عندما يبحث المرء في الأدبيات عن تعريف "التحيز المعرفي" يجد غالبًا تعريفا من قبيل "نمط من الانحراف في اتخاذ الأحكام، يحدث في حالات معينة، ويؤدي إلى تشويه الإدراك الحسي أو حكم غير دقيق أو تفسير غير منطقي، أو ما يسمى عموماً لاعقلانية". وهذا في الحقيقة ليس تعريفا للتحيز المعرفي بقدر ما يعرِّف الانحياز الإدراكي.

فالتحيز المعرفي يتعلق أساسًا بنظرية المعرفة، ويمس أنماط إنتاج المعرفة ونقدها ومصادرها وأسئلتها الكبرى. إذ لا يمكن تناول التحيز المعرفي دون التعامل مع خلفيات التحيز الثقافية والحضارية والتاريخية التي تكوّن فيها وتراكم من خلالها "معرفيًا". وربما ينبغي هنا التساؤل: هل هذا التحيز حالة "معرفية" أصلا أم هو تحيز أيديولوجي أو إثني أو عنصري أو ديني أو ضلال منهجي وفلسفي؟!

وسنجد في الأدبيات أنماطًا للانحياز والتحيز أو مصادره وخلفياته مثل: القناعات المستقرة، الإطار أو السياق الحاكم (ديني، علماني، مادي، ميكيافيلي، دارويني، نيتشوي)، الفهم السطحي، المنهج الوصفي، الإدراك المتأخر، اختلال تقدير أهمية المعلومات المتاحة، الاستقراء الجزئي، تحيز للجديد دون القديم، الإفراط في الثقة، الحكمة التقليدية، تعارض الأدوات مع الموضوع (معالجة الغيب والإلهيات بعلوم الفيزياء مثلا) وتحيز التخصص أو الصنعة..

وتبدو هذه الأنماط من الانحياز نتائج فرعية أو تداعيات ثانوية لانحرافات أصلية في جذور المعتقدات والأفكار ونظرية المعرفة الحاكمة لأنماط التفكير والاستقراء والاستنباط والترجيح.

الميثولوجيا والدراما

من أهم أسباب التحيز المعرفي أو "الضلال المعرفي" الرؤية الكونية لحضارة ما أو اجتماع بشري معين. وفي العالم الحديث، تهيمن الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية على المجتمعات الغربية ورؤيتها الكونية وعلاقاتها الإنسانية والدولية، وعلاقة الإنسان الغربي بالله والطبيعة وأعضاء المجتمع أو حتى علاقته بأعضاء أسرته ونفسه.

وبدورها، تفتح الآداب والفنون من شعر ونثر وأمثال ورواية ومسرح وموسيقى وسينما ودراما نافذة هامة على وجدان الأمم وروحها وفلسفتها وحكمتها وتقاليدها وطبائعها وأخلاقيتها وروحانيتها وأنماط تفكيرها ومعيشتها. وهي تعبيرات هامة، كامنة أو صريحة، مركبة أو بسيطة، يلتقطها الأدب والشعر والفن، ولا تتيحها بقدر الكفاية دراسات الباحثين الأكاديميين التقليدية في السياسة والتاريخ والاجتماع والاقتصاد والعلاقات الدولية.

وقد كرست الميثولوجيا والدراما الإغريقية والرومانية شركا يتمثل في تعدد الآلهة، وميراثا وثنيا تعدديا لا توحيديا، لا مرجعية فيه للإله الواحد القدوس، بل المرجعية والقداسة تحل في مُجمّع الآلهة ومعابدها، أو البانثيون اليوناني أو الروماني، وهي ألوهية مزعومة "هلامية" لا تؤسس لمرجعية وربوبية حقيقية ولا تؤمن بألوهية سبحانية متعالية على الخلق، تقوم على التسليم الفطري للإله الواحد وتكليف وحقوق ومسؤوليات وعلاقة مباشرة بين الإنسان وخالقه دون واسطة. بل بررت بعض تلك الميثولوجيا طغيان الفرد وواحديته المادية ليصبح بذلك مرجعية ذاته بلا دينونة برانية وبلا مسافة بين المطلق الأزلي والحادث النسبي، أي بلا حسيب أو رقيب.

وشكلت تلك الميثولوجيا وأساطيرها مصدرا هاما للاستلهام في الحداثة الغربية وتمثلاتها وسماتها المعرفية، يتجاوز المحتوى الديني (التوحيدي) في اليهودية والمسيحية، خاصة في ظل الجفاء الغربي تجاه النبوة، وترذيل معناها ورموزها وقيمها كما جاءت في "العهد القديم" حيث يعتري صور أنبياء التوراة تشويه بالغ وتقاليد قبلية جاهلية وأساطير وخرافات وافتراءات وسرديات تزعم ارتكابهم مختلف أنماط الفواحش والشرك وكل ما هو شائن، بجانب تشويه مفهوم الألوهية ونفي عصمتها وقدسها وهديها الإلهي في صورة "يهوه" إله بني إسرائيل، المزعوم، وقصصه وما نُسب له من عنصرية وقسوة ووحشية! وإسباغ السمات "الإحيائية" -أي صفات الكائنات الحية- على الذات الإلهية.

