الجامعة الألمانية ببرلين تشهد ختام ورش عمل التصميم والذكاء الاصطناعى والموسيقى
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
نظمت الجامعة الألمانية بالقاهرة عدد من ورش العمل بمحاور التصميم والذكاء الاصطناعي والموسيقى بالعاصمة الألمانية برلين.
جاء ذلك بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، والمستشار أحمد الانصارى نائبا عن السفير خالد جلال سفير جمهورية مصر العربية بألمانيا، وبيتر جرايسلر المدير العام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفيدرالية، أنك ريفنشتويل المفوضية للسياسية العلمية الدولية وسياسة التعليم والبحث الخارجية وزارة الخارجية الفيدرالية، أمينة دميرويوكن فيجنر عمدة مكتب حي رينيكيندورف برلين، الدكتور مايكل هارمز نائب الأمين العام لخدمة التبادل الأكاديمي الألمانية DAAD، ولفيف من كبار الصحفيين والإعلاميين والشخصيات العامة من الجانبين المصري والألماني والتي استهدفت تحقيق التبادل المعرفي والثقافي بين الشعبين المصري والألماني.
وقال الدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة ورئيس مجلس الأمناء المشارك للجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية، إنه هناك فترة هامة قررت الجامعة الألمانية افتتاح حرمها في برلين ، مشيرا إلى قيام السفارة الألمانية باستضافة وفد الجامعة الألمانية لتسهيل افتتاح فرع الجامعة بألمانيا، فضل عن الترحاب الشديد من وزارة الخارجية الألمانية ووحدت جهودها بتعيين شخص مخصص لإنهاء أوراق طلاب الجامعة الألمانية المسافرين إلى برلين وختم نائب الوزير أوراق أول 67 من هؤلاء الطلاب.
وأكد منصور، خلال احتفالية " التواصل بالموسيقى" أن حرم الجامعة الألمانية في برلين يعد جسرا للتواصل بين مصر وألمانيا وأصبح أسم الجامعة موجود على صفحات وزارة التعليم العالي الألمانية ، موضحا أنه هناك شراكة مع 300 جامعة في ألمانيا وأكثر من 60 شراكة مع قطاع الصناعة.
وتابع رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة أن فاعلية وورش عمل "التصميم والذكاء الاصطناعى والموسيقي " بلغ عددها 15 ورشة و260 مشارك و 22 أستاذا أكاديميا، وهى تحقيقا لحلم قديم عندما تم تنظيم الأسبوع الألماني الثقافي في محافظات الصعيد منذ سنوات، ويتم الآن إعادة هذه الفكرة مرة أخرى في ألمانيا وتهدف إلى تعليم الموسيقى والتصميم والذكاء الاصطناعي والاتصال ، لافتا إلى أن الفاعليات ضمت طلاب من القاهرة وطلاب آخرين من جنسيات أخرى كاليونان وتركيا وألمانيا ومجموعة من الجنسيات المختلفة جاءوا للتواصل معا فى تخصصات عدة، مثل التصميم و الذكاء الاصطناعى، و الموسيقى والميتافيرس وخلافها.
ووجه الدكتور أشرف منصور كلمة للشباب الذى تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاما قائلاً " لديكم مسئولية كبيرة وحضوركم ورش العمل بهدف التواصل وهناك مادة تتحدثون عنها وتعلمتوا فنون التصميم وتم تكوين صداقات بدون النظر الى أى خلفية أو جنسية أو فكر وانتم مسئولون عن تحقيق عالم آمن .
ومن جانبه قال المستشار أحمد الأنصاري، خلال كلمته التى القاها بالاحتفالية نيابة عن خالد جلال سفير مصر لدى ألمانيا ، إن احتفالية "التواصل بالموسيقى" المنعقدة بحرم الجامعة الألمانية في برلين، وورش العمل كانت ملتقى للتصميم والذكاء الاصطناعي والموسيقى، وكل هذه الأنشطة تمهد الطريق إلى المستقبل الباهر ، موجهاً الشكر لكل المشاركين في المجالات المختلفة وهيئة التبادل العلمي الألمانية ووزارة التعليم والبحث العلمي الفيدرالية والدكتور أشرف منصور الذي قدم الكثير للتعليم العالي.
