ازدادت ثرواتهم...وانخفضت ضرائبهم... مجموعة العشرين تناقش فكرة فرض ضرائب على أثرى الأثرياء
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
في مواجهة انعدام المساواة المتزايد في العالم، يجتمع وزراء مال مجموعة العشرين، الخميس، في ريو دي جانيرو، لمناقشة فكرة فرض ضرائب على أثرى الأثرياء، وهي موضع خلافات حادة بين الدول الأعضاء.
وستطرح هذه المبادرة التي دفع بها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي ترأس بلاده هذا العام المجموعة، للنقاش خلال اجتماع مقرر بعد ظهر الخميس.
وافتتح وزراء المال مباحثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي، في وقت يتباطأ فيه التضخم في معظم أنحاء العالم بعد ارتفاع أججته عواقب الحرب في أوكرانيا.
وقال لولا أثناء إطلاق « التحالف العالمي ضد الجوع والفقر » في ريو دي جانيرو « بعض الأفراد يسيطرون على موارد أكبر مما تملكه دول كاملة ».
وتهدف هذه المبادرة وهي أولويات الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين، إلى جمع دول ومنظمات دولية للقضاء على الجوع في العالم.
وأضاف الرئيس اليساري أنه يجب فرض ضرائب على أصحاب المليارات لأنه « في قمة الهرم، لم تعد الأنظمة الضريبية تصاعدية، بل تنازلية ».
الخميس، نشرت منظمة أوكسفام دراسة أظهرت أن ثروات واحد في المائة من أغنى أثرياء العالم ازدادت بما مجموعه 42 تريليون دولار خلال العقد الماضي، فيما الضرائب المفروضة عليهم انخفضت إلى « مستويات تاريخية ».
لكن من المتوقع أن تكون النقاشات المتعلقة بالمقترح حادة، وسط تأييد فرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وكولومبيا والاتحاد الإفريقي، ومعارضة شديدة من الولايات المتحدة وألمانيا.
وبالإضافة إلى الضرائب، من المقرر أن يناقش خلال هذا الاجتماع الأخير لكبار ممولي مجموعة العشرين قبل قمة رؤساء الدول والحكومات يومي 18 و19 نوفمبر التي ستعقد في ريو أيضا، الوضع الاقتصادي العالمي، فيما سيبحث الجمعة في تمويل التحول المناخي والديون.
وفي ظل الانقسامات بين الدول الغربية وروسيا التي تعرقل جهود مجموعة العشرين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فإن اصدار بيان مشترك يبدو تحديا.
ومساء الثلاثاء، قالت تاتيانا روزيتو، المسؤولة في الوزارة إن الحل الذي تفكر فيه البرازيل هو التوصل هذه المرة إلى ثلاثة نصوص.
وأوضحت أنه من ناحية ستكون هناك وثيقة مخصصة لـ »التعاون الدولي في المسائل الضريبية »، تتضمن مسألة فرض الضرائب على « أثرى الأثرياء »، ومن ناحية أخرى بيان ختامي أوسع، وأخيرا « إعلان » منفصل تنشره الرئاسة البرازيلية يتطرق وحده إلى الأزمات الجيوسياسية.
وبدأ تطبيق هذا النموذج. فقد أصدرت الرئاسة البرازيلية بيانا الأربعاء قالت فيه إن بعض أعضاء مجموعة العشرين « تبادلوا وجهات النظر » بشأن الوضع في أوكرانيا وغز ة خلال المناقشات المتعلقة بمبادرة الجوع.
وترى بعض الدول أن مجموعة العشرين هي منتدى مناسب لمناقشة هذه القضايا، فيما يرى البعض الآخر عكس ذلك.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوربي للشراكات الدولية يوتا أوربيلاينن لصحافيين « من المرجح، بحسب خبرتي في الاجتماعات السابقة لمجموعة العشرين، أن تفرض الاجتماعات المقبلة على المستوى الوزاري نصوصا منفصلة. وأضافت أن السعي للتوصل إلى نص واحد « لن يسمح لنا بتبني أي شيء مهما كان ».
