عن طريق التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة.
أولا، بشأن حماية الفئات الأكثر ضعفا، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن زيادة الوصول إلى حلول التبريد وأنظمة الإنذار المبكر والمساعدات المالية أمر بالغ الأهمية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
أما بخصوص حماية العمال، فأكد الأمين العام على ضرورة تطبيق القوانين واللوائح لحماية العمال المعرضين للحرارة الشديدة، نظرا لتأثيرها الضار على إنتاجية العمل والصحة.
وفي الصدد، أشار الأمين العام إلى تقرير جديد أصدرته منظمة العمل الدولية، اليوم الخميس، حذر من أن أكثر من 70 في المائة من القوى العاملة العالمية – أي 2.4 مليار شخص – معرضون الآن لخطر كبير من الحرارة الشديدة.
وخلص تقرير المنظمة إلى أن مناطق أفريقيا والدول العربية وآسيا والمحيط الهادئ بها معدل أعلى من المتوسط العالمي فيما يتعلق بالقوى العاملة المعرضة للحرارة المفرطة (71.0 في المائة)، حيث بلغت النسبة 92.9 في المائة و83.6 في المائة و74.7 في المائة على التوالي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الحرارة المفرطة هي سبب ما يقارب 23 مليون إصابة في أماكن العمل حول العالم. وعندما ترتفع درجات الحرارة اليومية فوق 34 درجة مئوية – أي 93.2 درجة فهرنهايت – تنخفض إنتاجية العمل بنسبة 50 في المائة. ومن المتوقع أن يكلف الإجهاد الحراري في العمل الاقتصاد العالمي 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 280 مليار دولار عن منتصف التسعينيات.
وحول تعزيز قدرة الاقتصادات والمجتمعات على الصمود، قال الأمين العام إن خطط العمل المتعلقة بالحرارة القائمة على البيانات، وتأمين البنية التحتية ضد تغير المناخ تعتبر أمرا ضروريا للتخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحرارة الشديدة.
وأخيرا شدد الأمين العام على ضرورة مكافحة السبب الجذري الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة: تكمن المشكلة الأساسية في الاعتماد على الوقود الأحفوري. ودعا القادة إلى الالتزام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الأهداف العالمية المتفق عليها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين حول المناخ، لمضاعفة قدرة العالم على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.
وتجمع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للعمل بشأن الحرارة الشديدة، بين الخبرات ووجهات النظر المتنوعة لعشر كيانات متخصصة تابعة للأمم المتحدة في منتج مشترك هو الأول من نوعه، مما يؤكد الآثار متعددة القطاعات للحرارة الشديدة.
الوكالات الأممية هي:
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، منظمة العمل الدولية، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
الوسومأنطونيو غوتيريش ارتفاع درجات الحرارة الأمين العام للأمم المتحدة
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أنطونيو غوتيريش ارتفاع درجات الحرارة الأمين العام للأمم المتحدة الأمین العام للأمم المتحدة الأمم المتحدة درجات الحرارة درجة مئویة فی المائة إلى أن
إقرأ أيضاً:
آمال وعقبات أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «كوب 29»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أن استضافت مصر قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية رقم 27، فى نوفمبر 2022، فى مدينة شرم الشيخ، واستضافت دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة 28 فى مدينة دبي، انطلق المؤتمر رقم 29 فى باكو عاصمة دولة أذربيجان اعتباراً من أمس 11 نوفمبر الجارى حتى 22 من الشهر نفسه.. العنوان الذى اختارته الأمم المتحدة لمؤتمر الأطراف هذا العام هو «استثمر اليوم لإنقاذ الغد - Invest today to save tomorrow».
الهدف من القمة هذا العام هو تحقيق أهداف اتفاقية باريس (2015) الخاصة بتوفير الأموال اللازمة لتحقيق انخفاض فى الانبعاث الحرارى والتحول التدريجى فى استخدام الطاقة «Energy Transition» من مصادر ملوثة للبيئة إلى مصادر صديقة للبيئة.
