برلماني يكشف سبب كثرة الحديث عن الإقليم السني بالآونة الاخيرة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
كشف القيادي في حزب تقدم، النائب برهان النمراوي، اليوم الخميس، ان سبب كثرة الحديث عن الإقليم السني في الآونة الأخيرة هو الخلافات والاختلافات، وفيما أشار الى أن هناك توافقا سياسيا لتمرير قانون العفو العام وادراجه ضمن جدول اعمال جلسة البرلمان المقبلة، أوضح ان رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي اقترح على السيادة والعزم التنازل عن استحقاقهم الوزاري امام منصب رئيس البرلمان.
وقال النمراوي في حديثه لبرنامج (علناً)، الذي تبثه فضائية السومرية، ان "كثرة الحديث عن موضوع الإقليم السني بالآونة الأخيرة وتقدم ضد توجه إقامة إقليم سواء على مستوى المحافظة او المكون السني لان البلد لا يحتاج الى ازمات أخرى"، مشيرا الى ان "فكرة الإقليم لم تطرح في الوقت الحاضر بين المجتمع السني، ولدينا ملفات اهم منها، ولم نلتمس أي تدخل خارجي في هذا الامر وما يطرح عبارة عن اراء".
وأضاف، ان "الاقلمة والحكومة اللامركزية هي مواد أساسية في الدستور العراقي لكن الأولى صرف الحديث عن هذه المواضيع"، مبينا ان "هناك اتفاقا بين الأطراف السياسية داخل قبة البرلمان بضرورة تشريع القوانين المهمة والتي بضمنها (العفو العام)". وتابع، ان "الحكومة المركزية هي الاب الحقيقي لكل أبناء العراق، وهناك العديد من المحافظات طالبت بالإقليم بسبب الاقصاء والتهميش وترى ان حقها لا يصل اليها بشكل صحيح مثل البصرة وصلاح الدين ونرى ان الامر لا داعي له ولا يجب على الاعلام ان يسلط الضوء عليه في الوقت الحاضر"، مؤكدا ان "كل من ينادي بالإقليم لا يستطيع فعل شيء لان أصحاب القرار السياسي هم من يستطيعون فقط اقامته لكن بالوقت الحالي لا يوجد أي حديث عن هذا الامر".
وأشار النمراوي الى ان "الخلافات موجودة في كل المكونات لكنها تتباين فيما بينهم واقربها ما حصل بين المكون الشيعي عند تشكيل الحكومة الذي وصل الى احداث دامية لكنهم في الاخير يغلبون لغة الحوار والاحتكام الى الدستور في جميع الخلافات"، مبينا ان "النواب احرار في عملية تنقلهم بين حزب واخر لكنه محط انتقاد لهم، والبعض منهم تأثروا بالمصالح والماديات والتقييم في الأخير للشعب العراقي، وهناك شخصيات ترى من الخطاب الطائفي مغنم ومكسب انتخابي".
وأوضح ان "العفو العام قانون مهم لشريحة كبيرة من العراقيين ويحتاج الى توافق وسيدرج بالجلسة المقبلة"، مؤكداً ان "هناك توافقا سياسيا على مستوى جميع المكونات بالذهاب الى تعديل نص قانون العفو العام واقراره للسماح بانصاف الأبرياء وخروجهم ومعاقبة المجرمين".
ولفت الى ان "فترة حكم الحلبوسي للبرلمان شهدت استقرارا سياسيا كبيرا وعمرانا وخدمات وتم إقرار العديد من القوانين المهمة، ومنصب رئيس البرلمان استحقاق انتخابي لتقدم، والأطراف السنية كلها اقرت بهذا الامر"، مردفاً انه "بعد زيارة بارزاني حصل تقارب ما بين الحلبوسي وباقي القوى السنية، ونحن لسنا ضد شخص العيساوي ولكن ضد الالية التي تم طرحه بها وتحالف السيادة لو ناقش معنا ترشيح العيساوي لكان من الممكن الموافقة عليه".
واستدرك النمراوي بالقول، ان "الحلبوسي اقترح على السيادة والعزم التنازل عن استحقاقهم الوزاري امام منصب رئيس البرلمان، وترشيح ثلاث شخصيات ويختار تقدم واحدة منهم"، موضحا ان "الدور الخارجي طبيعي جداً والاهتمام بالعراق كالاهتمام بغيره ولم يقدموا أكثر من النصيحة".
وأكمل، النمراوي ان "الإطار التنسيقي مطالب بحفظ الاتفاقات والاغلبية لدى المكونات لأنه يعتبر الأخ الأكبر بالنسبة للمكون السياسي لكي تستقيم العملية السياسية"، منوهاً ان "الانقسام الحاصل الان في كل المكونات وليس في البيت السني وحده، وندعو الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء الى ان يكونوا حكاماً في إعطاء الحق لأصحابه".
