لبنان ٢٤:
2024-09-07@19:04:13 GMT

مَن يسابق مَن في نسف جسور الحوار؟

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

مَن يسابق مَن في نسف جسور الحوار؟

لم تكن قوى "المعارضة" تنتظر هدية كتلك، التي أهدتها إياها قوى "الممانعة"، وبالتحديد "الثنائي الشيعي" عندما رفضا عقد لقاء من وفد يمثّل هذه "المعارضة"، فازدادت هذه القوى قناعة بعدم جدوى أي حوار تُفرض فيه شروط من يعتبر نفسه أن من حقّه أن يقرّش "انتصارات الميدان" في "الميدان الرئاسي" عبر إقناع الآخرين بأن ترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية هو آخر فرصة قبل الانتقال إلى مرحلة قد تكون خياراتها غير مناسبة مع ما يتوافق مع الشعارات غير الواقعية، التي تُطلق بين الحين والآخر، أو بمعنى آخر قد تكون تمهيدًا لخيارات متبادلة لن تلقى اجماعًا لبنانيًا لا يزال يرفض أي طرح غير وحدوي من خلال "وحدة الساحات"، أو من خلال ما يتمّ الترويج له في المقابل عن "طلاق بالحلال".


هذا الجو غير المطمئن عمّا ينتظر لبنان من تطورات قد تكون مفاجئة في الميدان الجنوبي بعد التهديدات، التي أطلقها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من واشنطن، أو في الميدان السياسي بعدما نسف "الثنائي الشيعي" إمكانية التفاهم مع الفريق الآخر، والذي يتهمه بأنه لا يزال يراهن على تغييرات إقليمية عبر البوابة الجنوبية قد تعيد التوازن إلى الساحة الداخلية بعدما أصبح "حزب الله"، الذي يحارب اليوم إسرائيل، والذي حقّق انتصارات في سوريا، يوازي بقوته الميدانية قوة أقوى الدول الإقليمية من خلال ما لديه من "فائض قوة" قد لا تصبّ في خانة الخيارات الداخلية، خصوصًا إذا أسيئ استخدامها لفرض شروط معينة مرفوضة من قِبل الآخرين سلفًا حتى ولو كان ثمن هذا الرفض الوصول إلى نقطة اللاعودة في الخيارات الوطنية.
ويُلَاحظ في هذا المجال أن في أفواه بعض القوى، التي تضطر لاتخاذ مواقف مغايرة لقناعاتها ومبادئها، الكثير من المياه، وهي تجد نفسها مسيّرة وغير مخيّرة في السير بركب لا يشبه كثيرًا البيئة السياسية، التي كان يُعبّر بها بطريقة مغايرة. وهذا ما يدفع إلى التساؤل عمّا سيؤول إليه الوضع الرمادي، الذي يميل مع مرور الوقت إلى السواد القاتم أكثر فأكثر من أي وقت مضى، حتى أن بعض الذين كانوا يُعتبرون من المتفائلين الأكثر إشراقًا من غيرهم قد أصبحوا أقرب إلى المتشائمين.
 فلا شيء في رأي هؤلاء على أرض الواقع يدعو إلى التفاؤل، إذ أن المشاكل والأزمات التي تتكدّس فوق رؤوس المواطنين تخطّت معدّل قدرتهم على الاحتمال، خصوصًا في المجالين الطبي والاستشفائي والتربوي. فأي مريض لا يملك ثمن الدواء أو لا تسمح له إمكاناته المادية بالدخول إلى المستشفى محكوم عليه بمصير معلوم ومجهول في آن، ناهيك عن أقساط المدارس، التي تضاعفت عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، مع غياب شبه كلي للجدوى الاقتصادية لأي خطة اقتصادية وانمائية.
وتُضاف إلى كل هذه الأزمات المتراكمة، التي أصبحت جزءًا من حياة اللبنانيين، المشاكل والتعقيدات السياسية والاختلافات الجذرية بين فريقي الطبقة السياسية، التي أدّت في السابق إلى شغور رئاسي استمرّ سنتين ونصف السنة، وإلى فراغ حالي على كل المستويات من أعلى الهرم حتى أسفله، مع استمرار تعطيل الجلسات الانتخابية وتعطيل الحياة السياسية، ودفع الناس إلى المزيد من اليأس وطلب الهجرة، وبالأخصّ الفئة الشبابية منهم، التي لا تجد أي فرصة لأي نوع من العمل في ظل انسداد الأفق في نفق مظلم طويل يبدو أن لا نهاية له، إذ لا تلوح أي بوادر انفراج على كل المستويات وفي كل الاتجاهات، بل أن الأخبار المتداولة عن التصعيد المتدرج في الجنوب ينذر بأن الانفجار الكبير يسابق أي انفراج أمني أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي. وهذا ما يتخوف منه الذين يهمّهم أن يبقى لبنان في منأى عن الصراعات الخارجية، وأن يعمّ الاستقرار السياسي والأمني فيه. ويأتي على رأس هؤلاء المتخوفين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يعتبر أن انفلات الوضع في جنوب لبنان إلى ما لا تُحمد عقباه سيؤدّي حتمًا إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل، وبالتالي فإن السلام العالمي يدخل منطقة الخطر الشديد مما ينذر بأوخم العواقب.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

حماد: نتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب

ليبيا – أعرب رئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد،عن فخره بتوقيع ميثاق المصالحة الشاملة بين الأهالي ومكون التبو في مدينة سبها.