وقد لعبت الدراما الإغريقية والرومانية دورا مركزيا في تشكيل الشخصية الغربية والمثال الإنساني الحداثي الغربي (المتمرد على الألوهية) وتكوين مفاهيم السيرورة والصيرورة البشرية وصياغة البطل التاريخي والبطولة الإنسانية إجمالا. فالبطل في هذه الدراما في صراع أبدي مع الإله والأقدار والأعداء والنزوات، إما أن ينتصر ويحقق ذاته وغايته ومجده (دنيويا بالطبع) بلا حدود، أو أن ينكسر بالهزيمة أو الموت (أي فناء الهزيمة النهائي بلا مَعاد أو مغزى أو عدل أو فضاء أخروي أو سيرورة أبدية لاحقة واضحة) أو يقع في حبائل أعدائه (إغراءات السلطة والأنثى والثروة والانتقام وغيرها). وبالتالي، تستمر مسيرة الإنسان فردانية عدمية عبثية جوفاء بلا "معية" أو "مرجعية" أو "دينونة" للإله الواحد المتجاوز أو للمقدس إجمالا، وبلا معنى خارج فضاء الفردانية ومرجعية الذات وعبثيتها ولاعقلانيتها.

ومن أمثلة الميثولوجيا الإغريقية على بؤس الإنسان ومعاناته وعذابه وشقائه الأبدي الناجم عن غطرسة الآلهة الإغريقية ونزواتها وانتقامها أسطورة سيزيف (أو سيسيفوس) وأسطورة بروميثيوس. وهذه الأخيرة من أهم أساطير الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وترمز لمضامين معرفية ودلالات هائلة في الفكر والتاريخ الغربي حول بؤس الإنسان وأزمته الوجودية وعدمية مصيره وعلاقته العبثية بالآلهة!

وكان سيزيف أحد أكثر الشخصيات مكراً في الميثولوجيا الإغريقية، حيث استطاع أن يخدع آلهة الموت ثاناتوس مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود ليرفعها إلى القمة، ويظل هكذا إلى الأبد رمزًا للعذاب الأبدي. ومن خلال التأثير الكلاسيكي على الثقافة الحديثة، توصف الأقدار البائسة أو المهام الشاقة وغير المجدية بالتالي بأنها عبثية أو سيزيفيَّة.

أما بروميثيوس فهو عملاق (تايتان) حارب في صف آلهة الأوليمب الإغريقية ضد العمالقة في الحرب العظمى، وقد كان ذا حنكة ودهاء ومحبا للبشر دون كافة الآلهة المزعومة. ومنح بروميثيوس البشر هبات سرقها من آلهة الأوليمب: العمارة والنجارة والتعدين، علم الفلك، تحديد الفصول، الأرقام والأبجدية، استئناس الحيوانات والإبحار بالسفن، والتداوي، وسرق النار من جبل الأوليمب (موطن الآلهة) وأعطى قبسا منها للبشر لأنه حزن لرؤيتهم في برد الشتاء محرومين من الدفء.

وغضب زيوس لذلك غضبا شديدا اهتز له جبل الأوليمب، وقرر عقابه. فطلب أن تصنع سلاسل قوية يقيد بها بروميثيوس على صخره بجبال القوقاز. ويأتيه كل صباح نسر عملاق (أثون) ينهش كبده، الذي يعود لينمو مساء ليستمر عقاب بروميثيوس الأبدي الذي تلقى ما حل به متماسكا راضيا لأن البشر يعيشون حياة سعيدة، وتنبأ بمجيء أحد الأبطال من نسل زيوس المتجبر ليقتله ويتولى الحكم بعده، وتكون نهايته.

ولكن هذه الأساطير في النهاية هي تعبير رمزي متراكم عن ثقافة البشر الذين ابتدعوها ورؤيتهم الكونية وقناعاتهم حول مبدأ الألوهية وعبثية معنى الإنسانية وصراعاتها ومآلاتها والحكمة من وجودها. ويبدو أن الخروج الأوروبي في عصر النهضة من دائرة أو مرجعية المثال الديني المسيحي أو اليهودي إلى إحياء الميثولوجيا الإغريقية والرومانية هو أحد معالم الحداثة الأوروبية.