وتابع المستشار أحمد الانصارى، أن العالم في احتياج للتعاون على كافة المستويات وأن العلاقات والتعاون العلمى بين مصر وألمانيا يحقق الابتكار وتتحقق معه الفائدة للجميع ، داعياً المشاركين إلى مزيد من الاستكشاف في مجالات التصميم والذكاء الاصطناعي والموسيقى ، معربا عن شعوره بالفخر من الأعمال والإنجازات والنتائج التى توصلت إليها ورش العمل المشتركة والذى بذل فيها الطلاب المشاركون مجهود كبير خلالها فى تلك المجالات.
وقال بيتر جرايسلر المدير العام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفيدرالية، إن دور الوزارة خلق التواصل بين الناس وهناك أسباب كثيرة لخلق هذا التواصل لتحقيق الإبداع ونشر الثقافة وربط العلاقات وهو مهم لألمانيا والأسواق العالمية والدبلوماسية لايجاد حلول للمشكلات التى تواجههم.
وأضاف أنه تم إنفاق ربع مليون يورو من أجل تحقيق تبادل طلابي وتحقيق التواصل بين الطلاب، موضحاً أن ألمانيا بها علماء متميزين ولكن معظم العلم موجود في بلاد أخرى خارج ألمانيا ،وكل هذه الدول تحتاج إلى تبادل علمي وثقافي ، مشيراً إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية ، تم وضع أول برنامج تبادل علمي مع الشباب من أجل تحقيق السلام والصداقة وهذا ما يحدث الأن في العالم ويمنح الأمل والتفاؤل ، مؤكدا أن هناك طلاب يتواصلون عبر فاعلية "التواصل بالموسيقى" التى تستضيفها الجامعة الألمانية فى برلين ومؤكداً أن العلم يستحق كل الدعم المادى.
فيما قال الدكتور مايكل هارمز نائب الأمين العام لهيئة التبادل الأكاديمي الألمانية DAAD، إن أهمية التعليم تكمن في التبادل العلمي وهو هدف الهيئة، معلنا أن ألمانيا بها وظائف وفرص عمل كثيرة وسوق عمل واعد .
وأضاف خلال فاعلية التواصل بالموسيقى المنعقدة في حرم الجامعة الألمانية ببرلين، أن لديه اتصالات بمصر وأنه قضى بها أسعد أيام حياته وتعرف على الدكتور أشرف منصور منذ سنوات، وأن حرم الجامعة الألمانية ببرلين يسير على خطى نجاح الجامعة الألمانية بالقاهرة، معلنا أن أكثر من ألفين خريج من الجامعة الألمانية بالقاهرة يعملون فى مختلف دول العالم.
وتحدث عن الوضع الحالى العالمى، مؤكدا أن العلم والتبادل العلمي هو آلية الخروج من الأزمات وعلى العلماء والهيئات العلمية الكبرى أن يظهروا المسئولية بأن يكونوا وسطاء بين دول العالم.
وفى الختام شهدت الاحتفالية تنظيم فقرة فنية تحت شعار " بالموسيقى نتواصل" بمشاركة فريق من مختلف الجنسيات ومنها مصريين وألمان والمغرب الذين قدموا باقة من الأغانى المصرية والألمانية ، وسط اعجاب شديد من المشاركين فى حضور الاحتفالية.
وكانت ورش عمل قد عقُدت في محور التصميم تحت شعار "التصميم يتواصل Design connects " حيث عقدت ورشة العمل الأولى تحت عنوان عدسة على المدينة | التصوير المعماري” ” A Lens on the city | Architectural Photography حاضر بها اشرف عصام احمد ودارت حول التصوير الفوتوغرافي المعماري، وكيفية استخدام الكاميرا لالتقاط جماليات المدن، وتوظيف تقنيات الإضاءة والزوايا والتكوين للكشف عن طابع المباني، ومبادئ التصميم والمفاهيم المعمارية.