حماد وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، قال:”مع إطلاق عجلة الإعمار والتنمية بفزان نفتخر كثيرا بما تحقق اليوم في تاريخ بلادنا الحديث من تجسيد لروح الأخوة والوطنية بين شركاء الوطن الواحد من مكونات الأمة الليبية بمرزق الأصالة والتراث والتاريخ”.

وأضاف:”نجاح التوقيع النهائي على اتفاق وميثاق المصالحة الشاملة بين الأهالي ومكون التبو اليوم في مدينة سبها بعد إنجاز اللجنة المكلفة من الحكومة لمهامها بهذا الخصوص، يكون هذا الاتفاق الوطني مكملا للاتفاق المبدئي الذي تحقق في 16 ابريل الماضي”.

وتابع حماد حديثه:”ومع هذا الإنجاز الحقيقي ، أتقدم بالشكر والتقدير لأبطاله الشرفاء من الأهالي بمختلف تركيباتهم الاجتماعية
ومكون التبو بكافة تركيباتهم وكافة اهالي المدينة وسكانها الذين اختاروا تغليب مصلحة الوطن ومدينتهم على كافة الصراعات والمصالح الشخصية الضيقة،وكان لهم الدور الأبرز بشجاعة موقفهم وتقديمهم لكافة التسهيلات بتناسي أوجاع الماضي وتقديم كافة التنازلات لتوحيد الصف والموقف الوطني وطي صفحة الماضي الأليم بالمنطقة”.

وبارك حماد عودة الحياة الطبيعية للمدينة وإبعاد شبح الاقتتال عنها وبدء التعايش بشكل سلمي بين سكانها القاطنين بها اليوم،
وضمان عودة كافة الأهالي المهجرين خارج المدينة إليها من جديد واللذين عانوا ويلات الحروب والصراعات والنزوح خلال السنوات الماضية،ليضرب بذلك أهل المدينة وسكانها والمهجرين منها مثالاً يحتذى به في الشجاعة الحقيقية والوطنية لأجل مستقبل وطنهم والأجيال القادمة.

وأكد أن الحكومة عازمة على رعاية هذا الإنجاز التاريخيّ واستكمال بنوده الموقع وتنفيذها على أرض الواقع بعد حصر الأضرار بالمدينة وجبر الضرر وإطلاق مشاريع الإعمار والتنمية.

وتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب الحبيب بفضل توجيهات وحرص القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس النواب على تحقيق هذا الوعد في القريب العاجل وبتنفيذ الحكومة عبر أدواتها التنفيذية المتمثلة في صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا والوزارات الخدمية المختصة.

حماد ختم:”نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ بلادنا هدفها الرئيسي تحقيق الأمن والسلام والاستقرار مع الحفاظ على الثوابت الراسخة والقيم النبيلة وتكون مرزق بسلام أهلها الشجعان وصمود قلعتها على مر الزمان شاهد عيان على تنفيذنا لكافة تعهداتنا ليحل السلام والاستقرار وتصل التنمية والإعمار كافة المدن والمناطق في وطننا”.

مقالات مشابهة

  • حماد: نتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب
  • الخماسية تجتمع في 14 ايلول وحراك سعودي تجاه المعارضة
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء “لوشي” ترد على سخرية الجمهور من قصتها مع الدعامة: (عاملين فيها رجال أنزلوا الميدان وكامل الحب لجيشنا وربنا ينصرنا على الجنجويد وحثالة المجتمع)
  • المفتي قبلان :القطيعة السياسية هي أم الجرائم
  • قبيسي: الفريق الآخر رفض الحوار وترك لبنان في حال انقسام من دون رئيس
  • قرقاش: زيارة السيسي إلى تركيا خطوة نحو تعزيز جسور التواصل
  • ترامب: إسرائيل لن تكون موجودة إذا فازت كامالا هاريس
  • بالفيديو.. محاكمة سرقة القرن يجب أن تكون محاكمة القرن وعلنية
  • ميشال عون: كلمة القضاء تكون عند إصدار الحكم وليس قبله
  • بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل خلال 8 أشهر؟