وقد شهدت التجربة التاريخية الأوروبية هذا الحراك بين المرجعيات، قبل ذلك، كإحدى آليات الصراع الديني عندما عمدت حركة الإصلاح البروتستانتي الأوروبية إلى إحياء أسفار التوراة والعهد القديم في الحياة الدينية المسيحية الأوروبية، من تأسيس مرجعية دينية موازية تواجه بها مرجعية الكنيسة الكاثوليكية. وهذا ما حاوله حداثيون عرب بإحياء ثقافات وميثولوجيا ما قبل الإسلام بما فيها من شرك وحلول وقيم وتعدد الآلهة، كمرجعية موازية أو مضادة لمرجعية الوحي والنبوة، لتكوين ثقافات وهويات خارج سياق الحضارة العربية الإسلامية وخارج سردية التوحيد ورؤيتها الكونية وأنساقها الثقافية.

وعلى هذه الخلفية السالفة، سنجد مثلا بين الفيلسوف الهولندي باروخ إسبينوزا (1632-1677) والفرنسي جاك ديريدا (1930-2004) مؤسس التفكيكية 3 قرون، بدأها إسبينوزا بإعلان موت الآلهة وأفضت إلى دعوة ديريدا إلى التفكيك التام للمعنى وتعدد المرجعيات والتي اعتبرتها الناقدة والمخرجة والروائية الأميركية سوزان سونتاغ (1933-2004) دعوة إلى الشرك (Polytheism). أما المشترك بين إسبينوزا وديريدا فهو خلفيتهما كيهود من طائفة المارانوس (Maranos) أو (الخنازير بالإسبانية)، والتي تعود جذورها إلى عصر محاكم التفتيش في الأندلس، واضطروا لاعتناق الكاثوليكية قسرًا، فلم يحتفظوا بإيمانهم القديم ولم يتمثلوا إيمانا جديدا!

وسنجد بعض الاتجاهات الفكرية الغربية لا ترى توصيف الحضارة الغربية الراهنة باعتبارها ثقافة يهودية مسيحية بقدر ما تميل إلى اعتبارها ثقافة إغريقية رومانية. وهذه الرؤية لها وجاهة موضوعية جلية، نظرا للطابع الميثولوجي والمحتوى الفلسفي الغالب عليها وتمحورها حول التجربة الأوروبية أو المركزية الأوروبية، وإقصائها النبوة والوحي الإلهي وروحانية التوحيد حتى في أفقها اليهودي والمسيحي؛ وهذا ما يميز الحياة الدينية اليهودية والمسيحية في العالم الإسلامي بأخلاقيتها وروحانيتها عن نظيرتها في الغرب بما فيها من ميثولوجيا وتشكك فلسفي وجفاف روحي وأخلاقي.

انطلاق عصر الاستعمار

تمخضت القرون الخمسة الماضية في القارة الأوروبية عن قدر هائل من التحولات والتفاعلات والتحديات التاريخية والدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أبرزها:

سقوط غرناطة وقيام المملكة الإسبانية (1492)، بدء عصر محاكم التفتيش الكاثوليكية، انطلاق الإصلاح الديني البروتستانتي وإحياء أسفار التوراة والروح العبرية، الاكتشافات الجغرافية والاستيطان والاستعمار والاقتصاد الميركانتيلي التجاري (القرن 16)، تأسيس شركات الهند الشرقية في أوروبا والحروب الدينية ومعاهدة ويستفاليا (1648) وبدء عصر الدولة القومية، فلسفات عصر "النهضة والتنوير": هوبز، سبينوزا، جون لوك، نيوتن، كانط، ديكارت، فولتير، روسو (القرن 17 و18)، الثورة الأميركية (1776) والثورة الفرنسية وحروب نابليون (1789-1815)، فلسفات وأفكار الحداثة: هيغل، سان سيمون، فورييه، ماركس، إنغلز، نيتشه، داروين، لينين (القرن 19)، الحروب الملكية الجمهورية (1848)، الثورة الصناعية (1850)، الوحدة الألمانية (1870)، الوحدة الإيطالية (1871)، الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والثانية (1939-1945)، الثورة البلشفية وقيام الاتحاد السوفياتي (1917).

وتمثل معاهدة ويستفاليا (1648) مفصلا هاما في تاريخ الغرب والعالم، فقد أنهت حروب 30 عاما التي بدأت صراعاً دينياً بين الكاثوليك والبروتستانت وآلت إلى صراع سياسي لأجل السيطرة على الدول الأخرى، ودشنت ميلاد الدولة القومية أو الدولة-الأمة، وكرست مبدأ سيادتها على إقليمها وحصانتها ضد التدخلات الخارجية. وكانت هذه المعاهدة، وما تلاها من سلم أوروبي، نقطة انطلاق هامة لحركة الاستعمار والاستيطان الأوروبي في مختلف أنحاء المعمورة، فقد ترافقت تلك المرحلة بعوامل طاردة للسكان من اضطراب سياسي واضطهاد ديني ومجاعات ضربت أوروبا ونشاط ما يسمى الاكتشافات الجغرافية التي اتخذت ذريعة للاحتلال والاستعمار والنهب والإبادة.

