شمسان بوست:
2025-04-29@18:15:33 GMT

إلى مدارس التحفيظ ..الوضع لا يحتمل

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

شمسان بوست / كتب – حافظ مراد

في مجتمعنا، ومن المعروف انه قد يرفض البعض الاعتراف بضعفهم، مثل الأب أمام أبنائه أو القائد أمام جنده، ورغم أن هذا ليس محور حديثنا الرئيسي، إلا أنه يبرز في سياق حملة الرسالة، أي المعلمين والمعلمات في المدارس العمومية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وايماناً من المواطن من أن الشعوب لا تبنى وتنهض الا بالعلم يدفع بأبنائه وبناته للتعليم، رغم صعوبة وضعه المعيشي والضائقة المالية التي يعيشها.

لكن للأسف، أصبح المعلمون، الذين يُفترض أن يكونوا قدوة في المجتمع وأساس نهضة الشعوب وهم كذلك نحتسبهم، يصرون على إذلال وإهانة المواطن أمام أبنائه، بفرض متطلبات ليست أساسية، وهذا يحدث على الرغم من توجيهات وزارة التربية والتعليم بعدم إلزام الطلاب بالزي المدرسي نظراً لتردي الوضع الاقتصادي في البلاد، والجديد في الأمر هو أن مدارس تحفيظ القرآن الكريم، سواء في المركز الصيفية أو في فصول السنة المختلفة، تطلب من الطلاب تسليم مبالغ مالية بين الحين والآخر للاشتراك وإقامة أنشطة مختلفة مثل الرحلات والصوم والإفطار الجماعي وأنشطة مختلفة كان الأجدر بهم تعليم الأبناء على الصبر والايثار وتقدير الوضع …الخ بدلا من أثقال كاهل المواطن.

تؤدي هذه المتطلبات المتكررة إلى ضغط هائل على أولياء الأمور، خاصة إذا كان ولي الأمر جندياً ولا يتلقى راتبه في الوقت المناسب، فالكثير من الآباء يجدون أنفسهم مضطرين لإيقاف أبنائهم عن دراسة التحفيظ بسبب عدم قدرتهم على تلبية طلبات أبنائهم، مما يكشف ضعفهم أمام هؤلاء الأبناء، وفي ظل واقع اقتصادي مرير، حيث يصل راتب الجندي إلى ستين ألف بينما يبلغ سعر كيس الدقيق ثمانية وأربعين ألف، ويصبح من الصعب على الأب الوفاء بكافة التزاماته ومتطلبات أسرته.

في السنوات الأخيرة، أصبح هناك تزايد في الضغوط المالية التي تُفرض على أولياء الأمور في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومن المعروف أن مدرسات التحفيظ يطالبون الطالبات بشراء الطرحات والبالطوهات وتوحيد الزي الدراسي، إضافة إلى الاشتراكات الشهرية والتكاليف الإضافية للإفطار الجماعي والأنشطة الأخرى وقد تكون هذه المتطلبات ليست اجباريه لكن اغلب الميسورين يتمكنوا من توفير تلك المتطلبات لابنائهم وبناتهم لينعكس سلبا على أبناء وبنات الضعفاء ويولد الحسرة والتذمر للأبناء من آبائهم وتتسبب في مشاكل جمه، وهذه المتطلبات تجعل الكثير من الآباء غير قادرين على تحمل العبء المالي، ما يدفعهم إلى منع بناتهم من الالتحاق بهذه المدارس حفاظاً على كرامتهم ومنعاً لإحراجهم أمام أبنائهم.

التعليم بشكل عام، وتعليم القرآن الكريم بشكل خاص، يحتاج إلى أشخاص ذوي قيم ومبادئ، يقدرون الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ويعاني منها المواطن البسيط بمن فيهم المعلم الذي يعيش بنفس الوضع لكنه يتناسى نفسه ويتسبب في احراج الآخرين، فالقرآن الكريم والصلاة يجب أن ينهيا عن المنكر، وما يقوم به بعض المدرسين والمدرسات من فرض تكاليف إضافية هو في حد ذاته منكر يجب أن يتوقف.

هناك حالات انتحار بين الآباء بسبب عدم قدرتهم على توفير متطلبات أبنائهم، وهنا يجب التأكيد أن المسؤولية لا تقع على الوازع الديني فحسب، بل على السياسات الحكومية والمعلمين الذين يزيدون من الضغوط المالية على الأسر، وإنّ تحميل الآباء ما لا يطيقون من متطلبات ليس له أي مبرر ديني أو أخلاقي، بل يزيد من معاناتهم ويضعهم في موقف صعب للغاية.

أنا هنا لا أهاجم مدارس تحفيظ القرآن الكريم، بل أدعو القائمين عليها إلى توجيه طواقم التدريس بأن يتقوا الله في تعاملهم مع أولياء الأمور، ويجب أن يكون هناك تقدير للظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الكثير من الأسر، وألا يتم تحميلهم ما لا يطيقون من متطلبات مادية، وإلى أولياء الأمور، كان الله في عونكم على مواجهة هذه التحديات والمصاعب، ونأمل أن تكون هناك استجابة لهذه الدعوة من قبل القائمين على هذه المدارس لتحقيق بيئة تعليمية أكثر دعماً وتفهما ونهضة ورقي.

