يمانيون – متابعات
قدّم السفاح الصهيوني بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، سرديته أمام الكونغرس الأمريكي، بحفلةٍ مليئة بالأكاذيب والمُغالطات التي يندى لها جبين العالم، أمام حقائق الواقع التي تثبت جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية المتواصلة بقطاع غزة منذ عشرة شهور.

السردية الصهيونية التي هي أوهن من بيت العنكبوت، لن يزورها التصفيق الأمريكي الحار الذي ناله خطاب السفاح نتنياهو من أعضاء الكونغرس، باعتبارهم الشركاء والرعاة الرسميين للإرهاب والإجرام الصهيوني، الذي راح ضحيته عشرات آلاف الجرحى والشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقوبلت حفلة الأكاذيب هذه التي كان بطلها السفاح نتنياهو وثُلة من القتلة الصهاينة للأطفال الفلسطينيين، بردود فعل مُنددة.

ففي أول رد رسمي لها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها اليوم، اليوم الخميس، أن خطاب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية.. مشيرةً إلى أن التقارير الدولية أكدت “كذب ادعاءات نتنياهو” وأكدت ارتكاب جيش العدو الصهيوني جرائم قتل جماعي.

وأضافت الحركة: إن “خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنيًا بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عددًا من الأسرى، متناسيًا المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين في رفح والنصيرات أثناء تحريرهم”.

وتابعت: إن “التحقيقات الصهيونية والدولية أكدت كذب هذه الادعاءات وأكدت على ارتكاب الجيش الصهيوني جرائم قتل جماعي للمدنيين الصهاينة في غلاف غزة”.. مشيرةً إلى أن أمريكا “تؤكد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادةٍ وتجويعٍ وتدميرٍ لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة”.

وشددت حماس في بيانها على أنه “كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلا من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة”.

ودعت الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة إعلان موقفها برفض الاحتلال والعمل على إنهائه بكل السبل، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى يتمكن من ممارسة حقه في العودة وتقرير المصير بموجب القانون الدولي الذي ينتهكه العدو الصهيوني النازي.

كما انتقد القيادي في الحركة عزت الرشق الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي.. ووصفه بـ”حفلة أكاذيب”.. وقال في حسابه على تلجرام: إن “خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم”.

فيما قال المسؤول في حماس سامي أبو زهري لوكالة أنباء “رويترز” إن خطاب رئيس الوزراء الصهيوني يظهر أنه لا يريد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.. مضيفاً: “خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن الموقف الفلسطيني الدائم هو أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. مشدداً على أن “الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه”.

الكاتب والمحلل السياسي الفسطيني ياسر الزعاترة أكد في تصريحات صحفية الليلة الماضية، أنّ “جديد نتنياهو هو قديمه.. عن خطابه في الكونغرس”.. قائلاً: إنّ نتنياهو ردّد حشدا من الأكاذيب عن السابع من أكتوبر، لطالما ردّدها من قبل دون دليل.

وأشار الزعاترة إلى أنّ الدولة العميقة في أمريكا تقول: إن تحدّيها الاستراتيجي هو الصين، وبدرجة ثانية روسيا، وجاء نتنياهو ليقول للحضور والمستمعين إنها إيران، كأنها قوة عُظمى.

وأوضح الزعاترة أنه استعاد هُراء “النصر المُطلق” الذي ما برح يردّده منذ السابع من أكتوبر، ويسخر منه معظم الساسة والخبراء في “كيانه” المُحتل.

وقال: إنه تجاهل الصفقة ومفاوضاتها، وتحدّث عن “استسلام حماس” وإعادة الرهائن كشرطين لوقف الحرب، مع أن ذلك لا يعني موقفا إذا تذكّرنا ضغوط المؤسسة الأمنية والعسكرية، وحديث الجميع عن موافقته عليها بعد بدء عطلة الكنيست الأسبوع المقبل.