وكانت ويستفاليا لحظة انطلاق النظام الأوروبي المبكر في صورته الأولى، بدء الهيمنة الغربية، موجة الاستعمار والاستيطان والإبادة. وتواصلت على النحو التاريخي المعلوم. وواكبت هذه المرحلة منظومتها المعرفية والفلسفية المادية الإمبريالية التي مهدت وأسست مفاهيم اجتياح العالم واستباحته واستعماره التي غدت جوهر النظام الدولي تحت هيمنة الغرب. فاتخذ الصعود الأوروبي من "الاكتشافات الجغرافية" ومبدأ الحرب العادلة وعبء الرجل الأبيض (الحضاري) تكئة لشرعنة الغزو والاحتلال ومبررا لاحتلال قارات العالم وإبادة سكانها، وإقامة كيانات استيطانية أوروبية فيما وراء البحار، وتقاسم الإمبرياليات قارات العالم.

وتم اختطاف وشحن عشرات الملايين من الأفارقة من غرب قارتهم في سفن لا تليق بالبهائم واستعبدوا بمزارع التبغ والقطن وقصب السكر في الجنوب الأميركي وجزر البحر الكاريبي، ومثلهم من الهند وجزر الهند الشرقية إلى جنوب أفريقيا وإقليم الإنديز بأميركا الجنوبية وجزر الكاريبي، وتسخير الملايين من سكان أميركا الوسطى والجنوبية الأصليين، حتى الموت بمناجم الذهب والفضة، وسرقة كنوز ممالك الآزتيك والمايا، ومن ثَمّ نزح كل هذه الثروات إلى حواضر المتروبوليتان الأوروبي.

وفي هذه المرحلة الإمبريالية الميركانتيلية (التجارية) تأسست شركة الهند الشرقية الهولندية (1602-1799) والإنجليزية (1600-1874) والفرنسية (1664-1789) والبرتغالية (1628-1633). وتراكمت لدى الأوروبيين ثروات هائلة خاصة، في إنجلترا، نتج عنها ثورة صناعية (1850) ومنظومة رأسمالية، تستبطن نموذج الصراع والنفي في الحداثة الأوروبية، وما انطوت عليه من شره واحتكار وتغول واستغلال وظلم اجتماعي وأزمات مزمنة.

وقامت بموازاتها منظومة سياسية وتشريعية ودستورية لاستدامة وخدمة المشروع الإمبريالي الرأسمالي بما في ذلك: الديمقراطية التمثيلية في الداخل ودبلوماسية البوارج الحربية في الخارج. فقد جاء الإصلاح الديمقراطي وتشريع الحقوق المدنية والمواطنة في الغرب كضرورة لتنظيم المجتمعات الأوروبية وتجنيدها في خدمة وتوسيع المشروع الإمبريالي وزيادة موارده البشرية، فكان لا مناص من التخلص التدريجي من نظام الإقطاع والأقنان لعجزه عن تلبية احتياجاته. وهكذا اكتملت ركائز المشروع الغربي: الإمبريالية والرأسمالية والعنصرية والفاشية.

وقامت إذن مشروعات استيطانية كبرى بالقرون الماضية في الأميركتين وأستراليا ونيوزيلندا وأفريقيا. وارتبط نجاحها وتضخمها بالقضاء على جماعات السكان الأصليين، بالحصار والاستغلال والإبادة والمسخ. بل انتقل مركز الثقل العالمي لاحقا في القرن العشرين من قوى أوروبية استعمارية تقليدية، تعهدت مشروع الاستيطان والاستعمار والنهب، إلى أكبر كيان استيطاني إمبريالي في التاريخ البشري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة

 

 

 

الحامدي: تشجيع المعلمين على تطوير المهارات ينعكس أثره على مستويات الطلبة

الزدجالية: البيئة المدرسية من أهم مقومات التفوق ولها تأثير مُباشر على مستوى الطلبة

المجيني: تحليل البيانات مهم في فهم مستوى الطلبة وتعديل الاستراتيجيات التعليمية

الفارسي: توظيف التكنولوجيا الحديثة يُوفر بيئة محفزة للطلبة بالفصول

التأكيد على دور أولياء الأمور في تحسين مستوى التحصيل الدراسي

نقص الموارد المالية من أبرز تحديات تنفيذ البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

أكد عددٌ من المختصين والتربويين أن تطوير مستوى تحصيل الطلبة في المدارس يتطلب استراتيجيات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية والتحفيز وطرق التدريس الحديثة، مؤكدين أهمية استخدام أساليب تقييم حديثة تأخذ بعين الاعتبار مهارات التفكير النقدي والإبداعي.

ويقول الدكتور سالم بن خميس بن حارب الحامدي، مدير مدرسة علي بن أبي طالب، إن من بين هذه الاستراتيجيات تطبيق التعلم النشط القائم على الأنشطة التفاعلية والمناقشات الحوارية الشفهية كالعصف الذهني والمشاريع التعلمية والتعليم التفاضلي بين الطلبة باستخدام وسائط تعليمية سمعية وبصرية، والتعلم التعاوني، واستراتيجية المعلم الصغير.