في حين حملت ورشة العمل الثانية اسم الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي للمبدعين" "AI and Digital Marketing for Creatives وحاضر بها الدكتور احمد وهبي نائب عميد كلية العلوم التطبيقية و الفنون للشئون الطلابية بالجامعة الألمانية بالقاهرة وسارة الديب الاستاذ المساعد بكلية تكنولوجيا الإدارة بالجامعة الألمانية بالقاهرة وجورج سامح وناقشت تحقيق التنافسية التسويقية في مجالات التصميم وما يتطلبه السوق من خلال التطبيق العملي وأدوات التسويق الرقمي الذي يقوده الذكاء الاصطناعي.
وشهدت الورشة الثالثة نقاشاً تشاركيا عن استكشاف فن و علم الطباعة في مدينة برلين والمشهد الفني في الشوارع "Explorng the City Typography and Street Art Scene حاضر بها ميار رضا و استهدفت التعريف بأساسيات الطباعة، وأحدث الاتجاهات والتقنيات سواء لمصممي الجرافيك، أو مصممي الخطوط، أو للمهتمين والهواة0
وناقشت الورشة الرابعة المعنونة ب" ما وراء الفضاء: ورشة عمل التصميم الداخلي"Beyond the space: Interior design workshop و التي حاضر فيها تيودورا رمزي ونيفين فرج كيفية تحويل الأفكار والأحلام والإلهام إلى حقيقة، وتعلم أساسيات تصميم الفراغات، وتصميمها بشكل متناغم وتصميم الفراغ الداخلي والأنماط المختلفة ومطابقة الألوان وكيفية التعامل مع المواد المختلفة ومع العملاء المختلفين وكيفية إنتاج الرسومات التقنية المختلفة، الإضاءة، الطاقة، السباكة، التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، الارتفاعات الداخلية وما إلى ذلك.
وعقدت الورشة الخامسة تحت عنوان " الأشكال الفقهية " Idiosyncratic Forms للمحاضر علاء الانصاري الاستاذ بكلية العلوم التطبيقية و الفنون بالجامعة الألمانية بالقاهرة واستهدفت تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد أفكار مبتكرة وإعادة تصور قطع الأثاث الحديثة المميزة من خلال الجمع بين تقنيات التصميم التقليدية والجديدة، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Midjourney لتحويل التصميمات الأصلية وتجربتها، مما يؤدي إلى قطع أثاث مادية غير اعتيادية.
وشهدت الورشة السادسة تحت عنوان " تجديد الروايات: رحلة عبر الفضاء” Regenerating Narratives: Journey Through Space للمحاضر عمرو فتحي نقاشات عن التجربة المكانية وعناصر التصميم والسرد الدقيق للبيئات المبنية، والتصميم الذي يشرك الحواس، وكيفية التعامل مع الشكل والضوء والمواد المعاد تدويرها لإنشاء رؤى معمارية متكاملة تلبي حاجات المستخدمين .
وناقشت الورشة السابعة مشروع تم تطبيقه في حرم الجامعة الألمانية الدولية GIU بالعاصمة الإدارية الجديدة" إعادة تصور الفضاء: الشكل والأهمية المادية لتنظيم الفراغات التشاركيةReimagining Space: Form and Materiality to curate CoSpacesحاضر بها لميس عبدالله وكان الهدف الرئيسي من المشروع هو تنشيط سوق Bikers Market في حرم GIU (المساحة الحالية) وتحويله إلى مساحة عمل مشتركة انتقائية (مساحة جديدة) من خلال التصميم الداخلي والمساحات والأثاث، حيث استعرضت الورشة تجربة مشاركة الطلاب في الاختبار وتكرار وتجربة مواد ومفاهيم تصميم مختلفة وإنشاء نماذج أو نماذج أولية لتصور كيفية عمل المواد والعناصر معًا قبل الالتزام بالتصميم النهائي، وباستخدام مواد صديقة للبيئة والنباتات والجدران الخضراء، ودمج المواد الطبيعية مثل الخشب والطوب والخيزران في الأثاث والأرضيات التي تقلل التأثير البيئي السلبي.
