يمانيون – متابعات
بدأت واشنطن تحرّكاً لإجهاض الاتفاق الأخير الموقّع بين صنعاء والرياض بشأن خفض التصعيد الاقتصادي، والتوجّه نحو خطوات بناء ثقة بين الطرفين تمهيداً لتوقيع اتفاق حول الملف الإنساني والاقتصادي. ولم يكن هذا التحرّك غير متوقّع من قبل «أنصار الله»، التي قالت إن الاتفاق الأخير أفشل كل المساعي الأمريكية ضد الحركة، وأحرق آخر الأوراق التي حاولت الولايات المتحدة استخدامها بعد فشلها عسكرياً في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

واهتمّت الأوساط السياسية في صنعاء، خلال الساعات الماضية، بالتحركات الأمريكية المضادة للاتفاق، بعد رفض «أنصار الله» عرضاً أمريكياً من مكوّناته أن تتولى الولايات المتحدة عملية إعادة إصلاح كل الأضرار التي طاولت ميناء الحديدة غربي اليمن، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي استهدفته السبت الماضي، مقابل وقف التصعيد ضد الكيان.

وكان ربط الممثّل البديل للشؤون السياسية في البعثة الأمريكية لدى مجلس الأمن، روبرت وود، تنفيذ الاتفاق الأخير بين صنعاء والرياض، و«خارطة الطريق» الأممية، بإنهاء العمليات البحرية اليمنية، بما يشمل الامتناع عن الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير على الحديدة.

ويُعد هذا الشرط الثالث من سلة شروط ظلّت تعرقل واشنطن من خلالها التقدّم في ملف السلام، ومن ضمنها، بحسب ما طرحه وود في كلمته في مجلس الأمن، إطلاق خلايا التجسّس الأمريكية.

وأقر الممثل الأمريكي بمنع بلاده التوقيع على اتفاق السلام في اليمن قبل نحو ثمانية أشهر، مرجعاً ذلك إلى ما وصفه بتصعيد أنصار الله في إشارة إلى العمليات اليمنية المساندة لقطاع غزة.

وفي موازاة ذلك، أكّدت مصادر دبلوماسية يمنية مطّلعة، لـ«الأخبار»، رصد تحرك إسرائيلي جرى خلال الأيام الماضية في واشنطن، نحو المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بهدف دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد «أنصار الله» على صعيد تصنيفها كمنظمة إرهابية، لمنع أي مفاوضات أو تقارب من قبل دول أخرى، مع الحركة التي شنّت الولايات المتحدة حروباً اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية ضدها، ولم تنجح في عزلها على مدى السنوات الماضية.

ورداً على تلك التحرّكات، أكّد مصدر سياسي مطّلع في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «الاتفاق ملزم للجانب السعودي وبضمانات أممية ودولية، والتراجع عن أيّ من بنوده سيعيد التصعيد إلى ما كان عليه».

وأشار إلى أن «الخاسر الوحيد في هذا الاتفاق هو الولايات المتحدة. ولذلك من الطبيعي أن يثير الاتفاق غضبها، خاصة أن دولاً مناوئة لواشنطن وقفت وراء إبرامه، كالصين وروسيا».

وأكّد المصدر أن «الاتفاق دخل حيز التنفيذ فعلياً، وأن الرد على التحرّكات الأمريكية سيكون بالقوة وليس بالحوار أو القبول بأي مطالب أمريكية، بل بتصعيد الهجمات على الكيان الإسرائيلي وتكثيف الهجمات ضد السفن العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر».

وفي الوقت الذي رحّبت فيه وزارة الخارجية السعودية بالاتفاق، وحاولت كالعادة أن تُظهر المملكة كدولة وسيطة بين أطراف يمنية، أكدت مصادر مقرّبة من الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في عدن، لـ«الأخبار»، أن تلك الحكومة التي رحّبت بالاتفاق، كانت مغيّبة بشكل كلّي عن تفاصيل المفاوضات حتى اللحظات الأخيرة، عندما طلبت السعودية من محافظ بنك عدن المركزي المرتزق أحمد المعبقي، التراجع عن الإجراءات التي اتخذها البنك ضد البنوك التجارية والإسلامية في صنعاء، ومن بينها وقف وصول تلك البنوك إلى نظام «سويفت»، ومنع الرحلات من مطار صنعاء وإليه.

وكانت الرياض وضعت المعبقي قيد الإقامة الجبرية لرفضه التراجع عن القرارات التصعيدية التي اتخذها البنك، قبل أن ترفعها عنه مقابل التوقيع على اتفاق التهدئة الاقتصادي الأخير.

