وفاة السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
توفي السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك، أمس الخميس، عن عمر ناهز 73 عاما، حسبما أفاد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي كان إنديك أحد مؤسسيه. وقالت زوجته غال هودجز بيرت إن سبب وفاته هو سرطان المريء.
وُلد إنديك في لندن عام 1951، ونشأ في إحدى ضواحي سيدني بأستراليا. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة سيدني عام 1972، والماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة الوطنية الأسترالية عام 1977.
وشغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 1997-1999، وعمل سفيرا لدى إسرائيل لفترتين من 1995 إلى 1997 ومن 2000 إلى 2001، تحت إدارات الرؤساء بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، ليصبح بذلك أول سفير أميركي يهودي لدى إسرائيل.
وبالإضافة لذلك، ترأس هذا الدبلوماسي الأميركي اليهودي مركز سياسة الشرق الأوسط داخل مؤسسة بروكينغز في واشنطن العاصمة.
كما شغل إنديك منصب المبعوث الأميركي الخاص لدى إسرائيل خلال المفاوضات مع الفلسطينيين عام 2013-2014 تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وبعد توقف مفاوضات عام 2014، تقاعد إنديك.
وقال -في وقت لاحق- إن أحد أسباب فشل المفاوضات هو "الكراهية العميقة بين كل زعيم للآخر التي تراكمت على مر السنين.. الوضع الراهن كان أكثر تفضيلا لكل القادة من اتخاذ التنازلات الصعبة".
وفي مقابلة مع مجلة "فورين أفيرز" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، انتقد إنديك فشل إسرائيل في توقع الهجوم، وألقى باللوم على "غطرستها" الكامنة في الاعتقاد الخاطئ بأن "القوة المطلقة يمكن أن تردع حماس، وأن إسرائيل لم تكن مضطرة لمعالجة المشاكل طويلة الأمد" على الرغم من أن "العديد من الناس أخبروا الإسرائيليين أن الوضع مع الفلسطينيين غير قابل للاستمرار".
وأوضح السفير السابق إنه يخشى أن تكون حماس تهدف إلى استفزاز إسرائيل للرد بقوة مما يؤدي إلى تصعيد الصراع، بما في ذلك اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، وهجمات من حزب الله، واندلاع ثورة في القدس.
ويرى إنديك مدى مركزية الولايات المتحدة في حرب وسلام الشرق الأوسط، حيث إن الوجود الإسرائيلي في المنطقة يعد هشّا بدون دعم بلاده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لدى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رمت بـ"كرة من نار" على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
وأوضح أن "موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلانوبينما أعرب عن اعتقاده بأن "موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين"، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن "مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات".
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد "رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن "التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة"، ولأن "مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين".
إعلانوكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.