وختم حديثه بالقول: “حفلة من الهُراء ستعزّز من رفض الشارع الأمريكي لحرب “الكيان الصهيوني” الوحشية ولعموم دعايته، الأمر الذي سيتجلّى بعد شهرين حين تعود الجامعات إلى دوامها، ما لم يحدث تطوّر جديد في مشهد الحرب.

بدوره وصف رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، خطاب نتنياهو في الكونغرس بأنّه “خطاب مقزز في جلسة عار”.. قائلاً: إنّ أخطر ما قام به هو نشر الأكاذيب منها إيصال المساعدات إلى غزة، ومحاولته ترويج رؤيته لليوم التالي وهي إبقاء الاحتلال وإعادة هندسة الوعي الفلسطيني وهذا انعطاف نحو الفاشية.

أما أستاذ الأخلاقيات السياسية محمد المختار الشنقيطي، فعلق على الخطاب بالقول: “لو لم تكن أمريكا أم الخبائث لما كان هذا الخبيث الحقير، مجرم الحرب نتنياهو، يتبجح أمام نخبتها السياسية الحقيرة”.

من جانبها حملت النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب لافتة مكتوب عليه “مجرم حرب” و”مذنب بارتكاب إبادة الجماعية” في وجه نتنياهو خلال إلقاء كلمته في الكونغرس.

أمّا الإعلامي الفلسطيني أدهم أبو سلمية، فعلق على الخطاب قائلاً: “نتنياهو من على مسرح التهريج والتصفيق في الكونغرس يذكر العالم بطفل شعره أحمر يقول أنه في أسر المقاومة”.. مضيفاً: “دعونا نذكر العالم بالطفل يوسف الذي قتله الجيش النازي الصهيوني ومعه 16000 طفل آخر في غزة خلال عشرة أشهر، يوسف كان شعره “كيرلي وأشقر وحلو””.

وشدد على أنّ “الحقائق لن يزورها تصفيق السفلة المجرمين في الكونغرس”.

فيما علق بلال نزار ريان أحد المدونين على منصة إكس، بالقول: “هذه هي أمريكا..! مجرم الحرب نتنياهو يُستقبل بالترحيب والتصفيق أمام كونغرس إمبراطورية الشر في العالم.”. مضيفاً: “يقفون ويصفقون لـ نتنياهو المجرم الذي تسبب في أكبر إبادة جماعية في التاريخ ، أكثر من 100,000 بين شهيد وجريح معظمهم اطفال ونساء.”

وتابع قائلاً: “أشعر بقهر كبير، هذه الدنيا غير عادلة، انتقم يارب”.. مشيراً إلى أنه وكان لافتا في خطاب نتنياهو، أنّ النائب اليهودي المناهض لنتنياهو جيري نادلر، تعامل مع الخطاب بطريقته الخاصة حيث ظهر وهو يقرأ كتابًا يسيء لنتنياهو، اثناء خطابه في الكونغرس.

مدونٌ آخر علق قائلاً: “احفظوا ذلك جيدًا، إنها الولايات المتحدة، راعية الإبادات الجماعية عبر التاريخ، تستضيف سفاحًا لم تنشف يداه من دماء عائلاتنا، كلما نطق كلمتين وقفوا تصفيقًا ونفاقًا له، اعرفوا عدوكم جيدًا، دماء عائلاتنا في رقبتهم جميعًا.”

أمّا الناشط تركي الشلهوب، فقال: “ليعرف العالم حقيقة أمريكا.. هكذا استقبل سياسيو أمريكا مجرم الحرب نتنياهو في الكونغرس رغم معرفتهم بالجرائم الوحشية التي ارتكبها بحق الأبرياء في غزة، دعاة الحرية والإنسانية هؤلاء غاصوا في الوحل حتى آذانهم.”

