وكالة الصحافة المستقلة:
2024-11-17@22:30:09 GMT

الكعبة ليست في باريس!

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

يوليو 26, 2024آخر تحديث: يوليو 26, 2024

باريس ليست الكعبة – هادي جلو مرعي

على مدار العشرين عاما الماضية جلت بلدانا عدة مهمة. ولعلي ذهبت الى فرنسا لأربع مرات متتالية، ولفترات زمنية محددة، وفي الخامسة كانت باريس محطة للعبور الى دولة بعيدة، وزرت إيطاليا لأحد عشر يوما، وإيران لخمس مرات، والأردن التي أحب لأحدى عشرة مرة، وتركيا لمرتين، ولمرات كمحطة عبور، وأمريكا حيث جلتها شرقا وغربا، وكندا كذلك، وسوريا لمرة قد لاتتكرر، ومصر التي في خاطري لخمس مرات، ولبنان لأربع مرات، والسعودية لمرة، وقد لاتتكرر بنية العمرة، فالخليج لايستهويني كثيرا زيارة بلدانه الطيبة، ودولا أخرى.

وأفاخر إنني لست موظفا حكوميا، ولا وزيرا ولامسؤولا في قطاع تنفيذي لأتقاضى مبلغ الإيفاد، وهو من خزينة الدولة التي أنفقت عشرات ملايين الدولارات في إيفادات لم تكن ذات قيمة بإستثناء زيارات لوفود لمهام محددة، وتسعد حين توجه لك دعوة لزيارة بلد ما، ويتحمل الداعي تلك التكاليف بإستثناء زيارة، أو زيارتين لدولة، أو دولتين كانت على حسابي، وبطريقة التلزيق، وكانت رحلة العمرة بدعوة من صديقي حجي حيدر من منطقة الكسرة ببغداد عام 2014 .

راقبت لأعوام، وهذا العام موسم الحج في الأراضي المقدسة، وقيل: إن أصحاب التجارات والأعمال وعشرات، وربما مئات المسؤولين الحكوميين من جمهورية العراق حضروا الموسم، وعديد هولاء لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئا، وكانت لهم صولات وجولات هناك، وقيل إن البعض منهم إستأجر شققا فارهة، وأماكن حجوزات مميزة لقضاء تلك الأيام المباركة، وكنت ألحظ بكاء نساء كثر، وشيوخ طاعنين في السن يتمنون نيل فرصة الذهاب الى مكة، والطواف في الكعبة، وزيارة المدينة المنورة، ولايستطيعون لأسباب منها مالية لضيق ذات اليد، أو بسبب القرعة التي تختار صاحب الحظ العظيم مع إن القرآن الكريم يقول : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.

والسبيل هو الزاد والراحلة على عهد النبوة والخلافة، ثم الى وقت قريب كان الناس يذهبون دون قرعة، ويتزودون بالطعام والراحلة التي تحولت الى قطار وطائرة وسيارة ولكنها اليوم غير ممكنة للجميع، بل هي صعبة المنال، ولاضير في التطوع لأداء الحج كل عام مع إن الحج لمرة يغني وكفاية لمن إستطاع إليه سبيلا، غير أن ذلك غير ممكن. فالزاد والراحلة لم يعودا هما الحاجة للوصول الى مكة، بل المال الوفير، وتخصيص مقاعد محددة لكل بلد، وحتى البلد الذي فيه الكعبة فلايسمح للجميع التوجه الى الحج إلا بشروط مقاربة لشروط دخول غير أهل البلد.

وفي العراق ننتقد ذهاب مسؤولين كثرا الى مكة مستغلين نفوذهم ومناصبهم كما قيل، ولاأجزم في ذلك.. فأنا لاأميز بين الوقف الشيعي وهيئة الحج والعمرة حتى إنني ولوقت قريب لاأعرف من هو رئيس الوقف الشيعي، ومن هو رئيس هيئة الحج حتى تبينت ذلك من صديق لي إبيضت عينا والدته التي تبكي وتبكي، وتنتظر الفرصة قبل الموت لتكون في الكعبة والمدينة، ونشكك في طريقة ذهاب بعض الحجيج مع إن هيئة الحج العراقية فازت بجائزة الأفضل في الإدارة من بين جميع بعثات الحج الأخرى، ولاأستغرب فقد هرمت حتى إنني لاأعرف أسماء أغلب وزراء الحكومة الحالية، ولاأعلم بالضبط هل هو التقدم بالعمر، أم اللامبالاة بسبب تراكمات وتقلبات في الحياة. ولأننا تجاوزنا الحج والعمرة، ودخلنا في منافسات الأولمبياد الباريسي فقد إنتقد مواطنون وجود زعامات سياسية ومسؤولين حضروا إفتتاح الألعاب، وهم لايعترضون على ذهابهم هناك، ولكنهم يتسائلون عن الأموال التي أنفقت، والجهة التي تحملت تكاليف رحلة كل مسؤول.