 

ويضيف: "من الاستراتيجيات التي تُعد مهمة في تعليم الطلبة دمج التكنولوجيا الرقمية بواسطة الشاشات التعليمية في الصفوف المربوطة بالإنترنت وتوظيف التدريس والتقويم بواسطة الفيديوهات التوضيحية والألعاب والمسابقات المعززة للفهم والاستيعاب لدى الطلبة، إضافة إلى التغذية المستمرة، ولا ننسى تحفيز وإثارة دافعية الطلبة نحو التعلم بالتشجيع والمكافآت مثل الشهادات الرمزية المرغبة في التنافس والمشاركة الصفية، كما أن توظيف الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين مستوى التحصيل للطلبة وجعل التعلم أكثر متعة".

كما تحدث مدير مدرسة علي بن أبي طالب عن تطوير المناهج وأساليب التدريس قائلًا: "المناهج هي المفتاح لتحقيق نسبة نجاح أعلى وتقليل الفجوة بين الطلاب، خاصة في ظل تنوع القدرات والخلفيات التعليمية، والمناهج دائمًا ما تتواكب مع المستجدات والتحولات التكنولوجية وهي مناهج مرنة ومتدرجة وخاصة منهج كامبردج في الرياضيات والعلوم، كذلك منهج مادة التربية الإسلامية تم تطويره ليتضمن باركود تعليمي على كل درس من دروس المادة يشمل معطيات الدرس، ومن خلال إدخال مهارات التعلم من أجل المستقبل في المناهج الدراسية يتم التركيز على التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات والتواصل الفعال بدلاً من الحفظ والتلقين".

ويبين الحامدي أن الإشراف التربوي وبرامج التدريب يعدان عنصران أساسيان لتحسين التعليم وتعزيز مهارات المعلمين، لأن المعلم هو المحرك الأساسي للعملية التعليمية، وعندما يحصل على الدعم المهني والتدريب المناسب، يكون قادرًا على تحقيق نتائج أفضل في الفصل الدراسي، ويتضح ذلك الدور في مساعدة المشرفين التربويين المعلمين على تطوير استراتيجيات التدريس الفعالة وتقديم التغذية العكسية 360 درجة للمعلمين أثناء الزيارات الإشرافية ومراقبة جودة التعليم من خلال تحليل المستويات التحصيلية واقتراح الآفاق المستقبلية لمعالجة الفجوات، وتنظيم لقاءات وورش عمل ومشاركة الخبرات والممارسات المهنية ومجتمعات التعلم المهني وفرق العمل، والذكاء العاطفي ومهارات التحفيز، وتشجيع المعلمين على التعلم المستمر والتطوير الذاتي؛ لتحويل الفصل الدراسي لبيئة تعليمية مليئة بالإبداع.

وأشار الحامدي إلى أهمية البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة في تحسين مستويات التحصيل الدراسي، إذ تعتبر هذه البرامج أداة قوية لتحسين مستويات التحصيل الدراسي، حيث تركز على إشراك الطلبة بطرق حديثة تتناسب مع أنماط تعلمهم المختلفة، مبينا: "عندما يتم توظيف هذه الابتكارات بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلى تعلم أكثر فعالية، وزيادة التفاعل داخل الفصل، وتحفيز الطلاب على التفكير النقدي والإبداع، كما تساهم هذه البرامج في تحسين التحصيل بأنها تجعل الطالب مشاركًا في العملية التعليمية من خلال التجارب والمشاريع العملية والتعلم القائم على الاستكشاف، وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعليم القائم على البيانات، وتتيح لكل طالب تجربة تعلم مخصصة وفقًا لقدراته، مما يساعد في تحسين الفهم، وربط التعلم بالحياة العملية كريادة الأعمال، والتدريب العملي الذي يجهز الطلبة لسوق العمل ويساعدهم على تطبيق ما يتعلمونه في الواقع".