صهيونياً.. رد زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، بالقول: تحدث نتنياهو بحيادية عن فشل السابع من أكتوبر دون أدنى تحمّل للمسؤولية.. مضيفاً: كنا ننتظر أن يعلن عن قبوله الصفقة واستعادة الأسرى قبل مقتلهم لكنه لم يفعل.

وشدد لبيد على أنّه كان الأجدر به أن يبقى هنا (الكيان الصهيوني) ويتابع ملف الأسرى بدلًا من هذا الاستعراض.

فيما قال ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية: إن نتنياهو “مثّلنا بفخر، والترحيب به يعكس الشراكة العميقة مع الولايات المتحدة”.

أمريكياً.. قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي: إن خطاب نتنياهو “أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس”.. مضيفةً: إن “عائلات الرهائن تطالب بصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة أبنائها ونأمل أن يخصص نتنياهو وقته لتحقيق ذلك”.

أما العضو المستقل في مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، فقال: إن نتنياهو “ليس مجرم حرب فقط بل هو كاذب أيضا”.. مضيفاً: إن الصهاينة “لا يريدون نتنياهو في منصبه ولذلك جاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية”.

وأشار ساندرز إلى أن كل المنظمات الإنسانية تؤكد أن عشرات آلاف الأطفال يواجهون المجاعة لأن حكومة نتنياهو تمنع المساعدات.

فيما أكدت النائبة داليا راميريز العضو الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي داليا راميريز في مقابلة مع الجزيرة، أن نتنياهو “مجرم حرب، ولن يقف عند أي حد لتحقيق أجندته الشخصية”.. مضيفةً: إنه يجب ألا تمول الولايات المتحدة نتنياهو بدولار واحد لأنه يدفع لحرب إقليمية.

أيضاً قال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي جيمي غوميز: إن خطاب نتنياهو “منقوص، وكذلك تصرفاته منذ توليه منصبه وأدعوه إلى الاستقالة فورا”.

بدوره قال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي جيري نادلر: إن نتنياهو يريد استمرار الحرب لأطول مدة ممكنة ولا يسعى لإطلاق سراح الرهائن.

وكان محتجون أمريكيون قد استبقوا خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، بتنظيم تظاهرة احتجاجية، وتوافدت أعداد من المحتجين إلى محيط “الكونغرس”، بالتزامن مع التحضير لإلقاء خطاب نتنياهو.

وطالب المحتجون، بإنهاء الحرب على غزة، ووقف الولايات المتحدة تزويد هذا الكيان الغاصب بالسلاح في حربه على القطاع.

وبالتزامن مع هذه الحفلة الهزلية في الكونجرس الأمريكي، يواصل جيش العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.. وأدى العدوان الصهيوأمريكي المستمر على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و145 شهيداً، وإصابة 90 ألفا و257 آخرين، ونزوح 90 في المائة من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکونجرس الأمریکی الولایات المتحدة السابع من أکتوبر النواب الأمریکی نتنیاهو أمام خطاب نتنیاهو فی الکونغرس قطاع غزة مجرم حرب على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما العقبات التي تحول دون عودة زخم الحركة الاحتجاجية في جامعات أمريكا؟

عادت المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية إلى بعض الجامعات في الولايات المتحدة، لكن القيود الجديدة ومجموعة جديدة من الطلاب قد تبطئ الزخم مقارنة بالاحتجاجات الجماعية التي انتشرت خلال فترة الربيع الماضي.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن حوالي 50 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين اعتصموا خارج البوابات الرئيسية لجامعة كولومبيا في اليوم الأول من الفصل الدراسي، وحثوا الطلاب على مقاطعة الفصول الدراسية ووزعوا منشورات تتهم جامعة كولومبيا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية.

وأضافت الصحيفة أن "خطوط الدخول إلى الحرم الجامعي امتدت لمسافة أطول من خط الاعتصام، وداخل البوابات استرخى الطلاب في الشمس وقدم رئيس الجامعة المؤقت الجديد الآيس كريم.. ولم يكن العرض الجماعي للدعم للمتظاهرين، والذي تسبب في إغلاق كولومبيا لحرمها الجامعي المركزي إلى حد كبير في الربيع، واضحا بعد".