وفي محور الذكاء الاصطناعي AI Connects تم عقد 6 ورش عمل، حيث ناقشت الأولى "AI-Modelling Future of the City نمذجة مستقبل المدينة بالذكاء الاصطناعي" حاضر بها هبة الله الشعراوي وفاطمة المولد وناقشت التعلم والتعامل مع أدوات مختلفة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الهندسة المعمارية والأدوات المتاحة وكيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء وتصميم مشروع ثلاثي الأبعاد، وتطبيق عملي من خلال مقترح افتراضي في مدينة برلين.
وعقدت الورشة الثانية تحت عنوان التسويق الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي
AI-Powered Digital Marketing وحاضر بها هاني إسماعيل وايمن الصيرفي ودارت حول مستقبل التسويق الرقمي بأسنخدام الذكاء الإصطناعي لرواد الأعمال والمديرين، وتحليل البيانات وإنشاء المحتوى بشكل أكثر ذكاءً من خلال التطبيقات والألعاب.
وعقدت الورشة الثالثة تحت مسمى "Crossroads of Innovation: Uniting AI and Design مفترق طرق الابتكار: توحيد الذكاء الاصطناعي والتصميم" حاضر بها عامر حرب وكارول خوري ودارت حول التخصصات المتعددة التي تجمع بين خبراء الذكاء الاصطناعي والمهندسين والمصممين، بهدف سد الفجوات المعرفية وانتجت ورشة العمل نموذج أولي صناعي يدمج الذكاء الاصطناعي كتقنية أساسية.
وناقشت الورشة الرابعة في محور الذكاء الاصطناعي تمكين المستقبل: رحلة إلى الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات للعقول المبتكرة" Empowering the Future: A Journey into AI and Data Science for Innovative Mind حاضر بها ماجي مشالي الأستاذ المساعد بكلية هندسة و تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الالمانية بالقاهرة ونوراز محمد حول جهاز إنترنت الأشياء المتصل باللاعب الرياضي وواجهة خلفية لنموذج الذكاء الاصطناعي تدعم خوارزميات معالجة الإشارات ، والقدرة على جمع معلومات عن حركة الرياضيين وتسمح لنا باتخاذ القرارات للاعب مباشرة بطريقة وجمع البيانات وتحليلها للوصول إلى قرارات رياضية وأدائية مختلفة.
وناقشت الورشة الخامسة "Advanced Generative AI and Large Language Models الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدم ونماذج اللغات الكبيرة" وحاضر بها كارولين سبتي ودارت حول المعرفة الأساسية ببرمجة بايثون والإلمام بالتعلم الآلي للطلاب والباحثين والمحترفين.
في حين ناقشت الورشة السادسة عنوان "Exploring the Metaverse: Unlocking the Potential of XR Meets AI استكشاف الميتافيرس إطلاق العنان لإمكانيات الواقع الممتد XR يلتقي بالذكاء الاصطناعي" وحاضر فيها الدكتور سليم عبد الناظر رئيس الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة وندى شرف المحاضر بكلية المعلوماتية و علوم الحاسوب بالجامعة الألمانية الدولية حول دمج المفروشات التاريخية والثقافية الغنية للقاهرة وبرلين في مشهد مدينة هجين مثالي واستكشاف التقارب بين هويتين معماريتين متميزتين من خلال القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي وبمشاركة طلاب برنامجي الهندسة المعمارية وعلوم الكمبيوتر للعمل معًا لبناء رؤيتهم الحضرية المثالية.
وشهد المحور الفني الموسيقي الخاص بدورات الموسيقى تتواصل Music connects عقد ورشتي عمل، حيث جاءت الأولى بعنوان "Deep listening” و قدمها كل من ديلا يومورتاسي وجولرو إنساري تناولت الاستماع العميق الذي يعزز الادراك و التركيز على طبقات الموسيقى من خلال تمارين الجسد والتأمل والأداء التفاعلي .
