لبنان ٢٤:
2024-09-07@18:05:39 GMT

واشنطن: فصل كامل للرئاسة عن الجنوب

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

واشنطن: فصل كامل للرئاسة عن الجنوب

لا يزال ملف الرئاسة أولوية أميركية مع الإصرار على إبلاغ المعنيين، في الداخل والخارج، بأن الرئاسة مفصولة كلياً عن الجنوب ولا أثمان تُقدم ربطاً بتسوية على الجبهة.
وكتبت هبام قصيفي في" الاخبار": لواشنطن وجهة نظر ، هي السائدة حتى الآن في الإدارة الحالية ولدى من يتحضّر لاحتمال دخول البيت الأبيض. وهذا ما تبلّغه في الفترة الأخيرة أكثر من طرف معني في لبنان والمنطقة وعواصم أوروبية: بقدر ما أن واشنطن تعمل على منع توسع الحرب إلى لبنان وبقدر ما هي معنية بأن تشمله تسوية تتفادى بموجبها التحذيرات الإسرائيلية، والتوصل إلى وقف النار فيه، فإنها غير معنية في المقابل بأي ثمن يتعلق برئاسة الجمهورية.

وهذا ما تبلّغته إيران كذلك بوضوح عبر الاتصالات القائمة بوتيرة مدروسة. ما تقوله واشنطن هو أنه من الطبيعي أن تمارس إيران، ومعها حزب الله، سياسة الرهان على قبض الأثمان نتيجة تسويات يمكن أن تنتج عن مرحلة وقف النار في غزة ومعها لبنان. لكنّ هناك إصراراً أميركياً على عدم تحويل رئاسة الجمهورية إلى بند للتفاوض. هذا الكلام سبقت الإشارة إليه مع عملية التفاوض حول الترسيم البحري، ولم يقبض الحزب أو إيران ثمنه في الرئاسة. وهذا ما سيحصل مرة أخرى، وليس موضع جدل. لذا كان إصرار الأميركيين على توجيه الرسائل إلى القوى السياسية كافة بالذهاب إلى انتخابات محلية، والحرص على الإبلاغ بأن لا مرشح مفضّلاً لديها رغم كل التسريبات التي تتعلق بشخصيات مدنية أو عسكرية. ولأن قرار فصل ملفَّي الرئاسة عن الجنوب أو عن غيره قائم ولن يتبدل، جرى التبليغ كذلك بأن لا مجال للمساومة حول الرئاسة من ضمن سلة متكاملة تتعلق بالحكومة أو التعيينات، بمعنى فصل الرئاسة كلياً عن كل ما عداها من ترتيبات داخلية لبنانية تنضج ظروفها بحسب الأطر الداخلية وليس بفعل ترتيبات إقليمية.
وفق هذه الخلفية، يصبح من الطبيعي التعاطي مع أداء دول عربية منكفئة، ولا سيما السعودية التي تصر دوائر فيها أمام سائليها على ترداد الالتزام بسياسة الابتعاد عن مقاربة ملف الرئاسة وحتى خوض معركة من يحتسب على الأطراف المؤيدة لها. وهذا يقلل بالنسبة إليها مشاكل الصدام مع أي من القوى المؤثّرة إقليمياً أو دولياً، على اعتبار أن هذا الملف ممسوك أميركياً، وتالياً هي منصرفة عنه كلياً، مع الاعتراف بأن عدم تنازل واشنطن عنه يثير ارتياحاً لديها، من دون أن تخوض معركته. ومن هنا يفهم كذلك الاطمئنان الذي يبديه حلفاء لواشنطن والرياض في لبنان إزاء ما يمكن أن ينتج من تسويات تتعلق بالوضع الجنوبي وعدم استثمارها في الرئاسة. وهي تتصرف داخلياً ورئاسياً على أساس ما يصل إليها من مواقف أميركية، مهما كان الاتجاه الذي سيسلكه وضع غزة ومعه الجنوب، ولا تظهر تالياً أنها مستعدة لتقديم أي تنازلات في ما يتعلق بالاتجاهات الرئاسية. لا بل إنها تضاعف ضغطها الداخلي وكأن لا تبعات محتملة لتطورات الجنوب.
هذا كله لا يعني أن حزب الله الذي يتصرف على أنه يفصل ملف الجنوب عن الرئاسة يستكين أو يسلّم تحت وطأة الضغط الأميركي. ما يفهمه الأميركيون أن صمت الحزب المتمادي في ملف الرئاسة هو نتيجة عدم وجود سياسة نهائية تتعلق بخريطة طريق الرئاسة، في انتظار أن تتكشف كل أوراق التفاوض الإقليمي مع إيران وغيرها من الدول المعنية بأزمة لبنان، ما يعطيه مزيداً من الوقت قبل أن تتضح طبيعة الإدارة الأميركية الجديدة ورؤيتها. وما تريده واشنطن من لبنان، وبينهما مسار الحرب في الجنوب، علّه يتمكن أكثر من فرض أسلوبه في المساومة مجدداً على ورقة الرئاسة. وحتى الآن الموقف الأميركي يناقض ذلك كلياً، ويفترض أن الحزب يعرف ذلك.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قبيسي: الفريق الآخر رفض الحوار وترك لبنان في حال انقسام من دون رئيس

أشار النائب هاني قبيسي الى ان " الفريق الآخر رفض دعوتنا الى الحوار وترك لبنان من دون رئيس للجمهورية، وفي حال انقسام، بحكومة مستقيلة ومواقف سياسية بعيدة  من الحس الوطني"، وقال:"أن تترك الأمور بهذا الشكل  تسهيل لمهمة اسرائيل في لبنان، وتسهيل للدور الغربي الذي لا يريد مكانا للمقاومة في الشرق الاوسط".

