محللون: نتنياهو حاول الظهور كرجل دولة قوي بالكونغرس ومقاطعته غير مسبوقة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول الظهور كرجل دولة قوي ومدعوم من خلال خطابه أمام الكونغرس الأميركي، لكن مقاطعة نحو 90 نائبا للجلسة كان أمرا غير مسبوق رغم احتفاء أغلب النواب به.
وألقى نتنياهو خطابًا أمام الكونغرس الأميركي، دعا فيه الولايات المتحدة للوقوف مع إسرائيل ضد ما وصفها بأذرع إيران في المنطقة، مضيفا: "أعداؤنا هم أعداؤكم ومعركتنا هي معركتكم ونصرنا سيكون نصركم".
وفي حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد"، يرى الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس لم يمنع الحقيقة من الظهور، حيث شهدت واشنطن مظاهرات عارمة ضده، كما قاطع 90 من أعضاء الكونغرس جلسته، بمن فيهم نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأشار البرغوثي إلى أنه رغم محاولات نتنياهو الظهور بمظهر قوي خلال الخطاب فإن ضعفه كان واضحا لعدة أسباب، أهمها فشله في تحقيق أهداف عدوانه على قطاع غزة، موضحا أن هذه الجلسة ستصنف في التاريخ الأميركي بأنها "جلسة عار" لما تضمنته من خطاب نتنياهو المقزز والمليء بالأكاذيب، على حد تعبيره.
ويشدد السياسي الفلسطيني على أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان منحازًا بشكل مطلق لإسرائيل خلال الحرب على غزة، وهو ما جعل الولايات المتحدة شريكة في ما وصفها بجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بالقطاع، لافتا في هذا السياق إلى مشاركة بايدن وعدد من قيادات إدارته في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي.
تحالف إسرائيلي أميركي عربيوأشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول خلق تحالف إسرائيلي أميركي عربي، وأن هذا التحالف لن يكون ضد إيران فقط بل ضد فلسطين أيضًا، مؤكدا أن هذه المحاولة لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو المقاومة.
كما أكد البرغوثي أن نتنياهو لا يريد إحراز أي تقدم في مفاوضات صفقة تحرير أسراه في غزة، وإنما يسعى إلى استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية الحالية عاجزة عن ممارسة أي ضغط عليه أو القيام بوساطة نزيهة.
بدوره، يرى الدكتور حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن نتنياهو كان حذرًا في خطابه أمام الكونغرس بعد انسحاب بايدن من سباق الرئاسة، حيث لم يكن يتوقع ذلك، مستبعدا أن يسعى الرئيس الأميركي لإحداث أي تأثير جوهري بشأن الوضع في قطاع غزة بعد انسحابه.
وقال أيوب إن نتنياهو كان غامضًا بشأن صفقة تحرير الأسرى ووقف الحرب في غزة، وكذلك في أي أمر يتعلق بمحوري نتساريم وفيلادلفيا، مؤكدًا أن أفعال جيشه على الأرض هي المعبر الحقيقي عن رسالته وأهدافه التي يسعى لها.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن تصريحات قيادات بالحزب الديمقراطي، مثل تصريح رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي عن سوء خطاب نتنياهو، تشير إلى مظهر من مظاهر تراجع الدعم لإسرائيل، مشيرا إلى أن الخلاف الأساسي بين نتنياهو والإدارة الأميركية يتعلق بخطة اليوم التالي للحرب، وهو الخلاف الذي لا يزال قائما.
انتصار بحد ذاتهفيما يرى ماثيو دوس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية، أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس بحد ذاته يُعد انتصارًا له، مشيرا إلى أن نتنياهو مصر على مقاومته لتنفيذ طلبات بايدن، الذي بدوره لم يفعل الكثير للضغط عليه، وهو ما يجعل من غير المتوقع حدوث أي تغيير كبير بعد اللقاء.
وأوضح دوس أن بايدن، رغم عدم ترشحه، لم يظهر أي نية لفرض تبعات على نتنياهو حتى قبل قرار عدم الترشح، معتبرا تصفيق الكونغرس لنتنياهو رغم جرائمه في غزة، أمرا مثيرا للخزي لدى أي أميركي.
لكنه في الوقت ذاته، يرى أن مقاطعة نصف النواب الديمقراطيين تقريبا للجلسة اعتراضًا على أفعال نتنياهو أمر غير مسبوق وجزء مهم من الرواية الحالية.