وذكرت أنه "حتى أكثر أعمال الشغب جرأة في ذلك اليوم، والتي تمثلت في رش الطلاء الأحمر على تمثال جامعة كولومبيا الشهير، ألما ماتر، تم تنظيفها من قبل الجامعة في غضون ساعات، وتوقع البعض أن يكون هناك معسكر جديد في اليوم الأول، ولكن من وجهة نظر الإدارة، فإن بداية الفصل الدراسي سارت بسلاسة نسبية".

لقد كان مسؤولو كليات جامعة كولومبيا وفي جميع أنحاء البلاد، يستعدون لهذه اللحظة طوال الصيف، كما أن هناك قواعد احتجاج وتدابير أمنية جديدة. إذ لا يمكن إلا للأشخاص الذين يحملون بطاقات هوية صالحة دخول الحرم الجامعي الرئيسي، وكان الطلاب الذين لم يكن لديهم بطاقة هوية يوم الثلاثاء مضطرين إلى الانتظار في طوابير طويلة، وتذمر البعض من الإزعاج.


واستمر الخطاب المناهض لـ "إسرائيل" في الاحتجاجات وأزعج بعض الطلاب الذين مروا، وهتف المحتجون "لا يوجد سوى حل واحد، الثورة والانتفاضة".

ولكن المظاهرة، التي ضمت مجموعة منتقاة من الأشخاص الذين لم يكونوا طلابا، بما في ذلك اليهود الأرثوذكس المناهضون للصهيونية، كانت على رصيف عام، خارج نطاق صلاحيات الجامعة، وكان عدد كبير من ضباط الشرطة يقفون في مكان قريب.

 وقالت الشرطة إن اثنين من المحتجين تم اعتقالهما واتهامهما بالسلوك غير المنضبط وعرقلة العمل.

وأوضحت الصحيفة: "يمتد العام الدراسي الطويل أمامنا، وتستمر الحرب في غزة. ولكن في مختلف أنحاء البلاد، هناك دلائل تشير إلى أن المحتجين الطلاب سيضطرون إلى إعادة بناء الزخم. بدأ المسؤولون عن الكليات استعدادهم أكثر مما كانوا عليه في الخريف الماضي، عندما فاجأ حجم وكثافة الاحتجاجات العديد منهم. فالطلاب الجدد، أو أولئك الذين لم يكونوا في الحرم الجامعي العام الماضي، يجلبون وجهات نظر جديدة".

أخذت ليلي مايرز، وهي طالبة في السنة الأخيرة في جامعة كولومبيا وهي يهودية، إجازة العام الماضي وقالت إن العام الدراسي الجديد كان مختلفا بالفعل. ومع ذلك، فهي ليست قلقة كثيرا، قائلة: "في نيويورك، هناك أشخاص يقولون أشياء بغيضة طوال الوقت".

في الوقت الحالي، كانت لوجستيات فحص الهوية في الحرم الجامعي هي التي تقلقها أكثر من غيرها. وقالت: "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستسير الأمور في الأسابيع المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن الناس يأملون في الوصول إلى الفصول الدراسية في الوقت المحدد".

وشهدت الجامعات في جميع أنحاء البلاد التي استضافت المخيمات أنشطة احتجاجية متفرقة مع استئناف الفصول الدراسية، ولكن لم يكن هناك سوى عدد قليل من الاضطرابات الكبيرة.

في جامعة كورنيل، احتشد نحو 150 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين، يتألفون من طلاب وأفراد من المجتمع، في الحرم الجامعي الأسبوع الماضي في أول يوم دراسي هناك. 