والثانية بعنوان "Piano lab شملت جلسات إحترافية متخصصة في تقنيات مهارات العزف على البيانو قدمتها جولرو انساري عازفة البيانو التركية المعروفة بأدائها الفردي لموسيقى الحجرة على مستوي العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعة الألمانية الجامعة الألمانية بالقاهرة الذكاء الاصطناعي العاصمة الألمانية برلين ورش العمل الجامعة الألمانیة بالقاهرة بالجامعة الألمانیة الألمانیة الدولیة والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی تحت عنوان ورش العمل ورش عمل من خلال
إقرأ أيضاً:
احترس من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لطفلك
فجأة، ظهرت في السوق أدوات ذكاء اصطناعي جديدة للمستهلكين يمكنها أخذ أي جزء من النص أو الصوت أو الفيديو وتوفير ملخصات مبسطة.
في هذه الأيام، كما كتب جيفري آر. يونغ (*) يمكن للطلاب استخدام أدوات مثل «نوتبوك إل إم» NotebookLM من «جوجل» لتحويل ملاحظات محاضراتهم «بودكاست»، حيث تتبادل روبوتات الذكاء الاصطناعي الرائقة المزاح والتعليق على النقاط الرئيسية.
وأغلب الأدوات مجانية، وتقوم بعملها في ثوانٍ بنقرة زر.
أدوات ذكية شائعة
من الطبيعي أن كل هذا يسبب القلق بين بعض المدرسين، الذين يرون الطلاب يوجهون العمل الشاق المتمثل في تجميع المعلومات، إلى أداة الذكاء الاصطناعي بسرعة لم تكن ممكنة من قبل.
لكن الصورة العامة أكثر تعقيداً، خصوصاً وأن هذه الأدوات أصبحت أكثر شيوعاً وبدأ استخدامها يصبح معياراً في مجال الأعمال وغيرها من السياقات خارج الفصل الدراسي.
تعمل الأدوات بمثابة شريان حياة خاص للطلاب الذين يمتازون باختلافات في نشاطهم الذهني، الذين أصبح لديهم فجأة إمكانية الوصول إلى الخدمات التي يمكن أن تساعدهم على التنظيم ودعم فهمهم للقراءة، كما يقول خبراء التدريس.
لا توجد إجابة شاملة
تقول أليكسيس بيرس كوديل، المحاضرة في علوم المعلومات بجامعة إنديانا في بلومنغتون، التي قامت أخيراً بمهمة شارك فيها الكثير من الطلاب بخبراتهم ومخاوفهم بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي: «لا توجد إجابة شاملة... إذ سيستخدمها الطلاب في علم الأحياء بطريقة ما، وسيستخدمها طلاب الكيمياء بطريقة أخرى. ويستخدمها طلابي جميعاً بطرق مختلفة».
وتؤكد المدرسة أن الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يجب أن نفترض أن الطلاب جميعاً غشاشون. وتضيف: «كان بعض الطلاب قلقين بشأن الضغوط التي يتعرضون لها للانخراط في استخدام الأدوات - فإذا كان جميع أقرانهم يفعلون ذلك، فعليهم أن يفعلوا ذلك حتى لو شعروا أنه يعيق تعلمهم الحقيقي». وهم يسألون أنفسهم أسئلة مثل، «هل يساعدني هذا في اجتياز هذه المهمة المحددة أو هذا الاختبار المحدد - لكن هل سيكون هذا على حساب التعلم؟».
وكل هذا يضيف تحديات جديدة إلى المدارس والكليات في محاولتها وضع حدود وسياسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية.
مخاوف من قلة الاستيعاب
يبدو أن شركات التكنولوجيا تعلن كل أسبوع تقريباً - أو حتى كل يوم - عن ميزات جديدة يتبناها الطلاب في دراساتهم.
