إنقاذ السودان مسؤولية دولية
تؤكد دولة الإمارات الأهمية القصوى لتنسيق وتعزيز الجهود الدولية بهدف إنهاء الصراع الكارثي الذي يشهده السودان، ولإيجاد حلول تمكنه من تجاوز تحدياته واستعادة أمنه واستقراره، وهو ما جددت دولة الإمارات تأكيده خلال المشاركة في خلوة الوسطاء بشأن الوضع في السودان التي انعقدت في جيبوتي وشاركت بها 32 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، لبحث المبادرات والجهود الدولية لإحلال السلام في السودان وخلق رؤية مشتركة لها، حيث بينت الإمارات ضرورة وقف القتال بشكل فوري، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وخاصة أن المعاناة والتداعيات المأساوية جراء القتال تتفاقم وتنعكس على حياة ملايين المدنيين من أبناء الشعب السوداني، وهو تحد يوجب تحقيق استجابة إنسانية فاعلة ومنسقة لتلبية الاحتياجات الإغاثية والأساسية والعاجلة والتخفيف من هول المعاناة سواء للمحتاجين داخل السودان أو في مناطق النزوح التي قصدوها للنجاة بحياتهم.
معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، جدد تأكيد مواقف الدولة خلال الكلمة التي ألقاها في “الخلوة” وبيّن حجم الجهود الإنسانية النوعية التي تقوم بها الإمارات انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة الراسخ على مد يد العون للأشقاء السودانيين، وما تقوم به للحد من تداعيات ما تسببه موجات النزوح من ضغوط تثقل كاهل الدول المضيفة، إذ بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة منذ بدء الصراع في أبريل 2023 ما يقارب الـ 245 مليون دولار، بجانب إنشاء مستشفيين ميدانيين في جمهورية تشاد لدعم الأشقاء السودانيين النازحين هناك، ودعماً لجمهورية تشاد الصديقة، للتخفيف من آثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين.. وذلك في موازاة تأكيدها الراسخ على دعم وتبني كل مسعى أو توجه يهدف إلى إنهاء التصعيد وإيجاد مسار توافقي يضمن خروج السودان من أزمته واستعادة العملية السياسية، حيث أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، ولا بديل عن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار والعمل على تفعيل لغة الحوار لإيجاد حل سلمي لأزمة السودان وما ينجم عنها من كوارث ومآسي على الصعد كافة.
العالم الذي يدرك الآثار والنتائج السلبية للحروب والصراعات والاقتتال، ويعي جيداً ما يمثله استمرار أزمة السودان من خطورة، وهو البلد الذي طالما عانى من الأزمات والحروب الداخلية التي تسببت بالكثير من الويلات لشعبه الذي يريد العيش بسلام وأمن واستقرار وأن يتم تركيز الجهود على التنمية وتحسين الأوضاع، وبالتالي فإن المجتمع الدولي وانطلاقاً من مسؤوليته الواجبة عليه أن يقوم بتكثيف الجهود على مختلف المسارات بدءاً من إنجاز وقف تام للمعارك وتعزيز العمل الإغاثي وتسهيل وصول الفرق الإنسانية والدفع نحو استعادة المسار السياسي، وذلك بهدف إنهاء الأزمة التي تنعكس على حياة الملايين من أبناء الشعب السوداني.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: طرفا الصراع في السودان وحلفاؤهما يتحملون مسؤولية العنف
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أشارت إلى أن بعض حلفاء الأطراف المتحاربة يمكّنون استمرار الصراع، مطالبة هؤلاء بالتوقف عن دعم المذبحة.
التغيير: وكالات
دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، إلى وقف فوري للعنف في السودان، عقب هجمات جديدة شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ووصفتها منظمات غير حكومية بأنها من أشد أعمال العنف في الفترة الأخيرة.
وعبرت ديكارلو، خلال اجتماع مجلس الأمن حول السودان اليوم الثلاثاء، عن إدانتها للهجمات المتواصلة من قبل قوات الدعم السريع ضد المدنيين، إلى جانب القصف العشوائي الذي تنفذه القوات المسلحة السودانية في المناطق السكنية، مؤكدة أن كلا الطرفين يتحمل مسؤولية العنف.
وحثت ديكارلو الأطراف المتحاربة على وقف القتال واللجوء إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل سياسي تفاوضي، معربة عن قلقها من تصاعد العمليات العسكرية واستمرار تدفق الأسلحة إلى السودان.
وأشارت إلى أن بعض حلفاء الأطراف المتحاربة يمكّنون استمرار الصراع، مطالبة هؤلاء بالتوقف عن دعم المذبحة.
من جهته، استعرض مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، راميش راجاسينغام، الأوضاع الإنسانية المتدهورة، مشيرًا إلى أن النزاع المستمر منذ أبريل 2023 أدى إلى أسوأ أزمة نزوح في العالم، مع تشرد أكثر من 11 مليون شخص.
كما حذّر من أزمة الجوع المتصاعدة، حيث يواجه نحو 750 ألف شخص في السودان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، لا سيما في جنوب كردفان، ما ينذر بتفاقم المجاعة وسوء التغذية.
كما تحدثت رئيسة منظمة “نساء دارفور من أجل العمل”، نعمات أحمداي، عن الجرائم المتزايدة ضد المدنيين، مثل القتل والاغتصاب الجماعي والقصف العشوائي، وناشدت مجلس الأمن اتخاذ خطوات جادة لحماية المدنيين.
وذكرت أحمداي أن نحو 130 امرأة في ولاية الجزيرة أقدمن على الانتحار هربًا من العنف الجنسي المروع، مطالبةً بنشر قوة دولية لحماية المدنيين ووقف الفظائع المرتكبة.
وختمت ديكارلو بدعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، بما في ذلك العمل على حماية المدنيين وتنفيذ توصيات الأمين العام لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، إضافةً إلى عقد هدن إنسانية لتأمين إيصال المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة حرب الجيش والدعم السريع مجلس الأمن الدولي