وحول قانون الحشد الشعبي، أكد القيادي في تحالف تقدم، ان "الحلبوسي ليس بالضد منه لأنه مؤسسة امنية، لكنه يصر على ان تكون الهيئة مستقلة وبعيدة عن كل السياسيين بمختلف مسمياتهم"، داعياً الى ان "يكون القانون رصيناً يهتم بكل شرائح المجتمع العراقي الذين هم ضمن هذا التوجه وحفظ حقوقهم، وان لا يجير فقط للشيعة، ولا ان يذهب قانون العفو العام للسنة فقط".
وأردف، ان "التباين في وجهات النظر بين المكونات السياسية في حدود القانون والدستور مسموح بها ولن نصل الى عدم الاستقرار الأمني بسببها لان الأوضاع مستقرة والمواطنين لديهم وعي كبير".
واختتم النمراوي قوله بأن "الحدود العراقية مع سوريا من الممكن ان تتعرض الى تهديدات امنية ونحتاج الى يقظة ووعي أمني، ونحن كمكون سني نضع الكرة في ملعب رئيس الوزراء بملف قوات التحالف الدولية وهو يخضع لتقييمات من قبل السوداني"، مضيفا "إذا أراد إخراجها نحن نؤيد ذلك ولا يوجد أي تهديد تجاه السلم الأهلي في حال خرجت من العراق".
وطالب، النمراوي الحكومة الامريكية بـ"الوقوف مع الشعب العراقي باقتصاده واستثماره ولا توجد مصلحة لاي بلد بمعاداة دولة أخرى ويجب ان تنظم العلاقة ما بين العراق والولايات المتحدة ضمن الدستورية الدولية والمصلحة المتبادلة".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: العفو العام الحدیث عن الى ان
إقرأ أيضاً:
خلافات سياسية تعطل البرلمان العراقي ومخاوف من السلة الواحدة
بغداد- يشهد مجلس النواب العراقي حالة من الشلل التام، منذ 16 من فبراير/شباط الماضي، حيث تعطلت جلساته بشكل متكرر لعدم اكتمال النصاب القانوني المطلوب، والمحدد بـ166 نائبًا من أصل 318، كان آخرها جلسة اليوم التي لم تعقد لنفس السبب.
وتصدر الخلاف بين الكتل النيابية بسبب عدد من القوانين المطروحة، مثل قوانين الحشد الشعبي والمساءلة والعدالة، وهو ما دفع بعض النواب للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، في حين يرى آخرون أن الحل يكمن بالتوافق السياسي خارج قبة البرلمان، مع تصاعد المخاوف من لجوء القوى السياسية إلى "السلة الواحدة" بتمرير مجموعة من القوانين المتنازع عليها دفعة واحدة.
يمثل قانون هيئة الحشد الشعبي الذي يعود إلى عام 2014 إحدى القضايا المعقدة والمثيرة للجدل في المشهد السياسي العراقي، حيث لعبت قوات الحشد الشعبي دورا محوريا في الحرب ضد "تنظيم الدولة الإسلامية"، حيث تشكّل -منذ تأسيسه- من فصائل مسلحة متنوعة، بعضها يتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، وهو ما جعله قوة مؤثرة في المشهد الأمني والسياسي للبلاد.
وفي عام 2024، أرسلت الحكومة تعديلا للقانون، يتضمن وضع حدود دنيا وعليا لرواتب منتسبي الحشد وتحديد السن القانونية للتقاعد، إلا أن مجلس النواب أخفق بالتوصل لصيغة توافقية على القانون، في جلسته التي عقدت في 4 فبراير/شباط الماضي، وتم رفعه من جدول الأعمال، ما دعا قوى شيعية لإعلان مقاطعتها لجلسات البرلمان إلى حين إدراج القانون ضمن جدول الأعمال مرة أخرى.
إعلانأما بخصوص قانون "المساءلة والعدالة"، فيذكر أنه في يوم 16 أبريل/نيسان 2003 أصدر الحاكم المدني الأميركي للعراق آنذاك بول بريمر أحد أولى قرارته بإنشاء "هيئة اجتثاث البعث" بغرض "تطهير أجهزة الدولة العراقية من قيادات وأعضاء حزب البعث العراقي المنحل" الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتولت هذه الهيئة مهمة توفير معلومات وكشف هوية أعضاء الحزب من ذوي درجات عضوية محددة، ليتم فصلهم من مرافق الدولة، إضافة إلى "إزالة آثار البعث من الحياة والمجتمع".
وفي يناير/كانون الثاني 2008 أقر البرلمان العراقي قانون المساءلة والعدالة الذي يقضى بتشكيل "هيئة وطنية عليا للمساءلة والعدالة" بدلا من "هيئة اجتثاث البعث".
دعوة للحلأعرب النائب بالبرلمان العراقي عن المكون الكردي أوميد محمد عن قلقه بشأن الوضع الحالي للمجلس، مشيرًا إلى وجود مشاكل في قانوني الحشد الشعبي والمساءلة والعدالة.