فأصحاب المولات وشركات بيع السيارات والفنانون والشعراء والتجار لاجناح عليهم دون البحث في كيفية تحصيلهم الأموال في بلاد تزوجت الفساد، وأنجبا أغرب تشكيلة بشرية في تاريخ الكوكب، لكن مسؤولين بدرجات وظيفية عالية يشكك البعض في طريقة تمويل رحلتهم الى باريس، وهي رحلة مكلفة للغاية، ومن غير المعقول لبعضهم أن يكون إنفاقه محدودا مع حاشيته وموظفين لديه، وشبه بعض العراقيين هجوم المسؤولين على عاصمة النور بموسم الحج، لكنهم نوهوا الى أن الكعبة ليست في باريس، فلا مقارنة.

الكعبة ليست في باريس

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

أسامة الجندي: العبادة ليست محصورة في الصلاة والصيام

أكد الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، أن الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام، مشيرًا إلى أنها جزء أساسي من المقاصد العليا التي أوكلها الله سبحانه وتعالى للإنسان.

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الإنسان عندما يسأل عن الغاية من وجوده، يجيب الكثيرون على الفور بأنها العبادة، وفقًا للآية الكريمة: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، مشددا على ضرورة أن يتفكر الناس في ثلاثة مقاصد عليا من وجودهم، أولها العبادة، ثم العمارة، وأخيرًا التزكية بالأخلاق الحميدة.

وأكد أن العبادة هي الغاية الأساسية، ولكن العبادة في الإسلام ليست محصورة في الصلاة والصوم فقط، بل تشمل كل الأفعال التي تقرب الإنسان إلى الله، بما في ذلك عبادات بدنية وقلبية ولسانية وتعاملية، لافتا إلى أن العمارة تتمثل في «عمار الأرض»، أي في كيفية استغلال الإنسان لما سخره الله له من موارد وكنوز من أجل النماء والازدهار، وتحتاج هذه الغاية إلى فقه التعاون والتعايش بين الناس، وهو ما يظهر بوضوح في موضوع «التعارف بين الحضارات» الذي يهدف إلى التعاون وتبادل المنافع.

وبالنسبة للتزكية بالأخلاق الحسنة، أوضح أنها نقطة أساسية في بناء الشخصية السليمة، فكما يقول الله تعالى: «ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»، لافتا إلى أن الأخلاق الطيبة، التي منها الأمانة، هي جزء لا يتجزأ من هذه التزكية.

وأشار إلى أن الأمانة تُعتبر من أرقى الأخلاق، فصاحب خلق الأمانة يتسم بالطهارة والنقاء، ويكون بعيدًا عن الكراهية والتنمُّر، مضيفا أن الأمانة لا تقتصر على الأمانة في المال أو في العهد فقط، بل تشمل أيضًا حفظ أسرار الآخرين، فمن يستأمنك على سر، فإن إفشاءه يعد خيانة لهذه الأمانة.

مقالات مشابهة

  • مجسَّمُ الكعبة بـ “موسم الرياض”… كيف يشوّه المجرمُ ابن سلمان أرضَ الحرمين؟
  • أسامة الجندي: العبادة ليست محصورة في الصلاة والصيام
  • الزادمة: الانتخابات ليست مستحيلة مع توفر الأمن والإرادة
  • الفرح:سلطات السعودية تهيئ لسيطرة الصهاينة على الكعبة
  • انتقادات لفعالية في موسم الرياض ظهر فيها مجسم يشبه الكعبة (شاهد)
  • شاهد| آل سعود يقصفون الكعبة (صورة)
  • «البث الإسرائيلية»: الجيش هاجم صور اللبنانية 10 مرات خلال نصف ساعة
  • ردد هذا الدعاء 7 مرات يكفيك الله هم الدنيا والآخرة
  • ليست 54 سنة.. إنها قرون طويلة جدا
  • أذكار الصباح.. ماذا يحدث عند قراءة آخر آية من سورة التوبة 7 مرات؟