على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي فقط، أصدرت شركة «أبل» ميزات «أبل إنتليجنس» لأجهزة «آيفون»، ويمكن لإحدى الميزات إعادة صياغة أي جزء من النص بنغمات مختلفة، مثل غير الرسمية أو المهنية. وفي الشهر الماضي، أصدرت شركة «أوبن إيه آي»، وهي الشركة المصنعة لـ«تشات جي بي تي» ميزة تسمى «كانفاس» Canvas تتضمن أشرطة تمرير للمستخدمين لتغيير مستوى قراءة النص على الفور.
يقول مارك واتكينز، وهو محاضر في الكتابة والبلاغة في جامعة ميسيسيبي، إنه قلق من أن الطلاب ينجذبون إلى وعود توفير الوقت التي تقدمها هذه الأدوات، وقد لا يدركون أن استخدامها قد يعني التخلي العمل الفعلي اللازم لاستيعاب المادة وتذكرها.
ويضيف: «من وجهة نظر التدريس والتعلم، هذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لي؛ لأننا نريد لطلابنا أن يكافحوا قليلاً، وأن يكون لديهم القليل من الاحتكاك، لأن هذا مهم لتعلمهم».
ويقول إن الميزات الجديدة تجعل من الصعب على المعلمين تشجيع الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مفيدة - مثل تعليمهم كيفية صياغة المطالبات لتغيير مستوى كتابة شيء ما.
ذلك أن هذه الأدوات «تزيل ذلك المستوى الأخير من الصعوبة المطلوب التغلب عليها في عملهم - وذلك عندما يمكنهم فقط الضغط على الأزرار والحصول (من الأداة) على مسودة نهائية، والحصول على تعليقات على المسودة النهائية أيضاً».
سياسات جديدة للتعليم بالذكاء الاصطناعي... تقادمت
وحتى الأساتذة والكليات التي تبنت سياسات الذكاء الاصطناعي قد تحتاج إلى إعادة النظر فيها في ضوء هذه الأنواع الجديدة من القدرات. كما قال أستاذان في مقال رأي نُشر مؤخراً بعنوان «سياسة الذكاء الاصطناعي الخاصة بك أصبحت قديمة بالفعل».
ويتساءل مؤلفا المقال، زاك جوستوس، مدير تطوير أعضاء هيئة التدريس في جامعة ولاية كاليفورنيافي تشيكو، ونيك جانوس، أستاذ علم الاجتماع هناك، عن مثل هذه الحالة: «طالب يقرأ مقالاً حمّله س، لكن الطالب لا يستطيع تذكر نقطة رئيسية في المقال؛ لذا يستخدم مساعد الذكاء الاصطناعي لتلخيص أو تذكيره بالمكان الذي قرأ فيه شيئاً ما.
هل استخدم هذا الشخص الذكاء الاصطناعي عندما كان هناك حظر على الاستخدام في الفصل الدراسي؟».
ويشيران إلى أن الأدوات الشائعة مثل «أدوبي أكروبات» Adobe Acrobat تحتوي الآن على ميزات «مساعد الذكاء الاصطناعي» التي يمكنها تلخيص المستندات بضغطة زر.
وبدلاً من صياغة وإعادة صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي، يزعم الأستاذان أن المعلمين يجب أن يعملوا على وضع أطر عامة لما هو مقبول من المساعدة من برامج المحادثة الآلية.
لكن مارك واتكينز يدعو صناع أدوات الذكاء الاصطناعي إلى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من سوء استخدام أنظمتهم في البيئات الأكاديمية، أو كما قال : «للتأكد من أن هذه الأداة التي يستخدمها الطلاب بشكل بارز، فعالة بالفعل في تعليمهم وليس فقط بصفتها أداةً لتخفيف العبء».
تجارب ميدانية: دقة غير متساوية
تثير أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه مجموعة من التحديات الجديدة تتجاوز تلك التي كانت موجودة سابقاً.
