الثورة نت:
2025-01-16@19:16:12 GMT

عملية “يافا” تكبح التهور السعودي

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

 

 

تعود السعودية خطوة إلى الوراء وتتراجع عن إجراءاتها الاقتصادية العدائية ضدّ اليمن، بعد أيام من إطلاق السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تهديدًا صريحًا ضدّ أمنها الاقتصادي ومصالحها، وإعلانه عن معادلة “البنوك اليمنية بالبنوك السعودية، ومطار صنعاء بمطار الرياض والموانئ بميناء الحديدة”.
عملية “يافا” المباركة آتت أكلها سريعًا، وجدية اليمن في إسناد غزّة وثباته على الموقف رغم التحالفات الأميركية والغربية ضدّه دفعت السعودي لإعادة التفكير وقراءة الأحداث من زاوية التأثيرات والمخاطر المحتملة على بنوكه وموانئه ومنشآته الحيوية في حال التصعيد مع اليمن، لا سيما والأخير يمتلك من القدرات في هذه المرحلة ما لم يمتلكه خلال حرب السنوات الثماني الماضية.


وبعد أيام من المباحثات والمداولات أصدر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جراندبرغ بيانًا كشف فيه عن اتفاق يتضمن عدة تدابير لخفض ما أسماه التصعيد في ما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.
بنود الاتفاق حسب الإعلان الأممي وتأكيد رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام هي:
– إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضدّ البنوك والتوقف مستقبلًا عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة.
– استئناف طيران “اليمنية” للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميًّا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يوميًا أو بحسب الحاجة.
– عقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية التي تواجهها الشركة.
– البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق.
تلك هي مضامين الاتفاق الذي حرص المبعوث الأممي كعادته على أن يقدمها على أنها اتفاق بين الأطراف اليمنية، متجاهلًا دور السعودية في اختلاق الأزمة ورفع منسوب التوتر ومن ثمّ التراجع والنزول عن الشجرة. والمفارقة العجيبة إشارة غروندبرغ إلى ما أسماه الدور الهام الذي لعبته السعودية في التوصل إلى هذا الاتفاق.
محاولات تلميع السعودية وإظهارها كوسيط أصبحت لازمة في بيانات الأمم المتحدة في ما يخص الأزمة اليمنية وديباجة اعتاد الناس على قراءتها وسماعها. وهذا أمر لافت يظهر حجم قلق ابن سلمان من تداعيات عدوانه على اليمن واحتمالية استئناف المواجهات في العمق السعودي.
في قراءة أولية لنص الاتفاق فصنعاء أجبرت حكومة المرتزقة على التخلي عن إجراءاتها التصعيدية في ما يخص نقل البنوك ومنع التحويلات المالية بتهديد مشغلها السعودي ليتأكد أن هذه السلطة شكلية ولا تملك أي قرار، في المقابل الثقة بين السلطة في صنعاء والبنوك الخاصة والأهلية، وكذلك التجار ورؤوس الأموال، تتعزز أكثر وأكثر.
أزمة نقل البنوك نستطيع أن نقول إنها انتهت، والرحلات من مطار صنعاء إلى الأردن ستعود، لكن المطب في الاتفاق هو في ما يخص زيادة الرحلات إلى القاهرة والهند بقصد العلاج. فرغم وضوح النص باعتماد رحلتين إلى هذين البلدين إلا أن الأمم المتحدة تركت الباب مواربًا للتنصل والمماطلة لطرف العدوان بما أبدته من استعداد للتواصل مع السلطات الهندية والمصرية للقبول بفتح الأجواء واستقبال الرحلات من صنعاء. ففي هذه الحالة تستطيع السعودية أن تمارس الضغط على مصر لعدم الموافقة على التعاون مع صنعاء كما حدث مع أول اتفاق لخفض التصعيد قبل أكثر من عامين والأمر ينسحب على الهند بمطالبتها بالامتناع عن استقبال رحلات صنعاء.
الحديث عن التعاون والتنسيق لحل الخلافات الإدارية والمالية مع شركة “اليمنية” من أجل التوصل إلى اقتصاد يخدم جميع اليمنيين ويدعم تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة يخضع للرغبة السعودية في إنهاء تدخلها في اليمن ومن خلفها الأميركي الذي يريد بقاء الحال على ما هو عليه للضغط على سلطة صنعاء وابتزاز العملاء في الإقليم.
الاتفاق في مضمونه خطوة مهمّة لنزع فتيل التوّتر لكن الأزمة ما تزال قائمة والاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني طويلة، وتحتاج إلى ممارسة الضغط على السعودي وداعميه لوقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار وخروج قوات الاحتلال والمضي في صرف المرتبات وإعادة الإعمار، وما سبق شروط اليمن لأي اتفاق شامل مع دول العدوان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

