كندا أولاً .. كندا ليست بمفردها ..!
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
تتبنى كندا سياسة خارجية تجمع بين الدفاع عن المصالح الوطنية والتعاون الدولي، مع التزام قوي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والبيئة. كما تحافظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى.
في كتابهما الصادر حديثاً عن مطبعة جامعة أكسفورد بعنوان “كندا أولاً، كندا ليست بمفردها: تاريخ السياسة الخارجية الكندية”، يستعرض المؤلفان آدم تشابنيك وآسا مكيرشر، الخبيران في مجال السياسة الخارجية الكندية، تطور هذه السياسة من منتصف القرن العشرين حتى الوقت الحاضر.
ينقسم الكتاب إلى 11 فصلاً، ويركز كل فصل على رئيس وزراء مختلف وأحداث بارزة في السياسة الخارجية. يبدأ من دبلوماسية ويليام ليون ماكنزي كينج خلال الحرب العالمية، وصولاً إلى تحديات جاستن ترودو الحديثة في سيناريو عالمي معقد بشكل متزايد. يستخدم المؤلفان مجموعة متنوعة من دراسات الحالة لاستكشاف لحظات فارقة مثل أزمة السويس وموقف كندا من تغير المناخ والتجارة الدولية.
يشير الكاتبان إلى أنه بينما أعلن القادة الكنديون تاريخياً نهج “كندا أولاً”، فإنهم لم يسعوا أبداً لتنفيذ هذا النهج بشكل منعزل. تتميز السياسة الخارجية الكندية، كما يوضح الكتاب، بمزيج من المصلحة الذاتية الحازمة والتعاون العالمي. وقد ساعد هذا النهج المزدوج كندا على التنقل عبر المياه المضطربة للعلاقات الدولية، موازنة بين المصالح الوطنية والمسؤوليات العالمية.
إحدى نقاط القوة في الكتاب هي غوصه العميق في كيفية تقاطع السياسة المحلية مع الضغوط الدولية، مما يوفر للقراء فهماً دقيقاً لكيفية تأثير القرارات المتخذة في أوتاوا على الساحة العالمية. لا يتردد المؤلفان في نقد القرارات الصادرة عن السياسة الخارجية الكندية، مقدمين وجهات نظر متوازنة حول النجاحات والإخفاقات.
إضافة إلى ذلك، يغوص الكتاب في دور كندا في سياق المنظمات الدولية والمعاهدات، مؤكداً المناورات الاستراتيجية للبلاد للحفاظ على مصالحها الوطنية مع الإسهام في الحوكمة العالمية. من خلال معاينة تفاعل كندا مع الأمم المتحدة والناتو وغيرها من المؤسسات متعددة الأطراف، يسلط تشابنيك ومكيرشر الضوء على كيفية تفوق كندا في الأغلب على الساحة الدولية. يتجلى ذلك في مشاركتها النشطة في مهام حفظ السلام ودورها كوسيط في النزاعات الدولية.
كما يولي المؤلفان اهتماماً كبيراً بالعلاقات الدبلوماسية لكندا مع القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى علاقاتها مع الاقتصادات الناشئة. يشرح المؤلفان كيف تطورت هذه العلاقات بسبب التحولات الجيوسياسية والتغييرات السياسية الداخلية داخل كندا. كما يناقشان التوازن الدقيق الذي يجب أن تحافظ عليه كندا بين حليفها الأقرب، الولايات المتحدة، وعلاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين، وهذا الأمر يشكّل الكثير من تحديات السياسة الخارجية الكندية الأخيرة.
جانب آخر مهم يغطيه الكتاب هو تأثير الرأي العام المحلي ووسائل الإعلام على السياسة الخارجية الكندية. يناقش المؤلفان كيف دفع الشعور العام في بعض الأحيان، وقيّد في أحيان أخرى مبادرات السياسة الخارجية للحكومة. يدمج المؤلفان تحليلات للنقاشات العامة الرئيسية التي أثرت في اتجاهات السياسة، مثل، تلك المحيطة بالمشاركات العسكرية والتدخلات الإنسانية. يساعد هذا الاستكشاف على توضيح التفاعل المعقد بين التصور العام وصياغة السياسات.
