موقع النيلين:
2025-02-03@00:26:42 GMT

كندا أولاً .. كندا ليست بمفردها ..!

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

تتبنى كندا سياسة خارجية تجمع بين الدفاع عن المصالح الوطنية والتعاون الدولي، مع التزام قوي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والبيئة. كما تحافظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى.

في كتابهما الصادر حديثاً عن مطبعة جامعة أكسفورد بعنوان “كندا أولاً، كندا ليست بمفردها: تاريخ السياسة الخارجية الكندية”، يستعرض المؤلفان آدم تشابنيك وآسا مكيرشر، الخبيران في مجال السياسة الخارجية الكندية، تطور هذه السياسة من منتصف القرن العشرين حتى الوقت الحاضر.

يوضحان كيف شكل رؤساء وزراء متعاقبون دور كندا على المسرح العالمي تحت شعار “كندا عادت”.

ينقسم الكتاب إلى 11 فصلاً، ويركز كل فصل على رئيس وزراء مختلف وأحداث بارزة في السياسة الخارجية. يبدأ من دبلوماسية ويليام ليون ماكنزي كينج خلال الحرب العالمية، وصولاً إلى تحديات جاستن ترودو الحديثة في سيناريو عالمي معقد بشكل متزايد. يستخدم المؤلفان مجموعة متنوعة من دراسات الحالة لاستكشاف لحظات فارقة مثل أزمة السويس وموقف كندا من تغير المناخ والتجارة الدولية.

يشير الكاتبان إلى أنه بينما أعلن القادة الكنديون تاريخياً نهج “كندا أولاً”، فإنهم لم يسعوا أبداً لتنفيذ هذا النهج بشكل منعزل. تتميز السياسة الخارجية الكندية، كما يوضح الكتاب، بمزيج من المصلحة الذاتية الحازمة والتعاون العالمي. وقد ساعد هذا النهج المزدوج كندا على التنقل عبر المياه المضطربة للعلاقات الدولية، موازنة بين المصالح الوطنية والمسؤوليات العالمية.

إحدى نقاط القوة في الكتاب هي غوصه العميق في كيفية تقاطع السياسة المحلية مع الضغوط الدولية، مما يوفر للقراء فهماً دقيقاً لكيفية تأثير القرارات المتخذة في أوتاوا على الساحة العالمية. لا يتردد المؤلفان في نقد القرارات الصادرة عن السياسة الخارجية الكندية، مقدمين وجهات نظر متوازنة حول النجاحات والإخفاقات.

إضافة إلى ذلك، يغوص الكتاب في دور كندا في سياق المنظمات الدولية والمعاهدات، مؤكداً المناورات الاستراتيجية للبلاد للحفاظ على مصالحها الوطنية مع الإسهام في الحوكمة العالمية. من خلال معاينة تفاعل كندا مع الأمم المتحدة والناتو وغيرها من المؤسسات متعددة الأطراف، يسلط تشابنيك ومكيرشر الضوء على كيفية تفوق كندا في الأغلب على الساحة الدولية. يتجلى ذلك في مشاركتها النشطة في مهام حفظ السلام ودورها كوسيط في النزاعات الدولية.

كما يولي المؤلفان اهتماماً كبيراً بالعلاقات الدبلوماسية لكندا مع القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى علاقاتها مع الاقتصادات الناشئة. يشرح المؤلفان كيف تطورت هذه العلاقات بسبب التحولات الجيوسياسية والتغييرات السياسية الداخلية داخل كندا. كما يناقشان التوازن الدقيق الذي يجب أن تحافظ عليه كندا بين حليفها الأقرب، الولايات المتحدة، وعلاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين، وهذا الأمر يشكّل الكثير من تحديات السياسة الخارجية الكندية الأخيرة.