ويتطرق مدير مدرسة علي بن أبي طالب إلى تحديات تطبيق أساليب التدريس الحديثة، قائلا: "تطبيق أساليب التدريس الحديثة والتقنيات التربوية في المدارس ليس بالأمر السهل، حيث تواجه المدارس التعليمية تحديات عديدة تتعلق بالبنية الأساسية والتدريب، والقبول من قبل المعلمين والطلبة لإدارة أو قيادة التغيير، ومع ذلك، هناك حلول يمكن أن تساعد في تجاوز هذه العوائق وتحقيق أقصى استفادة من التطورات التربوية، ومن أبرز التحديات التي نواجهها في المدارس لتطبيق اتجاهات التدريس الحديثة عبر الرقمنة التكنولوجية نقص التمويل والموارد مثل تقنيات الألواح الذكية، الواقع الافتراضي، والأجهزة اللوحية المعينة والمساندة لتعليم وتعلم الطلبة؛ لأنها تتطلب تمويلًا ماليًا لا يتوفر في المدارس، وبعض المدارس لا تمتلك بنية أساسية رقمية كافية مثل الإنترنت السريع أو أجهزة حديثة، ومن الحلول الممكنة لتحسين وتطوير مستوى الطلبة في التقدم والتحصيل الدراسي استخدام التقييم المستمر بدلاً من الامتحانات النهائية فقط، مثل المشاريع الجماعية والتقييم التكويني، وتطوير معايير جديدة لقياس التعلم تعتمد على الأداء والمهارات بدلاً من الحفظ والاسترجاع، والاستفادة من تحليلات البيانات التعليمية لمتابعة أداء الطلبة في الوقت الحقيقي وتحليل مدى تأثير التقنيات الجديدة على تحصيلهم.

ويؤكد الدكتور سالم بن خميس بن حارب الحامدي على دور أولياء الأمور في تحسين مستوى التقدم والتحصيل الدراسي لأبنائهم، فالتعليم لا يقتصر على المدرسة فقط، بل هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والهيئة التعليمية وعندما يكون هناك تعاون فعال بين الطرفين، يكون الطلبة أكثر حرصًا على المنافسة والتفوق إذا توافرت العوامل.

ويوضح: "فيما يخص البيئة المدرسية، فلها تأثير كبير في مستوى تحصيل الطلبة، وقد تؤثر البيئة المدرسية على مستوى الطلبة تأثيرًا إيجابيًا إذا توفرت عوامل إثارة الدافعية والتحفيز بأن تكون بيئة آمنة جاذبة للتعليم والإبداع من حيث الأنشطة والبرامج المدرسية والجدارات التعليمية والساحات والرحلات والجولات التعليمية والتفاعل الإيجابي ودعم الطلبة بالجوائز والأيام المفتوحة التي تعزز من نشاطهم التعليمي وإدخال التقنيات التعليمية والمسابقات الرقمية في المدرسة، أما من ناحية الكثافة الصفية والاكتظاظ في غرفة الصف من الطلبة، يكون صعوبة التفاعل بين المعلم والطالب بسبب الأعداد الكبيرة، وقلة فرص المشاركة لكل طالب مما يقلل النقاش والحوارات التعليمية، وصعوبة ضبط إدارة الصف وإرهاق المعلم بسبب عدم القدرة على تقديم دعم فردي لكل طالب، ولو وضعنا حلولًا لتحسين التعلم في الفصول الكبيرة، يجب تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة داخل الفصل لتنفيذ أنشطة تفاعلية، وتوظيف التعلم التعاوني بحيث يعمل الطلبة معًا لحل المشكلات، والعمل على إدخال التكنولوجيا التعليمية مثل السبورات الذكية ومنصات التعلم الرقمي لتعويض نقص التفاعل المباشر، وتعزيز المناخ النفسي والاجتماعي داخل المدرسة.

وفي السياق، تقول شيخة الزدجالية، مديرة مدرسة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، إن البيئة المدرسية تعد من أهم مقومات النجاح والتفوق، حيث تؤثر بشكل مباشر على مستوى تحصيل الطلبة، فكلما كانت البيئة الصفية مناسبة من حيث عدد الطلاب، زادت قدرة المعلمين على متابعة كل طالب بشكل أكثر فعالية، مما يسهم في تحسين مستوى التحصيل، كما أن حداثة المبنى المدرسي وتوافر التقنيات التعليمية المتقدمة يرفعان من فاعلية العملية التعليمية، مما يساعد الطلبة على استيعاب المناهج بشكل أفضل.


 

وتذكر أن من أهم الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها مع طلبة الصف الثاني عشر هي الربط المباشر والتدريب المستمر على أنماط الأسئلة الواردة في الورقة الامتحانية، إضافة إلى تنويع أساليب طرح الأسئلة لتعزيز جاهزية الطلبة للامتحانات النهائية، وهذا النهج يساعد في تقليل رهبة الامتحانات ويؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل، مضيفة أن الإشراف التربوي يقوم بدور محوري في دعم المعلمين ومواكبة المستجدات التربوية، حيث يعمل الإشراف الفني والتربوي على إعداد وتطوير المعلمين بشكل مستمر لضمان تقديم أفضل أساليب التدريس.

وتشدد الزدجالية على أن الاستقرار النفسي للطالب يعد عنصرًا أساسيًا في نجاحه، حيث إن الخوف والارتباك من الورقة الامتحانية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدني المستوى التحصيلي، مما يستدعي تعزيز الثقة لدى الطلبة من خلال التحضير الجيد والدعم النفسي.