أحد التحديات هو أن أدوات تلخيص الذكاء الاصطناعي لا تقدم دائماً معلومات دقيقة؛ بسبب ظاهرة نماذج اللغة الكبيرة المعروفة باسم «الهلوسة»، عندما تخمن برامج المحادثة الآلية الحقائق، ولكنها تقدمها للمستخدمين بصفتها أشياء مؤكدة.
التسطيح والعمق لدى الذكاء الاصطناعي
على سبيل المثال، عندما جرَّبت بوني ستاشوياك لأول مرة ميزة البث الصوتي على برنامج «نوتبوك إل إم» من «غوغل»، قالت إنها انبهرت بمدى واقعية أصوات الروبوتات ومدى قدرتها على تلخيص المستندات التي تغذيها بها. وستاشوياك هي مضيفة برنامج البث الصوتي الطويل الأمد، Teaching in Higher Ed، وعميدة التدريس والتعلم في جامعة فانغارد بجنوب كاليفورنيا، وهي تجرّب بانتظام أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في تدريسها.
لكن مع تجربتها للأداة أكثر، وإضافة مستندات حول مواضيع معقدة تعرفها جيداً، لاحظت أخطاء أو سوء فهم عرضياً. وتقول: «إنها تسطح المواضيع فقط - إنها تفتقد معرفة كل هذه الفروق الدقيقة... ويبدو الأمر حميمياً للغاية؛ لأنه صوت والصوت هو وسيلة حميمة للغاية. ولكن بمجرد أن يكون شيئاً تعرف عنه الكثير، فإن الأداة سوف تفشل».
ومع ذلك، تقول إنها وجدت ميزة البث الصوتي في البرنامج مفيدة في مساعدتها على فهم القضايا البيروقراطية والتواصل بشأنها في جامعتها - مثل تحويل جزء من دليل أعضاء هيئة التدريس إلى ملخص للبث الصوتي. وعندما راجعت الأمر مع زملائها الذين يعرفون السياسات جيداً، قالت إنهم شعروا أنه قام «بعمل جيد تماماً». وتقول: «إنه جيد جداً في جعل البيروقراطية ثنائية الأبعاد (غير العميقة) أكثر سهولة في التعامل معها».
إشكالات أخلاقية
وتقول بيرس كوديل، من جامعة إنديانا، إن طلابها أثاروا أيضاً قضايا أخلاقية تتعلق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وتضيف: «يقول البعض إنهم قلقون حقاً بشأن التكاليف البيئية للذكاء الاصطناعي التوليدي واستخدامه»، مشيرة إلى أن «تشات جي بي تي» ونماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى تتطلب كميات كبيرة من قوة الحوسبة والكهرباء.
وتضيف أن آخرين قلقون بشأن مقدار البيانات التي ينتهي بها الأمر بالمستخدمين إلى تقديمها لشركات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً عندما يستخدم الطلاب إصدارات مجانية من الأدوات.
وتتابع: «نحن لا نجري هذا النوع من المناقشات. نحن لا نجري مناقشات حول ما تعنيه مقاومة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بنشاط؟».
ومع ذلك، ترى الدراسة تأثيرات إيجابية على الطلاب، مثل عندما يستخدمون أداة للمساعدة في صنع بطاقات تعليمية للدراسة.
أدوات ممتازة للمصابين بالاضطرابات
وقالت إنها سمعت عن طالب مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الذي كان يجد دائماً قراءة نص كبير أمراً «مربكاً»، لكنه كان يستخدم «تشات جي بي تي» «للتغلب على عقبة الانخراط الأولي في القراءة، ثم كان يتحقق من فهمه باستخدام (تشات جي بي تي)».
وتقول إنها سمعت عن أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى التي يستخدمها الطلاب ذوو الإعاقات الذهنية، مثل الأداة التي تساعد المستخدمين على تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام فرعية أصغر وأكثر قابلية للإدارة. وتؤكد: «هذا ليس غشاً. إنه تقسيم الأشياء وتقدير المدة التي سيستغرقها شيء ما. هذا ليس شيئاً يأتي بشكل طبيعي لكثير من الناس».