جانب آخر مهم يغطيه الكتاب هو تأثير الرأي العام المحلي ووسائل الإعلام على السياسة الخارجية الكندية. يناقش المؤلفان كيف دفع الشعور العام في بعض الأحيان، وقيّد في أحيان أخرى مبادرات السياسة الخارجية للحكومة. يدمج المؤلفان تحليلات للنقاشات العامة الرئيسية التي أثرت في اتجاهات السياسة، مثل، تلك المحيطة بالمشاركات العسكرية والتدخلات الإنسانية. يساعد هذا الاستكشاف على توضيح التفاعل المعقد بين التصور العام وصياغة السياسات.

ينظر الكتاب إلى المستقبل، متكهناً بالمسارات المحتملة التي قد تتخذها السياسة الخارجية الكندية في العقود القادمة، في ظل مواجهة العالم لتحديات غير مسبوقة مثل، تغير المناخ، الأزمات الصحية العالمية، والتحولات في ديناميكيات القوة الدولية، ويجد المؤلفان أن السياسة الخارجية الكندية ستحتاج بلا شك إلى التكيف. يختتم الكتاب بمناقشة حول كيفية صياغة الاتجاهات الحالية قرارات كندا المستقبلية وهويتها على الساحة العالمية.


آدم تشابنيك وآسا مكيرشر
آدم تشابنيك، أستاذ دراسات الدفاع في كلية القوات الكندية والكلية العسكرية الملكية في كندا.
آسا مكيرشر، أستاذ مساعد في التاريخ في الكلية العسكرية الملكية في كندا.

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية بمعرض الكتاب: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية

 

استضافت "القاعة الرئيسية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ معالي الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث حاوره الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.

استهل عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الندوة بالترحيب؛ بوزير الخارجية، قائلًا: "حوارنا اليوم سهل وممتع، لأننا أمام شخصية دبلوماسية متميزة، ورجل معروف بجهده الكبير الذي قد يكون على حساب صحته، لكنه يؤدي واجبه الوطني بإخلاص"؛ وأضاف: "حرصنا على جمع أسئلة الجمهور التي تدور حول القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل غزة، العلاقات المصرية- الأمريكية، قضية المياه، والقرن الإفريقي، لنناقشها اليوم بشفافية ووضوح".

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حضور وزير الخارجية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، رغم عودته من مَهمة دبلوماسية رسمية في بيروت؛ بالأمس، يعكس قناعته العميقة بأهمية التواصل مع الرأي العام.

وقال الدكتور بدر عبد العاطي: "نؤمن بأن السياسة الخارجية تبدأ من الداخل، وهي امتداد للسياسة الداخلية، كما أنه يدرك أهمية الشراكة بين صانع القرار والمجتمع، لأن السياسة ليست قرارات تُتخذ في الغرف المغلقة، بل تتشكل عبر التفاعل مع المواطنين"؛ وتابع: "القضية الفلسطينية اليوم هي الشغل الشاغل للجميع، خاصة بعد زلزال 7 أكتوبر، الذي لا تزال توابعه تهز المنطقة يوميًا؛ لكن مثلما يسبب الزلزال دمارًا، فإنه في بعض الأحيان يشق الأرض لتُنبت من جديد".

فيما أكد الدكتور بدر عبد العاطي، أن رئيس الجمهورية هو من يصنع السياسة الخارجية؛ بالتنسيق مع المؤسسات المعنية؛ وشدد عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن مصر تدعم منذ عقود حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967م؛ وعاصمتها القدس الشرقية؛ وأوضح أن ما حدث في 7 أكتوبر بمثابة زلزال سياسي وأمني، وأن مصر منذ اليوم الأول عملت على احتواء تداعياته؛ وتقليل الخسائر الإنسانية.
وأضاف: "بدون حل القضية الفلسطينية، لن يكون هناك استقرارًا أو سلامًا دائمًا في المنطقة، حتى لو تم حل جميع النزاعات الأخرى"، لافتًا إلى أن مصر أدت دورًا رئيسيًا في التوصل إلى الاتفاق الحالي؛ بالتعاون مع قطر؛ والولايات المتحدة.