ويرى ماثيو دوس أن خطاب نتنياهو يهدف في الأساس لحشد الدعم داخل إسرائيل، لكنه لن يغير السياسة الأميركية، بل سيزيد من استعداء الديمقراطيين، مؤكدا أن النخبة السياسية في الولايات المتحدة تدرك أن أفعال نتنياهو تهدف لتحقيق أهداف شخصية وللحفاظ على مسيرته السياسية وسط ضغوط لوقف الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أمام الکونغرس إلى أن
إقرأ أيضاً:
قد نترحم على أيام بايدن!
لم تمر سويعات على حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حتى وقّع على عدد من الأوامر التنفيذية منها إلغاء عقوبات إدارة الرئيس جو بايدن على مستوطنين ارتكبوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
ورغم أن القرار اختلف عليه البعض حول تأثيره وهل كاشف عن النوايا الحقيقية للرئيس الأمريكى مستقبلا فى إطلاق يد المستوطنين من جرائم والتهام ما تبقى من أرض فى يد الفلسطينيين أصحاب الأرض، وبدا أنه سيحاول إرضاء نتنياهو وتحقيق ما يسعى إليه، ما جعل الأخير يرضخ ويوافق على هدنة وقف إطلاق النار فى غزة من خلال حصوله على وعد بمنحه امتيازات لم يتوقعها مثلما حقق فى ولايته الأولى ما لم تحلم به إسرائيل منذ نشأتها والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بضم الجولان.
سموتريتش اعتبر القرار بإلغاء العقوبات إشارة إلى موقف ترامب الثابت وغير القابل للمساومة إلى جانب دولة إسرائيل، ورأى بن غفير أن قرار ترامب ما هو إلا تصحيح لظلم طويل الأمد!
بينما كان رد فعل السلطة الفلسطينية فى قرار ترامب التنديد، وليس فى يدها شيء سواه فى ظل تناقضات غريبة لترامب يريد من خلالها أن يسوق العالم حسب طريقته «الترامبية» المعروفة بتناقضاتها وشذوذها ومنظورها الضيق وخطورتها على أمريكا نفسها فى عالم مفترض متعدد الأقطاب ليدفع بصراعات جديدة عالمية خاصة مع الأوروبيين حلفاء أمريكا وبوادر حرب تجارية على خلفية الرسوم الجمركية والعواقب السلبية على الحركة التجارية والأسعار ودخول أوروبا فى أزمات اقتصادية، وتوتر العلاقة السياسية بسبب موقف ترامب من الحرب الأوكرانية.
رئيس الوزراء الفرنسى، فرانسوا بايرو، حذر فرنسا والاتحاد الأوروبى من تعرضهما للسحق والتهميش بسبب سياسة ترامب، إذا لم يتحركا لمواجهتها.
إذا كانت أوروبا سوف تتحرك بقوة أمام رئيس يجمع كل المتناقضات لضمان البقاء على مقوماتها الاقتصادية، فمن باب أولى لكل المؤثرين فى عالمنا العربى والجامعة العربية الوقوف فى وجه السياسة الترامبية مبكرا لمواجهة من يعصف بحلم وحياة الفلسطينيين، لاسيما فى أطروحاته البعيدة عن المنطق ورغبته فى تطبيع السعودية مع إسرائيل والتى لها مواقف قومية مشرفة وصمدت طويلا أمام الضغوط خلال ولاية ترامب الأولى، واشترطت للتطبيع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والعودة لحدود الخامس من يونيو 67، وهو ما يتعارض مع توجه ترامب وإطلاق يد إسرائيل وضمها للضفة الغربية، والعفو عن غلاة المستوطنين البداية لهذه الخطوة التى ستشعل العالمين العربى والإسلامى لأنها تعنى القضاء على الشعب الفلسطينى وإنهاء حلمه فى وطن مستقل يعيش بين جنباته.
السياسة «الترامبية» تناقضية وبراجماتية تحترم الصلابة والقوة فى مواجهتها، تجمع بين الشيء ونقيضه بين الاحتضان والاعتداء والمنح والمنع، بداية مشئومة تدخل العالم فى مرحلة الغليان قبل الوصول للانفجار رغم شعاره وهتافه الدائم «عالم بلا حروب».
وما يخشاه الكثيرون، أن يُدخل ترامب الكون فى متاهات، وقتها سيترحم الجميع على أيام بايدن الذى كان سجله بلا طعم أو رائحة، والذى رفع شعار حل «الدولتين» مع بداية توليه الحكم، فبتنا ننتظر الأسوأ!