وفي الليلة السابقة، تعرضت قاعة داي هول للتخريب، فقد حطمت مجموعة من المتظاهرين بابا زجاجيا ورسموا على الجدران الخارجية عبارات مثل "إسرائيل تقصف، وكورنيل تدفع الثمن" و"الدماء على أيديكم".


وفي تصريح لصحيفة "كورنيل ديلي صن"، قال الناشطون وراء الكتابة على الجدران: "كان علينا أن نقبل أن الطريقة الوحيدة لجعل صوتنا مسموعا هي استهداف الشيء الوحيد الذي تهتم به إدارة الجامعة حقا: الممتلكات".

ومع ذلك، استمرت الفصول الدراسية، وفي يوم الاثنين، تجمع نحو 150 عضوا من كورنيل وإيثاكا في الحرم الجامعي لإقامة وقفة احتجاجية تكريما لستة رهائن إسرائيليين عُثر عليهم مقتولين في غزة. ولم ترد أنباء عن أي تعطيل لهذا الحدث. وبحلول يوم الأربعاء، تم إصلاح المبنى وتفرق المحتجون.

وقالت شيفاني فيل، 20 عاما، وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية الطب، إن المناخ ما زال مختلفا، مضيفة: "من الواضح أن المخيم قد انتهى، لكن الناس ما زالوا يتحدثون عنه. وهذا يُظهِر مدى فعالية مظاهرة كهذه".

وفي جامعة بنسلفانيا، حيث انتهى مخيم مؤيد للفلسطينيين باعتقال حوالي 33 شخصا، بما في ذلك تسعة طلاب، في الفصل الدراسي الماضي، لم تكن هناك لافتات أو ملصقات أو متظاهرون على الكلية الخضراء صباح الأربعاء. كانت المنطقة مسيّجة جزئيا بحواجز للسيطرة على الحشود عُلق عليها لافتات "ممنوع الدخول".

وأفادت صحيفة الطلاب أن الجماعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين أعلنت أنها ستشارك يوميا "تحديثات من غزة" أمام تمثال بنيامين فرانكلين في الجامعة. لكن العديد من الطلاب قالوا يوم الأربعاء إنهم لم يروا أي احتجاجات حتى الآن في هذا الفصل الدراسي.

في جامعة هارفارد، استخدمت مجموعة من خمسة أساتذة الطباشير والفكاهة يوم الثلاثاء للاحتجاج على المبادئ التوجيهية الجديدة التي تحظر كتابة الرسائل بالطباشير أثناء التجول في الحرم الجامعي. وجاء في إحدى الرسائل المكتوبة على الأرض: "لماذا يتمتع أطفال ما قبل المدرسة بحرية أكاديمية أكبر من طلاب هارفارد؟".

لكن حفل التخرج الطلابي، الذي غالبا ما يعطله المتظاهرون، لم يُقطع يوم الاثنين. وذكرت صحيفة هارفارد كريمسون أن الناشطين المؤيدين للفلسطينيين وزعوا كتيبا بعنوان "The Harvard Crimeson" [تحويرا لاسم الصحيفة الطلابية the harvard crimson ]، لكنهم لم يصرخوا بين المتحدثين.

وأوضحت الصحيفة: "ربما كانت القواعد الأكثر صرامة في الحرم الجامعي قد حدت من الاحتجاجات. لكن تقييد الحرية الأكاديمية وحرية التعبير بشكل صارم للغاية قد يتسبب أيضا في رد فعل عنيف، مما يزيد من دعم الطلاب للمحتجين، على غرار ما حدث في الفصل الدراسي الماضي. يقول بعض الأساتذة والطلاب بالفعل إنهم يواجهون مرة أخرى قمعا غير مناسب للتعبير عن آرائهم".