كلام قبيسي جاء خلال القائه كلمة حركة "امل" في الاحتفال الذي اقامته الحركة في بلدة ميفدون، احياء لذكرى وفاة الرسول وذكرى شهدائها ، وسأل:" أين المواقف السياسية واين الدفاع عن القدس وعن الأقصى؟ أين انتم من ثقافة المقاومة والقتال ضد اسرائيل؟ لقد انقرضت مفاهيم بعض الدول العربية والإسلامية بوجود أنظمة طبعت واقامت علاقات مع العدو الصهيوني، ولا تكترث لكل ما يحصل على مساحة فلسطين".

تابع:" الاحزاب التي تقارع اسرائيل  أقوى من كل الأنظمة العربية والإسلامية لأن من يقتل في فلسطين ولبنان مسلمون مؤمنون بخط رسول الله وكتابه الكريم. وللأسف في بلدنا نجد المعادلة نفسها ، فهناك فريق يقاوم ويقدم التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، وفريق آخر يعترض ولا يهتم لكل ما يحدث على حدودنا، بل البعض يعترضون على فعل المقاومة وما تقوم به".

اضاف:"نعم ، في لبنان ثقافتان مختلفتان رغم حرصنا على الحفاظ على العيش المشترك والوحدة الوطنية الا اننا نسمع كل يوم آراء يستخدمها العاقل وأي عاقل على مساحة العالم يرضى بأن يعتدى على سيادته وكرامته ويبقى صامتا متفرجا".

وأشار الى ان "اسرائيل تعتدي على بلدنا والدولة تخلت عن الدفاع عن الجنوب، فلم تبادر يوما الى مقارعة اسرائيل او تجهيز الجيش ليصبح قادرا على الدفاع عن لبنان وحدوده وسيادته. نعم يعتدى على الجنوب وهناك من يتفرج بشكل دائم على القتل والغارات التي تستهدف المدنيين حتى في القرى البعيدة من  حدودنا مع فلسطين المحتلة. هناك اعتداء صارخ على بلدنا وترى بعض ساستنا يخرجون ويقولون نحن لا نوافق على ما تقوم به المقاومة. اتمنى على هؤلاء أن يتجرأوا  ويقولوا نحن لا نوافق على ما تقوم به اسرائيل، الاعتراض على القتل والتدمير او نحن مع حماية لبنان. لم نسمع  احدًا منهم يقول نحن لا نرضى بقصف الجنوب بغارات واعتداءات على اهلنا الآمنين".

تابع:"نقول لهؤلاء ، إن كنتم تملكون ذرة من الحس الوطني عليكم اتخاذ موقف صريح بأنكم أعداء من يعتدي على سيادتكم وكرامتكم، تتخذون موقفا سياسيا مشرفا تتضامنون من خلاله مع حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، للأسف لم نسمع ذلك من ساسة كثر، ما زرع الانقسام في الدولة، وبالتالي أصبحت في مكان ضعيف لا تقدر على ان تتخذ موقفا او ان تقوم بدور ما . نحيي الجيش الصامد مع المقاومة في الجنوب رغم قلة الامكانات والقدرات التي يمتلكها، الا انه يقف بشموخ  وعزة  وإباء في جنوبنا والساسة لا يكترثون لتضحيات الجيش والمقاومة والمدنيين. للأسف، هذه المواقف لا توصل الى اي مكان مع اننا سعينا في لحظة، نحن الثنائي الوطني الى توحيد المواقف وتشكيل وحدة وطنية نستطيع من خلالها الدفاع عن لبنان، إلا أن الآخر يقول نحن لا نوافق على عملكم ومقارعتكم للعدو في جنوب لبنان".

وقال:"مواقفهم لا تفسير لها سوى التمسك باللغة الطائفية والمذهبية التي ادت الى الانقسام والاختلاف ، من جهتنا ننبذ الطائفية وندعو الى الوحدة الوطنية والعيش المشترك والى انتخاب رئيس للجمهورية، الفريق الآخر رفض دعوتنا الى الحوار وترك لبنان من دون رئيس  وفي حال انقسام  وحكومة مستقيلة ومواقف سياسية بعيدة من الحس الوطني".

ختم:"أن تترك الأمور على ما هي، تسهيل لمهمة اسرائيل في لبنان و للدور الغربي الذي لا يريد مكانا للمقاومة في الشرق الاوسط، فهو يسعى الى تسويف دائم على ساحة فلسطين بإزالة أمد المفاوضات من دون أن تعطي اي نتيجة، فاتحًا المجال امام الصهاينة وجيشهم لإبادة  الشعب الفلسطيني".

مقالات مشابهة

  • بعثة لبنان بالأمم المتحدة تطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضيها
  • بيانٌ إسرائيلي عن آخر قصفٍ طال الجنوب.. ماذا فيه؟
  • قناة عبرية تتحدث عن رسالتي تحذير من واشنطن إلى نتنياهو.. بماذا تتعلق؟
  • أمورٌ إيجابية تخص لبنان رئاسياً.. ماذا شهد لقاء الرياض؟
  • حماد: سنبذل كامل جهودنا في سبيل تغيير الواقع المرير الذي يعيشه أهالي الجنوب
  • “حاملات طائراتنا لن تبقى في المنطقة للأبد”.. تقرير يكشف عن تحذيرين من واشنطن لنتنياهو
  • قبيسي: الفريق الآخر رفض الحوار وترك لبنان في حال انقسام من دون رئيس
  • تسوية الجنوب اقتربت وجولة قريبة للجنة الخماسية على المرجعيات
  • النازحون في الجنوب تحت السيطرة والخوف من توسع الحرب
  • قصفٌ عنيف في الجنوب وفيديو يوثق.. مناطق تتعرّض للاستهداف!