وفيما يخص أدوات التقييم، تلفت الزدجالية إلى أن هذه الأدوات معمول بها بشكل أساسي في المراحل الدنيا، إلا أن صفوف الثاني عشر تحتاج إلى أساليب تقييم أكثر دقة تتناسب مع أهميتها كمحطة مصيرية في المسار التعليمي للطلبة، كما أن الخبرة التدريسية تلعب دورًا مهمًا في رفع مستوى التحصيل الدراسي، حيث يساهم استقرار كوادر التدريس في مدارس ما بعد الأساسي، خاصة المعلمين ذوي الخبرة في مناهج الثاني عشر، في تحقيق نتائج إيجابية ورفع نسب النجاح بين الطلبة.

وتؤكد مديرة مدرسة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص أهمية تطبيق استراتيجيات تعليمية فعالة مثل التعلم النشط، وتخصيص دعم إضافي للطلبة ذوي الأداء الضعيف، واستخدام تقنيات التعليم المدمج، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية مرنة ومحفزة، على جانب أهمية تحديث المناهج بشكل دوري لتواكب متطلبات العصر، مع دمج أساليب تدريس مبتكرة مثل التعلم التفاعلي والتعلم القائم على المشاريع، وتدريب المعلمين على أحدث التقنيات التربوية لضمان تحقيق أفضل مخرجات تعليمية.

وفيما يتعلق بالإشراف التربوي وبرامج التدريب، توضح الزدجالية أهمية توفير إشراف مستمر للمعلمين، وتقديم برامج تدريبية تسهم في تطوير مهاراتهم التدريسية، إلى جانب متابعة الأداء التدريسي بشكل دوري لضمان تحقيق الجودة المطلوبة، مبينة أن البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة تعزز من مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، رغم التحديات التي تواجه تنفيذها مثل محدودية التمويل والموارد.

وتقول إن تطبيق أساليب التدريس الحديثة يواجه بعض التحديات، منها مقاومة التغيير من قبل بعض المعلمين، ونقص التدريب الكافي، بالإضافة إلى قلة الموارد التكنولوجية، والتغلب على هذه التحديات يتطلب توفير برامج تدريبية مكثفة ودعم المدارس بالبنية الأساسية المناسبة. وترى الزدجالية أهمية تعزيز دور أولياء الأمور في العملية التعليمية من خلال إشراكهم في الأنشطة المدرسية، وتوفير ورش عمل تساعدهم على دعم أبنائهم أكاديميًا، إلى جانب تعزيز قنوات التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة، مؤكدة ضرورة تطوير أدوات التقييم من خلال استخدام التقييمات التكوينية والاختبارات الإلكترونية، والعمل على تحسين أدوات القياس لتكون أكثر دقة وشمولية، مع دمج التقييمات التي تقيس المهارات الحياتية، على جانب أهمية تقليل عدد الطلاب في الفصول الدراسية وتحسين البنية الأساسية لضمان توفير بيئة تعليمية داعمة تعزز من جودة التعليم ومخرجاته.

وفي السياق، يؤكد سعيد بن محمد بن حسن المجيني أخصائي التوجيه المهني بمدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي، أهمية تبني استراتيجيات فعالة لمعالجة التفاوت في معدلات النجاح بين الأعوام الدراسية، موضحا أن التدخل المبكر لتحديد الطلبة الذين يواجهون صعوبات، إلى جانب اعتماد التعلم المخصص والتعلم النشط، يعد من أبرز الحلول لدعم العملية التعليمية، إلى جانب دور تحليل البيانات في فهم مستويات الطلبة وتعديل الاستراتيجيات التعليمية وفقًا لذلك.


 

وفيما يتعلق بتطوير المناهج وأساليب التدريس، يشير المجيني إلى ضرورة اعتماد مناهج قائمة على الكفاءات، وتطبيق التدريس المتمايز، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وتعزيز التعلم القائم على المشاريع، مما يسهم في تحسين مخرجات التعليم وتقليل الفجوة بين الطلبة، مؤكدا أهمية الإشراف الداعم والتدريب المستمر وإنشاء مجتمعات تعلم مهني للمعلمين، إلى جانب تعزيز مهارات تحليل البيانات لديهم لرفع مستوى التدريس وتحسين أداء الطلبة.

وحول دور البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة، يوضح المجيني أنها تسهم في زيادة دافعية الطلبة وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات، غير أن تنفيذها يواجه تحديات، منها نقص الموارد المالية والبنية التحتية، ومقاومة التغيير، والحاجة إلى تدريب المعلمين على التقنيات التربوية الحديثة. وفيما يتعلق بأساليب التدريس الحديثة والتقنيات التربوية، يشير إلى أن تطبيقها يواجه تحديات، أبرزها نقص التدريب والتأهيل للمعلمين، ومحدودية الوصول إلى التقنيات، ومقاومة التغيير، إلا أنه يمكن التغلب على هذه التحديات بتوفير برامج تدريبية مستمرة ودعم فني وتقني للمدارس وإشراك أولياء الأمور في عملية التغيير.

