طموح كبير تحول إلى فشل ذريع.. قصة أطول مبنى مهجور في العالم
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
في قلب مدينة تيانجين الصينية، يقف برج الصين 117، المُلقب بأطول مبنى مهجور في العالم شاهدًا بصمت على طموحات بائسة وحسابات خاطئة، هذا العملاق الخرساني، الذي كان من المفترض أن يكون رمزًا للتطور العمراني الصيني، تحول إلى مثال حي على المخاطر التي تنطوي عليها المشاريع الضخمة غير المدروسة.
بداية حلم برج الصين 117بدأ حلم بناء برج الصين 117 في عام 2008 عندما خططت شركة جولدين جروب لإنشاء أطول ناطحة سحاب في العالم، لتكون معلمًا بارزًا في المدينة، ومع هذا التخطيط غير المدروس، سرعان ما اصطدم المشروع بالعديد من العقبات، أبرزها الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في ذلك الوقت، ما أدى إلى توقف العمل في المشروع أكثر من مرة.
وعلى الرغم من محاولات استئناف البناء مرة أخرى، فإن المشكلات المالية التي عانت منها الشركة المطورة، بالإضافة إلى التقديرات الخاطئة لحجم الطلب على مثل هذه المشاريع في مدينة بحجم تيانجين، أدت في النهاية إلى توقف نهائي للأعمال في عام 2018، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».
أسباب فشل المشروعوعلَّق خبراء كثيرون على هذا البرج الصيني صاحب لقب أطول مبنى مهجور في العالم، موضحين أن أسباب فشل هذا المشروع تعود إلى الطموحات المُبالغ فيها؛ إذ كان المشروع طموحًا للغاية، وتم تصميمه ليكون أطول مبنى في العالم، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة وتخطيطًا دقيقًا، إلى جانب مشكلات التمويل؛ إذ عانت الشركة المطورة من مشكلات مالية كبيرة، لا سيما بعد الأزمة المالية العالمية، ما أدى إلى عجزها عن استكمال المشروع.
من ضمن أسباب فشل المشروع أيضًا التقديرات الخاطئة للطلب؛ إذ لم يكن هناك طلب كاف على مثل هذا المشروع في مدينة تيانجين؛ ما جعل من الصعب تبرير الاستثمارات الضخمة فيه، كما أن التوقيت غير المناسب كان أحد أسباب الفشل؛ إذ بدأ المشروع في وقت شهد فيه الاقتصاد الصيني تباطؤًا، ما زاد من صعوبة الحصول على التمويل.
طموح كبير تحول إلى فشل ذريعوأدى فشل مشروع برج الصين 117 إلى خسائر فادحة للشركة المطورة، وأصبح المبنى شاهدًا على طموحات بائسة وأحلام ضائعة، كما أن هذا الفشل دفع السلطات الصينية إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة ببناء ناطحات السحاب؛ إذ أصدرت مرسومًا في عام 2020 للحد من حجم وعدد هذه المباني.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مبنى مهجور ناطحة سحاب فی العالم أطول مبنى
إقرأ أيضاً:
السعودية تدهش العالم وتعيد تعريف سياحة المغامرات عبر مشروع THE RIG
بالقرب من جزيرة الجريد، وعلى بُعد 40 كيلومترًا من خط الساحل، ستتلألأ عما قريب مياه الخليج العربي الفيروزية، عاكسة أضواء منشأة ضخمة واستثنائية وهي تمد أذرعها لتعانق السحاب، فيما تردد صفحة المياه أصداء صيحات الحماسة والمتعة المنطلقة من حناجر الزوار والمصطافين المنغمسين في تحديات مغامراتهم البحرية وأدرينالين رياضاتهم الجريئة.
يبدو ذلك أشبه بالحُلم، نعم. لكنه حُلم مدعوم بسنوات من التفكير والدراسة والتخطيط واستطلاعات الرأي، كما يؤكد رائد بخرجي، الرئيس التنفيذي لمشروع «.THE RIG»، المتوقع افتتاحه في المملكة العربية السعودية ضمن خطة تنفيذ رؤية السعودية 2030، كوجهة غير مسبوقة في المنطقة والعالم للترفيه وسياحة المغامرات.
ويصف بخرجي مشروع «.THE RIG» قائلًا: «لاستيعاب طبيعة المشروع علينا أن ندرك أنه مشروع سياحي إستراتيجي طموح، يستهدف استقطاب أكثر من 900 ألف زائر سنويًا بحلول عام 2032، على متن منصاته الأربع، والممتد على مساحة تزيد على 300 ألف متر مربع، يضم بدوره 3 فنادق بسعة 800 غرفة و11 مطعمًا مختلفًا، إضافة إلى المطاعم الموجودة في منطقة التسوق، والعشرات من الأنشطة الترفيهية بما فيها الرياضات الجريئة والمغامرات السياحية، وباختصار، فإن المشروع متفرد ولم يسبق له مثيل في العالم، ونرى أنه سيمثل نقلة نوعية لقطاع السياحة والترفيه في المملكة والمنطقة، وسيعيد تعريف مفهوم السياحة البحرية بأنواعها».
ويُعد مشروع «.THE RIG» الأول من نوعه عالميًا الذي يتم تشييده من منصات نفط بحرية مُصنعة أو معاد تأهيلها وهو أمر غير مألوف في المشاريع السياحية، ويشرح بخرجي أسباب التركيز على منصات النفط البحرية كوحدات بناء للمشروع، وكيفية تصميمها وبنائها ومن ثم تشغيلها قائلًا: «تمثل منصات النفط البحرية المكونة للمشروع تجسيدًا لإرث المملكة العربية السعودية الغني في قطاع النفط والغاز واحتفاءً به، وسيجري تصميم كل منصة من منصات المشروع ليعكس جانبًا من ذلك الإرث، أما المنصات نفسها، فسيتم تصنيع بعضها بطريقة عصرية قبل أن يتم نقلها إلى موقع المشروع، فيما سيتم جلب البعض الآخر وإعادة تأهيلها، ليكون بذلك أضخم بناء يتم نقله من البر وتثبيته في وسط البحر».
ويتابع: «إن تصميم وبناء مشروع سياحي ضخم مثل «.THE RIG» من منصات نفط يشتمل في حد ذاته على تحديات كبيرة، فلم يسبق لأحد أن قام بالتخطيط لمثل هذا المشروع، لكن التحديات وُجدت للتغلب عليها، وسيشهد الزوار عند افتتاح «.THE RIG» عددًا من الابتكارات غير المسبوقة التي تطال كافة المرافق والأنشطة بالموقع، التي تعتمد في وجودها على أحدث ما أنتجت العلوم والتقنيات، وعلى إبداعات ألمع العقول العاملة في المشروع».