هذه القمة سوف تبنى على نجاح مصر فى تنظيم مؤتمر العام قبل الماضي، وإصرارها على تحقيق التزام الدول الغنية (المتسببة فى زيادة الانبعاث الحراري) بتقديم مبلغ ١٠٠ مليار دولار سنوياً إلى الدول النامية (المتضررة من الاحتباس الحراري) للإنفاق على فاتورة التغيرات المناخية، وتعويض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية التى سببتها التغيرات المناخية. هذه الدورة هدفها الأول هو زيادة التمويل، حيث إن هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات لكى تتمكن الأسرة الدولية من حماية كوكب الأرض وخفض انبعاث الغازات الناجمة عن النشاط البشري، وهى فى الأساس غاز ثانى أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروجين والكربون الهالوجيني. أو الانبعاث الكربونى الناتج عن حرق الوقود الأحفورى (الفحم والنفط والغاز الطبيعي)، الذى يستخدم فى توليد الكهرباء والنقل (البرى والجوى والبحري) والصناعة. وهناك مصدر آخر لثانى أكسيد الكربون وهو إزالة الغابات للزراعة والتوسع العمرانى والإخلال بالتوازن البيئى «echo system» الذى خلقه الله سبحانه وتعالى.
هدف الخبراء فى المنظمة الدولية هو منع درجة حرارة الأرض من تجاوز واحد ونصف «1.5» درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. حيث يبلغ ارتفاع درجة حرارة الأرض الآن «1.1» درجة مئوية فوق ما كانت عليه فى القرن التاسع عشر.
الدول الصناعية الأكثر تسبباً فى الانبعاث الحرارى هى الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند وروسيا. وهذه الدول الأربعة تدخل ضمن أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ.
للأسف الشديد، وفى خطوة ضارة جداً لمجهودات المنظمة الدولية، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الجمعة 8 نوفمبر، بأن الفريق الانتقالى للرئيس ترامب يعد أوامر تنفيذية وبيانات حول الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، والسماح بمزيد من أعمال التنقيب والتعدين، وإلغاء الإعفاء الذى يسمح للولايات بتطبيق معايير أكثر صرامة لمكافحة التلوث.
أما الدول المتضررة من الانحباس الحرارى فهى الدول النامية بصفة عامة، (مثل جنوب السودان وأفغانستان والفلبين وباكستان) ومجموعة الجزر الكائنة فى المحيطات (مثل مدغشقر وهايتي)، ودلتا بعض الأنهار (مثل مصر والكونغو وبنجلاديش).
الآثار الناتجة عن الانحباس الحرارى وزيادة درجة حرارة الأرض كارثية، حيث تؤثر فى جودة الهواء والماء والتربة، وتسبب كوارث طبيعية مثل الجفاف والفيضانات والحرائق والأعاصير وغيرها. ارتفاع درجات الحرارة يجعل المناطق القطبية الجليدية أكثر دفئاً، ويسبب ذوبانها زيادة مستوى ارتفاع المياه فى البحار والمحيطات، مما يهدد بغرق المدن الساحلية مثل الإسكندرية ودلتا النيل فى مصر.
ارتفاع حدة هطول الأمطار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، تنتج عنه فيضانات وأعاصير مدمرة كتلك التى شهدتها المدن الساحلية فى أمريكا مؤخراً. وكذلك يؤدى ارتفاع درجة الحرارة إلى التصحر والجفاف وموت الكائنات الحية واشتعال حرائق الغابات. أما الآثار الصحية المترتبة على زيادة الانبعاثات الكربونية فحدث ولاحرج، فهى تؤثر فى جودة الهواء والماء والتربة وتنتج عنها أمراض ومشاكل صحية كثيرة، وخاصةً فى المجتمعات الأكثر فقراً، والتى لا تساهم بأكثر من 1٪ فى انبعاثات الغازات الدفيئة. وتغير أنماط هطول الأمطار سوف يقلل من إنتاج الأغذية الأساسية ويزيد من مخاطر سوء التغذية. وارتفاع مستوى سطح البحر يسبب الفيضانات مما قد يستوجب تهجير السكان. كذلك تزداد فرصة انتقال الأمراض المنقولة بالحشرات مثل الملاريا وغيرها.
تمنياتى بنجاح قمة باكو رغم الصعوبات التى من الممكن أن تواجهها مع إدارة ترامب القادمة.
*رئيس جامعة حورس