وأوضح محمد في حديث للجزيرة نت أن الكتلة الكبيرة داخل مجلس النواب، المتمثلة في تحالف الإطار التنسيقي، اشترطت لإتمام الجلسات إضافة فقرة التصويت على قانون الحشد، مما انعكس سلبًا على أداء المجلس التشريعي والرقابي، وتسبب في حالة من الجمود التام.
ودعا محمد إلى حل هذه الأمور الخلافية خارج قبة البرلمان، والتركيز على تشريع القوانين التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، مؤكدا على إمكانية تشريع قوانين غير خلافية وإضافتها إلى جداول أعمال المجلس.
وأشار إلى أن إصرار تحالف الإطار التنسيقي على إضافة فقرة قانون الحشد أدت إلى تعطيل أداء المجلس وجلساته، محملا هيئة الرئاسة بالبرلمان مسؤولية كبيرة في الفترة المتبقية من عمر البرلمان الحالي، داعيًا إلى وضع جداول أعمال غير خلافية لحين حسم موضوع قانَوني الحشد والمساءلة والعدالة خارج البرلمان.
اشترطت بعض القوى السنية حل هيئة المساءلة والعدالة لانتفاء الحاجة لها، وإدراج الصحوات ضمن قانون الحشد الشعبي لتمريره داخل قبة البرلمان، حيث أكد النائب رعد الدهلكي، رئيس تحالف العزم في ديالى وعضو البرلمان العراقي عن المكون السني، أن "هيئة المساءلة والعدالة أصبحت من الماضي".
إعلانوأشار الدهلكي في حديثه للجزيرة نت إلى أن القانون كان انتقاليًا وشابته العديد من المشاكل وتم استخدامه في بعض الأحيان للتسقيط السياسي، وأضاف أن "إنهاء عمل هيئة المساءلة يمثل خطوة ضرورية ضمن المصالحة الوطنية وحسم المشاكل السابقة".
وبشأن قانون الحشد الشعبي، شدد الدهلكي على ضرورة إدراج أبناء الصحوات ضمن القانون، معتبرًا ذلك مطلبًا قانونيًا ووطنيًا، نظرًا للدور المميز الذي قامت به هذه الشريحة في محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في مناطقها.
وأشار الدهلكي إلى أن أبناء الصحوات قدموا تضحيات كبيرة، وأن إنصافهم ومنحهم الحقوق أسوة بمنتسبي الحشد الشعبي هو مطلب وطني لا يمكن التنازل عنه.
وانتقد الدهلكي التفاوت الكبير في الرواتب بين أبناء الصحوات والحشد الشعبي، حيث يتقاضى أبناء الصحوات 450 ألف دينار شهريًا (نحو 350 دولارا) بينما يتقاضى منتسبو الحشد الشعبي مليون و500 ألف دينار (نحو 1220 دولارا)، بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى، معتبرًا أن ذلك أمر غير منصف.
السلة الواحدةمن جانبه، تحدث النائب عن المكون الشيعي حسين السعبري عن مشكلة عدم اكتمال النصاب وعدم حضور النواب والجلسات، مما يسبب حرجًا أمام الجمهور، وطالب بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، إذا لم يتمكن من الالتزام بجلساته وإكمال النصاب.
وأشار السعبري في حديثه للجزيرة نت إلى وجود العديد من القوانين المهمة التي يجب المضي بها والتصويت عليها، مؤكدا أن تسبب قانون واحد بهذا الإشكال هو خطأ يسبب حرجًا.
وفي سياق متصل، وصف الباحث السياسي مجاشع التميمي السلطة التشريعية بأنها "مقيدة بشكل كبير لتحالف إدارة الدولة"، وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن "التوافقية هذه المرة أخذت شكلًا أكثر حدة وقوة، مما يشير إلى أن القوى السياسية ستلجأ مرة أخرى إلى السلة الواحدة، حيث تتعطل جميع مهام البرلمان التشريعية والرقابية والمحاسبية".
إعلانوتوقع التميمي أن يلجأ البرلمان إلى تشريع مجموعة قوانين تشمل قانونًا يمثل الأكراد وقضاياهم مثل حلبجة وقانون النفط والغاز، وقانونًا ينهي مهام هيئة المساءلة والعدالة بالنسبة للمكون السني، وقانون التقاعد للحشد الشعبي بالنسبة للمكون الشيعي، مشيرا إلى أن القوى السياسية وصلت إلى مرحلة العجز، وبدأت تفكر جديًا في مرحلة ما بعد هذه الدورة البرلمانية.
وكان مجلس النواب العراقي قد مرر في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، 3 قوانين "جدلية" دفعة واحدة، وهي تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والعفو العام، وإعادة العقارات إلى أصحابها، بعد خلافات امتدت لأشهر، ودفعت إلى إلغاء العديد من الجلسات نتيجة المشاجرات والسجالات بشأنها.