وفيما يخص الدعم الإنساني، أكد الوزير؛ أن مصر وفرت 70% من المساعدات التي دخلت إلى غزة، بينما قدم المجتمع الدولي 30% فقط، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي لإغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار؛ وتحدث عبد العاطي؛ عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها شراكة استراتيجية ممتدة لأكثر من أربعة عقود؛ رغم بعض التباينات في وجهات النظر؛ وأضاف: "هذه العلاقة ليست قائمة على الأفراد، بل على المؤسسات والمصالح المشتركة، وقد أثبتت قدرتها على تجاوز الخلافات"؛ وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ تلقى اليوم؛ اتصالًا؛ من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ما يعكس عمق هذه العلاقات؛ وتداخل الملفات المشتركة، مثل القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والأمن المائي.

وفيما يخص الأزمة السودانية، أوضح الوزير؛ أن مصر تعمل على عدة مسارات تشمل إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤسس لنظام ديمقراطي يضم جميع الأطراف؛ وأكد أن مصر لا تنحاز إلى أي طرف، بل تدعم استقرار الدولة الوطنية.
وبالنسبة للقرن الإفريقي، شدد عبد العاطي؛ على أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، لكنها تدعم "الصومال" في محاربة الإرهاب؛ وتحافظ على وحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن أي تحرك دولي في المنطقة يجب أن يتم بموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي؛ ومجلس الأمن الدولي.

كما أكد وزير الخارجية؛ أن الأمن المائي يمثل قضية وجودية لمصر، مشددًا على أنه لا توجد أي مشكلات مع دول حوض النيل الجنوبي. كما أشار إلى أن مصر تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في إفريقيا، وتدعم القطاع الخاص المصري للاستثمار في القارة.

وحول العلاقات مع تركيا، أكد الوزير؛ أن هناك تفاعل إيجابي مستمر بين البلدين، حيث تم تحقيق تقدم في الملفات الثنائية والإقليمية؛ وأوضح أن التجارة الثنائية؛ وصلت إلى 15 مليار دولار، وهناك مشاورات مستمرة حول قضايا مثل الوضع في ليبيا؛ والقضية الفلسطينية.

وفي ختام حديثه، وجه عبد العاطي؛ رسالة إلى الشباب، قائلًا: "مصر دولة عظيمة بمواردها وشبابها، والتحديات الكبيرة تعني فرصًا أكبر للنمو والتطور"؛ كما دعاهم إلى التفاؤل؛ والعمل على تطوير أنفسهم؛ والاستفادة من الفرص المتاحة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمهن المتخصصة.

واختتم الوزير؛ حديثه؛ قائلًا: "المنافسة شرسة، لكن أنتم أكثر حظًا من الأجيال السابقة؛ فمن يعمل بجد سيجد الفرص، والدولة تحتاج إلى الجميع، سواء في المجالات الفنية أو العلمية أو التكنولوجية".

مقالات مشابهة

  • لماذا اختار "الشرع" السعودية أولاً؟: زيارة الرئيس السوري تحمل رسائل غير متوقعة
  • رالي حائل: الراجحي بطلًا ودانية تحصد المركز الثالث
  • أميركا تفرض رسوما جمركية على البضائع الكندية
  • وزير الخارجية بمعرض الكتاب: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية
  • يهدد التجارة العالمية.. ترامب يفرض رسومًا جمركية جديدة على كندا والمكسيك والصين
  • مصر أولا.. اجتماع طارئ لمجلس أمناء الحوار الوطني اليوم
  • إدارة ترامب تدرس ضم وكالة التنمية الدولية إلى وزارة الخارجية
  • ترامب يخطط لضم وكالة التنمية الدولية لوزارة الخارجية
  • «ترامب» ينفذ وعيده.. فرض رسوما كبيرة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية ابتداءً من الغد
  • السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية