زوار المهرجان: «ليوا للرطب» كرنفال حب وتسامح
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
أخبار ذات صلةيشهد موقع القرية التراثية المقام في مهرجان ليوا للرطب عرض نموذج لمجسم برقع إماراتي من المعدن، تمت صناعته من الحديد والفولاذ المقاوم للصدأ، وعيون النخيل ومواد متنوعة أخرى، ويبلغ ارتفاع المجسم مترين، وعرضه 3 أمتار وبعمق مترين.
وأوضحت الفنانة التشكيلية عزة القبيسي صاحبة مبادرة البرقع المعدني أن الفكرة استوحتها من التراث القديم نظراً لما يمثله البرقع من مكانة وأهمية في حياة الإماراتية منذ القدم، وأنها سعت من خلال الفكرة إلى تسليط الضوء على هذا التراث الأصيل لدولة الإمارات وتعريف النشء بهذا التراث الأصيل الذي تناقلته الأجيال من جيل إلى آخر.
وأضافت القبيسي أنها تحرص على المشاركة في مهرجان ليوا للرطب منذ انطلاق دورته الأولى وتعمل على تقديم كل ما يلامس اهتمام الجمهور الكبير من زوار المهرجان من خلال عرض مشغولات فنية متميزة مستمدة من الطبيعة تبرز التراث الإماراتي الأصيل.
وأشارت القبيسي أن هناك ورشة فنية في موقع القرية التراثية يتم من خلالها تدريب الأطفال على المشاركة في تصميم البرقع من خلال استخدام كرب النخيل وتلوينه وتزيينه واستخدامه في ترتيب التصميم ليشكل لوحة فنية مبدعة.
وقالت: يُعتبر البرقع أحد أدوات الزينة التقليدية الخاصة بالنساء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أحد المظاهر التقليدية التي تعكس احتشام المرأة الإماراتية منذ القدم، وتتميز به المرأة المتزوجة عن العزباء، وغالباً ما يصنع من أجود أنواع الأقمشة لستر الوجه.
توارثت الأجيال هذه الحرفة التي يُطلق عليها اسم «قرض البراقع» باعتبارها مصدراً للرزق وحرفة إماراتية تقليدية تتوارثها النساء جيلاً بعد جيل.
تُعد البطانة التي تُسمى «الشيل» من أهم الأقمشة المستخدمة في صناعة البرقع، لما لها من دور كبير في امتصاص العرق. وعادة ما يُستورد من الهند، حيث يتميز بأنواعه المختلفة حسب سعره وجودته.
ويُعد اللون الأحمر الأغلى ثمناً، وهو ما تسعى السيدات الثريّات إلى ارتدائه، أما اللون الأصفر فيقل ثمنه وجودته عن اللون الأحمر، بينما يُعد اللون الأخضر الأقل ثمناً.
تتوسط البُرقُع قطعة خشبية صغيرة تستقر على الأنف تُسمى «السيف» تُصنع من عذق النخيل أو الخيزران أو الأخشاب المحلية.
أما «الشُبُق» فهو عبارة عن خيوط من القماش الأحمر من الصوف أو القطن أو خيوط صفراء أو فضية تُستخدم لربط طرفي البرقع خلف الرأس، ويكون ذهبياً أو فضياً بدلاً من الأحمر في الأعراس والمناسبات الخاصة.
يُزيَّن بُرقُع العروس بالحلق والنجوم الذهبية.
تبدأ السيدات صناعة البرقع بحياكة قطعة مربعة الشكل من الشيل تكفي لتغطية الوجه بأكمله، ثم توضع قطعة السيف الخشبية في المنتصف على الأنف، ويتم تحديد فتحتين كبيرتين للعينين وقصهما، ثم يوضع القماش على الجهة الأمامية للبُرقُع، وبعد ذلك يتم حياكته. وأحياناً يُزين البُرقُع بالحَلق والنجوم.
البراقع قديماً وحديثاً
تغير شكل البُرقُع كثيراً مع مرور الزمن، فقد تميز شكل البُرقُع قديماً بحجمه الكبير الذي يُغطي معظم الوجه، حيث اعتادت النساء ارتداءه طوال اليوم.
وفي وقتنا الحاضر، فقد اختلفت المواد المستخدمة في صناعته اختلافاً كبيراً عن ذي قبل، وكذلك شكل تصميمه. فبالرغم من أن البراقع التي ترتديها الفتيات الشابات تعكس هذا الاختلاف الذي طرأ على البُرقُع، إلّا أن براقع السيدات الأكبر عمراً تشبه البراقع القديمة.
ليوا للرطب في عيون الزائرين
بعبارات الود والترحيب والمقابلات التي تسودها الألفة والود والتسامح، يستقبل مهرجان ليوا للرطب المئات من السياح والأجانب يومياً من مختلف دول العالم للتعريف بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، لينقل المهرجان الموروث الإماراتي إلى كافة دول العالم، حيث يعد مهرجان ليوا للرطب وجهة سياحية بامتياز.
المهرجان الذي نجح في أن يحجز لنفسه مكانة على الخارطة السياحية تتوافد إليه العديد من السياح والأجانب من مختلف دول العالم للاستمتاع بما يقدمه المهرجان من أنشطة تراثية ومشغولات يدوية ونماذج قديمة تحاكي الماضي العتيق لدولة الإمارات بجانب الورش التراثية والحرف اليدوية والسوق الشعبي الذي ينقل الزائر في رحلة عبر الزمن إلى حقبة تاريخية هامة من تاريخ الوطن.
أعداد كبيرة من السياح يتوافدون يومياً للاطلاع على ما يقدمه المهرجان من فعاليات وأنشطة فتكون العودة، وقد نجح المهرجان في أن يرسم في قلوبهم مكانة كبيرة وينتابهم شعور الراحة والألفة والتسامح الذي يسود أرجاء المهرجان، فتتملكهم الرغبة في العودة مرة أخرى في الدورات القادمة.
وتؤكد كاتيا شابانوفا من ألمانيا أنها سعيدة بزيارة مهرجان ليوا للرطب لأول مرة وتتمنى أن تكرر هذه الزيارة كل عام وأنها لمست الحب والألفة بين جميع من في المهرجان.
وتشير اميلي جيزون زائرة من فرنسا أنها اطلعت على الكثير من الثقافة الإماراتية داخل المهرجان وحرصت على التقاط صور تذكارية داخله، وكذلك اقتناء العديد من المشغولات التراثية معها عند عودتها.
ويؤكد ايفان كليمكو زائر من بيلاروسيا أن مهرجان ليوا للرطب يعكس الثقافة الإماراتية التي تتسم بالحب والتسامح، وهو ما لفت نظره فور وصوله للمهرجان، حيث كان الجميع يعبر عن سعادته بمقابلته، ويحرص الجميع على تقديم يد العون له، سواء من خلال التوجيه أو الشرح وأكثر ما أعجبه كرم الضيافة الذي كان سمة عند غالبية من قابلهم داخل المهرجان.
الحرف التراثية.. إبداع وتميز
بأنامل إماراتية خالصة يقدم الركن التراثي في مهرجان ليوا للرطب عدداً من الحرف الإبداعية بأيادي حاميات التراث اللاتي يقمن باستعراض أهم الحرف اليدوية والسنع الإماراتي الأصيل أمام الجمهور الكبير الذي يحرص على متابعة ما يقدمنه من منتجات ومشغولات يدوية، وبشكل مبدع احترافي، مما يساهم في نقل تراث الآباء والأجداد إلى الأبناء.
ومن داخل الركن التراثي تنتشر العديد من الحرف اليدوية التراثية من صبغ الخوص، وخياطة الملابس، وصناعة الحناء، بجانب «صناعة التلي» المستخدم في تزيين أثواب المرأة من خلال نسج خيوط الفضة مع الخيوط الحريرية باستخدام الكجوجة، و«سف الخوص» الذي يعد أحد الحرف لنسج أو تجديل سعف النخيل لصناعة أدوات مثل (المخرافة، السرود، المجبة) وغيرها الكثير والتي تستخدم في مجالات متعددة في البيت والحياة اليومية.