وأتى ذلك بعد أن أبرمت صفقة معه قضت بتنازلها عن تعيين بديل له، واستمراره هو في منصبه مع تسهيل المملكة صرف الدفعة الرابعة من المنحة السعودية المقدّرة بنحو 250 مليون دولار كدعم مالي للبنك المركزي في عدن، والذي يواجه أزمة سيولة ناتجة من عدم تمكّن حكومة المرتزق ابن مبارك من استعادة إيرادات الدولة من تحت سيطرة الميليشيات المسلّحة التابعة للتحالف السعودي – الإماراتي.

– الاخبار اللبنانية – رشيد الحداد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله

إقرأ أيضاً:

الشايف: منع الطائرة اليمنية من عبور الأجواء السعودية غير قانوني ويخالف الاتفاق الأممي


الثورة نت/..

أوضح مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف ، أن السلطات السعودية قامت بمنع طائرة الخطوط الجوية اليمنية المتجهة إلى العاصمة الأردنية عمان من عبور الأجواء السعودية وأجبرتها على العودة إلى صنعاء رغم استكمال كافة الإجراءات اللازمة.
موضحاً أنه كان مقررا إقلاع طائرة اليمنية إلى عمان بالتنسيق الفني مع مركز جدة لكنها مُنعت من عبور الأجواء السعودية.
وأشار إلى أن غالبية ركاب الطائرة كانوا من المرضى وحالات إسعافية ولا يوجد أي مبرر للنظام السعودي على إجراء المنع من عبور الطائرة اليمنية للأجواء السعودية والذي يدل أن النظام السعودي ما يزال يفرض الحصار على الرحلات الجوية.
مبيناً أن إجراءات النظام السعودي مخالفة للاتفاق الأخير المعلن من قبل الأمم المتحدة والذي يسمح بتسيير رحلات إلى الأردن ودول أخرى دون أي وصاية.
منوهاً بأنه تم إجراء الاتصالات والتأكيد على أن المنع بدون أي مسوغ قانوني، وتم الاتفاق على إقلاع الرحلة من مطار صنعاء الدولي مجددا صوب وجهتها إلى الأردن.

بدوره أوضح القائم بأعمال مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف ، أن الرحلة المغادرة من مطار صنعاء الدولي إلى الأردن تم جدولتها برقم 664 والمغادرة الساعة السادسة صباح اليوم ، وتم إقلاع الطائرة في موعدها من مطار صنعاء ولكن للأسف تم إعادتها من أجواء السعودية بحُجة عدم وجود تصريح لعبور المجال الجوي السعودي في إجراء متعنت من قبل السلطات السعودية مما تسبب في عودة الطائرة إلى مطار صنعاء.
لافتاً إلى أن الطائرة تقل 274 راكباً معظمهم ترانزيت من مطار عمان إلى مطارات أخرى ، وعودتها إلى صنعاء ترتب عليه تأخر وصول الركاب عن المواعيد وسبب لهم مشاكل في الوصول إلى محطاتهم النهائية.
وأوضح أن الخطوط اليمنية ستعمل على إنجاز كافة الترتيبات مع محطة عمان ومساعدة المسافرين في اللحاق برحلاتهم وإعادة ترتيب حجوزاتهم ومنحهم التسهيلات والخدمات المناسبة لمساعدتهم في الوصول إلى وجهاتهم النهائية.
وأكد جحاف أن رحلات الخطوط الجوية اليمنية مجدولة ومصرح لها حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل ، وأن الإجراء الذي تقوم به السلطات السعودية بطلب تصريح لكل رحلة في اليوم السابق هو إجراء إضافي كنوع من التعقيدات التي تضيفها على المسافرين اليمنيين والتي تزيد الأعباء على الخطوط الجوية اليمنية وعلى المسافرين ونوع من أنواع الحصار على الشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر
  • اتفاق أمريكي عراقي يتضمن خروج مئات من قوات التحالف في هذا التوقيت
  • الولايات المتحدة والعراق يتفقان على خطة انسحاب قوات التحالف الدولي
  • الولايات المتحدة توافق على خروج كامل قواتها من العراق بهذا التوقيت
  • توقعاته أخطأت مرة واحدة فقط.. بروفيسور أمريكي يتنبأ بالفائز بالانتخابات الأمريكية وفق “13 مفتاحا”
  • بعد منع طائرة اليمنية.. صنعاء تنتظر توضيح واعتذار الرياض
  • جماعة الحوثي تهاجم الرياض وتتهمها بنقض اتفاق رعته الأمم المتحدة
  • الشايف: منع الطائرة اليمنية من عبور الأجواء السعودية غير قانوني ويخالف الاتفاق الأممي
  • إقلاع رحلة «صنعاء - عمَّان» التي اعادتها السلطات السعودية صباح اليوم
  • قحيم: الرياض تتلاعب بالملف الإنساني وتعرقل فتح وجهتي القاهرة والهند