تخوض صنعاء حربًا ضد الكيان القذر، ويخوض أحذية العدو حربًا ضد صنعاء، ليس لأنهم كانوا يخوضونها بالفعل قبلًا، فقبل الطوفان كانت اليمن تعيش أجواء الهدنة، وإلى أن أعلنت صنعاء موقفها مع غزة؛.
فقد كان أمراء النفط يتأهبون لغمر أعناق غلمانهم في البحر، أو إرسالهم إلى حيث ألقت، ومع أوّل عابر سبيل.
وحتى الآن؛
يكفي أن تقول صنعاء بأنها ستوقف عملياتها إسنادًا لغزة، ليتم من بعدها إرسال أحذية العدو إليها.. مع خالص التحيات!
لكنها صنعاء لن توقف عملياتها ضد العدو القذر،
ورغم ألف أنفٍ بإذن الله وعونه.
إذن، وعلى هذا النحو، فلتكن الأمور واضحة:
ما يدفع أحذية العدو «للتنباع» الآن، هو موقفنا مع غزة، وضد الكيان القذر.
وعلى نحوٍ أكثر وضوحًا:
لأن صنعاء رفضت وقف عمليات إسناد غزة!
وإلا فليس بيننا وبين صحابة رسول الله، صلوات الله عليه وعلى آله، وبين زوجاته أمهات المؤمنين؛ إلا كل ما يقتضيه توقير المتأخر للأسبق منه إيمانا، مع بقية هوامش وتفصيلات لا تفسد من أمر المودة بين كافة اليمنيين قضيّة.
نحن تشرّبنا المعين العذب من منبعه،
في وقتٍ كان الذين يتطاولون في البنيان، الآن، يتسابقون على قطرة الماء.. مع شائهم والبعير!
لأننا نحن هنا الأرض الطيبة منذ الأزل،
ولم نأخذ من الأعراب، على اختلافاتنا، دينًا ولا لينًا ولا سياسةً ولا ومذهب.
وهم الذين قال الحق عنهم:
«الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»
هذه قصّةٌ بالنسبة لنا محسومة،
ولهذا فلا ننشغل بتصنيف الناس على مذاهبهم، وإنما على مواقفهم الفعلية من أعداء الأمة أجمعين.
ببساطةٍ لأنه ليس من اختصاصاتنا فرز أصحاب الجنة عن أصحاب السعير؛
لأنّ الله بعباده عليمٌ خبير،
ولكننا نبذل جهدنا في الطاعة ونسأله القبول، ولا تهمنا بعدها تقييماتكم، لأن الجنة «مش حق ابو بشر»، والعاقبة- وهذا بيد الله وحده- للمتقين!
وأهل اليمن على أية حالٍ يتعارفون فيما بينهم، الزيديّ إلى جوار الشافعي، فيما لا يتناسب الخطاب الطائفي مع ثوب اليمن، ولا مع حكمة أبنائها.
تاريخنا، المختلف، يشهد على هذا الأمر، وصنعاء التي حفظت التراث المعتزلي، وتعز بن علوان الصوفي، وتاريخ الدولة الرسولية وملوكها الأدباء المفكرين في آن، وصعدة بهجة الزمان، وإب محمد بن أبي الخير العمرانيّ الحنبلي، و”مطلع” القاضي جعفر بن عبدالسلام، وحضرموت الخضراء روحانيّةً بالغة البهاء.. وتصوّف.
كلها تشهد على تاريخٍ فكريٍّ مختلف، وبالغ الثراء، في بلادٍ كان ملوكها على اختلاف ممالكهم، من أهل العلم، وتشترط فيهم إلى جواره التقوى!
ولهذا فلم تكن لتقوى على تفتيت نسيجهم المفتول فتنةٌ مذهبية، ولا نعرةٌ طائفيّة، وحتى الآن فلا تقام في هذه الأرض صلاة،
إلا وتجاور فيها اليمنيون – على اختلاف مذاهبهم – صفّا،
من سربل منهم إن شئت، ومن قال منهم «آمين».
لكنه موقفنا من فلسطين هو السبب الأوحد، والمعروف الواضح الذي استجلب أراذلها علينا، لا لوجه الله يتكالبون وإنما لوجه نتنياهو، وتمامًا كما تكالبوا علينا قبل أعوامٍ عددا؛
لا لثأرات العروبة،
وإنما لريالات ابن سلمان.
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية تعلن نقل المركز الرئيس لمؤسسة موانئ البحر الأحمر إلى “المخا”
  • أول تعليق رسمي من “صنعاء” بشأن اتفاق غزة
  • بايدن: “دبلوماسية أميركا المثابرة” ساهمت في الوصول لاتفاق غزة
  • حماس تزف وقف اطلاق النار: هو ثمرة “الصمود الأسطوري” لشعبنا ومقاومتنا
  • أول بيان لحركة “حماس” عقب التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • تشمل انسحاب “إسرائيلي” من القطاع.. الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار (بنود)
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” (إنفوجرافيك)
  • “لقاء الأربعاء”
  • الثانية في يوم واحد.. “صاروخية صنعاء” تستهدف “كهرباء ايلات” واهداف في “يافا” المحتلة 
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف وزارة الدفاع للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع “فلسطين2”