«تريندز»: تعزيز التعاون لضمان مستقبل مشرق للعلاقات بين الصين والدول العربية
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد مسؤولون وخبراء وباحثون عمق العلاقات المتنامية بين الصين والدول العربية عامة ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة، مشيرين إلى أنها تمتد لأكثر من أربعة عقود.
جاء ذلك، خلال حلقة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وذلك بالتعاون مع السفارة الصينية لدى دولة الإمارات ومجموعة الصين للإعلام، تحت عنوان «حوار عالمي: الصين تقاسم فرص التنمية مع العالم».
وأجمع المشاركون في الحلقة، على أن العلاقات الصينية العربية تتسم بالقوة والمتانة، وأن هناك آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، مؤكدين أهمية الاستمرار في الحوار وتبادل الأفكار، لضمان مستقبل مشرق للعلاقات بين الصين والدول العربية.
كما أوصوا بتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والبحث العلمي والتكنولوجيا، إضافة إلى استثمار دور الإعلام في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية والشعبية بين البلدين، وإشراك الشباب في رسم مستقبل العلاقات الصينية العربية.
المراكز البحثية
وبدأت الحلقة النقاشية بكلمة ترحيبية رئيسة للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»، رحب في بدايتها بالحضور، مؤكداً أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات التنموية المتزايدة، مشيراً إلى دور المراكز البحثية في تقديم رؤى مبتكرة لتعزيز التنمية في مختلف أنحاء العالم.
وأشار الدكتور العلي، إلى اهتمام مركز «تريندز» بدراسة قدرات النمو الصيني ودوره في تقاسم فرص التنمية مع العالم، من خلال ضمان ازدهار التجارة الدولية، وتحفيز الاستثمارات في الدول النامية.
وأشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لتحقيق النمو الاقتصادي المستهدف لعام 2024، وبالتمويل المستمر الذي تقدمه الوكالات التنموية الصينية لتحديث اقتصادات الدول النامية، مشيرا إلى تنامي شراكة الصين مع دول الخليج العربي، وانضمام الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى تكتل «بريكس».
وأعرب الدكتور العلي، عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الاقتصادية بين الصين ودول المنطقة، مبيناً الرؤية المشتركة التي تجمعها والقضايا الدولية التي تتشارك فيها، معرباً عن ثقته بأن المناقشات ستثمر عن رؤى ثاقبة وتوصيات قيمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الإصلاح والتنمية
وفي الكلمة الرئيسة، أشاد تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات، بجهود مركز «تريندز» البحثية وتعاونه مع مجموعة الصين للإعلام في العديد من المناسبات، قائلاً: «إن الصين ومنذ الإصلاح والانفتاح الصيني، تعمل على أعلى المستويات، لتعزيز ومراقبة سياسات وأولويات أعمالها المستقبلية، الأمر الذي أدى إلى تسارع خطوات الإصلاح والتنمية في الصين».
وأشار إلى أن الصين تعمل على تسريع نمط جديد من التنمية، يعتمد على مزايا السوق المحلية واسعة النطاق مع توسيع الانفتاح الخارجي بشكلٍ مستمر، الأمر الذي أدى إلى وصول الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 61 تريليون يوان، بنمو سنوي قدره 5.0 %
وأكد السفير تشانغ ييمينغ، عمق العلاقات الإماراتية الصينية، موضحاً أن الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولقائه الرئيس الصيني شي جين بينغ، شهدت تعزيزاً للعلاقات، توّج بتوقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزّز الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين.
التجارة العالمية للسلع
من جانبه قال شن هاي شيونغ، نائب رئيس دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس مجموعة الصين للإعلام، ورئيس التحرير لها في كلمة مماثلة: «إن جهود الإصلاح التي تبذلها الصين ضخمة وقوية على نحوٍ غير مسبوق.. فمنذ عام 2013، تمت الموافقة على أكثر من 600 وثيقة للإصلاح، وأكثر من 3000 خطة إصلاح على المستوى المركزي، مضيفاً أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر دولة في التجارة العالمية للسلع لمدة سبع سنوات متتالية، حيث تحتل المرتبة الثانية في العالم في الاستثمار الأجنبي، كما تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث حجم التصنيع لمدة 13 عاماً متتالية».
فرص التنمية المشتركة
وتناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها لي تشاو، نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط، العديد من المحاور، التي تركز المحور الأول منها حول فرص التنمية المشتركة (مبادرة الحزام والطريق، والعلاقات التجارية، والفرص الاقتصادية بين الخليج والصين).
وقدمت تشاو لي يان، الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في منطقة الخليج، عرضاً شاملاً حول مسيرة التنمية في الصين ودورها في التنمية العالمية، موضحة أن الصين تُسهم بـ18% من الاقتصاد العالمي، وأنها تسعى جاهدةً لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق «مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية».
تقاسم التنمية
وناقش المحور الثاني، الصين وفرص تقاسم التنمية مع العالم، حيث قال الباحث الرئيس في «تريندز» عبد العزيز الشحي: «إن الصين تشارك التنمية عن طريق المشاركة التجارية، حيث أصبحت أول شريك تجاري للعديد من الدول، بما فيها الدول المتنافسة معها، فهي الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والهند، موضحاً أن هناك العديد من صور التعاون البحثي بين الصين ودولة الإمارات».