ينظر الكتاب إلى المستقبل، متكهناً بالمسارات المحتملة التي قد تتخذها السياسة الخارجية الكندية في العقود القادمة، في ظل مواجهة العالم لتحديات غير مسبوقة مثل، تغير المناخ، الأزمات الصحية العالمية، والتحولات في ديناميكيات القوة الدولية، ويجد المؤلفان أن السياسة الخارجية الكندية ستحتاج بلا شك إلى التكيف. يختتم الكتاب بمناقشة حول كيفية صياغة الاتجاهات الحالية قرارات كندا المستقبلية وهويتها على الساحة العالمية.
آدم تشابنيك وآسا مكيرشر
آدم تشابنيك، أستاذ دراسات الدفاع في كلية القوات الكندية والكلية العسكرية الملكية في كندا.
آسا مكيرشر، أستاذ مساعد في التاريخ في الكلية العسكرية الملكية في كندا.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن أولوياته بعد التنصيب.. نهاية الحروب وتغييرات جذرية في السياسة الداخلية
في فعالية حاشدة للمحافظين الشباب في ولاية أريزونا، كشف الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، عن ملامح خططه لأول يوم له في البيت الأبيض، والذي وصفه بـ "يوم التحرير".
تعهد ترامب خلال خطابه باستكمال أجندته الإصلاحية في عدة مجالات رئيسية، من بينها إنهاء الفوضى في الشرق الأوسط، وسعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى طرح إجراءات داخلية حاسمة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، كما تناول العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، مؤكدًا عزمه على إحداث تغييرات كبيرة فور تنصيبه في 20 يناير المقبل.
التصدي للفوضى والحروب
في بداية كلمته، تناول ترامب قضايا السياسة الخارجية، حيث أكد عزمه على إنهاء ما وصفه بـ "الفوضى في الشرق الأوسط" و"الحرب الفظيعة" في أوكرانيا.
وأعلن أن أولويته الكبرى ستكون منع اندلاع "حرب عالمية ثالثة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ خطوات حاسمة لإنهاء هذه النزاعات المدمرة.
وأكد أنه من بين أول قراراته سيتعين على الجيش الأميركي تنفيذ استراتيجيات جديدة لحماية سماء أميركا، ومنها إنشاء "قبة حديدية" لحماية الولايات المتحدة من أي تهديدات.
الملف الاجتماعي: جنسان فقط
في إطار استهداف القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، أعلن ترامب عن عزمه على وقف ما وصفه بـ "جنون التحول الجنسي"، واصفًا إياه بالممارسات التي تضر بالقيم الاجتماعية.
وأوضح أن من بين قراراته العاجلة في اليوم الأول له، إصدار مراسيم لإنهاء ما وصفه بـ "تشويه الأطفال جنسيًا"، وإبعاد الأفراد المتحولين جنسيًا عن الجيش الأميركي والمدارس.
كما تعهد بمنع الرجال من المشاركة في الرياضات النسائية، مؤكدًا أن السياسة الرسمية للولايات المتحدة ستكون أن "هناك جنسين فقط: ذكر وأنثى".
ملف الهجرة: أكبر عملية ترحيل
عادت قضية الهجرة لتكون محورًا رئيسيًا في خطاب ترامب، حيث تعهد باتخاذ خطوات فورية لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
ووعد بإغلاق الحدود أمام المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدًا أن إدارته ستبدأ "أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة".
كما ذكر أنه سيعتمد سياسة تصنيف عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية، وتعهد بمعالجة قضية قناة بنما التي كانت موضوعًا آخر لتهديداته، حيث أشار إلى ضرورة إعادة السيطرة الأميركية عليها إذا لم تُحترم المصالح الأميركية.
العصر الذهبي
كما تعهد ترامب بتحقيق "العصر الذهبي" في الولايات المتحدة خلال ولايته الثانية، مع التأكيد على أن "يوم 20 يناير سيكون يوم التحرير في أميركا".
وفي الوقت الذي وجه فيه انتقادات لاذعة للرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، أكد أن فترة حكمه ستكون نقطة انطلاق جديدة نحو "السلام والازدهار والعظمة الوطنية".