وداخل الركن التراثي يتواجد أكبر برقع معدني مع ورشة حرفية لتعليم الأطفال، حيث يُعتبر البرقع أحد أدوات الزينة التقليدية الخاصة بالنساء في دولة الإمارات، وهو أحد المظاهر التقليدية التي تعكس احتشام المرأة الإماراتية منذ القدم، وتتميز به المرأة المتزوجة عن العزباء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ليوا للرطب مهرجان ليوا للرطب الإمارات التراث التراث الإماراتي مهرجان لیوا للرطب من خلال الذی ی التی ت
إقرأ أيضاً:
صور| مباراة في الطبخات التراثية.. 10 أسر تتنافس بمهرجان ”مبزر الربيان“
شهدت ساحة بلدية صفوى، منافسة قوية بين 10 أسر ومجموعات في مهرجان ”مبزر الربيان“، وسط حضور جماهيري كبير أشعل حماس المتسابقين لتقديم أفضل ما لديهم من أطباق مبتكرة ومميزة.
وأوضحت خضراء المبارك، عضوة اللجنة المنظمة للمهرجان، أن الهدف من المنافسة والمهرجان هو إبراز الطبخات التراثية التي تتميز بها المنطقة، وتسليط الضوء على الطاقات والإبداعات المحلية، فضلًا عن خلق أجواء من المرح والتشويق بين المشاركين والحضور.
أخبار متعلقة طقس الشرقية.. هطول أمطار متوسطة على مدينة الدمامالظهران.. 30 بلاغًا حول مخالفات غذائية في رمضانتشكل فرق ”مبزر الربيان“
وأضافت المبارك أن 10 مجموعات شاركت في المسابقة، حيث تكونت كل مجموعة من ثلاثة أفراد «طاهٍ ومساعدان»، وتنافسوا على مدار 120 دقيقة لتقديم أطباقهم.
وأشارت إلى أن تقارب مستوى الطبخات صعّب على لجنة التحكيم اختيار الأطباق الفائزة، والتي اعتمدت في تقييمها على معايير محددة شملت النظافة، وشكل ومظهر الطبق، وطريقة الإعداد، والذوق والرائحة، والوقت المستغرق في التحضير.
وبعد مداولات وتذوق دقيق، أُعلنت النتائج بتتويج حسين العيسى بلقب أفضل شيف، فيما حلت أنغام القريش في المركز الثاني، ولمياء اليوسف في المركز الثالث.
وأكدت المبارك أن هذه المنافسة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، وأن اللجنة المنظمة تعتزم تطويرها في النسخ القادمة لتصبح منافسة أكبر وأشمل. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مشاركات مهرجان ”مبزر الربيان“ مشاركات مهرجان ”مبزر الربيان“ var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ركن للبلدية
وشهد المهرجان تخصيص ركن لبلدية صفوى، هدف إلى توعية الحضور بآلية تخزين الأطعمة بشكل صحيح، والمدة الزمنية المناسبة لحفظها، مع التأكيد على أهمية حفظ الطعام كعنصر أساسي للحفاظ على الصحة العامة.
وعبّر الطاهي سعيد الفردان، أحد المشاركين في المهرجان، عن سعادته بالمشاركة كونه هاوياً لطبخ الربيان ويقوم بذلك أسبوعياً في منزله. وأشار إلى أنه اصطحب ولديه معه لتعليمهما الطبخ ونقل خبراته إليهما، وتشجيعهما على المشاركة في الفعاليات المجتمعية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مشاركون مهرجان ”مبزر الربيان“
من جانبها، أوضحت لمياء اليوسف، إحدى المشاركات، أن هدفها من المشاركة في المهرجان هو تذكير الجمهور بالأكلات الشعبية القديمة التي تُعد جزءًا من تراث الطبخ المحبب للمجتمع.