وأكد أن مشاركة التنمية مع الصين ليست مجرد فرصة، بل هي مسؤولية مشتركة، مشدّداً على أن الصين ليست مجرد قوة اقتصادية، بل هي أيضاً قوة تسعى جاهدةً لتعزيز صورتها التنموية لبناء مجتمع عالمي.
دور الإعلام
تناول المحور الثالث دور الإعلام في تعزيز التعاون بين الصين والإمارات، حيث أكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، دور الإعلام في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية بين البلدين، موضحاً أن الإعلام يؤدي دوراً مهماً في تعريف الشعوب بثقافات بعضها بعضاً، وتعزيز التفاهم المتبادل.
وأشار الكعبي إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية تُجسّد نموذجاً فريداً للتعاون الـ«رابح - رابح»، حيث شهدت السنوات الأربعون الماضية إنجازاتٍ هائلة على المستويات كافة، من تعزيز التبادل التجاري وصولاً إلى التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا والثقافة.
رؤية الشباب
أما المحور الرابع من الحلقة النقاشية، فتطرق إلى رؤية الشباب لمستقبل العلاقات الصينية العربية، حيث أكدت الأستاذة العنود الحوسني، رئيسة مجلس شباب «تريندز»، دور الشباب المحوري في رسم مستقبل العلاقات الصينية العربية، مشيرة إلى أن جيل الشباب يتميز بتواصله مع التقنيات الحديثة واحتكاكه بثقافات مختلفة، ما يجعله مؤهلاً بشكلٍ كبيرٍ للمساهمة في تعزيز التفاهم المتبادل بين الجانبين.
أربعة عقود
قدمت للحلقة النقاشية واختتمتها الباحثة في «تريندز» شما أحمد القطبه، قائلة: «نحتفل اليوم بالعلاقات العميقة والمتنامية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وتعكس رؤية مشتركة للتقدم والابتكار والازدهار».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدول العربية الصين مركز تريندز للبحوث والاستشارات تريندز مركز تريندز محمد العلي حمد الكعبي العلاقات الصینیة العربیة بین الصین والدول العربیة مستقبل العلاقات الصین للإعلام تعزیز التعاون فرص التنمیة دور الإعلام التنمیة مع العدید من أن الصین فی تعزیز إلى أن
إقرأ أيضاً:
سيناتور مؤيد لترامب يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين
التقى السيناتور الجمهوري الأميركي ستيف داينس، أمس الأحد، برئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) لي تشيانغ في بكين، في أول زيارة لعضو في الكونغرس للصين منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
وداينس مؤيد قوي لترامب وعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وشارك بشكل كبير في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال ولاية ترامب الأولى وقام برحلات متعددة إلى الصين بصفته عضوا في مجلس الشيوخ.
وحضر اللقاء إلى جانب داينس 7 مسؤولين تنفيذيين أميركيين، وجاء بعد قمة سنوية للأعمال في العاصمة الصينية بمشاركة رؤساء تنفيذيين أجانب كبار.
وذكر تقرير إعلامي أن داينس كان يرافقه كريستيانو آمون الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم، وألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، وبرايان سايكس الرئيس التنفيذي لشركة كارجيل، وبريندان نيلسون نائب الرئيس الأول لشركة بوينغ، وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في قاعة الشعب الكبرى ببكين.
وتسعى بكين إلى حوار رفيع المستوى مع الإدارة الجديدة وإلى جذب الاستثمارات الأجنبية على أمل تعويض أثر ضغوط الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ اقتصادها المحلي.
إعلانومن المتوقع أن يطلق ترامب في أوائل أبريل/نيسان جولة جديدة من الرسوم الجمركية على جميع الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأميركية، ومنها الصين على الأرجح.
وقال داينس في أثناء تقديمه لرؤساء الشركات التنفيذيين وفق ما جاء في نص مشترك "تتمتع هذه الشركات السبع مجتمعة بخبرة تزيد على 275 عاما في ممارسة الأعمال التجارية في الصين".
ووصف داينس الاجتماع بأنه فرصة لرؤساء الشركات التنفيذيين لنقل آرائهم في بيئة الأعمال بالصين مباشرة إلى لي.
وعادة ما ينظر الرؤساء التنفيذيون للشركات الأجنبية إلى الاجتماع السنوي المغلق مع رئيس الوزراء على أنه أحد أبرز أحداث القمة في ظل شكاواهم المتكررة من عدم تكافؤ الفرص والعقبات التنظيمية وصعوبة الوصول إلى السوق الصينية.
وتناولت المحادثات بين الجانبين العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة.
دعوة إلى الحوارمن جهته، قال لي للسيناتور الأميركي خلال اجتماعهما "لا رابح في الحرب التجارية"، مشددا على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية في العلاقات الأميركية الصينية بشكل عام.
وأضاف أن على بكين وواشنطن اختيار الحوار بدلا من المواجهة، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بشأن الرسوم التجارية، وأشار لي إلى أن العلاقات بين البلدين "وصلت إلى منعطف مهم".
وقال "يجب أن يختار الطرفان الحوار بدلا من المواجهة، والتعاون القائم على الربح المشترك بدلا من المنافسة الصفرية"، وأضاف أن الصين تأمل أن تعمل الولايات المتحدة معها لتعزيز التنمية المستقرة والمستدامة للعلاقات بين البلدين.