في قلب مدينة تيانجين الصينية، يقف برج الصين 117، المُلقب بأطول مبنى مهجور في العالم شاهدًا بصمت على طموحات بائسة وحسابات خاطئة، هذا العملاق الخرساني، الذي كان من المفترض أن يكون رمزًا للتطور العمراني الصيني، تحول إلى مثال حي على المخاطر التي تنطوي عليها المشاريع الضخمة غير المدروسة.

بداية حلم برج الصين 117

بدأ حلم بناء برج الصين 117 في عام 2008 عندما خططت شركة جولدين جروب لإنشاء أطول ناطحة سحاب في العالم، لتكون معلمًا بارزًا في المدينة، ومع هذا التخطيط غير المدروس، سرعان ما اصطدم المشروع بالعديد من العقبات، أبرزها الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في ذلك الوقت، ما أدى إلى توقف العمل في المشروع أكثر من مرة.

وعلى الرغم من محاولات استئناف البناء مرة أخرى، فإن المشكلات المالية التي عانت منها الشركة المطورة، بالإضافة إلى التقديرات الخاطئة لحجم الطلب على مثل هذه المشاريع في مدينة بحجم تيانجين، أدت في النهاية إلى توقف نهائي للأعمال في عام 2018، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».

أسباب فشل المشروع

وعلَّق خبراء كثيرون على هذا البرج الصيني صاحب لقب أطول مبنى مهجور في العالم، موضحين أن أسباب فشل هذا المشروع تعود إلى الطموحات المُبالغ فيها؛ إذ كان المشروع طموحًا للغاية، وتم تصميمه ليكون أطول مبنى في العالم، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة وتخطيطًا دقيقًا، إلى جانب مشكلات التمويل؛ إذ عانت الشركة المطورة من مشكلات مالية كبيرة، لا سيما بعد الأزمة المالية العالمية، ما أدى إلى عجزها عن استكمال المشروع.

من ضمن أسباب فشل المشروع أيضًا التقديرات الخاطئة للطلب؛ إذ لم يكن هناك طلب كاف على مثل هذا المشروع في مدينة تيانجين؛ ما جعل من الصعب تبرير الاستثمارات الضخمة فيه، كما أن التوقيت غير المناسب كان أحد أسباب الفشل؛ إذ بدأ المشروع في وقت شهد فيه الاقتصاد الصيني تباطؤًا، ما زاد من صعوبة الحصول على التمويل.

طموح كبير تحول إلى فشل ذريع

وأدى فشل مشروع برج الصين 117 إلى خسائر فادحة للشركة المطورة، وأصبح المبنى شاهدًا على طموحات بائسة وأحلام ضائعة، كما أن هذا الفشل دفع السلطات الصينية إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة ببناء ناطحات السحاب؛ إذ أصدرت مرسومًا في عام 2020 للحد من حجم وعدد هذه المباني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مبنى مهجور ناطحة سحاب فی العالم أطول مبنى

إقرأ أيضاً:

أستاذ تمويل: العلاقات المصرية العراقية تتطور بشكل كبير ولافت للنظر

قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، إن مصر لا تركن لفكرة أن هناك تحديات جيوسياسية وتنتظر حتى تستقر الأمور لتبدأ في التفكير والاتجاه نحو مزيد من التعاون والتنمية؛ بل إنها تتحرك في إطار التنمية والإعمار حتى في ظل هذه التوترات الجيوسياسية.

علاقات متنوعة لمصر مع دول العالم

وأضاف الدكتور هشام إبراهيم، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن العلاقات المصرية مع معظم دول العالم تتجه لمزيد من التنوع، وهو ما تستهدفه الدولة المصرية في الفترة الحالية، مشيراً إلى أن مصر تسعى إلى الانفتاح والتعاون مع جميع دول العالم.

وتابع: «المنطقة العربية تحظى بالاهتمام الأول من قبل الدولة المصرية، ومن هنا تأتي العلاقات بين مصر والعراق لتشكل حجر أساس لتقوية العلاقات المصرية مع الدول العربية».

العلاقات المصرية العراقية تتطور بشكل كبير

وأكد أن العلاقات المصرية العراقية تتطور بشكل كبير ولافت للنظر منذ انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة عام 2020، ثم توقيع عدد من الاتفاقات خلال تلك الفترة، تلاها الجولة الثانية التي عقدت في 2023 وشهدت المزيد من الاتفاقيات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • أستاذ تمويل: العلاقات المصرية العراقية تتطور بشكل كبير ولافت للنظر
  • الغاز والمفاعلات النووية.. أسلحة واشنطن لمواجهة تمدد الصين
  • موقع : عائلة مليارديرات بولندية تعتزم تشييد أطول تمثال للسيدة العذراء في العالم
  • وزير الموارد البشرية: مبادرات جديدة تحول تحديات سوق العمل إلى فرص نوعية
  • غارديان: هل نحن أمام نقطة تحول في تاريخ العالم؟
  • أسباب هزيمة منتخب مصر أمام فرنسا في بطولة كأس العالم لليد.. ناقد يكشف
  • صنعاء.. تَسلم مبنى مدرسة في مديرية همدان من الهلال الأحمر
  • ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى خطورته وانتشاره حول العالم ؟
  • عاجل - رصدتها الأقمار صناعية.. الصين تبني أكبر مركز في العالم لأبحاث الاندماج النووي
  • رصدتها الأقمار صناعية.. الصين تبني أكبر مركز في العالم لأبحاث الاندماج النووي