إن هذه الممارسات من بعض المعلمين تعكس افتقاراً للتعاطف والوعي بحال المواطنين، وتزيد من معاناتهم، لذا يجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم إذلال المواطن أمام أبنائه، والعمل على توفير بيئة تعليمية تقدر الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر اليمنية في أنحاء البلاد، وبصفة شخصية فإني اول مواطن اضطر إلى إيقاف تعليم ابنائه من مدارس تحفيظ القرآن الكريم هروبا من الالتزامات وعدم الرغبة في إظهار نفسي بموقف ضعف أمام متطلبات ضئيلة لكنها تأتي في وقت يكون فيها الوضع لا يسمح، والناس مسترين بالعافية فلا تكشفوا امرهم.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: أولیاء الأمور

إقرأ أيضاً:

د. ذوقان عبيدات: تأنيث المدارس : منخفض تربوي جديد!

#سواليف

#تأنيث_المدارس : #منخفض_تربوي جديد!
بقلم: د #ذوقان_عبيدات

يبدو أن قرار وزارة التربية بِ
“تلزيم” #المعلمات تدريس #الطلبة حتى الصف السادس، قد أحدث ردود فعل ليست هادئة، ودارت نقاشات في المواقع الإلكترونية، وفي الإذاعات، وقد تمتد إلى التلفزيونات، حول جدوى القرار ومسوغاته، والدراسات التي قادت وزارة التربية لاتخاذه. وقد أثيرت أسئلة عديدة حول الموضوع، وستُثار أسئلة حادة، فالقرار له جوانب اقتصادية ،واجتماعية ،وأخلاقية، وثقافية، وسياسية، وتربوية! وستجد الوزارة من يقحم الدين في هذا القرار!

(١)

مقالات ذات صلة التربية توضح حول تأنيث التعليم في مدارس الذكور للصفوف الأولى 2025/04/27

القرار صحيح
هناك مؤشرات، وبعض دراسات تشير إلى أن المعلمات أكثر لياقة لمهنة التدريس، ولدينا تجارب ناضجة في تدريس المعلمات للصفوف الثلاثة الأولى في المدارس الحكومية، وتدريس المعلمات لجميع الصفوف في المدارس الخاصة. وأرى أن القرار يمكن أن يجعل بيئة المدرسة أكثر جمالية، وأكثر أمنًا، وأقل تنمرًا. كما أنه قد يحسّن علاقة الطلبة بالمدرسة، وربما يؤدي إلى حب المدرسة، وتحسين التعلم والتحصيل الدراسي.
هذه إيجابيات متوقعة لكنها لا تحدث تلقائيًا! فالقرار الناجح له متطلبات، ونوايا القرار لا تكفي لتنفيذه، أو حتى القبول به.
(٢)
مجلس التربية
مجلس التربية هيئة تربوية مسؤولة عن السياسات التربوية، وتضم شخصيات، اعتقد مختاروها أنهم مفكرون، وفلاسفة تربويون، مع أني لم أقرأ لهم فكرًا تربويًا ساهم يومًا ما في تطوير التعليم.
وهذا القرار يفترض أن يكون صادرًا عن هذا المجلس، ويفترض أن تكون الوزارة قد قدمت للمجلس دراسات أوجبت تطبيق هذا القرار. أو على الأقل المجلس نفسه هو من يفترض أن يقدم أفكارًا تقود الوزارة. هذا ما أتوقعه من المجلس، ولا يمكن قبول مجالس محايدة من قرارات سياسية مثل”تأنيث ” المدارس.

(٣) متطلبات القرار

قلت بأن القرار الصحيح يحتاج تهيئة المناخ لإنجاحه، والمتطلبات هي:
حملة إعلامية واسعة قبل القرار، تجري نقاشات يقتنع المجتمع بموجبها ، ويطمئن إلى سلامة أبنائه وبناته. فلا يجوز مفاجأة المجتمع ، ومن حق المجتمع أن يشارك في القرار، ومن حق الوزارة أن تحصل على دعم المجتمع!
ومن متطلبات القرار تنمية المعلمات وإكسابهم مهارات التعامل مع طلبة في سن الثانية والثالثة عشر.ة.
كما تحتاج المدارس إلى برامج إرشاد نفسي موجهة للطلبة حيث تقلل كثيرًا من مشكلات متوقعة.
وتحسن الوزارة صنعًا إن هي أوفت بهذه المتطلبات، !وإلّا فنحن أمام منخفض تربوي خطير!

(٤) * لماذا منخفض خطر؟*

هناك من يتحدث مع المجتمع ويحرضه ضدّ القرار، وسيستخدمون كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة تحت ذرائع الأخلاق، وما وراء الأخلاق، والشرف، وغير الشرف، وكلكم تعرفون من هم هؤلاء ؟المتحدثون!
صحيح أنهم في وضع ضعيف حاليّا ، لكن قرار الوزارة قد يعطيهم فرصة جديدة للعودة حرّاسا للفضيلة، والشرف المهدّد!!
فهمت عليّ؟!!

مقالات مشابهة

  • المفتي يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • الفريق القانوني الفلسطيني بالعدل الدولية: منع دخول المساعدات لغزة انتهاك صارخ للقوانين
  • د. ذوقان عبيدات: تأنيث المدارس : منخفض تربوي جديد!
  • بيت الزكاة والصدقات: وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان
  • أمير القصيم يُكرّم طلبة التعليم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم الوزارية للعام 1446هـ
  • «بيت الزكاة والصدقات» يعلن وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم لمحافظة أسوان
  • محافظة إدلب تحتفي بحفظة القرآن الكريم أصداء الفخر في عيون الحاضرين
  • ما قصة الحقائب المشبوهة التي نُقلت خلال اجتماع إمام أوغلو في أحد الفنادق؟
  • تكريم الفائزين بمسابقة حوران للقرآن الكريم في بلدة الجيزة