في جامعة ميشيغان، تجمعت مجموعة من حوالي 50 شابا في مظاهرة "موت" في معرض نادي المدرسة، فيستيفول، يوم الأربعاء الماضي. وجلسوا واستلقوا على الأرض وهم يهتفون "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر" وهم يحملون لافتات عليها صور الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة ويقرأون أسماءهم. ورفعت مجموعة من المتظاهرين المناوئين الأعلام الأمريكية والإسرائيلية، ورددوا "أعيدوهم إلى ديارهم".


وتم اعتقال أربعة منهم، بينهم طفل يبلغ من العمر 16 عاما، وهو ابن موظف جامعي عولج لاحقا في مستشفى الأطفال من إصابات مرتبطة بالاعتقال، وفقا لعضو هيئة التدريس في الجامعة، ريبيكا مودراك، التي أدانت رد الشرطة ووصفته بأنه عدواني للغاية.

وقالت سيلك ماريا فاينيك، أستاذة الأدب المقارن والدراسات الألمانية، التي كانت هناك أيضا: "لقد كان عرضا ساحقا للقوة ضد المتظاهرين العزل المسالمين للغاية".

وأشارت شرطة الحرم الجامعي والإداريون إلى أن أيا من المعتقلين لم يكن من الطلاب الحاليين. وكتبوا في بيان: "لأكثر من ساعة، تلقوا تحذيرات متعددة أوضحت أنهم كانوا يحجبون حركة المشاة وينتهكون سياسة الجامعة".

في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، تم تنظيف درجات قاعة سبرول، موقع معسكر الفصل الدراسي الماضي، استعدادا للعام الدراسي الجديد. في الأسبوع الماضي، تجمع بعض المتظاهرين هناك للاحتجاج على إرشادات جديدة لجامعة كاليفورنيا بحظر المخيمات والأقنعة التي يرتديها المحتجون لإخفاء هوياتهم.

لكن بعض الطلاب قالوا إنهم شعروا وكأن النشاط قد تضاءل.

قالت تريستا لينفورد، وهي طالبة في السنة الثالثة تدعم الحركة المؤيدة للفلسطينيين: "انتهى الزخم بسرعة كبيرة. لقد تحولت الطاقة. لقد اختفت خلال الصيف".

في كولومبيا، تجمع الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يوم الأربعاء للاعتصام خارج الفصل الذي تدرسه هيلاري كلينتون في كلية الشؤون الدولية والعامة.

على الرغم من أن أعدادهم كانت صغيرة، حوالي 30 متظاهرا عندما كان من المقرر أن يبدأ الفصل، فإنهم اختاروا الحدث ضمن تغطية صحفية لتضخيم قضيتهم. هتفوا "الصهاينة غير مرحب بهم هنا. كولومبيا سوف تشاهدين، فلسطين ستكون حرة".

كانت كلينتون قد وصلت إلى الفصل من باب مختلف. وبعد حوالي ساعتين، تفرق المتظاهرون.

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو يُعرقل الصفقة ويقود إسرائيل للتفكك
  • بالأرقام.. حجم الأموال التي أنفقتها أمريكا على إنتاج القذائف!
  • كيف أسست أمريكا سياستها تجاه السودان على معلومات استخباراتية خاطئة؟
  • الكشف عن ”اليد الخفية” لإيران التي مكنت الحوثيين من ضرب السفن التجارية وإفشال التحالف الأمريكي الدولي
  • بوتين يغضب أمريكا ويكشف ما فعله ولي العهد السعودي مع الجاسوس الأمريكي
  • الأردنيون من مسجد عباد الرحمن .. أمريكا رأس الإرهاب / صور وفيديو
  • تقرير واتهام صادم من الكونغرس الأمريكي ورسالة إلى بايدن بشأن العراق
  • ما العقبات التي تحول دون عودة زخم الحركة الاحتجاجية في جامعات أمريكا؟
  • رسالة "انفجارية" من الكونغرس الأمريكي لبايدن: العراق يهرب النفط الإيراني والوزير قد يكون متهماً
  • أمام قادة أفريقيا.. خطاب كاسح لرئيس الصين شمل تعهدات رسمية