وتضم مجموعة العشرين التي أسست عام 1999، كبرى القوى الاقتصادية في العالم، إضافة إلى الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي.
كلمات دلالية الأثرياء الضرائب انخفاض
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الأثرياء الضرائب انخفاض مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية
يمانيون../
أمريكا التي بنت امبراطوريتها على أنقاض العديد من الدول في مختلف قارات العالم تعيش اليوم مرحلة الشيخوخة..
وكما قال عالم الاجتماع العربي عبدالرحمن بن خلدون إن للدول أعماراً كأعمار البشر، تبدأ بالطفولة وتنتهي بالشيخوخة.. دخلت أمريكا مرحلة شيخوختها وبدأت التدحرج إلى الأسفل من القمة التي وصلت إليها بالقوة العسكرية والاحتلال والنهب والتدمير.
لم تستطع أمريكا البقاء في المكانة التي وصلت إليها لأن حركة التاريخ تفرض عليها السقوط، وهذه حتمية تاريخية عاشتها كل الدول التي بنت حضارات كبيرة ومؤثرة، تصل هذه الحضارة إلى نقطة تاريخية تحتم عليها التراجع والنكوص وإفساح المجال لحضارات أخرى صاعدة.
الآن في عهد هذا الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب تسارعت عملية الانهيار الأمريكي انطلاقاً من حقيقة تاريخية تقول إن للقادة تأثيرات مفصلية على بلدانهم، إما أن يقودونها إلى المجد أو إلى الهاوية والأخيرة ما يحدث الآن في أمريكا.
ترامب يسحب بلاده بقوة وثبات صوب الهاوية، وكثير من الدول التي تضررت من أمريكا ستتشفى من السقوط الأمريكي المريع من فيتنام إلى أفغانستان إلى البوسنة والهرسك إلى دول أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط والعديد من الدول الأوروبية تركت أمريكا لنفسها ثارات في مختلف أنحاء العالم وقد حان الوقت لتسدد ديونها تلك.
وباستقراء سريع نلاحظ أن نسبة كبيرة من انحدار أمريكا نحو الهاوية جاء على يد من يصنفها العالم بأنها أضعف دولة؛ الجمهورية اليمنية التي تقف اليوم شامخة لمقارعة امبراطورية الشر بجبروتها العسكري، وقد تحقق لليمن ما أراد وأذل أمريكا في معركة البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.. يقف العالم مصاباً بالدهشة أمام هذه المنازلة التي يصنفها بأنها غير متكافئة.
لقد ألحقت العملية العسكرية اليمنية بكيان الاحتلال وداعميه وحلفائه وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا هزيمة قاسية متعددة الجوانب؛ ففي الجانب السياسي لم تعد معظم دول العالم مقتنعة بالمقاربة السياسية للقضية الفلسطينية من وجهة النظر الصهيونية والأمريكية والبريطانية، والتي ظلت لعقود من الزمن تسوقها تحت مسمى أحقية إسرائيل في العيش على أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني..
وفي الجانب العسكري كانت الهزيمة التي ألحقتها البحرية اليمنية بكيان الاحتلال وأقوى دولتين عسكريتين في العالم أمريكا وبريطانيا مدوّية، تمكنت خلالها البحرية اليمنية بصواريخها البالستية دقيقة التصويب ومسيراتها المتطورة من وضع حد للعربدة الأمريكية البريطانية الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب..
وفي الجانب الاقتصادي كان تأثير العملية العسكرية اليمنية على كيان الاحتلال قاسياً تمثل بشل حركة الموانئ الفلسطينية المحتلة خاصة ميناء أم الرشراش (إيلات) وإيقاف حركة الاستيراد والتصدير في كل الموانئ، الأمر الذي خلف وضعاً صعبا للكيان الصهيوني.
المسألة الآن مسألة وقت، وقد تعلن أمريكا هزيمتها بنفسها انطلاقاً من جملة من الحقائق يعيش العالم فصولها لحظة بلحظة.