ويؤكد المجيني أهمية دور أولياء الأمور في دعم تحصيل الطلبة، مشددًا على ضرورة تعزيز التواصل المنتظم بين المدرسة والأسرة، وإشراك أولياء الأمور في الأنشطة المدرسية، وتنظيم ورش عمل تثقيفية لهم، بالإضافة إلى توفير الموارد التي تساعدهم على دعم أبنائهم أكاديميًا. كما يشير إلى وجود توجه متزايد لاعتماد أساليب تقييم أكثر دقة، تشمل التقييم التكويني، والتقييم القائم على الأداء، واستخدام التكنولوجيا في الاختبارات التفاعلية، مما يسهم في قياس مستويات الطلبة بدقة وتحديد نقاط الضعف لديهم.

وفيما يتعلق بتأثير البيئة المدرسية، فيقول المجيني إن عدد الطلبة في الفصل والبنية الأساسية والموارد التعليمية، تلعب دورًا محوريًا في تحقيق نتائج تعليمية أفضل، ولذلك يجب تقليل أعداد الطلبة في الفصول الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية حديثة وآمنة، وتعزيز الموارد التعليمية لضمان تجربة تعلم فعالة.

بدوره، يؤكد شبيب الفارسي أهمية تطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة لتحسين مستوى تحصيل الطلبة، خاصة في ظل التفاوت في معدلات النجاح بين الأعوام الدراسية، موضحاً أنَّ التفاعل داخل الصف وتنويع أساليب التدريس يلعبان دورًا أساسيًا في تعزيز الفهم والاستيعاب، كما أن دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وتوفير بيئة محفزة يساعدان في زيادة دافعية الطلاب وتحقيق نتائج أكاديمية أفضل، كما يجب الاستفادة من التقويم المستمر لرصد تقدم الطلبة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين المدرسة وأولياء الأمور لدعم العملية التعليمية.


 

وفيما يتعلق بتطوير المناهج، يشير الفارسي إلى أهمية تضمين أنشطة تطبيقية تتيح للطلبة استكشاف المفاهيم بطريقة عملية، مؤكدًا أن ربط المحتوى التعليمي بواقع الحياة يعزز الفهم العميق ويجعل التعلم أكثر جاذبية، ويجب التركيز على تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، بالإضافة إلى تحديث المناهج بشكل دوري لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.

وعن دور الإشراف التربوي وبرامج التدريب، يوضح أن تمكين المعلمين من تبني أساليب تدريس حديثة يسهم بشكل مباشر في تحسين مخرجات التعليم، كما أن التدريب المستمر على استراتيجيات التدريس الفعالة، مثل التعلم القائم على المشروعات والتعليم التفاعلي، يعزز من قدرة المعلمين على الاستجابة لاحتياجات الطلبة المختلفة، مما ينعكس إيجابيًا على مستوى التحصيل الدراسي.

ويلفت الفارسي إلى أن البرامج التعليمية المبتكرة تلعب دورًا مهمًا في تحسين تجربة التعلم، حيث توفر طرقًا غير تقليدية لفهم واستيعاب المعلومات، إلا أن تنفيذ هذه البرامج يواجه تحديات، مثل الحاجة إلى إعادة هيكلة بعض جوانب المناهج الدراسية، وضمان توافر الموارد والتقنيات اللازمة، بالإضافة إلى أهمية تأهيل المعلمين للتعامل مع الأساليب الجديدة بطريقة فعالة.

وفيما يتعلق بتطوير أدوات التقييم، يقول الفارسي: "هناك توجه نحو استخدام أساليب تقييم حديثة تأخذ بعين الاعتبار مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وليس فقط الحفظ والاسترجاع، والتقييم المستمر الذي يعتمد على الأداء الفعلي للطالب داخل الصف يسهم في تقديم صورة أكثر دقة عن مستواه الأكاديمي".

مقالات مشابهة

  • عز العرب: مصر تتجه لحشد الرؤية الدولية بشأن "اليوم التالي" لحرب غزة
  • إطلاق «استراحة معرفة» في أستراليا لتعزيز الحوار المعرفي
  • «دبي للثقافة» تعزز ريادتها بـ«آيزو إدارة المعرفة»
  • منخفض جوي يسبب تدني الرؤية الأفقية 9 ساعات
  • محمد أبو العينين: الإعلام أداة فعالة لنقل المعرفة وتشكيل الرأي العام
  • "عُمان المعرفة" تتعاون مع "تكنو" لدعم 200 عائلة خلال رمضان
  • سيرة الفلسفة الوضعية (12)
  • البروفيسور مجدي يعقوب: الشباب المستقبل وعلينا نقل المعرفة إليهم
  • مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة
  • زوج يطالب بضم حضانة طفلته بعد هجر زوجته منذ عام ورفضها تمكينه من الرؤية